قصة اغنية :( زروني كل سنة مرة) و( طلعت يامحلا نورها )‏

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 20 نيسان/أبريل 2016 06:14

كتب بواسطة: د.رعد العنبكي

                            د.رعد العنبكي

قصة اغنية :( زروني كل سنة مرة) و( طلعت يامحلا نورها )‏

زروني كل السنة مرة حرام
زروني كل السنة مرة حرام تنسوني بالمرة
ياخوفي والهوى نظرة تجي وتروح بالمرة
حبيبي فرقتك مرة حرام تنسونا بالمرة
ان ( الملا عثمان الموصلي ) هو صاحب هذه الاغنية والتي تنسب منذ وقت طويل الى الموسيقي المصري ( سيد درويش ) بينما هي في الاصل للموصلي وكانت تغنى للرسول الكريم بعبارة ( زوروا قبر الحبيب مرة ) وله الحان شهيرة اخرى امثال :
اه ياحلو يامسليني
يم العيون السود ( غناها ناظم الغزالي )
فوك النخل فوك
ربيتك اصغيرون حسن
وياخشوف العلى المجرية
بنت المعبود
واغنية ( طلعت يامحلا نورها ) وكلماتها :
طلعت يامحلا نورها شمس الشموسة
يلا بنا نملي ونحلب لبن الجاموسة
قاعد على الساقية ياخلي اسمر وحليوه
عوج الطاقية وقلي غنيلي غنييوية
قلت لو بقلبي ياخلي ياسمر ياحليوي
قدم لي ورد وقلي حلويي ياعروسة
وقد غناها كل من سيد درويش وفيروز بالاضافة الى اغنية  زوروني
وغناها ايضا مطرب المقام يوسف عمر في ستينات القرن الماضي وباضافة بعض الابيات
طلعت على نهر دجلة والماي خابط
ليرة وحميدي يابابه
وبخشيش للضابط
طلعت يامحلها نورها شمس الشموسة
ياله بنا ونشرب لبن ( الجاموسة ) !! يقصد بها حليب اسباع !؟
وبلاضافة الى ذلك فقد برع ( الملا عثمان الموصلي ) بكتابة الموشحات
وقد رددها مؤدون اخرون خلال العقود الاخيرة امثال :
موشح ( هب الصب ) و (الغصن الريان ) و ( الليالي عطرت احلامنا )
ترى من هو ( الملا عثمان الموصلي ) !!؟:
هو عثمان بن عبد الله ولقب فيما بعد بالملا عثمان الموصلي ولد في الموصل سنة (1854)
ابنا (لساقي) وفي صباه اصابه مرض الجدري وافقده البصر قام برعايته جار لوالده ويدعى الحاج محمود سليمان العمري وهياء له من يعلمه العلوم العربية والموسيقى ثم رعاه ابرزرجال الموصل مثل الشيخ محمد الحاج حسن والشيخ محمد جرجيس والشاعر الاديب احمد عزة باشا العمري والذي رعاه في بغداد وانه برع في الموسيقى والاوتار والشعر وعرف بابداعه المتشعب في الاداب والفنون فهو من ( الشعراء المتصوفة )
اما في الموسيقى فاستطاع في فترة مبكرة من شبابه ان يؤسس ماعرف (بالمدرسة المقامية المولوية )المتخصصة بالانشاد الديني مستشرفا اصول ما افرزته مدينته ( الموصل ) من الوان الغناء الخاصة بها ومنها ( فن المقام) الذي اضاف اليه فاغناه بما عرف عنه من تنوع وايجادة وابداع
جاب الموصلي البلاد الاسلامية وتتلمذ على يده الكثير من الموسيقيين في كل دولة زارها ومن ابرزهم : المطرب الكبير محمد القبنجي و كاظم اوزالتركي وفي مصر درس على يده الموسيفار كامل الخلعي والشيخ علي محمود استاذ زكريا احمد والشيخ احمد ابو خليل القبابي والنابغة سيد درويش والذي ظل يواصل الدرس على يديه حتى مغادرته مصر
سنة 1909 – اتقن اللغات الفارسية والتركية الى جانب العربية وقد اجاد العزف على الالات الموسيقية : العود والقانون والطبلة
وذكر لي الصديق المرحوم عبد الكريم العلاف :( انه كان عبقري عصره ويمتاز بذكاء خارق وبالرغم من فقدانه البصر كان يجيد لعبة الشطرنج والدومنة وكان يميزالاصوات ولو غاب عنه ذلك الشخص لسنين عديدة فيعرفة ويتذكر اسمه !!
توفي العبقري والشاعر الصوفي والفنان والملحن وقارئ المقام والموشحات
عام 1923
المصادر: كتاب الموصلي للاستاذ عازف القانون المرحوم سالم حسين الامير
وكتاب للدكتور العمري وبغداد القديمة وقيان بغداد للاستاذ عبد الكريم العلاف
ومجلة ( ميزوبوتاميا ) مركز دراسات الامة العراقية
اللهم ارحمهم جميعا
رعد العنبكي