اتباع بعض الشعائر الدينية بطريقة لايؤدها الشرع

                                                            

                                  فلاح ميرزا

اتسمت ايام العرب عبر التاريخ بتسميات متنوعة وتحمل فى طياتها معانى ومواقف تستخدم كاوصاف للقصائد الشعرية والبطولات والمعارك التى تروى خلالها الوقائع والرموز مليئة بالعبر الجليلية والدروس العجيبة وخصوصا تلك التى جاءت بها الكتب السماوية

وتحدث به الانبياء والرسل او التى دونها المؤرخون الذين عاصروها بعضها  تحمل الفرح لما وقع خلالها فى حين البعض الاخر كانت محزنة ظلت عالقة بالانسان الى يومنا هذا وبلا شك فان الاشهرالعربية لها من التسميات تدل على اوصاوفها ناهيك عن ايامها واختلف المفسرون عن طبيعة كل واحدة منها ولناخذ مثلا ايام عاشوراء الذى اختلف الكثيرون بوصفها ,لما وقع بها من احداث تناولتها القصص والرويات بطرق مختلفة لاتشيه بعضها البعضالقصة القديمة تبدأ منذ مئات السنين حين تكبر فرعون وكفر، ونكل ببني إسرائيل، فجمع موسى _عليه السلام قومه للخروج، وتبعهم فرعون ، فجاء الوحي في ذلك اليوم العظيم بأن يضرب موسى _عليه السلام  البحر بعصاه "فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ فلما رأى فرعون هذه الآية العظيمة لم يتعظ لج في طغيانه ومضى بجنوده يريد اللحاق بموسى _عليه السلام_ وقومه ، فأغرقه الله _عز وجل_ ، ونجى موسى ومن معه من بني إسرائيل ، قال تعالى "وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِين" [الدخان : 30] إلى هنا تنتهي القصة الاولىأما القصة الحديثة فهي أيضاً منذ مئات السنين لكنها حديثة قياسا بالقصة الأولى ، القصة الحديثة فهى ايضا منذ مئات السنين لكنها حديثة قياسا بالقصة الاولى وهي أيضاً متعلقة ببني إسرائيل، لكن تعلقها بالمسلمين أهم ، كان اليهود يحتفلون بهذا اليوم، ورآهم الرسول _صلى الله عليه يصومون ذلك اليوم في المدينة، وكان _عليه الصلاة والسلام_ يصومه قبل ذلك، أخرج البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا_ قَال:َ "قَدِمَ النَّبِيُّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَال:َ مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى - زاد مسلم في روايته: "شكراً لله _تعالى_ فنحن نصومه"، وللبخاري في رواية أبي بشر "ونحن نصومه تعظيماً له"-. قَال:َ فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُم.ْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ" في رواية مسلم: "هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه ، وغرَّق فرعون وقومه". كل من تلك القصص مهمة لنا فى هذه الايام ، وحاجتنا إلى ما فيهما من دروس وعبر كبيرة، فهي تمس حياة المسلمين اليومية، وذلك من عدة جوانب..قال النووى كان الرسول عليه الصلاة والسلام يصومه قبل ذلك عندما كان فى مكة ولما قدم للمدينة المنورة شاهد اليهود يصومونه فعرف انهم يصومونه تبركا بنجاة البنى موسى عليه السلام من فرعون فَقَال:َ مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى - زاد مسلم في روايته: "شكراً لله _تعالى_ فنحن نصومه"، وللبخاري في رواية أبي بشر "ونحن نصومه تعظيماً له"-. قَال:َ فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُم.ْ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ" في رواية مسلم: "هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه ، وغرَّق فرعون وقومه".
القصتان مهمتان لنا في هذه الأيام، وحاجتنا إلى ما فيهما من دروس وعبر كبيرة، فهي تمس حياة المسلمين اليومية، وذلك من عدة جوانب.فالرسول _صلى الله عليه وسلم_ خالف اليهود في صيام هذا اليوم وسن للمسلمين صوم يوم معه، ولم يكن صيامه _صلى الله عليه وسلم_ تقليداً لهم؛ لأنه _عليه الصلاة والسلام_ كان يصومه في مكة، (ومختصر ذلك أنه _صلى الله عليه وسلم_ كان يصومه كما تصومه قريش في مكة، ثم قدم المدينة فوجد اليهود يصومونه فصامه أيضاً بوحي أو تواتر أو اجتهاد  والله أعلم . كما ان فى بلدان اخرى يحتفل بيوم العاشر من عاشوراء ويتبادلوا بسكب الماء على البعض كما هو حاصل بالمغرب والجزائر وان موضزعه لايرتبط بشئ اخر لانها مناسبة سعيدة للمسلمين .
التأمل في هذا اليوم الذي نجى الله _تعالى_ في موسى _عليه السلام_ وقومه يبعث في النفس أملاً كبيراً ، وكلما تدبر المسلم آيات القرآن الكريم التي تحكي لنا الشدة التي كان فيها موسى _عليه السلام_ وقومه ، وكيف نجاهم الله _تعالى_ في مشهد عظيم ، ينشرح صدره و يطمئن إلى وعد الله _تعالى_ الدائم بنصر المؤمنين ، ونجاتهم من عدوهم ، قال _تعالى_: "ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِين. فى حين تطور موضوع يوم العاشر من عاشوراء الى حالة تعامل الزمن معها بقسوة نتيجة الواقعة الدموية التى جرت حوادثها فى كربلاء سنة 61 هجرية واستشهد فيها الحسين بن على عليه السلام وهو قادم من المدينة استجابة الى طلب امراء  وشيوخ وابناء الكوفة وبسبب الاسلوب والوسائل التى استخدمت فيها ولم يراعى فيها القيم الانسانية والمبادئ الايمانية التى كان يحلمها سبط الرسول ولم ينجو منها النساء والاطفال وبمرور الزمن اتخذها بعض الذين يردون تشويه المعانى العظيمة التى قدم من اجلها الحسين ابن على عليهما السلام وتناولوها بشكل لا يعكس الهدف منها
انتشرت البدع ذات الصبغة الدينية فى كثير من البلدان التى رات فيها وسيلة للوصول الى اهدافها التى لم تتمكن من الوصول اليها عن طريق الحروب او الانقلابات او حتى بواسطة المؤسسات البحثية في وقت ابتعد الناس عن التزام بماجاءت به الشرائع حسب الكتاب والسنة وبلاشك فان لذلك اسباب متعددة تقف فى مقدمتها الجهل بمصادر الاحكام والجهل بوسائل فهمها واحكامها وما الحق بها من الاجماع والقياس اضافة الى الجهل باللغة العربية حيث فهمت بعض النصوص على غير وجهتها وايضا الجهل بالسنة اى الجهل بالاحاديث الصحيحة ومكانتها فى التشريع كما وان الجهل بمصادر  الاحكام يؤدى الى الوقوع بفخ  البدعة وظهورها واتباع الهوى والمتشابه منها وانتشار الاحاديث الموضوعة الواهية التى وضعت للذين تولو الولاية من بعد فاة الرسول محمدعلية الصلاة والسلام وفى فضل ال البيت وفى الامام على كرم وجهه وخلافته واستحقاقه للنبوة وتلقيه الوصية من النبى (ص) كما ذكرفى تلك المرحلةواتباع المتشابه ابتغاء الفتنة من  العلماء قد شجع على انتشار البدع وزوال السنن وكثرة الخلاف والشقاق بين افراد الامة وتشويه معالم الدين .  ولعل ما يهمنا هنا انتشار ظواهر لم يعتاد عليها المسلمون وتباعها من قبل مدارس ذات غلو فى الايمان كالدراوييش فى ميلاد الرسول والتطبير فى مناسبة عاشوراء وواقعة استشهاد الحسين عليه السلام التى بدات تاخذ منحى مختلف عما ذكرها العلماء واصحاب الشان, ولان موضوعا كهذا لم ياخذ الطريق الصحيح فى التعبير عن الحزن على مااصاب ال بيت الرسول(ص)  والدلالات المستنبطة منها والمعانى العظيمة التى خرجت عنها والمبادئ التى اراد من خلالها ان تسود والوفاء للرسالة الايمانية التى تمسك بها الا فى السنوات الاخيرة من القرن الماضى , وبهذه الطريقة الخارجة عن المألوف حيث تم التعبير عنها باراقة الدماء عن طريق الضرب بالات حادة على الرؤوس واستخدام الايادى للضرب على الصدور  انها بلا شك لم تكن تستخدم تلك الاساليب فى العصور الاموية والعباسية وانما استخدمها اسماعيل الصفوى فى فترة سيطرته على العراق والتى هى شبيهة بما مورس من طقوس فى فترات الحكم البابلي وانتقلت الى الفنقيين الذين استعملوها فى تعبيرهم عن الحزن بفقدانهم الالهة اودنيس ومن بعد الفراعنة وهى بالتاكيد عادة وثنية مورست فى العهد القديم وان اول من ادخل التسوط وضرب الجسد للعراق وبالتحديد النجف الاشرف فى عام 1919 هو الحاكم البرطانى الذى خدم فى كرمنشاه (ايران) ونقلها الى العراق عن الهنود بهدف اضعاف الحوزة حينها والتى كشفت عنها ذلك مصادر بريطانية فى عام 1970 فى كتاب دليل الخليج لمولفه ج لوريمر ويقول المفكر على شريعتى فى كتابه التشيع العلوى والتشيع الصفوى ان اسماعيل الصفوى استحدث وزارة خاصة بالشعائر الحسينية وارسل وفدا الى روما لمعرفة الاساليب التى تتبعها الكنيسة الارثودوكسية للتعبير عن حزنهم بصلب المسيح علية السلام وبخلاف ذلك فان علماء المذهب المعرفين فى النجف الاشرف امثال السيد محسن الحكيم له راي معروف فى ممارسة التطبير والطم واعتمادها كطقوس للتعبير عن الحزن باستشهاد الحسين وانها ليست من الامور المستحبة بل انها مضرة بالمسلمين وفهم الاسلام الاصيل وفى فهم دعوات ال البيت, عليهم السلام ولم أر أيًا من العلماء عندما راجعت النصوص والفتاوى يقول بأن هذا العمل مستحب يمكن أن تتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى، إن قضية التطبير هي غصة في حلقومنا"، أمّا السيد أبو القاسم الخوئي فيقول: "لم يرد نص بشرعيته فلا طريق إلى الحكم باستحبابه"، بينما اتخذ السّيد محمّد باقر الصّدر موقفًا حازمًا من التّطبير وقال: "إن ما تراه من ضرب الأجسام وإسالة الدماء هو من فعل عوام الناس وجهالهم، ولا يفعل ذلك أي واحد من العلماء بل هم دائبون على منعه وتحريمه".
أما إدراج بدعة التّطبير تحت بند "الجزع في الحزن على الحسين" فهو مغالاة وإساءة لطابع السّيرة والثّورة الكربلائية، لا مرجع تاريخي للتّطبير أو حادثةٌ دينيةٌ مثبتةٌ باستثناء كونها عادةً قديمة عند بعض الشّعوب، ولنتمعن اليوم بفوائد التّطبير ومضاره مقارنين إياها بعضها ببعض. تتفوق المضار في الميزان على الفوائد، بدل رمي الدّم على الأرض، تبرعوا به حبًّا بالحسين وذكراه. ينشد الملّا باسم الكربلائي هذا البيت:"رأسك هذا الذي تطبّر لا رأسي"؟ صحيح يا ملّا، لكن سيرة كربلاء تمثلنا جيمع المظلومين، باختلاف معانيها الثورية، الاجتماعية، المجتمعية، الحياتية والإنسانية قبل الدّينية. اضرب رأسك ما شئت لكن لا تضربه باسمي، ولا تشوّه ولاتشوه بدمك ثورة الحسين ولا تخط بهذا الدّم دعائم الجهل. المسلمون مامورين بدعوة غير المسلمين بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتى احسن والتفريق بين انواع الكفار فى المعاملة فيسالمون من يسالمهم ويحاربون من يحاربهم وبانه لايجوز لمسلم بحال من الاحوال ان يظلم غير المسلم او يعتدى عليه واحترام العهد اذا عاهد مع مسلم او غير المسلم تلك امور يجب ان نظهرها لكافة الناس وان ننقل اليهم كل ماجاء به ديننا الحنيف دين المحبة والمودة والسلام لا ان نشوه معانيه بتلك الممارسات التى لا تليق بهذ الدين واخيرا فقد قال الله تعالى (قل ياهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ان لانعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا نتخذ بعضنا بعض اربابا من دون الله فان   تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون) وقال الله تعالى( ولو امن اهل الكتاب لكن خيرا لهم)صدق الله العظيم

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

692 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع