الموت السريع في العراق !

                                                          

                                     زيد الحلي

القنوات الفضائية ، والإعلام المقروء ، والمواقع الالكترونية ، انشغلت في المدة الأخيرة بأصداء قرار البرلمان حظر بيع وتصنيع وشراء الخمور ، وبالنسبة لي، لم اشغل نفسي بالمتابعة ، لأن معظم المحاور تتفق ، على ان القرار يحد من الحرية الشخصية ، لكن مساء الجمعة الماضية استوقفني برنامج (اسود وابيض) على قناة الرشيد العرقية  في حلقة حملت عنوان (الموت السريع) ناقشت موضوعا ، خنقني في معلوماته المخيفة على المجتمع عن (آفة المخدرات) واتساع مداها بين الشباب ، ودخولها شبابيك البيوت ، وابواب الجامعات ، مُشكلة بذلك قنابل موقوته في ثنايا وازقة المجتمع .

استضاف البرنامج مختص في الطب النفسي ، ونشطاء من المواطنين ، تحدثوا بإسهاب عن انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات ، واكد احد الحضور انه شاهد من يروج لهذه الآفة في مناطق حددها في بغداد ..فيما ذكرت مشاركة في البرنامج ، انها رأت طالبات جامعة يتعاطين هذا الشر..!!
بصراحة ، آلمتني الحقائق التي جاء على ذكرها  البرنامج.. جعلني هذا الألم ، البحث عن اسباب الانفلات التي ادت الى شيوع هذه الظاهرة في وطن ، وصفته الامم المتحدة في منتصف سبعينيات القرن المنصرم ، بأنه البلد الوحيد في المنطقة الذي خلا من آفة المخدرات ، تعاطيا وترويجا ..
لقد تنبه المشرعون العراقيون الى ان المخدرات تعد المسبب الرئيسي للكثير من الجرائم حيث يساعد تعاطيها الى جرائم السرقة و الاغتصاب و الجرائم الاخلاقية والانحراف وسوء السلوك والزنا بالمحارم ، فعكفوا على اصدار قانون المخدرات العراقي رقم (68) لسنة 1965 الذي حرم المتاجرة وصناعة المخدرات والاستخراج والتحضير والحيازة والتقديم والعرض للبيع و التوزيع والشراء ، ومنع  المتاجرة بالمخدرات والمستحضرات الحاوية على مخدرات مهما كان نوعها ونصت المادة الرابعة عشرة الفقرة (ب) على اعدام من يتاجر ويسهل تروجها الخ.
ومعروف ان اي قانون ، لن يأخذ مساراته ، دون ان تصاحبه مراقبة مجتمعية وأمنية تناسب خطورة وتداعيات واخطار مسببات اصداره .
 اكرر القول ، والرجاء ، الانتباه الى خطورة المخدرات ، وأن لا نقف موقف المتفرج , بل علينا أن نشارك بكل ثقلنا وبكل ما أوتينا من قوة وإمكانات مادية ومعنوية من الحكومة في درئها , وعلى الآباء والمربون وأولو الأمر ملاحظة أبنائهم واحتضانهم واحتوائهم ، وأن نحمى أبنائنا ومستقبلنا الحضاري من هذا الخطر..
هل احلم بعودة العراق حاملاً راية خلوّه من المخدرات ؟
لا اظن !!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

4724 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع