أوراق من دفاتري الصحفية: صحيفة الجمهورية عام 1958 أول صحيفة بعثية في تاريخ الصحافة العراقية.
عبد السلام عارف لم يكن صاحباً للأمتياز وتفاصيل حصرية تنشر لأول مرة.
كلمة لابد منها:
يبدو أن بعض الذين يكتبون في تاريخ الاحداث الصحفية العراقية يكتبون من ذاكرة عاطفية لا تعتمد على الأدلة التي تكشفها المراجعة الأمينة لأعداد الصحف التي يتحدثون عنها أو عن أحداث فترة صدورها، وأحياناً نجد إن بعض الكتابات هي مجرد مباهاة يكتبها من لا دراية علمية لديه في الحديث عن تاريخ الصحافة العراقية.
وفي هذه البلبلة في كتابة شيء ، أي شيء عن الصحافة نرى أحياناً من يكرر خطأ غيره دون ان يكلف نفسه التدقيق ، لأنه يقتبس نصوصاً دون تحليل أو متابعة أو تدقيق، وينسبها لنفسه ويزعم مثلاً ان صحيفة ( الجمهورية ) لعام 1958 صدرت بأسم العقيد الركن عبد السلام عارف نائب القائد العام للقوات المسلحة وزير الداخلية في أول حكومة عراقية بعد قيام النظام الجمهوري ، وهذه للأسف من الاخطاء الكبيرة التي ألحقت بالتاريخ الصحفي العراقي الضرر الكثير .
وسيجد المهتمون بتاريخ الصحافة العراقية أن هذا البحث يتضمن تفاصيل وأحداث ونشاطات صحفية وسياسية لم يسبق لأي باحث أن نشرها أو أوردها أو ناقشها.
########
وخلال إستذكاره مسألة إصدار (الجمهورية) يؤكد الدكتور سعدون حمادي في مقابلة صحفية أجرتها معه هناء العمري ونشرتها في مجلة (ألف باء) في 20 تموز 1983 أنه منذ البداية تم تكليفه هو بإصدارها، وبأنه تلقى مساء يوم 16 تموز 1958 إتصالاً هاتفياً من وزارة الدفاع لإبلاغه بأن الثورة قد سيطرت على مطابع صحيفة (الشعب) الملغاة من أجل إصدار صحيفة جديدة، ومن ثم نقلته سيارة عسكرية من منزله إلى مكاتب الصحيفة الملغاة، ليلتقي فيها بعدد من كوادر البعث وعناصره، وأصدروا العدد الأول بأربع صفحات.
إلا أن عبد الستار الدوري في حديث لي معه حول هذه الواقعة ، يصحح ما قاله الدكتور حمادي ، قائلا ان علي صالح السعدي عضو القيادة القطرية جاء اليه مبكراً في بيته ببغداد بسيارة جيب عسكرية وذهبا سوية الى الدكتور حمادي في كلية الزراعة في أبو غريب ، وإصطحباه الى مقر إصدار الجريدة ، وكان الدوري آنذاك عضواً في قيادة فرع بغداد التي عادة ما كانت تتولى مهام القيادة القطرية في ظروف تعرض أعضاء القطرية لطارىء، وشغل عبد الستار الدوري منصب مدير الإدارة للصحيفة الجديدة.
وربما كان الدكتور حمادي يتفادى الحرج في التحدث صحفياً وعلناً عن شخصيات لم تكن مجريات سياسات تلك السنة 1983 وما بعدها تتناسب مع نشرها على لسانه ، ومنهم فؤاد الركابي وعلي صالح السعدي وعبد الستار الدوري وغيرهم من الجيل السابق من قادة الحزب .
وكذلك يبدو واضحاً جداً ان علي صالح السعدي كان الشخص الثاني في القيادة القطرية بعد أمين السر فؤاد الركابي الذي أصبح وزيراً للاعمار في حكومة الثورة ، وفي وقت لاحق وبعد تواريه عن الأنظار واللجوء الى سوريا، عاد الى العراق ليصبح أمين السر القطري الجديد بعد الركابي.
وكانت ظروف صدور صحيفة ( الجمهورية ) بعد يومين من قيام النظام الجمهوري، من أكثر الشؤون الصحفية التي أثارت جدلاً واسع النطاق في الشهور الأولى لثورة الرابع عشر من تموز عام 1958، وكان جدلاً سياسياً وصحفياً وقضائياً تبودلت فيه الاتهامات والاتهامات المضادة .
وأصبحت (الجمهورية) أول صحيفة تجيزها السلطات الجمهورية ، وهي أيضاً أول صحيفة تغلقها هذه السلطات الجمهورية ، وتعتقل كوادرها السياسية والصحفية ، وعاشت من 17 تموز 1958 الى 6 تشرين الثاني 1958 وأصدرت 95 عدداً فقط، وهي أول صحيفة أدارها وحررها البعثيون في العراق حصراً.
والجدل الذي أثارته هذه الصحيفة لم يكن بين صفوف الكتاب العراقيين والأجانب فحسب، بل وفي جلسات مجلس الوزراء أيضاً، وفي الجلسات السرية للمحكمة العسكرية العليا الخاصة لمحاكمة العقيد الركن عبد السلام محمد عارف بتهمة التآمر علي حياة الزعيم الركن عبد الكريم قاسم ، وكذلك تطرقت له جلسات التحقيق الذي جرى مع عدد من الذين إعتقلتهم السلطات الحكومية بعد إغلاقها.
حتى ان بعض الكتابات عن الشؤون الصحفية إنزلقت الى تفسيرات خيالية ، كان واضحاً إن مروجيها حاولوا إعتبار أزمة هذه الصحيفة وكأنها جزء من ما حصل في سنوات لاحقة من خلافات بين البعثيين وبين أنصار عبد السلام عارف ، ولم يكن ذلك صحيحاً على الإطلاق.
رددت مجموعة من المصادر العراقية والعربية والأجنبية أن العقيد عارف كان صاحب أمتياز (الجمهورية) دون أن يقدموا لنا ما يثبت مزاعمهم ، وقال فائق بطي ، مثلاً، في كتابين له ، أن رشيد فليح هو صاحب الأمتياز ، دون أن يحدد رقم العدد الذي بدأ رشيد فيه عمله في الصحيفة، وفي كتاب ثالث يخالف رأيه بنفسه.
وكما يلي:
أ ــ صحافة العراق، تاريخها وكفاح أجيالها، مطبعة الأديب، بغداد، 1968،الصفحة 182.
ب ــ صحافة تموز وتطور العراق السياسي، مطبعة الأديب، بغداد، 1970،الصفحة 17.
وفي كتابه الثالث :
الموسوعة الصحفية العراقية، مطبعة الأديب، بغداد، 1976، الصفحة 286 ،
يناقض فائق بطي رأيه السابق فيقول ان عبد السلام عارف كان منذ العدد الأول صاحب الامتياز.
ولم يقتصر الخطأ على فائق بطي بل أن مصادر سياسية مختصة أخطأت أيضاً في الحديث عن صحيفة البعثيين ( الجمهورية) ومنها المصادر التالية :
ــ ليث عبد الحسين الزبيدي، ثورة 14 تموز 1958 في العراق، دار الرشيد، بغداد، 1979،الصفحات 347 ــ 348
- Ghazi Ismail Al - Gailani, Iraq's Journalism and Political Confilct, 1956 - 1963, Ph.D University of Iowa, USA, 1971 , P. 119 وهي رسالة الدكتور غازي اسماعيل الكيلاني لشهادة الدكتوراه من جامعة أيوا الاميركية.
- Uriel Dann, Iraq Under Qassim, A political History ,1958 ــ 1063, Praeger, Pall Mall,New York, 1969,P. 72 وهو كتاب الباحث الاسرائيلي أيريل دان عن العراق تحت حكم عبد الكريم قاسم .
- وأخيرا تقرير المعهد الدولي للصحافة عن الضغوط الحكومية على الصحافة
- .International Press Institute,Government Pressure on the Press, Zurich, Vol.IV, P..9
وقد أطلعت شخصياً في سنوات ماضية على جميع أعداد هذه الصحيفة المحفوظة في المكتبة الوطنية ببغداد آنذاك، وإتضح لي ان كل تلك المصادر قد أخطأت في ما قالته، لانها أعتمدت على تداول كلام عام وعاطفي دون الرجوع الى الصحيفة للتدقيق.
ومن المستغرب أن باحثاً مرموقاً في تاريخ الصحافة العراقية مثل المرحوم فائق بطي يقع بمثل هذه الهفوة التاريخية بالرغم من أنه كان شاهد عيان على صدور صحيفة ( الجمهورية) عام 1958 حينما كان يتولى مع أشقائه كمال وسامي إدارة صحيفة ( البلاد) وهو الذي حصل شفهياً من قادة الثورة على موافقتهم لإعادة إصدار صحيفة آل بطي ( البلاد ).
وعندما ناقشته في وقت لاحق في هذه المسألة ومسائل صحفية أخرى عندما كان يقيم في أربيل شمالي العراق بعد الأحتلال الأمريكي، لم يقبل ، رحمة الله عليه، بإستنتاجاتي، لأنها تكشف خطأه ، حتى أنه غضب ذات مرة عندما إستذكرت له عريضة من صحفيين كانوا معتقلين في سجن بغداد المركزي بعد 8 شباط 1963 .
وللتاريخ ما زلت أحتفظ بصورة هذه العريضة عندي في أمريكا وهي من أربع صفحات، وتواقيع الصحفيين المعتقليين ، وأسماؤهم بخط أيديهم ، وهامش وزير الارشاد حينئذ علي صالح السعدي وبخط يده أيضاً ، ثم الكتاب الرسمي، بالتوصية لوزير الدفاع صالح مهدي عماش بإطلاق سراحهم، وأطلق سراحهم فعلًا بعد أيام قليلة ،
ومشكلة الوثائق التاريخية التي بحوزتي هي مشكلة أتعبتني ، فهي وثائق حصلتُ على صور لها في سنوات دراستي للدكتوراه من شخصيات إنتقلت لاحقاً الى رحمة الله ، وما زلت أحتفظ بها، وهي شخصيات كانت ذات مواقع متقدمة في النشاط الصحفي والسياسي أو في مواقع وزارية في فترات مختلفة ، أو كانت في مواقع إدارية ذات صلة يومية بالنشاط الصحفي والثقافي خلال حقب حكم عبد الكريم قاسم ـ والبعث عام 1963 ، والأخوين عارف .
وأجد نفسي اليوم ونحن في القرن الحادي والعشرين ضرورة طي صفحات تلك الوثائق، وعقدت العزم على أن لا أنشر نصوصها ، ولن أتيحها لغيري من الباحثين ،لأن بعضها يلحق ضرراً معنوياً بمن تتحدث عنهم تلك الوثائق.
ولابد من التنويه هنا الى أن بحوزتي أيضاً وثائق أخرى لفترات السبعينيات وبعدها من القرن العشرين ، تحدثت عن بعضها في كتابي ( دفاتر صحفية عراقية ، البعث والصحافة مرحلة عام 1968 ) الصادر في عمان عام 2017 ، وإحتفظت ببعضها الآخر بالرغم من أنها وثائق تنفي ما ردده البعض من مزاعم بعد إحتلال العراق عام 2003 ، وارتكبوا جناية تشويه تاريخ العراق .
وأعكف حالياً على إعداد كتاب جديد وقد أنجزت منه الكثير ، يتحدث عن إستخدام الأموال العراقية في تمويل مجلات وصحف صدرت خارج العراق ، وفي هذه المسألة أيضاً أتاح لي عدد من المعنيين تفاصيل الأموال التي دفعت لعدد من الصحفيين العرب خارج العراق، ووثائق لم تسمح الظروف السائدة حالياً في العراق نشرها أو كشف هوية أصحابها.
صورةغلاف الكتاب
في البداية نقول ان الدكتور حمادي في مقابلته مع مجلة (ألف باء) لم يكشف أسم من إتصل به هاتفياً، وهو حتماً فؤاد الركابي الأمين القطري للحزب الذي أصبح وزيرا ً، وقد يكون الركابي قد تصرف بعد التشاور مع العقيد عارف بصفته الشخص الثاني في التسلسل العسكري والوظيفي بعد الثورة، أو حتى بمعرفة الزعيم الركن عبد الكريم قاسم ـ لأن التاريخ يحتفظ بصورة تضم قاسم وعارف والركابي وحمادي.
وعلى مدى الأعداد الستة الأولى ( للجمهورية ) كان أسم الدكتور حمادي يظهر على صفحات الصحيفة صاحباً للامتياز رئيساً للتحرير، ومعاذ عبد الرحيم مديراً للتحرير. لكن تغييراً مفاجئاً طرأ على العدد السابع في 24 تموز 1958 حين ظهر أسم عبد السلام محمد عارف على الصفحة الأخيرة صاحباً للامتياز.
والأعداد الأربعة التالية، وكانت الأعداد ( السابع والثامن والتاسع والعاشر ) هي الأعداد الأربعة الوحيدة على الإطلاق التي حملت أسم عبد السلام محمد عارف .
وبعدها بدأت الصحيفة من العدد الحادي عشر تحمل أسم رشيد فليح صاحباً للامتياز والدكتور حمادي رئيساً للتحرير ومعاذ عبد الرحيم مديراً للتحرير ، وحتى تعطيلها وغلقها وأعتقال القائمين على إدارتها..
وكان العقيد المتقاعد رشيد فليح وهو من أهل قضاء عنه في محافظة الأنبار ومن ضباط ثورة مايس 1941 وأعتقل بعدها وطرد من الجيش، ومن أقاربه المعاصرين عبد الغني عبد الغفور وزير الأعلام في سنوات سبقت الإحتلال عام 2003، ومن المؤكد أن عبد السلام هو الذي رشح إسمه لإدارة الصحيفة لأنه كان آمراً لوحدته العسكرية عندما كان عبد السلام ملازماً في الجيش.
ولكي نفهم أسباب هذه التغييرات في صحيفة ناشئة، إستطلعتُ خلال بحوثي لشهادة الدكتوراه رأي الزعيم الركن ناجي طالب، أحد أعضاء اللجنة العليا للضباط الأحرار، خلال مقابلتي له بمنزله ببغداد ، وشرح لي تلك الأسباب بقوله (أن نقاشاُ حامياً حول صحيفة الجمهورية جرى في أحد اجتماعات الحكومة بين العقيد عارف ووزير الإرشاد صديق شنشل، طلب فيها شنشل من عارف أن يضع أسمه على الصحيفة ما دام على صلة بها، فإستدعى عارف مرافقه وطلب منه إبلاغ إدارة الصحيفة بان تطبع أسمه على إحدى صفحاتها صاحباً للامتياز).
وهذا الرأي هو ما أكده الزعيم الركن ناجي طالب أيضاً في إفادته أمام المحاكمة العسكرية السرية للعقيد عارف، الوارد نصها في الصفحات 2092 ــ 2093 من الجزء الخامس لمحاضر جلسات المحكمة العسكرية الخاصة التي ترأسها العقيد فاضل عباس المهداوي ، وإقترنت بأسمه!
وكذلك وردت المعلومات متطابقة في إفادة الزعيم الركن احمد صالح العبدي رئيس أركان الجيش، الحاكم العسكري العام أمام المحكمة العسكرية الخاصة.
وينفي معاذ عبد الرحيم، مدير تحرير صحيفة ( الجمهورية ) لعام 1958، في حديث قديم لي معه بهذا الخصوص عام 1984، هيمنة عارف العسكرية على الصحيفة، ويقول ان عارف بوضع إسمه صاحباً للامتياز لم يكن يسعى سوى الى التأكيد على أنها صحيفة الثورة.
وسنرى لاحقاً ان عبد الرحيم ، قد أصبح أكثر قرباً من عارف على حساب علاقته الحزبية التي لم تدم بسبب إختلاف وجهات النظر بين البعثيين في بداية الستينات من القرن الماضي ، ولعب معاذ عبد الرحيم في السنوات اللاحقة أدواراً صحفية وإدارية في عهدي الاخوين عارف ومن ثم في عهد البعث الثاني بعد عام 1968.
ولكن، إذا ما عدنا قليلًا الى مشكلة تضارب الإرادات في أول حكومة للنظام الجمهوري سنتعرف على أسباب ودوافع وزير الإرشاد صديق شنشل في موقفه السلبي تجاه صحيفة ( الجمهورية).
ونستطيع أن نقول بأنه من خلال قرائنا للأحداث، وما قاله شنشل شخصياً لي، نستنتج أن للوزير شنشل آنذاك عام 1958 دافعين على الأقل:
أولهما أنها صحيفة تعبر عن أراء حزب البعث بينما حزبه، الاستقلال، الأكثر عمراً وخبرة سياسية، يفتقر لمثل هذه الوسيلة الصحفية في تلك الفترة بالرغم من أنه كان وزيراً للإرشاد.
والدافع الثاني لدى شنشل ربما كان دافعاً إدارياً إجرائياً، وهو أنه قد أمتعض من عدم ممارسة صلاحياته كوزير للإرشاد، لأن السلطات العسكرية تتمتع بكل الصلاحيات، وخاصة العقيد عارف بصفته نائباً لرئيس الوزراء وزيراً للداخلية، ويتصرف ( دون موافقة وزارة الإرشاد) ، وهذا ما تحدث به صديق شنشل لي صراحة في مقابلتي معه في منزله فيما بعد بسنوات .
ولم يكن سراً بين سياسي تلك الحقبة من تاريخ العراق ان الود كان مفقوداً بين عبد السلام عارف وبين صديق شنشل لأسباب ستبقي غير معروفة بعد أن أنتقلا إلى رحمة الله.
ولابد من الإشارة الى حقيقة أخرى وهي انه بالرغم من إنشاء وزارة الإرشاد في العام الاخير للنظام الملكي ( وزارة الأنباء والتوجيه) ثم بعد قيام النظام الجمهوري، لم يطرأ أي تغيير على الصلاحيات المطلقة لوزير الداخلية في التعامل مع المطبوعات والصحافة، وفقاً لمرسوم المطبوعات رقم 24 لسنة 1954، الذي يخول وزير الداخلية حصراً سلطات إجازة الصحف وتعطيلها وغلقها، إضافة الى حقيقة ان السلطات في الأيام الأولى لقيام النظام الجمهوري كانت بقبضة العسكريين،( بل بقيت هكذا للسنوات اللاحقة) وان الأحكام العرفية نافذة، وكان الحاكم العسكري العام أحمد صالح العبدي يستذكر مواد ذلك المرسوم في كل مرة يصدر فيها بيانات أو ما كان يسميها ( تعليمات) للصحافة والصحفيين! ولم تلغى هذه القيود الموروثة من الحكم الملكي إلا خلال حكم البعث عام 1963 بقانون المطبوعات الاول في العهد الجمهوري.
ومرة أخرى تسبب ظهور أسم عارف كصاحب للامتياز في صحيفة (الجمهورية) في مشكلة أخرى، وهي هذه المرة مشكلة قانونية تعيق إستمراره في علاقته بالصحيفة ، حيث يمنع المرسوم 24 لسنة 1954 النافذ ( المعروف بأنه مرسوم نوري السعيد لتهيئة الظروف لقيام خلف بغداد )، موظفي الدولة من إصدار الصحف، لذلك رفع أسم عارف، الوزير، من صفحات (الجمهورية) في العدد الثاني عشر، ليوم 3 تموز 1958 ليظهر أسم رشيد فليح صاحباً للامتياز بدلاً عنه دون ان تكون له خبرة في الصحافة، بل وكان لا يتدخل في شؤونها الفنية والسياسية التي توجهها هيئة تحرير بعثية، عاملت فليح المعاملة اللائقة بصفته ضابطاً من ضباط ثورة مايس 1941.
سياسيون وصحفيون في ( الجمهورية )
وبالرغم من أنني في فترة من فترات الدراسة الاكاديمية راجعت أعداد ( الجمهورية) عدداً بعد آخر ، وسجلت ملاحظاتي في دفاتر عدة أصبح صعباً عليً في ظروف إبتعادي عن الوطن ان أراجعها مرة اخرى.
لكن الأمانة والمصداقية تقتضي أن أوضح بأن معز النقيب في مدينة كربلاء قد أتاح لي مشكوراً ، وأنا في أمريكا فرصة الاطلاع على صور لبعض أعداد صحيفة (الجمهورية ) لعام 1958 وبعضها يجده القارىء الكريم مرفقاً مع هذا البحث التاريخي.
ومن قرائتي لأعداد جريدة الجمهورية الخمسة والتسعين الكاملة في المكتبة الوطنية ببغداد آنذاك ، لاحظت ان مقالاتها السياسية والثقافية والأدبية كانت تحمل أسماء عدد من أشهر القادة البعثيين في تاريخ العراق، ومنهم الدكتور سعدون حمادي وعلي صالح السعدي وخالد علي الصالح وفيصل حبيب الخيزران وأياد سعيد ثابت وعبد الوهاب الغريري ومثنى سعيد وصفي ، وطارق عزيز الذي حرر الملحق الأسبوعي وتضمن مقالات سياسية وثقافية وأدبية، ونرى حتى من غير البعثيين ، مثلاً من العقيد الركن ماجد محمد أمين رئيس الادعاء العام للمحكمة العسكرية الخاصة الذي هاجم لاحقاً البعثيين وحزبهم في مرافعاته أمام المحكمة ، وقتلوه بعد 8 شباط 1963.
ولاحظت ان عدداً من الصحفيين العراقيين، كانوا ينشرون تغطياتهم للأحداث الجمهورية في تقارير صحفية تنشر على الصفحة الاولى ، فقد كان سجاد الغازي وهو سكرتير التحرير يغطي للصحيفة وقائع محاكمة اللواء الركن غازي الداغستاني آمر الفرقة المدرعة الثالثة ، بينما كان محسن حسين يغطي جولات العقيد الركن عبد السلام عارف، ووزير الزراعة هديب الحاج حمود في المدن الجنوبية ومنها الديوانية والعمارة ، وأتقن المرحوم قاسم السماوي منذ ذلك الوقت إجراء المقابلات الصحفية الناجحة ومنها مقابلته آنذاك مع وزير المواصلات في حكومة الثورة بابا علي الشيخ محمود.
ومن الواضح أن القائمين على صحيفة ( الجمهورية) عام 1958 ورثوا عدداً من الصحفيين المحترفين العاملين في صحيفة ( الشعب) الملغاة، ومنهم حميد رشيد ومحمد حامد ومحسن حسين ومنير رزوق، ( وكان شيوعياً)، بل حافظوا على أجورهم دون أي تخفيض، وقد إلتحق محمد حامد عام 1964 معنا في الدورة الأولى لقسم الصحافة بكلية الأداب بجامعة بغداد ، ونلنا شهادة البكلوريوس في 6 تموز 1968 .
ولما كانت الصحيفة تحتاج لخبرة ومهارة صحفي في إدارة التحرير، فقد أصبح سجاد الغازي سكرتيراً للتحرير، وكان هو ومعاذ قد تعرفا على بعضهما قبل ثورة 14 تموز عندما أشتغل معاذ في صحيفة ( الحرية) لصاحبها قاسم حمودي ، وكان سجاد الغازي من أبرز محرريها.
ومن مغارقات التاريخ أن سجاد الغازي كان بعثياً حزبياً عضواً في مكتب للأتصال ومسؤوله الحزبي المباشر تحسين معلة عندما كلفه فؤاد الركابي أمين السر بالسفر الى البصرة لتدبير إخراج معاذ عبد الرحيم من معتقل الشعيبة ، ونجح سجاد في تكليف مسؤول التنظيم في البصرة كامل المشاهدي بالمهمة ، وهكذا نجحت مهمته , وفي وقت لاحق كما أكد سجاد الغازي لي خلال سلسلة من الأتصالات المتواصلة معه وهو في بغداد أنه شارك جعفر قاسم حمودي في تقديم معاذ الى صاحب ( الحرية ) قاسم حمودي ، فإستخدمه في الصحيفة،
وكان معاذ طالبا ً مفصولاً من دار المعلمين في بعقوبة بقرار من وزارة المعارف ضد الناشطين السياسيين وزج بهم في معسكر الشعيبة بالبصرة بصفة مجندين تحت التدريب ، وقال لي أن قيادة المعسكر لم تسمح لهم حتى بحمل السلاح للتدريب ، وقررت قيادة الحزب إخراجه لكي تكلفه بمهام الحزب الطباعية بعد نكسات في الجهاز الطباعي ، لذلك دبرت مساعدته على الهرب من الشعيبة.
ويقتضي الحال هنا أن نقول أن رئيس التحرير الدكتور سعدون حمادي لم ينقطع عن وظيفته أستاذاً في كلية الزراعة في أبو غريب، وواصل دوامه فيها صباحاً، ويلتحق بالصحيفة بعد الظهر ، لذلك كان مدير التحرير وسكرتير التحرير يقومان بادارة الشؤون التحريرية ويوزعان المهمات على العاملين معهم.
ولابد أن نستذكر أن ( الجمهورية) إستخدمت محاسباً معروفاً في الصحافة العراقية ، وكان شيوعياً ، وهو عبد الكريم الصفار الذي سبق له العمل في صحيفة فائق السامرائي وأحمد فوزي عبد الجبار ( الجريدة) ثم في صحيفة ( لواء الأستقلال)، و خلال عام 1959 أصبح عضواً في مجلس نقابة الصحفيين عندما أصبح محمد مهدي الجواهري نقيباً.
كذلك أصبح عبد الستار الدوري ، كما ذكرنا سابقاً مديراً للإدارة، بينما تولى البعثي فاضل عبد الغفور الشاهر، عضو فرع بغداد في حينه وظيفة المحاسب للصحيفة ( الجمهورية) خلفاً لعبد الكريم الصفار، وعطا شهاب لبعض الوقت.
وبعد 8 شباط عام 1963 أصبح الدوري مديراً عاماً للأذاعة والتلفزيون ، وكان شاهداً وطرفاً في الخلافات الحزبية في تشرين الثاني عام 1963، ثم أصبح بعد 17 تموز عام 1968 المستشار الثقافي في براغ ، عاصمة جيكوسلوفاكيا ، ثم أصبح سفيراً في عدد من دول أمريكا اللاتينية ، ويقيم في لندن حالياً 2021، بينما تولى فاضل الشاهر في السبعينيات والثمانيات مناصب صحفية ودبلوماسية، منها مدير الإدارة بوكالة الأنباءالعراقية، وكذلك المستشار الصحفي في كل من القاهرة وباريس على التوالي ، وسفير العراق في المغرب، وهو صاحب الأقتراح على الدولة بإستخدام مصطلح المستشار الصحفي بدلاً من مصطلح الملحق الصحفي، وبدأ بإستخدام المصطلح الجديد خلال عمله في القاهرة منتصف السبعينيات من القرن العشرين .
ويبدو أن معاذ عبد الرحيم كان مشغولاً أكثر بمهامه المهنية ولذلك وجدت خلال بحوثي أنه كان مقلاً في كتابة المقالة اليومية ، بالعكس مما كان عليه الحال مع الدكتور سعدون حمادي رئيس التحرير الذي دأب على كتابة الافتتاحية التي كانت في الغالب تحمل أسمه على الصفحة الاولى ، وتعبر عن مواقف البعث في حينه.
وكان سجاد الغازي في البداية يقدم المعونة الفنية لصحيفة( الجمهورية) ويعود الى عمله الأصلي في صحيفة ( الحرية) ، حتى قرر قادة الحزب تفرغه ( للجمهورية) وبقي فيها حتى إغلاقها نهائياً.
بعثيون وشيوعيون
ولابد من الاشارة هنا لحقيقة أخرى حول خبرة معاذ عبد الرحيم الصحفية داخل كوادر حزب البعث السري خلال اواخر شهور الحكم الملكي ، وقيام جبهة الاتحاد الوطني التي ضمت أحزاب البعث والشيوعي والوطني الديمقراطي والاستقلال ، ووفر الحزب الشيوعي لحزب البعث آنذاك فرصة تدريب أحد منتسبيه على شؤون الطباعة وتحرير النشرات الحزبية السرية ، وقد أوفدت قيادة البعث انذاك معاذ عبد الرحيم الى أحدٍ الاوكار السرية الشيوعية وإطلع على وسائل الطباعة واساليبها، في وكر شيوعي اكد معاذ عبد الرحيم لي في إتصالات هاتفيه متعددة معه أنه كان يقع خلف جامع الخلاني وقضى 24 يوماً يتردد عليه ليدربه أبو سلام على فنون الطباعة في الحزب الشيوعي .
وبالاتفاق بين القادة البعثيين والشيوعيين أنذاك ، وبكلمة سر إنتظر معاذ عبد الرحيم في نقطة متفق عليها في ساحة الطيران ببغداد فجاءه شخص ليتحدث إليه بكلمة السر، وإصطحبه الى الوكر الحزبي الشيوعي خلف جامع الخلاني، وبعد سنوات فهم معاذ أن ذلك الشخص كان محمد صالح العبلي عضو اللجنة المركزية للحرب الشيوعي العراقي أنذاك!
ومن المفارقات أن البعثي معاذ لم يكن يعرف الاسم الحقيقي لمحسن العاني* في الوكر الطباعي للحزب الشيوعي، وكان يستخدم كنية أبو سلام ، وقد إلتقيا ببعضهما مرة أخرى بعد 8 شباط 1963 في الموقف العام بباب المعظم، وعندها عرف معاذ اسم زميله ، محسن العاني .
وقد أعتقلت السلطات البعثية عام 1963 في مدينة الناصرية معاذ عبد الرحيم بعد أن أزعجها بمناوئته لتصرفاتها ، ونتيجة لموقف سلبي منه لم تنساها هذه السلطات التي كانت تتهمه بمناصرة فؤاد الركابي ضدها، ونقلته من الناصرية الى الموقف العام ببغداد، وأطلقت سراحه لاحقاً.
وكان معاذ عبد الرحيم يتردد على الوكر الشيوعي صباحاً ويغادره ليلاً بعد التدريب، وكان العاني ومعه زوجته في الوكر التي كانت تقول للجيران ان هذا الشخص هو أخاها ، وكانت تساعد زوجها في ادارة شؤون البيت الحزبية.
ولست هنا بصدد الدعاية للحزب الشيوعي ، لكن الحقائق الجغرافية تقول أن وكر الطباعة الشيوعي الذي تدرب البعثي معاذ فيه كان يقع خلف جامع الخلاني. ولمن لا يعرف المنطقة، كما كان الحال معي فقد أرشدني عبد العزيز حسون ( أبن محلة گهوة شكر كشقيقه الراحل فيصل حسون)، الى تفاصيلها ، وهي راس الساقية التي يقع عليها جامع العيدروسي ولازالت بقايا الشارع الذي يخترقها، ويبدأ من شارع الرشيد وينتهي بشارع الكفاح ( شارع غازي ) ويقطعه شارع الجمهورية ، وكان أسمه شارع باب الشيخ ، وقبل نهايته يوجد على اليمين تقاطع يتجه الى محلة التسابيل ، وآخر الى اليسار يتجه الى العوينة، ثم سوق الصدرية.
ويبدو أن محسن العاني قد أصبح منسياً، وتتبع هذا الباحث سيرته الشخصية والشيوعية ، وهو الشيوعي أبو سلام الذي قام بتدريب البعثي معاذ عبد الرحيم على الطباعة في وكر شيوعي خلف جامع الخلاني .
وحاولتُ بعناية ان أعرف شيئاً عنه ، حتى انني إتصلت بعدد من الأصدقاء من أبناء قضاء عنه، وأتضح لي أنه من أبناء عمومة حمدي وحامد أيوب العاني، الكادران الشيوعيان، وجميعهم من عائلة عانية معروفة بلقب ( الأيوب) التي تنتسب الى محلة السدّة في عنه القديمة ، وما يزال هنالك حتى اليوم جيل جديد وعدد من وجهاء العائلة من أبناء ( الأيوب) يعيشون في مدينتهم عنه وفي بغداد.
والمعروف أن حمدي أيوب العاني عضو محلية بغداد قاد المقاومة المسلحة في الكاظمية يوم الثامن من شباط 1963 لكنه لم يصمد في التحقيق ، ولذلك طوى الحزب الشيوعي العراقي صفحته وصفحة هادي هاشم الاعظمي عضو اللجنة المركزية وصفحات قادة آخرين لنفس السبب، بينما واصل شقيقه حامد أيوب العاني فيما بعد ليصبح عضواً في اللجنة المركزية وأقام في هولندا حتى وفاته في عام 2013.
والمعروف أن مدينة عنه بمحافظة الأنبار أنجبت العدد الكبير من قادة حزبي البعث والشيوعي، على مدى عقود التاريخ المعاصر.
وتواصل معاذ مع محسن العاني في سنوات لاحقة حين أصبح معاذاً مديراً لتحرير صحيفة الاتحاد الاشتراكي ( الثورة العربية) وأكد لي أنه أستخدم صديقه الشيوعي القديم في قسم الحسابات في هذه الصحيفة .
وأبلغني من يعرف محسن عن قرب، أن وفاة إبنه سمير في معركة ديزفول في الحرب العراقية الايرانية تركت جرحاً عميقاً فيه حتى أصبح مدمناً على التدخين وبشراهة وبدون إنقطاع طيلة اليوم، وأكرر هنا مرة أخرى أن هذه المعلومات هي معلومات حصرية لم يعرفها سوى المقربون جداً منه، وأحدهم من تفضل عليّ بها، وأنا الذي إخترت أن لا أنشر هويته.
وحتى البعثي معاذ عبد الرحيم كان وفياً مع صديقه الشيوعي محسن العاني أكثر من وفاء رفاقه السابقين الذين نسوه تماماً، ولم يكن معاذاً يعرفه سوى بأسمه العام محسن العاني، وهو ( وهذا يعلن وينشر للمرة الأولى ) كان معروفاً عند وفاته ببغداد عام 1989 بأسم الحاج محسن علي الأيوب العاني ، ونجح في الستينيات من القرن العشرين في أستكمال دراسته الجامعية في كلية الأدارة والأقتصاد وتوظف في شركة أهلية وأدى فريضة الحج وتوفي عام 1989 ، ولمحسن أربعة أشقاء توفوا تباعاً .
وربما كان زخم الأحداث السياسية المتصارعة قد حجب عن بعض الكتاب في تاريخ الصحافة العراقية حقيقة ظلت منشورة على صفحات صحيفة (الجمهورية) لفترة 25 يوماً، وأغفلوها لأنهم لم يطلعوا على اعداد هذه الجريدة، او ربما لموقف وضغينة سياسية .
وهذه الحقيقة هي إن شخصية بعثية أصبحت فيما بعد مشهورة قد تولت رئاسة تحرير (الجمهورية) للفترة من 12 تشرين الأول الي 6 تشرين الثاني 1958، واستلمت الصحيفة من الدكتور سعدون حمادي، بعد تواريه عن الانظار ، ونقصد بها عبد الوهاب الغريري الذي أصبح رئيساً للتحرير دون معرفة أسباب التغيير، وربما بسبب انشغال الدكتور حمادي أكثر بمسؤولياته الحزبية كعضو في القيادة القطرية.
وبقي الغريري رئيساً للتحرير حتى أغلقتها حكومة عبد الكريم قاسم في 6 تشرين الثاني 1958 ، وإعتقلت عدداً من العاملين فيها ومنهم علي صالح السعدي وفيصل حبيب الخيزران وعبد الستار الدوري، وبعد ثلاثة أيام معاذ عبد الرحيم بينما توارى الآخرون عن الأنظار ، وكان السعدي في المعتقل يعاتب عبد الرحيم بأن بعض من دافع عنهم في الصحيفة ، قد شهدوا ضده في جلسات التحقيق التي أجرتها سلطات حكومة عبد الكريم قاسم معه .
وغادر حمادي سراً الي سوريا وانتقل بعدها الي ليبيا موظفاً في البنك المركزي الليبي، حيث ساهم في تشكيل أول منظمة بعثية ليبية، واعتقلته السلطات الملكية الليبية، عاد بعدها الي سوريا ولبنان، ليصبح عام 1963 وزيراً للإصلاح الزراعي في أول حكومة بعثية في العراق، ثم رئيساً لشركة النفط الوطنية في ثاني حكومة بعثية عام 1968، وبعدها تقلد مناصب وزير النفط ووزير الخارجية، وأصبح رئيساً للوزراء عام 1991، وفي عام 1996 ثم رئيساً للمجلس الوطني العراقي، حتى أعتقلته القوات الأمريكية بعد إحتلال العراق عام 2003، ثم أطلقت سراحه لسوء حالته الصحية، وتنقل بعدها بين الاردن ولبنان وألمانيا وقطر للعلاج، حتى توفي عام 2004، ودفن جثمانه في قطر.
وبقي البعثيون الأربعة في المعتقل حتى صيف 1959 حينما قرر عبد الكريم قاسم إطلاق سراحهم، فتواروا بدورهم عن الأنظار في نشاطاتهم الحزبية السرية.
وللتذكير فقط، بعد حوالي عام واحد من هذه الأحداث، اشترك الغريري في محاولة أغتيال رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم، وراح ضحية تبادل إطلاق النار، وهو بالعكس مما يروج له البعض فقد كان شاعراً من مواليد قضاء المحمودية الى الجنوب قليلاً من العاصمة بغداد، ودرس في المتوسطة الغربية، والاعدادية المركزية ببغداد ثم قسم اللغة العربية بكلية الآداب، وله انتاج شعري، وأدبي، وكتب عدد من الكتاب العراقيين المعنيين بالأدب والشعر عنه وعن شعره ، ونشرت مجلة آفاق عربية في عددها الثاني ،السنة الحادية عشر بتاريخ 1-2- 1986 ملفاً عنه وعن عدد آخر من الشعراء.
الصور:
اعلان على الصفحة الاولى عن الملحق الأسبوعي ومحرره طارق عزيز
المرسوم الجمهوري رقم واحد في 14 تموز 1958
العدد 18 في 6 أب 1958 مع أفتتاحية للدكتور سعدون حمادي
عمود لمعاذ عبد الرحيم ومساهمات عدد من الصحفيين في ( الجمهورية) عام 1958
*وبعد نشر ذلك المقال تفضل أحد الأخوة الثقاة من الذين كانوا من المقربين جدا من المرحوم محسن العاني ، عليً بصورته ، وهي هنا تنشر لاول مرة على صفحات مجلتنا الكاردينيا ولروحه الرحمة.
1099 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع