اعلن وزير الداخلية الجزائري الطيب بلعيز الجمعة ان الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة فاز بولاية رابعة في انتخابات الخميس الرئاسية جامعا 81،53% من الاصوات.
وجاء منافسه الاول علي بن فليس في المركز الثاني بنسبة 12,18%.
واكد بلعيز ان نسبة المشاركة التي بلغت 51,7 بالمئة لا تاخذ في الحسبان الجزائريين الذي انتخبوا في الخارج وعددهم اكثر من مليون ناخب.
ينتظر الجزائريون اعلان وزير الداخلية الجمعة نتائج الانتخابات الرئاسية التي يرجح ان تؤكد فوز عبد العزيز بوتفليقة (77 سنة) بولاية رابعة رغم متاعبه الصحية.
ويعقد وزير الداخلية الطيب بلعيز مؤتمرا صحافيا يعلن فيه النتائج الاولية للمرشحين، على ان تعلن النتائج النهائية بعد اسبوع من قبل المجلس الدستوري.
واعلن بلعيز مساء الخميس ان نسبة المشاركة الاجمالية والنهائية في الانتخابات الرئاسية الجزائرية بلغت 51,7% متراجعة بالمقارنة مع آخر انتخابات رئاسية جرت في 2009 وبلغت 74,11 في المئة.
وقبل اعلان النتائج بدأ انصار بوتفليقة منذ مساء الخميس بالاحتفال بفوزه بعد تسريب وسائل اعلام بعض النتائج الجزئية التي اظهرت تقدم الرئيس المنتهية ولايته.
واعترف منافسه الاكبر علي بن فليس ضمنيا مساء الخميس بالهزيمة لكنه اكد انه "لن يقبل ابدا بهذه النتائج" منددا ب"التزوير" الذي "اخمد مرة اخرى صوت التعبير الحر والخيار السيد للشعب الجزائري".
وقال ان "التاريخ سيحفظ هذا اليوم لما وقع فيه من اعتداء على ضمير الامة عن طريق اغتصاب ارادتها وسرقة اصوات المواطنين ومصادرة الإرادة الشعبية".
ودعا بن فليس الجزائريين الى "الصبر والحذر.. وعدم الخضوع إلى اي استفزاز من شأنه المساس بطمأنينة المواطنين او سكينة المجتمع".
واتهم انصار بوتفليقة بن فليس بانه سيحدث الفوضى في الشارع في حالة عدم فوزه في الانتخابات، كما اتهموه ب "الارهاب".
ويتنافس في الانتخابات بالاضافة الى بوتفليقة وخصمه الاول علي بن فليس، رئيسة حزب العمال التروتسكي لويزة حنون وعبد العزيز بلعيد رئيس حزب جبهة المستقبل وعلي فوزي رباعين رئيس حزب عهد 54 وموسى تواتي رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية.
ونتيجة للتوتر الذي سبق بداية الاقتراع جندت الحكومة اكثر من 260 الف شرطي ودركي لحماية نحو 23 مليون ناخب تمت دعوتهم للادلاء باصواتهم في 50 الف مكتب تصويت.
وشابت الانتخابات الخميس حوادث متفرقة، خصوصا في البويرة جنوب شرق الجزائر، حيث اندلعت مشادات بين المقاطعين وقوات الدرك، ما اسفر عن 70 جريحا منهم 47 دركيا، بحسب مصادر متطابقة.
وركزت اغلب الصحف الجزائرية الصادرة الجمعة على ظهور الرئيس المنتهية ولايته وهو يدلي بصوته على كرسي متحرك في انتخابات رئاسية "لم تكن تحمل اي رهانات".
وكتبت صحيفة الوطن الناطقة باللغة الفرنسية ان "اداء الرئيس لواجبه الانتخابي بمساعدة احد مرافقيه من بداية العملية الى وضع بصمة اصبعه على سجل الناخبين يكذب التطمينات التي ما فتئ يطلقها انصاره بان صحته تحسنت منذ اصابته بجلطة دماغية في نيسان/ابريل 2013".
وبالنسبة لصحيفة ليبرتي فان "الانتخابات بحد ذاتها لم تكن تحمل اي رهانات .. والرهان الوحيد هو في الحقيقة لما بعد 17 نيسان/ابريل".
وبالنسبة للشروق فان ظهور الرئيس "مقعدا" اثار عطف فئة من الجزائريين "يعتقدون أن الرئيس ضحى بحياته من أجل الجزائر".
لكن كاتب عمود "نقطة نظام" في صحيفة الخبر، سعد بوعقبة اعتبر ان "كل من شاهد الرئيس بوتفليقة وهو يمارس حقه الانتخابي فوق كرسي متحرك.. لا شك أنه قرر عدم التصويت".
واضاف ان "الجهاز الوطني لتزوير الانتخابات نجح في تزوير رئيس أصبح وقوفه على رجليه.. ونطقه لبعض الكلمات كالطفل الصغير +حدثا سياسيا+".
وعن النتائج غير الرسمية التي اظهرت فوز بوتفليقة اكدت صحيفة الشروق ان "الجزائريين فضلوا الاستمرارية على التغيير داخل النظام القائم".
وبحسبها فانه "لا يوجد بين (المرشحين المنافسين لبوتفليقة) اي من الأسماء المحسوبة على المعارضة التمثيلية...". وحتى المنافس الاكبر له علي بن فليس فهو "من الوجوه المحسوبة على اطراف في النظام القائم" بما انه شغل منصب وزير عدل ورئيس حكومة.
اما صحيفة ليبرتي فابدت اعتقادها ان "الولاية الرابعة ستساهم في اضعاف نظام بوتفليقة وستؤدي في النهاية الى سقوطه.. لتبدا مرحلة سياسية جديدة تعبر عن ارادة الجزائريين في التغيير".
ومنذ استقلال الجزائر في 1962 حكمها سبعة رؤساء لم يغادر واحد منهم منصبه بالانتخاب، بل اما بسبب الوفاة او الاغتيال او الانقلاب او الاستقالة.
1205 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع