بمناسبة مرور خمسين عاما على رحيل رئيس الوزراء الأسبق عبالوهاب مرجان في العهد الملكي

 

بمناسبة مرور خمسين عاما على رحيل رئيس الوزراء الأسبق

عبالوهاب مرجان في العهد الملكي

في 15 آذار 1964

محمد سعيد الطريحي



عبد الوهاب مرجان أحد الشخصيات السياسيه في العهد الملكي ومن مؤسسي الحزب الوطني الديمقراطي وحزب الأتحاد الدستوري وشغل وزارات عده وأصبح رئيسا لمجلس النواب لدورات متعدده وتولى رئاسة الوزراء .

هو من أسره عربيه تنتسب الى عشيرة الدغادغه فرع من قبيلة ربيعه أتخذت الحله مستقرا لها منذ عهد جدها الأعلى محمد المنصور في القرن الثامن عشر وعرفت بلقب مرجان نسبةللأرض التي تمتلكها قرب السعديه . في الحله ظهر من الاسره المرجانيه رجال اقوياء انصرفوا الى تنمية ممتلكاتهم الزراعيه وخاضوا في الاعمال التجاريه وظهر من بينهم وجهاء في قومهم ومنهم الحاج عبدالرزاق مرجان والد المترجم له " 1887-1970 " .

في هذا البيت الكريم ولد عبد الوهاب مرجان سنة 1909 ودرس في كتاتيب الحله وأكمل فيها الدراسه الأبتدائيه والمتوسطه ثم أنتقل الى بغداد فأكمل بها الدراسه الأعداديه ودخل كلية الحقوق فتخرج فيها سنة 1933 .

عمله في القضاء

في كانون الثاني – يناير- 1938 عين قاضيا في مدينة الصويره لكنه أستقال بعد مدة وجيزه وتفرغ للمحاماه .

وعن هذه الفتره من حياته يقول زميله المحامي أمين رؤوف الأمين يصفه " كان المحامي الذي أضاف للمهنه شرفا وعزا وعاشها دنيا مليئه بفعل الخير ، منتصرا للضعيف مدافعا عن المظلوم ، بنفس شريفه مؤمنه ، وكان الحاكم العادل الذي ما أتخذ سوى القانون سبيلا لايفاء الحقوق بين المتخاصمين وليس عليه من رقيب الا مخافة الله وحساب الضمير.

أعماله التجاريه

مارس العمل التجاري مع والده منذ عهد مبكر من حياته، وكان خلال عمله في المحاماه يقضي شطرا  من وقته في ادارة اعماله وفي ايلول 1942 انتخب رئيسا لغرفة زراعة الحله ، كان خلالها مثالا للاداره الناجحه والخلق السليم ، يقول المحامي أنور الجوهر رئيس غرفة تجارة الحله في حينه عنه كرم جم وأدب رفيع وعفه في اللسان واليد ووفاء نادر المثال للاصدقاء وعمل في المعروف والاحسان وميل فطري للاعمال الجباره النافعه.

حياته السياسيه

أستهوته السياسه منذ كان طالبا في كلية الحقوق لكنه شغل عنها بعد تخرجه ، ثم ما لبث ان دخلها من بابها الواسع فعركها وعركته وحتى وفاته ، كان اول حضوره السياسي العام 1946 بعد ان اجازت حكومة توفيق السويدي تأسيس الأحزاب فأسس مع ثله من أصدقائه الحزب الوطني الديمقراطي لكنه انسحب منه لأسباب موضوعيه وكان من ضمن المنسحبين من الحزب المذكور عبود الشالجي وعبد الكريم الازري وصادق كمونه ، وحين شرع قانون الانتخابات رشح نفسه كمستقل عن مدينة الحله فأنتخب نائبا عنها للمرة الاولى في آذار 1947 وفي الشهر نفسه وصفه خالد الدرة في مجلته الوادي بما يلي: " من وجهاء الحله ومن المحامين المبرزين فيها شاب مخلص في وطنيته وهو لاشك يريد ان يعمل لرفعة بلاده وتقدمها نظيف اليد واللسان محبوب من عارفيه" .

ونظرا اما يتمتع به من سمعة طيبه ومكانه مرموقه فقد جدد أنتخابه للسنه الثانيه وبعد ذلك في جميع الدورات النيابيه المتعاقبه حتى نهاية الحكم الملكي 1958 .

أستيزاره ووظائفه العليا

لم تكد تمضي اشهر عده على انتخابه للمرة الثانيه في مجلس النواب حتى عين في 26 حزيران 1948 وزيرا للاقتصاد في وزارة مزاحم الباججي ورئيسا لمجلس النواب في 1 كانون الاول 1949 ، وعلى عهد وزارة نوري السعيد الحادية عشر عين وزيرا للمواصلات والاشغال ووكيلا لوزارة الماليه في 16 أيلول 1950 فوزيرا للماليه في 1 كانون الاول 1950 ورئسا لمجلس النواب للمرة الثالثه في 1 كانون الاول 1951 الى ان حل مجلس النواب في 27 تشرين الاول 1952 . ولدى تشكيل وزارة جميل المدفعي تولى وزارة المواصلات والاشغال في 29 كانون الثاني 1953 وأحتفظ بهذا المنصب لدى تشكيل الوزارة المدقغيه السابعه في 7 مايس 1953 حتى أستقالته منها في مايس 1953 وفي كانون الاول 1953 أنتخب رئيسا لمجلس النواب للمرة الرابعه الى ان حل المجلس في 28 نيسان 1954 ثم اعيد انتخابه للمجلس الجديد في 26 تموز 1954 لكن المجلس حل بعد أيام .

 خلال العام 1954 أسس مع عدد من اصدقائه حزب الاتحاد الدستوري وانتخب نائبا للرئيس ، وفي 3 آب 1954 عين وزيرا للزراعه في الوزاره السعيديه الثانيه عشر وفي أيلول 1954 انتخب مجددا لرئاسة مجلس النواب وجدد انتخابه فيه في 1 كانون الاول 1954 وكذلك في كانون الاول 1955 وفي 20 حزيران 1957 عين وزيرا للمواصلات والاشغال فرئيسا لمجلس النواب في 1957 .

رئاسته الوزراء

بعد استقالة الوزاره الايوبيه في 16 تشرين الثاني 1957 كلف الملك فيصل الثاني عبدالوهاب مرجان بمنصب رئاسة الوزارة وقد ورد في اول كلمة القاها مرجان في حفلة تنصيب الحكومة ما يلي :

أن هذه الوزارة ستسير على سياسة عربيه قومية منبثقة من أماني الامة العربية وستعمل على أعادة حقوق العرب في فلسطين وتحقيق اماني اشقائنا الجزائريين وستضع الحكومة نصب اعينها اعمار البلاد واستثمار مواردها وخيراتها لصالح الجميع من دون تفريق وتأمين العدالة الاجتماعية بين المواطنين وستعير عنايتها بجعل الجهاز الحكومي كفوءا ونزيها لخدمة المصالح العامة .

 وكان مرجان بعد تكليفه الوزارة اختار خليل كنه رئسا لمجلس النواب وفي جلسه ضمته ونوري السعيد ، اعترض الاخير على هذا الاختيار طالبا منه اختيار ضياء جعفر بدلا من خليل كنه لذلك المنصب فلم يعبأ مرجان بذلك ومضى على اختياره مندفعا لأصلاح البلادعلى حسب خبرته وأفكاره وقد زادت شعبيته بين جميع المواطتين بخاصة بعد ان اخذ يقصد الالويه "المحافظات " العراقيه تباعا ويتفقد امورها ، ويسأل عن حاجتها ويوصي الوزراء خيرا بها وكان يقابل بالحفاوة والحماس اينما حل وتقام لحضوره الاحتفالات الجماهيريه

وفاته وتأبينه

عانى من مرض عضال وتوفي في صباح يوم الاحد 15 آذار 1964 وشيع جثمانه في بغداد ثم نقل الى مسقط رأسه في الحله ومنها الى مثواه الاخير في النجف الاشرف .

في 8 مايس 1964 اقيم لذكراه حفل تأبيني بحسينية الحاج حسان عبود مرجان في الحله تولى عرافتها محمد حسين الشبيبي الذي أبنه بأكثر من قطعه نثريه وقصيده شعريه وقد ساهم في الاحتفال عبد الرؤوف الامين "فتى الجبل" والشيخ محمد علي اليعقوبي والشيخ عبد المنعم الفرطوسي وعبد الجبار الشيخ جواد والشيخ عبد العزيز الشيخ كاظم والسيد محمد جمال الهاشمي والدكتورعلي بدر الين وبدوي الجبل من سوريا ولبنان.

أعقب عبد الوهاب مرجان أربعة أبناء ، ثلاثة منهم مهندسون وطبيب واحد وجميعهم يعمل في القطاع الخاص في داخل العراق وخارجه .

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

620 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع