محطات من ذاكرتي خلف مايكروفون الاذاعة الكوردية - لمناسبة الذكرى ٧٨ لانطلاقها
بقلم/ جمال برواري*
اجوبة على الكثير من الشكوك التي كانت تحوم حولها ؟؟؟
-الاذاعة الكوردية مدرسة خرجت الكثير من الاعلاميين والادباء والكتاب والشعراء وهم الام في مواقع متقدمة من المسؤلية في الحزب والحكومة .
-الشيخ عبد الحميد الاتروشي قاضي بغداد الاول حديثه الديني الاسبوعي
-قصائد وكلمات لشعراء كبار الهبت شعور الكوردايتي .
-الاذاعة الكوردية في معظم الاوقات كانت تضم عدداً غير قليل من المناضلين الذين كانوا لايتمنون الا الخير لابناء شعبهم .
-ناصر رزازي - كوردستان مدينتي الجميلة
-مزهري خالقي - ساعود الى موطني رغم انف الاعداء
-طاهر توفيق - داري ئازادي اي شجرة الحرية
لعلنا لا نغالي اذا قلنا ان بث الفترة الكوردية في اذاعة بغداد في بداية الامر انعطاف في الاعتراف باهمية شعب له مقوماته وتراثه وفي مرحلة مهمة في تاريخ الفن الكوردي نحو التطور ولا سيما الاغنية الكوردية ،كما نستطيع ان نقول لولا الاذاعة الكوردية لضاع الكثير من التراث والفولكلور الكوردي فضلا عن تطور وصقل مواهب الكثير من الفنانين .
الاذاعة الكوردية كانت تضم في معظم فتراتها عدداً غير قليل من المناضلين الذين كانوا لايتمنون الا الخير لابناء شعبهم ونقيض من كان ينظر اليهم بعين عدم الارتياح .
الحديث عن صرح مهم هوى ،ودام اكثر من سبعة قرون امر مهم لتوضيح الكثير عنها للاجيال الحالية واللاحقة لان هناك جيلا كاملا يجهل الكثير عن هذا المرفق الحيوي الذي كان يلعلع في يوم ما وكان محل اعجاب الكثيرين وينتظرون افتتاحه على انغام صوت القبج (الحجل).
اذا من الانصاف ان نسلط الضوء بعض الضوء على دور الاذاعة الكوردية خلال عمرها الطويل ،رغم ما قال ويقال والشكوك التي كانت تحوم حولها والانتقادات الموجهة اليها .
اود هنا ان اذكر بعضا من الاسماء والشخصيات اللا معة من الادباء والكتاب والفنانين الذين عملوا كمذيعين فيها والذين شاركو وقدموا برامج ادبية وفنية وتارخية والان هم في مواقع ومناصب متقدمة في الحزب والحكمومة في اقليم كوردستان:
الدكتور جعفر ابراهيم ئيمينكي كان يعمل مذيعا في الاذاعة الكوردية والان نائب رئيس برلمان كوردستان وقيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني ،واللواء مظفر ديركي كان مذيعا في الاذاعة الكوردية كذلك اللواء عبدالحافظ مايي كان مذيعا في الاذاعة الكوردية ،.مؤيد طيب عضو برلمان العراق الدورة السابقة كان يقدم برنامجا (لكل اغنية قصة )،محفوظ مايي كان يقدم برنامجا في الاذاعة الكوردية والان هو مدير مؤسسة خاني الاعلامية للحزب الديمقراطي الكوردستاني ،نصرت هادي مدير مكتب ktv في دهوك كان يقدم برنامجا في الاذاعة الكوردية،فرزندة (باله باواني )عضو برلمان العراق الدورة السابقة كان مذيعا ،جميل عبدي جميل عضو برلمان كوردستان الدورة السابقة كان يعمل مذيعا ويقدم برنامجا ،الكتور عبدالرحمن حاجي زيباري والان يعمل محامي والكتور جوهر زيباري الان استاذ جامعي ، والشيخ الدكتور عبدالحميد امام وخطيب الجامع الكبير في دهوك والدكتور ناظم سليمان جخسي يعمل الان اساتذ جامعي في جامعة دهوك والدكتور موفق سليمان برواري الان استاذ جامعي في جامعة دهوك وكان عميد كلية الزراعة والدكتور بدرخان السندي والدكتور ابراهيم سلمان الان دكتور في هولنده والدكتور هيشا السندي الان استاذ جامعي في الجمعة الامريكية، وفهمي سلمان قيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني ،هؤلاء شاركو وقدمو برامج في الاذاعة الكوردية في بغداد ، والاعلامي المعروف هاشم علي مندي كان مذيعا ومقدما لعدد من البرامج في الاذاعة الكورية وكذلك الاعلامي نجيب بالايي والكاتب كريم بياني الذي كان مديرا لمديرية الطباعة والنشر في دهوك والكتور شوكت سندي كان لهم برامج في الاذاعة الكوردية .
وهناك اسماء اخرى لا تسعفني الذاكرة لذكر اسما ئهم .
برامج الاذاعة الكوردية كانت تسعى الى اشاعة روح القومية والثقافة والادب الكوردي وبلغة كوردية سلسة وسليمة بحيث يفهمها الكل وبدون تعقيد .
انطلق البث الكوردي ولمدة خمس عشرة دقيقة في ٢٩-١-١٩٣٩بثا حيا وعلى الهواء مباشرة . ضمن برامج اذاعة بغداد الام.
كنت مستمعا لهذه الاذاعة وانا طفل في الخمسينيات،شاءت الاقدار ان اقف خلف مايكروفون هذه الاذاعة في بغداد وانا طالب في المرحلة الثالثة في كلية الاداب جامعة بغداد عام 1972بعد تطور مساحة بثها واقسامها والتطور الذي حصل فيها بعد اتفاقية الحادي عشر من اذار لتصبح مديرية لها اقسامها كبقية الاذاعات الاخرى واذاعة الام اذاعة بغداد العربية .
قدمت العديد من البرامج المسموعة والجماهيرية وابرزها برنامج مع المستمعين الذي استقطب جمهورا واسعا من المستمعين عبر الاتصالات المباشرة مع المستمعين وليكون اول برنامج مباشر في تاريخ هذه الاذاعة ووسيلة تواصل بين المستمعين عبر رسائلهم الصوتية عبر التلفون ورسائل تحمل نتاجاتهم وافكارهم الادبية والفنية واجراء لقاءات عبر مايكروفون البرنامج مع الفنانين والادباء ومازال البرنامج عالقا في اذهان الكثير من مستمعيه عندما التقي بهم هم يذكرونني بفقرات البرنامج .
"ذات مرة اتصل بي احد مستمعي البرنامج وقال :ان برنامجك وقصيدة الدكتور بدرخان السندي الهب الحماس والشعور القومي الكوردايتي لدى الالاف من الشباب والتحقوا بصفوف البيشمركة ،كنت قد استخدمت قصيدة الشاعر الدكتور بدرخان السندي (سه ر ئه فراز جومه شكاكا ناف ميرخاسو مير جاكا) كمقدمة لبرنامج يومي .
"كانت الاذاعة الكوردية تبث اغاني رمزية تتغنى وتمجد قضية شعبنا الكوردي ولفنانين كبار امثال تحسين طه واياز زاخويي وفؤاد احمد ومحمد جزا ومن كلمات شعراء كبار كلمات الشاعر مؤيد طيب والدكتور بدرخان السندي كانت تتغنى بكوردستان (اغنية دستار وجبكه م ئه ز) كانت من المعلقات التي الهبت الحس القومي الكوردايتي والتي استقطب جمهوراً واسعا من مستمعي الاذاعة الكوردية .
"الاذاعة الكوردية كانت مدرسة ادبية فنية ثقافية وكان لها الدور الوطني والكوردايتي المشهود ويشهد على ذلك الادباء والكتاب والشخصيات الكوردية وهم الان في مراكز متقدمة من المسؤولية وخرجت الاذاعة الكوردية كوادر اعلامية وهم الان يخدمون الاعلام ويعملون في القنوات الاعلامية الكوردستانية .
"اردوان زاخويي وكيف مررنا كلمات اغنية كادت تؤدي بنا الى السجن ؟في قمة حملة ترحيل وحرق قرى كوردستان جاءنا الفنان اردوان زاخويي ومعه كلمات اغنية وفي اخر مقطع من الكلمات اشارة واضحة الى قيام النظام بحرق القرى والمزارع (لقد حرق الاعداء المزارع والحقول والقرى ولم يبق لي شيء)احد الزملاء رحمه الله في لجنة فحص الكلمات عندما قرأ نص كلمات الاغنية قال هذا النص سيؤدي بنا الى السجن قلت له هذه فرصتنا سوف نوقع النص ونمرره مررنا النص وسجلت الاغنية وتم بثها عشرات المرات .
تكرر المشهد في الكلمات التي جاء بها الفنان عبدالله زيرين من كلمات الشاعر محفوظ مايي وكانت تتغنى برحيل البارزاني ومررنا الكلمات وسجلت الاغنية وتمت اذاعة الاغنية عشرات المرات
"ذات مرة كنا في جولة وفي ايام اندلاع ثورة كولان وفي قرية (بربهار)سجلنا لقاء مع احد الاطفال في المدرسة طلبنا منه ان يغني لنا اغنية يحبها فغنى اغنية للفنان شفان برور (ئه ز دى هرم شه ر هه رم جه نك _انا اذهب الى القتال) وكان يقصد بها البيشمركة وقد اذيعت الاغنية ضمن برامج الاطفال وكان لا يتجرأ احد ما ذكر اسم الفنان الثوري شفان برور والذي يجرؤ فمصيره الاعدام .
"الكثير من الرسائل التي كانت ترد الى برامج الاذاعة كنا نعلم ان مرسليها هم من البيشمركة وهم في جبهات النضال .
"ذكرتني البرلمانية والشاعرة بريزاد شعبان عندما كانت مستمعة لبرنامجي (مع المستمعين) وهي في مرحلة المتوسطة وقالت لي :اتذكر كنت اقرأقصائد صبرية هكاري ضمن فقرات برنامجك وكنت ارسل تحياتي الى اقربائي وخوالي وهم كانوا بيشمركة قلت نعم كنت اعرف واعرفهم .
الاخ البيشمركة ريفنك هروري ذكرني ببعض فقرات برنامج مع المستمعين وبرامج اخرى وهو كان يراسل الاذاعة الكوردية وهو في خنادق النضال وقال كنا نستخدم برامج الاذاعة الكوردية وسيلة للتواصل وكانت تحمل رموزاً تنظيمية وقصائد تمجد وتدعو الى النضال والحس القومي .
"اكتفي بهذه المحطات من ذاكرة ستوديوهات الاذاعة ا لكوردية وهناك محطات اخرى تبقى عالقة في الذهن وسؤال عن مصير عشرة الاف شريط من النوع الصغير والكبير والايمي والتي تحمل الالاف من الاغاني والموسيقى الكوردية واللقاءات الارشيفية مع الادباء والكتاب والشعراء والشخصيات الكوردية ؟ويا ترى من يعيد الحياة لهذا المرفق الثقافي الكوردي ؟؟؟
*مدير مكتب الگاردينيا في محافظة دهوك.
1009 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع