بل ان المسلمون بحاجة لجيش آخر

                                   

                                          علاء كامل شبيب

الاقتراح الاخير الذي قدمه وزير دفاع النظام الايراني بشأن تشکيل جيش للدفاع عن مسلمي العالم و المحافظة عليهم، إقتراح غريب و شاذ من نوعه کغرابة و شذوذ نظامه الذي يعيش خارج الزمن، خصوصا عندما يربط بين تشکيل هذا الجيش و بين مناصرة القضية الفلسطينية و الدفاع عنها، في الوقت الذي يشکل فيه نظامه واحدا من أهم عوامل التفرقة و التجزء في وحدة الصف الفلسطيني.

الدعوة لتشکيل مثل هکذا جيش"في حال تشکيله" يدعو بالضرورة الى تشکيل جيوش مشابهة للدفاع عن مسيحيين او بوذيين او هندوس و ماشابه، وهو مايجعل من القانون الدولي و سيادات الدول مجرد کلمات و جمل ليست لها أي معنى قبالة جيوش معبأة بالحقد الديني و الجنوح للعنف و التطرف، وان هذا النظام الذي عود العالم دائما على مواقف و وجهات نظر مغايرة و مختلفة تماما عن کل ماهو مألوف و اعتيادي، يحاول دائما الاصطياد في المياه العکرة و إنتهاز الفرص ولذلك فإنه يحاول من خلال طرح هکذا إقتراح مشبوه من أصله و اساسه التغطية على أوضاعه الوخيمة و الصعبة و إستغلال أي أمر او مسألة من شأنها تقديم يد العون و المساعدة لنظامه المتداعي.
عوامل الاختلاف و الفرقة و شق وحدة الصف التي زرعها و اوجدها نظام ولاية الفقيه بين المسلمين من الکثرة بحيث لايمکننا التحدث عنها و تسليط الاضواء عليها في هذا المقال القصير، لکن الواضح ان الدور السلبي و غير المسؤول الذي لعبه و يلعبه النظام الايراني قد کان له آثارا خطيرة جدا على صعيدي الامن القومي و الاجتماعي لدول و شعوب المنطقة، فقد أوجد هذا النظام حالة غير مسبوقة من التضاد بين مسألة الانتماء الوطني و مسألة الارتباط بأجندة و أهداف خارجية لاعلاقة لها البتة بالمصالح و الاهداف و الطموحات الوطنية، وان وزير دفاع النظام الايراني الذي يقدم هکذا إقتراح"مضحك"و"غير منطقي"، کان الاولى به أن يخدم شعوب و دول المنطقة بدرء شرور و أخطار نظامه اولا و ليس تشکيل جيش للدفاع عن المسلمين و المحافظة عليهم حيث أن الخطر و التهديد الذي شکله و يشکله نظامه کانت و ستبقى أکبر و أخطر بکثير من الخطر الخارجي لأننا وکما علمنا التأريخ أن الخطر الاکبر يأتي من الطابور الخامس و ليس من العدو الذي يقف أمامك، وان نظام الملالي يشکل اليوم طابورا خامسا يهدد الامن و الاستقرار و السلام في المنطقة و العالم تحت مسميات شتى، والحق أن الامة الاسلامية بحاجة لتشکيل جيش ثقافي و أمني يقيها من التهديد و الخطر المحدق بها من جانب نظام ولاية الفقيه الذي بات يشکل عقبة کأداء أمام السلام و الامن و الاستقرار ليس في المنطقة وحدها فحسب وانما في العالم کله.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

593 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع