حوار مع الاديب افنان القاسم عن الشعر والموسيقى

                       

جمال الشعر ان ينشد مع الموسيقى،الا ان الشاعر المعاصر تخلى عن هذا التقليد .

يعود ذلك كما ارى  لعدة اسباب يأتي على رأسها عدم معرفة  الشعراء  العزف على الة موسيقية ، لما تعرضت له الموسيقى من اهمال ورفض من قبل المؤسسات المتزمتة والمحافظة ،التي ترى في الموسيقى وسيلة للهو والابتذال حتى ان بعض المؤسسات منعتها وحرمت الاستماع اليها على اساس انها وسيلة طرب مكانها الملاهي ومحلات الانس والطرب .
 اما القصيدة المغناة  فقد ظلت من اختصاص  المغني المحترف ، حتى ان أجمل قصائد  شوقي ونزار قباني وبيرم التونسي لم نسمعها بصوت شعرائها وهم يعزفون على الة موسيقية مرافقة لانشادهم عكس الكثير من شعراء العالم المشاهير الذين سمعنا قصائدهم بصوتهم وعزفهم مثل الشاعر الكبير فكتور جارا والمغني الشاعر جون لينون في اغنيته الشهيرة تخيلImagine  والشاعر والمغني / الموسيقي والمؤلف الروائي  السويدي اولف لونديل – راجع مقالنا عنه وترجمتنا لاغنيته الشهيرة قرب البحر المنشور في عدة مواقع الكترونية وصحف عراقية – بينما كان الشاعر العربي الكلاسيكي ينشد شعره بمرافقة الالات الموسيقية وبعضهم كان يعزف على الرباب ، واشتهر بذلك شعراء الترابادور الاسبان الذين ينشدون شعرهم بمرافقة الة موسيقية ، ويذهب العديد من الباحثين الى  ان هذا التقليد منقول من الاندلس يوم كان الشعراء العرب  ينشدون اشعارهم بمرافقة الرباب على ابواب القصور وان اصل كلمة الترابادور الاسبانية  هو طرب الدور .
في حوار مفتوح نظمه موقع الحوار المتمدن مع الاديب والمفكر  افنان القاسم  حول موضوع : الأدب العربي لم يرق إلى المعلقات وألف ليلة وليلة  ، اجاب الاديب افنان القاسم على ما طرحه القراء من اسئلة  ومحاورات ومنها ما طرحه مؤيد عبد الستار  حول الشعر والموسيقى ننشره ادناه نقلا عن موقع الحوار المتمدن آمل  ان يسـهم الشعراء والقراء  باغناء الموضوع.
 المنشور على الرابط التالي :
http://www.ahewar.org/debat/s.asp?aid=330994
الشعر والموسيقى
* من الكاتب:  مؤيد عبد الستار
الى / الاديب الاعز الاستاذ افنان قاسم
تحية طيبة
في محاولة لتطوير اداء القصيدة الشعرية احاول تقديمها مع العزف على الة موسيقية كي تصبح اكثر عصرية ، خاصة وان العصر الحديث هو عصر الموسيقى دون منازع ، اذ اصبحت الاجهزة التي تقدم الموسيقى متوفرة بشكل ملفت للنظر ، حتى جهاز الهاتف الجوال اصبح اكبر صندوق موسيقى ، وهو ما يقدم في راي امكانية معتبرة لتقديم الاعمال الفنية مع الموسيقى.
ارسل لك رابط اليوتيوب ادناه لقصيدتي العصفور الازرق مع العزف على الناي ولدي محاولات اخرى مع العود .
طبعا احاول استخدام الالات الموسيقية المختلفة مع قصائدي رغم اني لست عازفا ماهرا ولكني احاول الاستفادة من التجريب ، واود طرح الموضوع معك للمناقشة وابداء رايك الذي يعمق من هذه التجربة مع خالص ودي
رابط القصيدة
https://www.youtube.com/watch?v=AckoIuS0CrY
مؤيد عبد الستار
السويد

*رد الكاتب أفنان القاسم

الصديق العزيز مؤيد، تأخرت عليك بالرد، فقد شغل بالي ما تطرح، والجواب ليس سهلاً. محمود درويش في آخر أيامه ألقى قصائده في مسرح الأوديون في باريس تصاحبه الموسيقى، إذن لم يغن قصائده، غناها مارسيل خليفة، وهذا أمر مختلف تمامًا.

باعتقادي أهم ما في الموضوع (القصيدة الشعرية والموسيقى الأداتية) هو التناضح، بمعنى التأثير المتبادل بين الأبيات والأنغام، دون التناضح لن نصل إلى الإطراب، فالأمر يتعلق بشعر وبموسيقى، وليس بشعر مموسق، بعنصرين مستقلين، وفي الوقت نفسه متكافلين. هناك شعر موسيقي، يكفي أن يُقرأ على مسامعنا ليثير حساسيتنا السمعية، ولا هذا أيضًا. فيما تطرح بإمكانك قراءة قصيدة نثرية ليست موزونة، وعبر الصورة أو الاستعارة تكتب الموسيقى التي تتناسب معها ومع ذوقك أولاً وقبل كل شيء، فأنت تعيد كتابة القصيدة موسيقيًا. هنا تلعب الحساسية البصرية كثيرًا، وهناك الحساسية التأملية، وهناك الحساسية الفكرية، وهناك الحساسية الحُلمية... الفواجع، الروائح، الممنوعات، التمردات، إلى آخره، بفضل كل هذه الحساسيات يكون عزفك، ويكون اختيارك لأداة العزف. مهمتك ليست سهلة، لكنها ممتعة لك ولجمهور عليه أن يعتاد ذلك، لأن الجمهور الذي لم يعتد سماع القصيدة كشعر والقصيدة كموسيقى سيضجر بسرعة إلا إذا كنت ذا دراية كاملة شعرية وموسيقية، وعبرت عن الإنساني في هذا الإبداع الشاق الجديد علينا كل الجدة.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

648 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع