المرحوم عبد الامير النجار ، ابو رعد

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 26 تموز/يوليو 2015 19:29

كتب بواسطة: سيفالدين الألوسي

                         سيف الدين الألوسي

اليوم سأكتب عن احد النجارين المبدعين في العراق ، والذي نسيه الكثيرون ورغم انه كان النجار الرئيسي في قالب وتثبيت نصب الحرية .

الكثير يذكرون الفنان الكبير المرحوم جواد سليم والمهندس المعماري الكبير رفعت الجادرجي والنحات الكبير محمد غني حكمت ، ودورهم في اعمال هذا النصب ، وحيث هو للفنان الخالد جواد سليم من ناحية الفكرة والنحت ومساعدة الفنان النحات محمد غني حكمت ، وتصميم المعماري رفعت الجادرجي ، وهنالك جندي مجهول عمل القالب وعمل الألواح الخشبية لتثبيت المنحوتات ،وهذا الجندي المجهول هو ابو رعد او عبد الامير النجار رحمه الله .
المرحوم ابو رعد هو من النجارين القلة الذي يقرا الخرائط المعمارية الهندسية وينفذ ما هو مطلوب بدقة تدهش المهندس ، استمر المرحوم ابو رعد في العمل مع المعماري رفعت الجادرجي ، ونفذ له معظم الاعمال النجارية التي يطلبها في تصاميمه للدور والأبنية ، ورغم صعوبة تنفيذالبعض منها فقد برع في ذلك ، واستمر معه في تنفيذ الاثاث التي كان يصممها في معرض أيا وحتى منها الشيدات الخشبية الجميلة والغريبة في تلك الفترة ، وكذلك استعمال خشب الجوز وخشب الزان والخشب العادي في عمل الاثاث المصمم ، وعمل الشبابيك او البناجير التي استعملها المعماري الكبير رفعت الجادرجي في فترة نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات .
كان المرحوم ابو رعد صديقا لكل المعماريين والفنانين الرواد وكذلك للعديد من الطبقة المثقفة في ذلك الوقت من أطباء ومحامين وتجار الخ .
كان يعاونه بالعمل أولاده ومن الكبير رعد وشقيقه ومن ثم افتتح ورشة كبيرة للعمل في شارع النضال قرب كنيسة السبتيين ، ولكن الورشة لم تستمر مع الاسف وخصوصا بعد وفاته رحمه الله نهاية السبعينيات .
من الجدير بذكره اليوم ،بان المكاتب الهندسية الاستشارية في العراق سابقا كانت مدارس لتخريج فنيين مهنيين متمكنين ، ومنهم النجار او خلفة الطابوق او الحداد وحتى عمال الصحيات والكهربائيات ، وأشهر الخلفات الذين عملوا مع الاستشاري العراقي في تلك الفترات هو الاسطه ابراهيم او ابو خليل رحمه الله والذي اصبح مقاولا يشار له بالبنان والنزاهة والحرفية لاحقا ، والمرحوم بدري القزاز مقاول الصحيات وابو ليث الاثوري للكهربائيات ، وغيرهم
الرحمة لكل من أعطى واخلص وأبدع في عمله وعسى ان تكون تلك التجارب العراقية في تلك الفترات الذهبية ، دروسا للاجيال الشابة من مهندسين وحرفيين .