اثبتت الاحداث المتلاحقة بعد الغزو الامريكي للعراق عام 2003 عن حقيقة علاقة ( تخادم المصالح) بين النظام السوري وتنظيم القاعدة .
حيث كانت البداية مع تزايد المؤشرات على حتمية وقوع المواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة وحلفائها من جانب والعراق من جانب اخر.
وان سوريا ستكون الهدف التالي للقوات الامريكية خصوصا بعد اتهامها من قبل الادارة الامريكية كونها احدى دول محور تاشر..
المتطوعون العرب
بدا الالاف المتطوعون ومن مختلف الدول العربية التوجه الى العراق قبل بدء الحرب عبر سوريا حصرا
بلغ عددهم( 8000) متطوع , قدم هؤلاء عبر المنافذ الحدودية الرسمية مع سوريا خصوصا من محافظة الانبار , شكل السوريون القسم الاعظم منهم .
تم استقبال هؤلاء المتطوعون من قبل وزارة الدفاع العراقية وتم تكليف مديرية التوجية السياسي بلاشراف ومتابعة امورهم كافة من حيث الاسكان والتجهيز والتدريب.
في الخامس والعشرين من اذار 2003 وبعد نشوب الحرب اصدر الرئيس صدام حسين امرا بالحاقهم بقيادة فدايو صدام واطلق عليهم تسمية ( المجاهدون العرب) وتم توزيعهم على شكل مجموعات تتراوح بين(300-400) مقاتل الى قيادات فدائيو صدام في محافظات العراق.)
قاتل هؤلاء المتطوعون بشكل مميز في معركة المطار ومعركة ساحة اللقاء ونفق مدينة الشرطة في جانب الكرخ من بغداد وفي ساحة الخلاني والاعظمية في جانب الرصافة , اعيدت جثث من استشهد قبل احتلال بغداد بشكل رسمي الى سوريا اما بعد الاحتلال ولصعوبة ذلك فقد تم دفنهم في مقبرة الاعظمية وفي حديقة مستشفى الاطفال في جانب الكرخ من بغداد )
ظهور تنظيم القاعدة في العراق
من التداعيات الخطيرة لاحتلال العراق في 9 نيسان 2003 ظهور تنظيم القاعدة.
اذ لم يعرف العراق عبر تاريخه المعاصر وجود حركات او تنظيمات اسلامية متشددة بالرغم من وجود حركات سياسية اسلامية مثل الاخوان المسلمين وحزب التحرير وحزب الدعوة الاسلامي .
كان لقرار تنظيم القاعدة العالمي في فتح جبهة قتال جديدة في العراق بغية توريط الولايات المتحدة وتكبيدها الخسائر عامل دفع في رفد تنظيم القاعدة بالمقاتلين والاموال .
بدا الافغان العرب والمتطوعون الجدد بالدخول الى العراق عبر منفافذ عدة اهمها منفذ القائم في محافظة الانبار ومنفذ ربيعة في محافظة الموصل حيث يستقبلون ومن ثم يرسلون الى قواطع عمل التنظيم.
الية دخول الافغان والمتطوعون العرب الى العراق
تم تنظيم دخول المتطوعون العرب الجدد او من الافغان العرب عبر المنافذ السورية من خلال شبكة منظمة رصينة تديرها الاجهزة الامنية السورية بالتنسيق مع تنظيم القاعدة , حيث يستقبلون ويزودون بما يحتاجونهم من الوثائق ومن ثم يدخلون الى العراق ويتم استقبالهم في الجانب العراقي من قبل عناصر تنظيم القاعدة حيث يقادون الى مضافات خاصة معدة سابقا لهم ومن ثم ينقلون فرادا او جماعات الى معسكر راوة التدريبي والذي كان يقودة ابو رغد السعودي والذي تم تدميره بقصف جوي امريكي في شهر اب 2003 وبعد انتهاء التدريب يوزعون على قواطع العمليات.
تهيئة وادخال المتطوعين الى العراق
تم انشاء شبكة تنظبم في سوريا تعمل على رفد تنظيم القاعدة في العراق بالمتطوعين والاموال مع ضمان ادخالهم الى العراق ووصولهم سالمين الى قواعد او مضافات منتخبة.
لقد كان المصري( بسيوني احمد دويدار) الذي قتل شمال العاصمة اليمنية صنعاء في عملية الهجوم على السياح الاسبان عام 2007 المسوؤل عن ارسال المتطوعين اليمنين الى العراق عبر سوريا .
كما كلف السعودي محمد علي الصغير بتامين الاموال والمتطوعين من السعودية.
كلف ابو اصيل الجزائري مسؤلية الحدود العراقية السورية.
من جانبه كلف تنظيم القاعدة ابو الغادي السوري بتاسيس منظومة متكاملة مسؤلة عن استقبال المتطوعين في سوريا وادخالهم الى العراق.
لقد عملت هذه المنظومة على تامين كافة مستلزمات التنقل من الوثائق والاموال وعند تيسر الوقت يتم اعطاء بعض المحاضرات الامنية والعسكري قبل ادخالهم الى العراق.
ومن اهم عناصر هذه المنظومة:
1.نبيل رحيم ( فلسطيني) مدير ادارة المنظومة
2.محمد يحيى صعب الملقب ابو ايمن (لبناني) مسؤل عن تامين الاسكان في سوريا والتنقل من سوريا الى العراق
3.سيد حسن الملقب( زيكو) مسؤل عن تزويد الوثائق والجوازات
4. حسن نبعة الملقب( مؤيد) مسؤل عن تامين المتطلبات لانجاح العمل من اسكان واسناد طبي وتنقل داخل سوريا منطلاقا من مدينة (ادلب) وبالتنسيق مع المخابرات السورية حيث كلف الرائد ( ابو الحكم)بمسؤلية ذلك
5. ( ر. ج) (عراقي) مسؤل عن نقل المتطوعين من الحدود السورية الى معسكرات القاعدة في محافظة الانبار.
كلف تنظيم القاعدة العناصر التالية اسمائهم بمسؤلية توزيع المتطوعين داخل العراق وهم:
1.( ع. ع) ,مسؤل عن توزيع المتطوعين في بغداد ومحافظة صلاح الدين.
2 .(ع. ي) التوزيع في محافظة الانبار
3 . ( ابو بكر) استلام وتوزيع المتطوعين في محافظة الموصل
4. ( ابو بلال) الاستلام والتوزيع في محافظة ديالى
وقد ذكر لي المستشار الاعلامي السابق في تنظيم القاعدة الملا ناظم الجبوري والذي اغتيل من قبل دولة العراق الاسلامية في بغداد شباط 2012(7)
انه كان يلتقي بوزراء تنظيم القاعدة في دمشق وفي منطقة الزبداني وبعلم المخابرات السورية
اسباب دعم النظام السوري لتنظيم القاعدة في العراق
طالما اتهمت القوات الامريكية والحكومات العراقية النظام السوري بدعمه واسناده للجماعات المسلحة سواء كانوا تنظيم القاعدة او غيره من الفصائل بالرغم من ان كافة المتطوعين العرب القادمين من سوريا او عبرها هم من الاسلاميين والذين لايتفقون فكريا مع النظام السوري حيث شهدت العقود الماضية موجة صراع دامي الا ان السماح للمقاتلين الاسلاميين في التوجه الى العراق انطلاقا من سوريا هو محاولة لدرء خطر نتائج الاحتلال الامريكي للعراق وماستليه من تداعيات ضد النظام السوري كونه متهم برعاية الارهاب في المنطقة وقد تكون سوريا الصفحة الاحقة في المشروع الامريكي فيما يسمى الشرق الاوسط الكبير, ويمكن اجمال اسباب دعم النظام السوري لتنظيم القاعدة خصوصا وباقي الجماعات العراقية المسلحة بما يلي:
1. ان الادارة الامريكية قد وضعت النظام السوري في دول محور الشر وبالتالي فان نجاح المشروع الامريكي في العراق سياسيا وامنيا يشكل ضررا مباشرا على سوريا, لذا يسعى النظام السوري للتعاون مع تنظيم القاعدة في ضرب الاستقرار وتعكير الامن في العراق وتكبيد القوات الامريكية الخسائر الفادحة.
2. يستخدم النظام السوري تنظيم القاعدة كورقة مهمة في التاثير على احداث المنطقة وفي قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري اذار 2005 , ابرزت سوريا قضية احمد عدس على انها عملية انتحارية وفكر اصولي متشدد وراء تلك العملية , في حين يعلم الجميع ان سوريا وراء تلك العملية.
3. ان الكثير من عناصر الجماعات المتطرفة والتابعة لتنظيم القاعدة او القريبة منها فكريا والمتورطين في احداث لبنان في نهر البارد وطرابلس لهم علاقة بتسهيل مرور المتطوعين العرب عبر سوريا وبتجنيد الانتحاريين وكان بعضهم مقرب من ابو مصعب الزرقاوي.
4. يدعم النظام السوري تنظيم القاعدة في العراق ويسهل عملية دخولهم اليه ويمكن احصاء ان اكثر من 98% من المتطوعين العرب والجانب عبروا من المنفذ السوري مقابل اطمئنان النظام السوري عدم استغلال تنظيم القاعدة من قبل اطراف اخرى ضد النظام السوري
5. تعتبر الاراضي السورية احد اهم المنافذ في دخول عناصر تنظيم القاعدة او المتطوعين الجدد الى العراق لما لسوريا من امكانية تجميع وسفر المتطوعين من مختلف الدول الاسلامية في سوريا وتسهيل عبورهم الى العراق
الدكتور وليد الراوي
539 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع