بقلم : أ. د. سيّار الجميل
الحرب العراقية الايرانية : التاريخ العسكري والاستراتيجي
لمؤلفيه : وليامسن موراي وكيفن وودز
Williamson Murray and Kevin M. Woods, The Iran-Iraq War: A Military and Strategic History , (Cambridge University Press, 2014), 343 pp., with maps, tables, appendices, index.
الحلقة الاولى
مقدمة
كنت قد وعدتكم قبل اسبوعين انني سأنشغل بقراءة كتاب جديد آخر عن تاريخ الحرب العراقية الايرانية 1980 – 1988 ، وها انا ذا قد اكملت قراءتي له ، وكتبت ملاحظاتي النقدية والمنهجية عليه في اكثر من حلقة ، وقد وعدتكم ايضا بأنني سأقدّم قراءة وافية لكتاب بالعربية صدر بعنوان : الحرب العراقية الايرانية 1980- 1988 : مذكرات مقاتل ، والذي قام بتأليفه الفريق اول الركن نزار الخزرجي ، وقدمه وراجعه : د. عبد الوهاب القصّاب ( صدر عن المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات بالدوحة ، 2014 ) . وسأتفرغ له ولمقدماته بعد نشر الحلقة الثانية من هذه " الدراسة " .
تعد الحرب بين إيران والعراق واحدة من أكبر الحروب التقليدية المعاصرة ، ولكن تفاصيل الصراعات الدقيقة فيها هي الأقل توثيقا في تاريخ الشرق الأوسط المعاصر . ويبدو ان المؤلف الاساسي وليامسن موراي قد رسم اشياء كثيرة من ذاكرة التخزين المؤقت ورصد سجلات واسعة من سجلات الحكومة العراقية التي استولي عليها اثر الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 . ان هذا الكتاب هو أول رواية في التاريخ العسكري والاستراتيجي الشامل للحرب من خلال عدسة النظام العراقي وكبار القادة العسكريين.
الوقوف بوجه العاصفة
ويستكشف ان عمليات كبرى كانت قد اتخذت من ورائها جملة من القرارات ، وهي التي دفعت العراقيين لمواجهة التحديات التي في بعض الأحيان، قد هددت الوجود والمصير . وبدا للمؤلفين ان القادة العراقيين ما كانوا يحسبون ان الحرب ستطول اكثر من 4- 5 اسابيع . اذ ادركنا انعدام غريب للتخطيط من قبل العراقيين في غزوهم إيران، وقد كشف الكتاب محاولات الرئيس العراقي صدام حسين اليائسة لتحسين الكفاءة لدى الضباط ، بعد ان كان قد مارس تطهيرات واسعة في الجيش من اجل الحفاظ على ولائهم لطغيانه، ومن ثم وجد العراقيون انفسهم يقفون بصمود في وجه العاصفة .. ولأول مرة ، يشهد التاريخ هذا الحجم الجنوني من هجمات الموجات الانتحارية التي يشنها الثوار الايرانيون المتدينون . وعليه اقول بأن " الكتاب " مساهمة فريدة ومهمة في فهمنا لتاريخ الحرب والشرق الأوسط المعاصر.
الحرب البشعة
ان هذا " الكتاب " يوفر للعالم ، أول رواية تاريخية لكل من الجيش والاستراتيجية الشاملة في مضامين الحرب العراقية الإيرانية المستمدة من السجلات الحكومية الرسمية التي لم يسبق لها مثيل .. وهنا ، انبّه الى قيمة هذا " الكتاب " بالنسبة الى العلماء المؤرخين والى طلاب التاريخ العسكري، والى الباحثين في دراسات الحرب ودراسات الشرق الأوسط . وخصوصا عندما يعتبر المؤلف بأن الحرب بين إيران والعراق كانت واحدة من أكثر الصراعات وابشعها دموية قاتلة تأتي بعد الحرب العالمية الثانية بأربعين سنة . ان تلك الحرب العراقية الايرانية قد خلقت آثارها وتداعياتها ، كمثل حجر يلقى في بركة ماء ، فهو يخلق تموجات يمكن أن تصلنا حتى اليوم، ولعل أبرز تلك التداعيات والموجات تتمثل بصعود الدولة الإسلامية.
مفصل 1982 : اخطر سنوات الحرب
يرسم الكتاب صورة بانورامية للصراع مع توفير الخلفية المؤهلة لإسقاط العراق في احضان ايران ، مما ادى إلى غزو العراق لإيران وتنفيذه باندفاع العراق في الاراضي الايرانية مما اشعل في التالي سلسلة من المعارك الضارية التي انهكت كلا البلدين في نهاية المطاف . وبعد مرور سنتين على اندلاع الحرب ، قادت الاستراتيجية الايرانية والتعبئة الدينية إلى انتصار إيران بعدة انتصارات مذهلة في خوزستان ( - عربستان ) في عام 1982 ، ولكن تلاها فشل ذريع في عدد قليل من المعارك الاخرى . بعد مرور أشهر على الهجوم الايراني الاول على الاراضي العراقية. والتي قام المؤلفان بتحليل ذلك تحليلا مفصلا في القسم الاخر من الكتاب . لقد قام المؤلفان بدراسة حرب الاستنزاف طويلة الامد التي دامت بين 1983-1987 ، وكيف كان نظام صدام حسين يعاني ببطء من الهجمات البشرية التي تركزت على خاصرة العراق الوسطى والاقرب الى العاصمة بغداد ، ولقد تعلم على مهل وبشكل مؤلم الدروس العسكرية التي كانت قد تمّ استغلالها في اداء سلسلة من نجاحات عراقية مذهلة لاحقا دفعت الإيرانيين إلى الخلف عبر الحدود.
نظام الجيش العراقي
يتمحور اساس هذا الكتاب على تحليل تاريخ استراتيجيات الحرب ومدياتها وطبيعة معاركها واصناف اسلحتها وتنوع ميادينها في البر والبحر ، وكيف كان تفكير صدام حسين طوال فترة الصراع، اذ لا يقتصر "الكتاب" على تدوين العمليات العسكرية فقط ، فضلا عن عناية كل من بالعراق وعلاقاته مع الدول الأخرى داخل وخارج منطقة الشرق الأوسط. وعليه ، فان " الكتاب " يقدّم - كما وجدت من خلال قراءتي الاولى له - مادة تاريخية غنية بالمعلومات لأي باحث او مؤرخ يدرس الفترة المعنية أو ما حصل من بعدها في تاريخ الشرق الأوسط بتأثير منتجاتها ، وأنه يوفر معلومات قيمة حول مواقف الرئيس صدام حسين والتوغل في عقليته ونواياه ، فضلا عن خططه التي نفذها في الحرب . وما الذي كان يقرره من قرارات علما بأنه لم يكن ضابطا او قائدا عسكريا ، او ما يرسمه من استراتيجيات ، ويقف فيها الى جانبه نخبة من القادة العراقيين المحترفين الذين انجبتهم كليات مرموقة سواء الكلية العسكرية القديمة ام كلية الاركان ام جامعة البكر ام الكليات والمدارس المختصة بالجو والبحر مع اعداد الدورات الخاصة بأنواع الاسلحة .. وكان العراق قد اشتهر منذ تأسيس جيشه بنظامه العسكري المنضبط وحسن صناعته للقادة الميدانيين والضباط المحترفين .
حرب بأنواع المعارك
لقد وجدنا في " الكتاب" ما يخبرنا عن الحماس الذي بالغ فيه صدام حسين بالنسبة للأسلحة الكيميائية ، بحيث يجعل القراء وهم يقرءون ما حدث ، تقشعر ابدانهم وهو يتابعون بحرص ما كان يخطط له العراق بشكل خاص من اجل ان لا يقع العراق بين انياب ايران . وعلى الرغم من تحليل تفاصيل ما حدث في المعارك الساخنة على الجبهة المشتعلة . لكنني وجدت ان كلا المؤلفين قد حرصا على عدم الغوص في الأسفل ، وصولا إلى التكتيكات أو ما تقوم به الوحدات ذات العمليات الخاصة التي كثيرا ما كانت تقدم أفكارا رائعة في الميدان ، وخصوصا في الحرب الجوية للقوة الجوية العراقية وما احدثته من خسائر جسيمة في القوة الايرانية ، وهناك ما جرى في الميدان وحروب الدبابات وخصوصا في العام 1982 الذي يعد اخطر سنوات الحرب لما خسره الطرفان من خسائر مهولة .. وهناك سلاح الصواريخ الذي طال 15 لواء ايرانيا ، وكانت حرب الصواريخ قد تنوعت بين ضرب المدن والعاصمة الى ضرب الموانئ والسفن . ( وهناك رصد تاريخي لما جرى نقلا عن المجلة البريطانية للتاريخ العسكري، المجلد 1، العدد 2، فبراير 2015 ) .
هناك ايضا حرب ناقلات النفط ، وكان المؤلفان قد اشتغلا في التأليف عن هذا " الموضوع " حيث اوضحا ان هناك استخدامات واسعة النطاق للأسلحة المضادة للسفن والتي تطلق من الجو ، وقد استغرق عمل المؤلفين وقتا طويلا لإظهار كيف كانت مفاتيح النجاح العراقي ترتكز ليس فقط عن طريق القوة العسكرية الساحقة ، ولكن أيضا البراعة من قبل المخابرات في اعمالها الممتازة في ايصال المعلومات .
دور العلاقات والاستخبارات
يوضح "الكتاب" كيف لعبت توترات الحرب الباردة من خلال علاقة العراق مع القوى العظمى، اذ تضمن " الكتاب " وجهات نظر حول كيفية موازنة الاستخبارات العراقية في النظر إلى الفوائد السوفييتية والى القدرات الأميركية. في هذا الصدد، ويظهر الكتاب الحرب بين إيران والعراق وكيف قامت المخابرات بالاستخدام الامثل للمساعدات التقنية المقدمة من الاتحاد السوفياتي لتعزيز استخبارات الاتصالات. وعلى النقيض من ذلك، فإن العراقيين عدّوا ان لا قيمة ابدا للمساعدة الأميركية لهم تماما ، فهي ليست كما ينبغي وليست بنفس الطريقة في التعامل مع السوفييت .. وكانت القيادة العراقية غير سعيدة ولا سيما مع نوعية رديئة من صور الأقمار الصناعية الأمريكية. والمثير للدهشة، كما يشير المؤلفان انهما يتذكران كيفية عملهما السابق واصفين الصعوبات التي كان يعاني منها العراق في تتبع الحرس الثوري (الباسدران) وهي المنظمة التي تشكّل زبدة تركيزات الثورة الإيرانية.
تبدد اسرار الحرب
لقد بقيت اسرار الحرب بين العراق وايران مختفية حتى العام 2003 عندما انهار النظام السياسي في العراق عقب الاحتلال الامريكي ، وكما تم استجواب الجنرالات الالمان من قبل الحلفاء بعد انسحاق المحور ، كذلك حدث مع العراقيين الذين كانوا يحتفلون كل عام يوم 8/8 بالانتصار والذي سمي بـ " يوم الايام " . ولكن نقطة ضعف تلازم هذا " الكتاب " مفادها ان معلومات العراق كانت هي المعوّل عليها في كتابة هذا " التاريخ الحربي والاستراتيجي " اذ ان نقطة ضعف رئيسية تنقص من جهد المؤلفين الاثنين متمثلا ذلك بعدم قدرتهما في الوصول إلى المواد الوثائقية التي ظهرت في إيران منذ نهاية الحرب حتى الان .
لقد تمّ تعويض هذا الضعف من خلال استخدام المؤلفين مصادر ثانوية ممتازة ، وخصوصا في التوقف عند آثار الخسائر الإيرانية والتفاعل بين أرض المعركة وحملة النظام الإيراني ضد المعارضة السياسية وتسميتها بـ " الإرهاب " . وحتى مع ذلك ، فان هناك بعض المواد تخص اليات صنع القرار الإيراني والسماح بالمقارنة مع استراتيجية صدام، التي اعترف بها من قبل الإيرانيين أنفسهم. وبصرف النظر عن كل ما في الكتاب من القصور، الا انه يعتبر واحدا من أهم الدراسات حتى الآن عن التاريخ الاستراتيجي والعسكري في معالجة جوانب الحرب بين إيران والعراق. وعليه ، فان هذا الكتاب سوف لا ستغني عنه المهتمون فقط بتاريخ الحرب واحداثها الضارية ، بل تستوجب قراءته الاساسية من قبل أولئك الذين يدرسون تداعياتها.
قسوة الحرب المنسية
في شهر أكتوبر / تشرين الاول 1980، أطلعت وكالة الاستخبارات المركزية مرشح الرئاسة الاميركية رونالد ريغان عن أثر اندلاع الحرب العراقية الإيرانية في الشرق الأوسط. ومن المشكوك فيه ان احدا لم يكن يتخيل وقت ذاك ان صراعا كان عمره شهر واحد سوف يصبح واحدا من أطول الحروب الدموية في القرن العشرين (سبتمبر 1980 إلى أغسطس 1988) ، وقد شكّل ذلك " الصراع " قضية الأمن القومي الرئيسية لإدارة ريغان. وهنا علينا ان نسأل المؤلف عن الدور الذي لعبته الولايات المتحدة الامريكية في تلك الحرب ومضاعفاتها السياسية لاحقا . لماذا بقيت الحرب مستعرة بين بلدين مهمّين لمدة ثماني سنوات كاملة ؟ لماذا بقيت مستعرة بين الجانبين في حين نساها العالم وغدت تسمى بـ " الحرب المنسية " ؟
لقد درست العديد من الأعمال الممتازة جوانب الحرب الصعبة بين إيران والعراق، بما في ذلك الولايات المتحدة وإيران-كونترا. وحجم القسوة الذي مورس من قبل القادة في كل من العراق وايران ، ولقد كان تركيز الكتاب في معظمه على صدام حسين اذ نال الكثير من تسليط الضوء ووصف بالديكتاتور في الادارة القتالية المرعبة للحرب. وتعد الحرب العراقية الإيرانية في تصنيفها حرب A في طبيعة قوتها العسكرية ، ومدياتها الاستراتيجية ، وقد ذهب المؤلفان إلى ما هو أبعد من هذه الموضوعات، مع تحليل للقرارات التي كان يصدرها صدام حسين وما النظرة غريبة النوع كالتي كانت تلاحق العمليات على الجبهات الساخنة طوال فترة الحرب. واستطيع القول ان كل ما بذله العراق ابان الثمانينيات ايام الحرب الصعبة ، بدده في التسعينيات مع الاسف ، وقاد الى المأساة عام 2003 !
الوثائق العراقية : كنز تاريخي منهوب
ان هذا ما توصل اليه كل من المؤلفين الاثنين باستخدامهما كنوز اصلية من الوثائق العراقية (وصل بعضها الى 600000 وثيقة ) كان تلك الوثائق الحقيقية قد استولي عليه خلال عملية احتلال ( يسميه المؤلف بتحرير ) العراق ، وكم صرفا من آلاف الساعات في اجراء المقابلات مع المسؤولين العسكريين العراقيين السابقين . ان الهزيمة التاريخية التي حاقت بالعراق والعراقيين مع سقوط نظام صدام حسين قد سحقت الجيش العراقي ، وجعلت قياداته اسرى بأيدي المحتلين ، ومن ثم بأيدي اركان النظام الجديد الذي خلقه الامريكان .. وحاقت الهزيمة ايضا بكنوز العراق وآثاره ووثائقه وسجلاته واضابيره ( ضمن سلسلة منظمة من سحق المتاحف ونهب المكتبات ) ، بحيث تبددت ملايين الوثائق ، وخصوصا الوثائق العسكرية التي تختزن اسرار البلاد وذاكرتها التاريخية . لقد خسر العراق وكل اجياله القادمة ذاكرته التاريخية ويا للأسف الشديد ، اما ايران ، فلم تزل تحتفظ بكل اوراق الحرب كجزء من ذاكرتها التاريخية .. واذا كان البعض من العراقيين يدين تلك الحرب العراقية الايرانية من وجهات نظر سياسية ، فان الحرب العراقية الايرانية كانت وستبقى جزء لا يتجزأ من ذاكرة العراق التاريخية شئنا ام ابينا ، وقد اصبحت اليوم في عداد التاريخ ، كما هي حروب الامم الاخرى .. وان العراق الذي فرح بانتصاراته ، خاب حاضره ومستقبله في هزيمته ليس بسقوط النظام السابق عام 2003 ، بل بانسحاقه وطنيا وحضاريا واجتماعيا ..
ماذا عن مؤلفي " الكتاب " ؟
استطيع القول ونحن نختتم الحلقة الاولى من هذه " القراءة " ان تلك الحرب القاسية كانت وما زالت تنتج تداعياتها المزمنة حتى يومنا هذا ..
ان البروفيسور موراي معروف جيدا للمجتمع الأكاديمي وله، مع زميله المشارك في التأليف الدكتور وودز، وهو من معهد تحليلات الدفاع، قد صرفا وقتا طويلا في درس هذه الحرب. لقد قابل – كما يقول - العديد من كبار القادة والضباط العراقيين، وكان أيضا الوصول إلى كنز من الوثائق العراقية التي تمّ الاستيلاء عليها. وقد تم نشر عدد قليل من هذه الوثائق من خلال مركز أبحاث (CRRC) . ان الوثائق وحدها هي التي تقوم بتشكيل الأساس من هذا التاريخ العسكري طال انتظاره للصراع. في ضربات واسعة..
ان إنجاز كل من المؤلفين ويليامسون موراي ، وهو أستاذ في جامعة مشاة البحرية الأمريكية، وزميل اكاديمي بارز في معهد بوتوماك، وأستاذ فخري في جامعة ولاية أوهايو ، ويعد المؤرخ الاول للحرب العراقية الايرانية نظرا لكثرة ما سجله عنها وما اتمّ تأليفه ونشره عنها من كتب ومقالات ومحاضرات . والثاني كيفن ودز ، وهو مؤرخ وباحث معروف في معهد تحليلات الدفاع، وشغل منصب مدير مشروع وجهات نظر العراقيين، فضلا عن مشروع بحثي تحت رعاية الجيش الامريكي من اجل الاحتراز على الوثائق والسجلات التي تم السيطرة عليها ، مع عمليات الفحص المباشر التي أجريت على الوثائق المتعلقة بالعراق الذي تورطّ افتراضيا منذ البداية في الإرهاب بناء على ما تمّ تصنيفه من الوثائق العراقية التي تم التقاطها ، واحترز عليها لمدة تسعة اشهر حتى رفعت عنها السرية بعد أن تم تسليم نسخة سرية في يناير 2007.
تمّت الحلقة الاولى
انتظروا الحلقة الثانية
3187 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع