ادباء عراقيون يستنكرون حرق رواية "عذراء سنجار" في سيطرة أربيل!

التفاصيل

المجموعة: ثقافة وأدب

تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 03 نيسان/أبريل 2016 08:16

استنكر العديد من الادباء والمثقفين العراقيين قيام احدى سيطرات أربيل على حرق رواية (عذراء سنجار) للكاتب وارد بدر السالم كانت بحوزة أحد القرّاء الذي اقتناها من مكتبات بغداد بغرض إيصالها الى محافظة دهوك بطلب من قرّاء آخرين ..

أيلاف/ عبدالجبار العتابي:طالب ادباء ومثقفون عراقيون بوقفة جادة لما تعرضت له رواية (عذراء سنجار) من حرق في احدى السيطرات جنوبي محافظة من دون معرفة سبب هذا التصرف الغريب من قبل شرطة السيطرة ..مطالبين استنكار هذه   الاعمال التي وصفت بـ( الارهابية الداعشية) وفتح تحقيق حول منع دخول هكذا منجز ثقافي الى اقليم كردستان وتقديم اعتذار رسمي للكاتب الذي استغرب هذه الحادثة وواصفا حرق روايته بحرق الطيار الاردني معاذ الكساسبة الذي قام تنظيم داعش الارهابي بحرقه .

حرق "عذراء سنجار" يشبه حرق " معاذ الكساسبة"
 فقد اكد الروائي وارد بدر السالم ان حرق "عذراء سنجار" يشبه حرق " معاذ الكساسبة" !، وقال : هذا حدث غريب ونادر ،وفعلاً لم يحصل إن تجرأ عنصر أمني أو عسكري أو أي صفة يحملها بحرق رواية لأديب عراقي بدعوى انها مكتوبة باللغة العربية كما ظهر في أول الأمر وتسرّب الينا .
واضاف: في الأمر (حدث) آخر لم نعرفه حتى الآن ، وفي الموضوع (قصة) مريبة أكاد أتوصل اليها بجهود ذاتية ، وأظن الأمر ليس عفوياً 100% كما كنت أعتقد واعتقد غيري ،ليس عفوياً جداً أن يطلبوا من السائق على الفور أن يعطي لعناصر السيطرة ما يحمله من نسخ من رواية " عذراء سنجار" ويضعونها في محرقة صغيرة وعلى الفور أيضاً ..
وتابع: سرعة الفعل وتنفيذه هو ما يثير الشكوك ، وارتباك السائق الذي حمل النسخ بشكل عفوي وطبيعي ، وخوفه حتى هذه اللحظة ما يعزز الشكوك في (نوع) الكلام والتوبيخ الذي تلقّاه من عناصر السيطرة ..
وأوضح : حرق "عذراء سنجار" في هذه الحالة يشبه حرق الطيار الأردني الشهيد " معاذ الكساسبة" ولا تستغربوا مثل هذا التشبيه الصعب .. فالشهيد الكساسبة روح وعذراء سنجار روح .. انها روحي .. وروح الأيزيديين وروح أدباء العراق وروح العراقيين المظلومين في كل مكان على هذه الأرض ..
وختم بالقول : على وزير الثقافة الأستاذ فرياد أن يحرّك نفسه قليلا ..فالقضية ليست شخصية بالنسبة لي .. انها قضية أخلاق أدبية في مكان سياحي وواجهة عراقية وعربية ..حرق كتاب ليس سهلا بالمعنى الرمزي
 
  حرق الكتب وحرق الأفكار..
من جانبه اكد اتحاد الادباء والكتاب في العراق ان هذه سابقة خطيرة، وقال الاديب علي الفوزار ،عضو الهيأة الادارية للاتحاد : حرق الكتب نوع من الاستبداد، وممارسة في تعديم الفكر والحوار، وإعادة قهرية لثقافات الجماعات التي لاتؤمن بالاختلاف، ولا بالتنوع..
واضاف: ما حملته الأخبار عن قيام بعض رجال السيطرة في اربيل بحرق رواية الكاتب العراقي المعروف وارد بدر السالم تمثل سابقة خطيرة، وموقفا ينبغي الوقوف عنده، ومعالجته بروح المسؤولية، وبمشروعية الحرية والديمقراطية التي يتنادى بها الجميع..
وأوضح : هذه الحادثة/ الحدث يمسّ جوهر ثقافتنا العراقية، مثلما يمسّ جوهر حرية الرأي والتفكير، والذي نعتقد أن حكومة اقليم كوردستان أكثر حرصا في تكريسه وفي الدفاع عنه، لاسيما وأن الرواية تعالج قضية انسانية خطيرة تتعلق بجرائم داعش خلال احتلالها لمدينة سنجار العراقية، والتي تعرض مواطنوها الى أبشع عمليات القهر والقتل والطرد، ومنهم النساء اللائي أصبح موضوعهنّ شأنا دوليا، وموضوعا حقوقيا تعرفه المنظمات الدولية..
ووتابع : صورة عذراء سنجار هي التعبير الواقعي والسردي عن هذه المشكلة الاخلاقية والانسانية والحقوقية، وقد مارس الروائي حقه التعبيري في مقاربتها من منطلق معايشتها لأبناء سنجار في مهاجرهم، ومن منطلق انتمائه العراقي ومسؤوليته في الدفاع عن مواطنيه وعن قضاياه..
وختم بالقول : نرجو من السيد رئيس اقليم كوردستان الاستاذ مسعود برزاني ومن السيد رئيس الوزراء في الاقليم الاستاذ نجيرفان برزاني ومن السيد وزير الثقافة في الاقليم التدخل مباشرة لتقصي هذا الموضوع والوقوف عند أسبابه حتى لايتكرر، لانه موضوع يخص قضايا حقوقية ووطنية، وكوردستان بيت رحب للحرية نأمل أن تتجد الجهات المعنية الاجراءات المناسبة بحق مرتكبي هذا الجرم الثقافي..

دعوة الى تظاهرات
فيما طالب الاديب علي لفته سعيد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس اقليم كردستان ووزير الثقافة و رئيس اتحاد الادباء والكتاب في العراق والسكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية ورئيس اتحاد الأدباء العرب للتدخل ، وقال : لم نعتد ان تقوم عناصر من الأمن بحرق كتب لأديب عراقي معروف يمثل في أدبه العراق ويمثل الادباء بحرفه وإبداعه ولم يسبق ان حصل هذا في تاريخ العراق ولكنه حصل في إحدى سيطرات ما بعد التغيير جنوب اربيل عند المدخل الذي كنا نتمنى الا يكون بيننا وبين اربيل العراقية التي نحب، وقد قام  احد عناصر نقطة التفتيش ولا اريد ان اسميها الحدود بحرق رواية ( عذراء سنجار ) لوارد بدر السالم وهذه تعد جريمة ليس بحق الابداع الشخصي لوارد لانه لا يمثل نفسه بل هو اعتداء وجريمة للادب العراقي كافة سواء منه ما مكتوب باللغة العربية ام ابلغة الكردية او اية لغة عراقية في خارطة الروح العراق.
 واضاف:لذا فاننا ندعو جميع الجهات الى اعتقال من قام بحرق الرواية ومن امر بها وساند في السيطرة،وانزال اقسى العقوبات الادارية بحقهم جميعا و اصدار بيان اعتذار فوري من قبل السلطات المحلية في اربيل ومن يمثل نقطة التفتيش.
وختم بالقول : في حالة عدم تنفيذ هذا النقاط فاننا نطالب الادباء والمثقفين والمبدعين العراقيين الى الخروج بتظاهرة في كل المحافظات في وقت واحد وان تكون في بغداد امام مبنى رئيس الجمهورية
 
  عذراء سنجار ...دخلت القلوب من بوابة الوجدان
اما الاديب ئاوات حسن أمين فقال : الكتاب .. هي جودة الروح البشرية منذ الأزل ، وخصوصا أذا كانت كتابا سرديا - روائيا -وأنا فرحت كثيرا بصدور رواية صديقي المبدع ( وارد بدر سالم ) عذراء سنجار ، وفرحت أكثر بان الرواية يتناول مأساة اليزيديين ، أبناء شعبى الأعزاء .
 واضاف: نحن في السابق كنّا نعتب على مثقفي بقية الشعوب وخصوصا شركائنا في الوطن تجاهل مأساتنا ، وها قد تم ماكنا نبتغي ... ولكن أسفي بأنني سمعت بأن الرواية قد منعت من دخول أربيل ، وأحرقت عند بوابتها .. من قبل شخص في السيطرة ، أتمنى بان يكون الخبر كاذبا .. وأتمنى أكثر بأن لايكون مع سبق الإصرار والترصد من قبل ابو السيطرة .لانه أبدا لايمنع دخول كتاب من دخولها الى قلوب قرأها خصوصا لكاتب وروائي بحجم وارد بدر سالم ،وأن منع الرواية يكون معيبا على القائمين لمعرض أربيل الدولي للكتاب لأن رواية ( عذراء سنجار .. دخل قلوب من بوابة الوجدان ... قبل بوابة السيطرة
 
    يذكر .. ان رواية  " عذراء سنجار" الصادرة حديثا عن دار منشورات ضفاف ..هي أول رواية عراقية وعربية تتحدث عن المأساة التي تعرض لها الأيزيديون العراقيون حينما احتلت داعش ( ومن معها من الخلايا العربية النائمة) مدنهم وقراهم في أبشع صور الإبادة والغزو والسبي والخطف وامتهان كرامة الإنسان ومعتقده ودينه ..
تقع الرواية في 408 صفحة وهي الجزء الأول من ملحمةعراقية أطمح أن تسلط الضوء على هذه النكبة الجماعية التي تعرضت لها طائفة عراقية مسالمة حينما توفرت ظروف الغزو الداعشي من غدر وخيانة وضعف الدولة الطائفية لتحدث هذه المأساة المروعة التي ما تزال قائمة بالرغم من تحرير سنجار .