الصبر مفتاح الفرج!!

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 26 حزيران/يونيو 2014 10:21

كتب بواسطة: سيف الدين الألوسي

                        سيف الدين الألوسي

طيلة الوقت أفكر في مصير ومستقبل أبنائنا من الاجيال العراقية القادمة , ومن ناحية التعليم والثقافة والتربية الصحيحة , والأهم من كل ذلك هو المواطنة والاعتزاز بالهوية .

لقد خرج معظم مواليد الاربعينيات والخمسينيات والستينيات بمبادئهم وبمواطنتهم العميقة وانتمائهم  العميق لوطنهم وباختلاف توجهاتهم , ورغم كل التضحيات الكبيرة والأزمات المتلاحقة التي مروا بها طيلة عقود من الزمن وذلك بسبب قوة تحصينهم وتعليمهم وغرس الوطنية الحقة فيهم ومنذ طفولتهم وقسم كبير منهم قد ربوا أولادهم على نفس تلك المبادئ رغم كل الصعوبات الحياتية الكبيرة والظروف الصعبة الغير طبيعية , والتي وقفت ضدهم من ناحية البداية في تدني التعليم وعسكرة المجتمع والحصار والحروب الطويلة المستمرة ,
خشيتي الكبيرة وقلقي العميق اليوم وعلى أجيالنا اللاحقة وهي تعيش أيامها في مجتمع يتفكك تدريجيا , وأنهار من الدماء الزكية تسفك من غير رقيب وحسيب , وعسكرة للمجتمع أيضا , وتدني حاد في التربية والتعليم والصحة والثقافة والفنون , تدني لا يشبه أي بلد في عالمنا اليوم , ويعتريني الألم الشديد والاسى والحزن وأنا أرى الأجيال الشابة في دول الخليج العربي وتركيا وحتى أيران وغيرها من دول الجوار والعالم الثالث تعيش وتنمو بصورة توازي أو تقل نسبيا عن ما هو بلدان العالم المتقدم ومن ناحية المدارس والكليات والرياضة والفنون والثقافة ,  أما نحن فنضيع أعمار فلذات أكبادنا وأولادنا وأطفالنا وشبابنا وهم أعمدة بناء الوطن المستقبلي , نضيع أعمارهم في حروب والجميع لا يعرف لماذا ؟ والجميع لا يعرف من هو الذي أشعلها ومن الذي سيطفيها !!
لكم مليون تحية ودعاء يا أولادنا شباب وأطفال وطني الجريح وكل من كان ضحية من ضحايا  حرب لعبة الأمم القذرة ومنفذيها من المرتزقة ورجال السياسة الوسخة .
حفظ الله العراق وأهله جميعا وسلمهم من كل مكروه وحاقد ... وما الصبر إلا مفتاح الفرج .