حوار في ضيافة الكاتب والباحث الدكتور رشيد فندي
دهوك/جمال برواري*:من اين نبدأ ؟ تاريخك حافل بالمنجزات الادبية والثقافية وفي مجال البحث والتاليف ونشاطاتك و حضورك الثقافي والادبي خير شاهد على ذلك . لنبدأ من منظمتك التي تراسها والتي شكلتها مؤخرا ,ما اسمها وما هي اهدافها ؟
=: هذه المنظمة تسمى ب ( حركة السلام الداخلي في كردستان ) ,وهي منظمة غير حكومية و غير حزبية ,بل هي منظمة ثقافية سلمية تدعو للسلام في المجتمع الكوردستاني ,ليس بين القوى السياسية في كوردستان فحسب , بل ندعو للسلام بين الديانات والقوميات المختلفة في كوردستان ,كما ندعو للسلام داخل المجتمع الكوردستاني ,بدءا" بالعائلة والمحلة والقرية والمدينة , كما نتعاون مع وزارة التربية لتنقيح البرامج المدرسية وتنقيتها من الاحقاد والضغائن ان كانت موجودة في تلك البرامج . وحركتنا السلمية هي منظمة مجازة من قبل حكومة اقليم كردستان ,وهي تضم اعضاء من كل الاديان والقوميات المتواجدة في كوردستان وللمرأة تمثيل جيد في المنظمة .
+ : كنت نائبا للمجمع العلمي الكوردي او الاكاديمية الكوردية في اربيل ,هل لك ان تحدثنا عن فترة عملك فيها و ماذا حققتم من المنجزات ؟
نعم كنت نائبا لرئيس المجمع العلمي الكوردستاني لدورتين اي لثمانية اعوام ,انا في الاصل كانت لدي ملاحظات حول كيفية تأسيس المجمع العلمي الكوردستاني و كيفية اختيار الاعضاء المؤسسين لها و عدم الانسجام الذي ظهر بين الاعضاء وطريقة العمل و المستويات ,ولكن مع ذلك قمنا ببعض الاعمال الجيدة ,ومنها طبع الكثير من الكتب المهمة والمفيدة وطبع بعض الكراريس في المجالات المتعددة ومحاولة التقريب بين اللهجات الكوردية المختلفة في مسعى لتكون لغة ادبية موحدة في المستقبل ,ولكن اذا كان بعض العاملين معك لا يؤمنون اصلا بضرورة و اهمية اللغة الادبية الموحدة فكيف تستطيع العمل معهم ؟
ولازالت الاكاديمية الكوردية تعاني الكثير ,وتفاقمت مشاكلهم بسبب الازمة المالية الحالية . مهما يكن من امر,فانا اتمنى التوفيق للعاملين في الاكاديمية الكوردية .
= : اعيد ذاكرتك الى الزاوية الاسبوعية التي كنت تكتبها في الملحق الكوردي لجريدة العراق ( باشكوي عيراق )واذكر كانت تحت عنوان ( كل اربعاء ),وكنت تكتب للاذاعة الكوردية في بغداد .
+
نعم هذا صحيح ,في اواخر الثمانينيات من القرن الماضي ,طلبت مني جريدة العراق في ذلك الوقت ان تكون لي زاوية اسبوعية ادبية و ثقافية عامة وكانت تظهر كل اربعاء واستمرت حتى قيام صدام باحتلال الكويت وحينها تغيرت الاوضاع برمتها .
اما عن كتاباتي للاذاعة الكوردية في بغداد .نعم في البداية اقول كان لي اصدقاء كرام في تلك الاذاعة , واخص منهم بالذكر كلا من الاعزاء جمال برواري و محمد سليم سواري والمرحوم سكفان عبد الحكيم ,وكنت ازورهم في الاذاعة كلما زرت بغداد .وقد طلبوا مني في اواسط الثمانينات من القرن الماضي ,تقديم برنامج ادبي لمدة ستة اشهر , وبعد انتهاء الستة اشهر الاولى ,طلبوا مني تجديده لستة اشهر اخرى , ثم تجديده للمرة الثالثة ,كانت برامج الستة اشهر الاولى حول النقد الادبي الكوردي والستة الثانية حول القصة القصيرة في الادب الكوردي والثالثة حول الادب الكوردي عامة .
وقد طلبوا مني التجديد للمرة الرابعة وذلك لكثرة المستمعين لتلك البرامج ,ولكن طلبوا مني تقديم برنامج ادبي كردي في تلفزيون كركوك وكان البرنامج يخص اتحاد الادباء الكورد في دهوك ,لذا لم استطع التوفيق بين برامجي في الاذاعة الكوردية في بغداد و برنامجي الادبي في تلفزيون كركوك ,فبقيت مستمرا في تقديم البرنامج الادبي في تلفزيون كركوك حتى قيام طائرات الحلفاء بقصف العراق فتوقفنا نحن ايضا .
= :
عملت مذيعا و محررا في اذاعة صوت كوردستان العراق ابان الثورة الكوردية هلا تحدثنا عن تلك الفترة وعن طبيعة عملكم و الصعوبات التي كانت تعترضكم في اداء عملكم وهل تعرضتم الى مواقف محرجة؟
+
نعم في عام 1974 ,عندما هاجمت حكومة البعث بكل قوتها على كوردستان , التحقنا نحن معظم الادباء والفنانين الكورد بصفوف الثورة في ربيع ذلك العام ,وكانت قيادة الثورة الكوردستانية قد اسست الامانات العامة داخل الثورة ومنها الامانة العامة للاعلام والثقافة والشباب ,وكانت اذاعة صوت كوردستان العراق تتبع تلك الامانة , فعملت انا وبعض الاخوة الاخرين في تلك الامانة ,كنت هناك محررا و مذيعا في القسم الكوردي من الاذاعة . كان العمل منظما في الاذاعة وكل يقوم بعمله حتى وان كان تحت قصف الطائرات الحربية العراقية والتي كانت تستهدف مقر الاذاعة في محاولة لاسكات صوت الحق. واكثر المواقف احراجا لي , كان عند اعلان مؤامرة الجزائر في ربيع عام 1975 وتوقف الاذاعة عن البث بعد ذلك بايام .
= :
وماذا عن بداياتكم في مجال الكتابة والادب وبماذا بدأت وهل تتذكر اول مقال او موضوع كتبته متى واين نشر ؟
+
نعم كنت احب الادب منذ صغري و احفظ الشعر العربي و الكوردي واكتب اشياء بسيطة , وفي عام 1971 عندما كنت في الثالثة والعشرين من عمري وكنت حينذاك معلما في اربيل ,نشر لي اول مقال في جريدة ( هاوكاري ) الكوردية التي كانت تصدر في بغداد .وكانت مقالة نقدية حول بعض المناهج المدرسية و قد لقيت التشجيع في الكتابة من قبل زملائي ومن الجريدة نفسها لذا استمررت في الكتابة والنشر منذ عام 1971 وحتى الان ولله الحمد .
=
ايهما تفضل,المقالة الصحفية ام الادبية ام البحث ؟
+
انا كاتب واديب في كافة المجالات ,وقد كتبت و لا ازال اكتب الانواع الثلاثة التي ذكرتها ,ولكن في الحقيقة انا افضل البحث الادبي ومعظم كتبي تدور حول البحث و الدراسات الادبية اذ لا زلنا فقراء في ميدان البحث .
=
ماذا عن مركز ميديا للدراسات في دهوك وانتم تديرون هذا المركز ؟
+ :
نعم تأسس مركز ميديا الثقافي للدراسات في دهوك في عام 2013 وذلك للدراسات والبحوث اللغوية والادبية ,وقد عملنا جاهدين في تلك الفترة ,ولكن الحرب مع داعش والازمة المالية التي حلت في كوردستان اضعفت من وتيرة عملنا وذلك لقيام وزارة الثقافة في اقليم كوردستان بتجميد المراكز الثقافية من الناحية المالية , ومع ذلك فلا زال مركزنا حيا ونابضا بالحياة وعاملا من ناحية النتاج ,رغم قطع نثريتنا من قبل الوزارة ,وقد طبعنا بعض الكتب والكراريس الخاصة بمركزنا و لا نزال ,ولانريد ان يكون الجانب المالي سببا لتوقفنا عن الابداع .
= :
هل انت خير جليس للكتاب ؟ وماذا تقرأ؟وهل تخصص وقتا للقراءة ؟ و آخر كتاب قرأته ؟
+
نعم هذا صحيح جدا ,فانا خير جليس للكتاب ,لقد قمت ببرمجة وقتي بين الليل والنهار للقراءة و الكتابة .
في الحقيقة انا اقرأ كل شيئ !!
انا اختصاصي الاكاديمي هو اختصاص علمي ,لذا أقرأ الكتب العلمية لأبقى وفيا لاختصاصي ,كما انني احب الادب وقد انخرطت فيه منذ اكثر من اربعين سنة ,لذا اقرأ في الادب الكوردي والعربي والعالمي, في الشعر والقصة والرواية واللغة ,وبما انني كوردي فأقرأ في التاريخ الكوردي وتاريخ الشعوب المجاورة لنا . كما احب مذكرات الشخصيات المحلية والعالمية سواء كانت مذكرات سياسية او ادبية وقد قرأت منها الكثير . كما اريد التفقه في الاديان لذا اقرأ الكتب الدينية ايضا .وآخر كتاب قرأته هو عن الشاعر والفيلسوف الهندي الشهير ( طاغور ) .فكما ترى انا صديق وفي للكتاب وارتشف من مناهله العذبة يوميا .
=
كيف ترى المشهد والحركة الثقافية في كوردستان وخاصة في دهوك ؟
+
الحركة الثقافية في كوردستان عموما , اصبحت ضبابية وراكدة بعض الشيئ بعد ان اكتنفتها واصابتها بعض الامراض السياسية و دخل اليها كتاب ومثقفون و ابطال من ورق ,يفكرون في السياسة عندما يكتبون في الادب ويفكرون في مصالحهم عندما يعملون في الثقافة , انا شخصيا غير مرتاح من الحركة الثقافية في كوردستان عامة .
= :
هل ان السوشيال ميديا او شبكات التواصل الاجتماعي اثر سلبا على الكتابة الورقية وهل لا زال الكتاب خير جليس ام اصبح الفيسبوك هو الجليس ؟
+
نعم هذا صحيح ,ان شبكات التواصل الاجتماعي تؤثر سلبا على الكتابة الورقية والقراءة في الكتاب . لقد افرزت شبكات التواصل الاجتماعي عن اشباه كتاب ومثقفين اشباه اميين في المعلومات العامة في جميع ضروب الحياة ,وابرز معالم ضعفهم تتجلى في اللغة فلا يجيدون الكتابة باللغة العربية ولا باللغة الكوردية واحالوا تلك اللغتين الى ما يشبه الغربال !! هذا ناهيك عن ضعف معلوماتهم العامة في جميع مناحي الحياة .
نعم حسب رأيي لا زال الكتاب خير جليس وان كنا جميعا وانا منهم نقضي بعض وقتنا مع شبكات التواصل الاجتماعي ولذلك يجب ان يكون في علمنا ان الكثير من المعلومات الواردة فيها لا اساس لها من الصحة او ناقصة او مبتورة او تحوي مغالطات كثيرة ,والخطورة تكمن ان جيلنا الجديد الذي يرتشف تلك المعلومات كما هي وتشكل زاده الفكري والثقافي .
=هل من كلمة اخيرة؟
+
شكرا لشخصكم الكريم .
1047 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع