جندي عراقي
قراءة في الأحداث الجارية في العراق
خلفية تأريخية
1. بعد سقوط بغداد سنة 2003 إتخذ الحاكم الأمريكي المجرم بريمر إجراءات تعسفية بحل الجيش العراقي وقوى الأمن الداخلي وقام الجيش الأمريكي المحتل بإعتقال عشرات الآلاف من منتسبي الجيش وقوى الأمن الداخلي بحجة إنتسابهم إلى المقاومة المسلحة.
2. إعتمد في تشكيل الجيش العراقي الجديد على أسس طائفية وعرقية ومما زاد الطين بله وبقرار من بريمر تم دمج المليشيات المسلحة التي كانت تقاتل إلى جانب إيران ضد الجيش العراقي طيلة فترة الحرب العراقية الإيرانية التي إستمرت ثمانية سنوات.
3. العملية السياسية التي طبلت لها الإدارة الأمريكية في العراق والتي إعتمدت نفس المبدأ المشار إليه آنفا في تشكيل الجيش العراقي وسيطرة الأحزاب الدينية الشيعية المتطرفة وعلى رأسها حزب الدعوة الذي يدين بالولاء إلى إيران وتفرده بالسلطة المتمثلة بشخص رئيس الوزراء نوري المالكي ومستشاريه المدنيين والعسكريين وإعتماد مبدأ التصفية الجسدية والتنكيل والتهميش والتسقيط السياسي لمكونات الشعب العراقي الأخرى.
4. الإنتخابات التي جرت في العراق لثلاثة دورات متتالية شابها التزوير تارة والإغتصاب تارة أخرى وتسخير المفوضية العليا للإنتخابات والمحكمة الإتحادية لخدمة شخص رئيس الوزراء نوري المالكي وحزب الدعوة .
5. الفساد الإداري في إدارة الدولة وتقسيم الوزارات بين الأحزاب الدينية المتنفذة أنعش أجواء الفساد المالي في كافة مفاصل الدولة خاصة قادة الأحزاب الذين تمرسوا في نهب ميزانية العراق وتقديم إمتيازات إلى شخوص الوزراء وأعضاء مجلس النواب وأعضاء مجالس المحافظات وتقاسم العقود فيما بينهم دون تقديم إي نوع من الخدمات إلى الشعب وعدم محاسبة المقصرين.
حرب الأنبار والفلوجة وسقوط الموصل
1. طالب أهالي الأنبار من خلال الإعتصام السلمي لفترة تزيد على السنة بحقوق مدنية دون أن تطلق رصاصة واحدة ضد قطعات الجيش .
2. قيام السلطة المتمثلة بشخص رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة بإستخدام القوة المفرطة ضد أبناء الحويجة المعتصمين سلميا للمطالبة ببعض الحقوق المدنية هذه المدينة المنعزلة نسبيا عن المدن الأخرى وتم سحقها بالقوة مما شجع رئيس الوزراء القيام بالحرب على الأنبار
والفلوجة نتيجة تقارير مدنية وعسكرية مغلوطة قدمت له من قبل مستشاريه المدنيين والعسكريين وبمساندة الحليف الإيراني قاسم سليماني الحاكم الفعلي للعراق ضنا منهم إنهم سيسحقون الفلوجة التي كانت عصية على الجيش الأمريكي كما سحقوا الحويجة .
3. فشل الجيش في إقتحام الفلوجة والأنبار بالرغم من إستخدام المعدات الثقيلة وطيران الجيش وتكبد الجيش خسائر جسيمة بالأرواح تقدر بالآلاف وخسائر بالمعدات تقدر قيمتها بمليارات الدولارات وإنهيار معنويات الجيش من خلال نسبة الهروب التي بلغت 45 % حسب تقارير وزارة الدفاع .
4. عملية الهجوم الناجحة التي قامت بها فصائل المعارضة على سامراء التي سبقت الهجوم على الموصل والإنسحاب منها كانت عملية جس نبض وجلب الإنتباه إليها بعيدا عن الموصل .
5. يوم العاشر من حزيران 2014 إنهارت قطعات الجيش العراقي والشرطة الإتحادية والشرطة المحلية المتواجدة في الموصل بشكل غير مسبوق والتي يبلغ تعدادها بالآلاف أمام أعداد من المقاتلين لا تتجاوز نصف عُشر تعداد قطعات الجيش والشرطة الإتحادية والشرطة المحلية تاركين أسلحتهم ومعداتهم خالعين ملابسهم العسكرية التي تعتبر شرفهم العسكري ورميها على أرصفة الطرق .
6. ذهل العراقيين من مشاهدة آثار الهزيمة المنكرة للقطعات العسكرية في مدينة الموصل على شاشات التلفزيون وذهل أكثر القائد العام للقوات المسلحة هذا الرجل الذي تهرب من إداء الخدمة الإلزامية ولم يرتدي الملابس العسكرية في حياته وأصبح قائدا عاما للقوات المسلحة بقدرة قادر ذهل عندما شاهد قادة جيشه الميامين يخلعون ملابسهم العسكرية ويرتدون الدشاديش هربا من قبضة الثوار.
7. لقد مارس قادة الفرق في الجيش وآمري الألوية وآمري الوحدات في الجيش والشرطة الإتحادية طيلة عشرة سنوات مختلف أنواع التنكيل والإعتقال التعسفي والتعذيب بحق المواطنين رجالا ونساءاً وملأت سجون الوحدات العسكرية في المحافظات المنتفضة ضد تسلط رئيس الوزراء وزبانية حزب الدعوة مما حول الجيش للقيام بمهام الشرطة المحلية بدل الدفاع عن حدود العراق .
8. التصرفات التي ذكرناها آنفا أحدثت جرحا عميقا في نفوس أبناء الشعب في المحافظات المنتفضة وكانت جموع جماهير الشعب تنتظر بفارغ الصبر اليوم الموعود للثورة ضد الطغيان فكان اليوم العاشر من حزيران ساعة الصفر لبدأ الثورة في جميع أنحاء المحافظات الشمالية والشرقية.
دور الإعلام في أحداث العراق
1. خلال الحرب على الأنبار والفلوجة إتخذت إجهزة إعلام الدولة وإجهزة إعلام عربية ودولية بكافة أنواعها موقفا غير محايد إلى جانب الدولة ناسبة الأحداث إلى تنظيم دولة العراق والشام على أساس إنه إرهاب والحقيقة خلاف ذلك إنما من يقاتل في الأنبار هم أبناء العشائر العربية دفاعا عن حقوقهم المشروعة .
2. نفس الشئ حدث عند تحرير مدينة الموصل ، فهل من العقل والمنطق بضع مئات من الأشخاص تستطيع إسقاط مدينة مترامية الأطراف يدافع عنها عشرات من الآلاف من الجنود المدججين بالسلاح الحديث المتنوع بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة ومجهزين بمختلف أنواع العجلات المدرعة الخفيفة والثقيلة .
3. الإعلام خلق إسطورة داعش حيث تخندقت محطات التلفزة ومواقع الأنترنت وكثير من المحليلين السياسين والعسكرين بالتعتيم على الثورة الشعبية المسلحة التي تظم أكثر من إثنى عشر فصيل مسلح هم من قاموا بالثورة ضد طغيان وإرهاب الدولة للمواطنين .
4. أغلقت الدولة كافة قنوات التواصل الإجتماعي في العراق بغية التعتيم على الثورة الشعبية في العراق .
5. تفتقر قيادة الثورة الشعبية إلى وسائل إعلام ذات مصداقية عالية لغسل أذهان الرأي العام الداخلي والعربي والعالمي من كذبة داعش التي صنعها الإيرانيين في سوريا والإطلاع على حقيقة الثورة الشعبية في العراق.
الموقف المحلي والدولي من الأحداث في العراق
1. أول المتخندقين مع حكومة المالكي ضد الثورة هم المشتركين في العملية السياسية ورجال الدين وشيوخ العشائر الموالين لشخص رئيس الوزراء المستفيدين من سرقة أموال الشعب والمرجعية في النجف وما الفتوى التي صدرت عن ممثل السستاني في كربلاء يوم الجمعة الماضية إلا تغطية لتدخل قطعات الحرس الثوري الإيراني في الشؤون الداخلية للعراق.
2. أول الدول التي إصطفت مع حكومة المالكي هي الحكومة الإيرانية والتي قامت بإرسال نخبة من قطعات الحرس الثوري الإيراني للقتال إلى جانب المليشيات المسماة عصائب الحق والحكومة السورية والحكومة الكويتية التي طالبت المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب حكومة المالكي
ووزير الخارجية الأمريكية والأمين العام للأمم المتحدة.
3. الإتحاد الأوربي موقفه متذبذب من الثورة في أيامها الأولى لكن بدأ يتغير نسبيا لصالح الثورة الشعبية في العراق.
وصايا لقادة الثورة والثوار
1. يجب الإبتعاد عن إتباع أساليب الإنتقام من جنود القطعات العسكرية والمدنيين .
2. يجب معاملة الأسرى من منتسبي قطعات الجيش معاملة جيدة وتسليمهم إلى منظمة الصليب الأحمر الدولية.
3. المحافظة على المراقد الدينية لأهل البيت في سامراء والمدن الأخرى لكي لا تتخذ ذريعة لتأجيج الصراع الطائفي بين العراقيين كما حدث سنة 2006 .
4. توحيد القيادة العسكرية والسياسية لفصائل المقاومة المسلحة وعدم السماح للمتصيدين في الماء العكر لإستغلال الثورة .
5. جمع المعدات العسكرية والأسلحة التي تم الإستيلاء عليها وعدم السماح بالعبث بها ليتسنى الإستفادة منها حاليا ومستقبلاً.
6. تشكيل وحدات عسكرية من فصائل المقاومة وتنسيب آمرين كفوئين لها لسهولة تأمين القيادة والسيطرة والإستعداد للدفاع عن المدن المحررة ضد أي تدخل خارجي.
785 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع