مصطفى العمري
يُنقل انه ابان وجود الجيش الامريكي في العراق وفي أحد أيام الصيف اللاهبة كان هناك رجل كبير توقفت سيارته دون سابق إنذار في منتصف الطريق وهو لا يجيد تصليح السيارات ..
إحتار قليلاً ثم ترجل من سيارته وقام يومئ للسيارات المارة لعل أحداً من هذا الكم الكبير من السيارات يقف له لينقذه من هذا الحر القاتل , لكن دون جدوى فلم يقف له أحداً و بعد ان يأس الرجل , توقفت سيارة وفيها من الرجال الشقر الطوال ومعهم مترجم , ماذا تريد يا حاج قال والله سيارتي عاطلة , غط أحدهم تحت السيارة و الاخر بجنبها وثالث بداخلها , الى ان أكملوا تصليحها , تعجب هذا الحجي المسكين وقال لهم بلهجة عراقية ( بويه انتم منين ) قالوا نحن أمريكان فأردف قائلاً ( الله ينصركم على أمة محمد صار اربعة ساعات وانا على قارعة الطريق ) هذه حكاية حكيت لي لا أعرف مدى صحتها لكنني أقرأ فيها الكثير , الشاهد في هذه القصة ان الدين مقدس ليس في ذلك إشكال لكن الاشكال في الذين يعتنقون الدين دون علم او دراية فقط إستتباع لخطوات الاولين وهذا ما نهى عنه القرآن الكريم , اليوم وبعدما ادمج الدين بالسياسة دمجاً غير منسقاً ولا م...تناسقاً إختلطت أوراق الناس بين الديني والسياسي , حتى صرح البعض ( مسلم ) لو ناتي بقوات أمريكية لكي تحكم العراق ( وتفكنه من امة محمد ) هذا هو حال الامة الضائعة بين الدين والسياسة , فحينما يصعد متهور أحمق لكي يصف الشيعة بأنهم صفويون عملاء لأيران يقابله تصريح اخر من نفس الماركة بأنكم عملاء السعودية و تركيا . اننا ايها الاخوة انطلت علينا لعبة بعض السياسيين الفارغين من الرصيد الانتخابي القادم فأوغلوا في العض بأنيابهم على جلد ٍ مدبغ مقطع من عذابات الزمن الغابر ومهلك من سياط الاسى و المحن , فنبحوا بكل قواهم و آسفي حينما تعالى بعض النباح من هنا وهناك . السياسي الراكز و الثابت لا يريد ان يورط الفقراء من الناس و يربطهم خلف ملذاته وشهواته , ولا يريد ان يقرن بين عجزه وفشله وبين محاربة الطائفة الاخرى له . متى ننتبه لكي ندرك ان السياسة هي خدمة الناس لا توريطهم و خلط مفاهيمهم بين الديني و السياسي . متى ننتبه .
مصطفى العمري
801 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع