حنين عمر / كاتبة من ليبيا
شخصية "الزومبي" شخصية لأموات خرجوا من القبور كأحياء لينشروا الخوف والرعب بين الناس، يقال أن الزومبي في معتقد "الفودو" المنتشر في أفريقيا والبحر الكاريبي، يتمثل في اعادة الحياة لأشخاص عن طريق الكهنة" علماء الدين في عقيدة الفودو" وهؤلاء الزومبي يكونون تحت إمرة أسيادهم وسيطرتهم أي رجال الدين ولا يرفضون لهم طلبا، ولا يستجيب الزومبي لأي أوامر تصدر من غير سيده، ولا يتألم ولا يشعر بأي شىء، فقط يحب أن يأكل اللحم البشري أو يعض إنسانا لتحويله لمخلوق زومبي دموي، فمثلا عندما يقاتل أي أحد الزومبي فيقتلها أو يقطع جزءًا منها فإنها تتضاعف وتتمدد وكذا المتطرفون الإسلاميون.
لا أخفي على أحد أني بدأت أتكاسل في مهمتي التعليمية وعدم رغبتي في مواصلة التدريس كمعلمة لمادة التربية الإسلامية واللغة العربية لسببين: كان الأول عندما أصر تلاميذي على أن الرسول صلى الله عليه وسلم "مزواج" وكل محاولاتي للشرح والتبرير بالاستشهاد بشروح الائمه وشروح السيرة النبوية والفقه الا أنها بأت بالفشل، وكم كنت صغيرة حينها لأني حاولت بكل السبل أن أخدع عقولهم الصغيرة والتي كانت رغم صغرها لا تحد من التفكير ويتهامزون ويضحكون على مبرراتي السخيفة التي لم تقنع عقولهم الغضة.
ربما لأني أبسط من معلم السنه الماضية ولا ألجأ للعقاب في الفصل الدراسي لذلك قد صرح كل واحد منهم بشئ من السخرية والضحك بنيته في الزواج من خمسة وسته، ومنهم من تطرف كثيرا وأعرب عن رغبته في الزواج من اثنى عشر.
السبب الثاني:عندما كنت ألقن تلاميذي درسا في المحبة والتسامح وكنت أشرح لهم أية عن التأخي والمحبة بين النصرانيين والمسلمين، فسألني أحد التلاميذ وماذا عن اليهود؟
حينها استوقفتني هذه العقلية الصغيرة الجديدة والمتجددة هنالك أطفال عقولهم غضة ونظيفة لا يفرقون بين انسان وأخر، يفكرون بأن لا فرق بينهم وبين الشعوب الأخرى ولم يصدقوا أن الله قد اختارهم دون غيرهم ليكونوا سادة العالم دون غيرهم
المتطرفون نحن من نخلقهم بتلقينهم كذبا مبدأ التسامح والمحبة ونتراجع بمكان أخر وحسب وجهة نظري الخاصة فأن الجمود الديني والتلقين والانغلاق العقلي ومناهج التعليم هي المسبب الأول لما نتج من متطرفين يشبهون دمى الزومبي المخيفة، ومناهجنا التي تدعي القيم والاخلاق وهي في حقيقتها تحرض على الاحتقار واهانة المخالف في الدين والفكرة.
734 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع