الفلوجة تٌحاصر وتجوع

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 27 آذار/مارس 2016 14:35

كتب بواسطة: هيام الكناني

                            هيام الكناني

حزن يُخيم على الوجوه ويعتصر القلوب,إنسانية تحتضر,وحضارة تغتال بصمت وتخطيط مسبق.,أوطان تسرق بوضح النهار,وأرض تستباح,وأطفال تغتال برائتهم بلا أي ذنب سوى انهم ابناء لوطن قادتها وللاسف أشباه الرجال ,أمهات ثكلى.. ما اوجع ان تتغرب داخل وطنك غريبا تماما غائبا عما حولك والغرباء حولك يتنعمون بارضك وبلدك!!

الفلوجة احدى المدن العراقية التي باتت تئن من جديد وحالها يدمي الضمائر الانسانية بعد ان تعرضت لابشع الجرائم بعد ان دخلتها العناصر المسلحة المتمثلة (ب داعش) الذين يصرون على البقاء في المدينة المنكوبة، ويتحضرون لمعارك تتكرر من حين لآخر ,بعد ان كانت مصدر القوة والتي اذاقت الاحتلال الامريكي الذل والمهانه , فيا ترى من المسؤول على ما يقع على هذه المدينة المنكوبه هل هم داعش ام الحكومة والقوات العسكرية التي سمحت لداعش بالتوغل والسيطرة، ومارست دورا متراخيا، وهناك مسؤولية على الحكومة المحلية في الرمادي التي تنازعت الأموال والمناصب والمكاسب ونسيت الناس العاديين يأكلهم الجوع والحرمان والحصارات والنزوح في الفيافي وفي المدن البعيدة،وشيوخ العشائر ورجال الدين الذين مارسوا المراهقة السياسية والتعصب، ولم يتصرفوا بحكمة فأصبحت المدينة نهبا للمتطرفين القادمين من دول أخرى بشعارات دينية زائفة موهومة، لا تحقق مطلبا حقيقيا، وكل ما يترتب عليها إنها تترك المدن خربة مدمرة منهكة ويسيح أهلها في البلاد يبحثون عن ملاذ، بينما يتيتم الصغار، وتترك النساء بلا حارس وتكن نهبا لمطامع النفوس الدنيئة، ويتكوم الصبية واليتامى والعاجزون في خيام النازحين بإنتظار من يغدق عليهم بفضل من طعام وشراب ودواء وغطاء...
يا لهؤلاء المغلوبين على أمرهم من ابنائكَ ياوطني، يبتلعون آهات الوطن ,اين كانت فلوجة الخير واين هي الان .أصبحت مدينة لاشباح الموتى والجوعى !! والاغلبية كالعادة في صمت مطبق وحكومات اضحى ديدنها النظر والخطابات المزوقة بتراجيديا الكذب والنفاق
ومع الحصار الخانق تأتي الصورة المذهلة والمروعة لتلك المراة التي تحمل اولادها وترمي بنفسها في النهر بعد اليأس البؤس والحرمان الذي أنهك قواها فما كان بامرها الا ان تستنجد بالنهر عله يريحها من همومها ولا ترى اولادها ماقد يسوء بهم الامر..

فأطفال تلك البلدة باتوا ياكلون اوارق الشجر ،ورجالها يموتون تجويعاً، في مشهد سقطت معه كل ملامح الأنسانية والضمير العربي والعالمي الصامت ، والذي ينادي دائماً وينشد السلام في العالم، ولكن يبدو انه كان ينشده صورياً وإعلامياً فقط لا واقعيا

اليوم الفلوجة أسيرة مرتهنة تنتظر الخلاص لتعود لحضن الوطن بعد أن أصبحت ضحية الصفقات والصراعات والمهاترات والمزايدات السياسية...تنتظر من ينظر اليها بعين الأخوة والرحمة ألانسانية لا بعين الحقد والكره ..
.ولهذا نُذكر اليوم الجميع بالمبادرة الإنسانية والوطنية التي طرحها المرجع العراقي المرجع الديني السيد الصرخي الحسني يوم الخميس من عام 29 /5/ 2014م الصرخي الحسني لحل أزمة (الإعتصامات) وفك أسر الفلوجة قبل أن ينحدر الوضع لما آلت إليه الأمور بسبب طيش الحكومة وحماقتها للإنصات والإستماع لمبادرة المرجع الصرخي التي تقول { نحن مستعدون أن نكون وسطاء لإنهاء القتال في الفلوجة والأنبار بما يخدم الشعب ويحفظ أمن الشرطة والجيش} وهنا علينا التمعن بالكلمات التالية التي طرحها في مبادرته أذ يقول { سماحته متأسفا “مما يؤسف له عندما تجد أخاك وابنك ومن أصحابك من أعزائك من الجيش من الشرطة من الغربية من الشرقية من النساء من الأطفال من الشيوخ يذبح بدم بارد يمثل به بدم بارد ويسحل بدم بارد ويسحق بدم بارد ويحرق بدم بارد وفيه قربة إلى الله، يقرؤون القرآن الذي يعتقدون فيه الدليل والإمضاء للقتل ويذكرون اسم الحسين (سلام الله عليه) والثأر بإسم الحسين الذي يعتقدون بأنه المؤمن لهم في قتل الآخرين وسفك دماء الآخرين والتمثيل بالآخرين وحرق الآخرين وتهجير الآخرين والفتك بالآخرين وتهديم بيوت الآخرين وسرقة أموال الآخرين وإباحة أعراض الآخرين، القضية مؤلمة ومؤسفة”.} هذه الكلمات الصادقة والمعبرة للأسف الشديد لم تجد أذان صاغية لدى المعنيين أو حتى للمهتمين بالشأن السياسي إلا ما ندر!! مما عقد المسائل وتسبب في خلق مشهد مؤلم وخطير يتحمل كل من تجاهل الحل! وسعى للوقيعة والتقاتل الداخلي وها هي الاحوال تعود من جديد للفلوجة وتحقق ما تحدث عنها الصرخي وحذر منه بما يصيبها من ذل وتجويع ودمار ودماء بعد عدم انصياع المسؤولين والواجهات والمتنفذين واتباع الفساد والافساد من السياسيين لهذا المطلب الانساني والحل السلمي الذي لو عُمل به لقلت الخسائر وحل الوداد والصفاء مدينة الفلوجة ولكن لاحياة لمن تنادي !! فالكراسي تبقى عندهم هي الاساس وموت الناس قضية فيها نظر..
الصرخي الحسني يدعو الحكومة لانهاء القتال في الفلوجة والأنبار ويبدي استعداده للوساطة لانهاء سفك الدماء