كل العرب عبلة ..

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ السبت, 04 آذار/مارس 2017 17:30

كتب بواسطة: وليد فاضل العبيدي

                        وليد فاضل العبيدي


قد يكون المعلم اخأ او ابا او صديقا حالفنا الحظ به ..

اتذكر جيدا قبل ثلاثون عاماً بالتاكيد ..تلك العربة التي تحمل خزان نفط ابيض من صنع عامر الحداد في ساحة السباع (وهذا ماكان مكتوب عليها)  التي تقطرها كديشة لم يكتب لها الاستمرار في ميدان السباق  فابتاعها عبدالله ابو النفط في حينها ليضمها لكتيبة الكدايش النفطية  اسمها على ما اذكر (كل العرب عبلة ) وهو اسم مركب لانها كانت مهرة مدللة لدى مالكها الذي باعها على مضض.
كان عبدالله ابو النفط رجلا ذواقا للشعر والادب   وخطاطا في نفس الوقت ولهذا كانت عربانة النفط عبارة عن لوحة ادبية تغنيني بالكثير من الحكم والعبارات الفصحى ..
كنت في كل مرة اسئله عن بعض الجمل التي لاافهمها فكان يتدرج في شرحها وايضاحها  باسهاب وتان ملفت للدهشة حتى وصلت معه في يوم من الايام لعبارة كانت مكتوبة بخط الديواني الجلي (استوت على الجودي ) فلم أفهمها بحكم المرحلة العمرية وبقيت بانتظاره لمدة ثلاثة ايام كي يفسر لي هذا النص ..
وكيف يتغير بتغيير الخط من الرقعة الى الجلي الى النسخ ..الخ ..
بالاخير همس في اذني ..كلي عمي  تعرف  هاي الكديشة (كل العرب عبلة )المربوطة بالعربانة  واشار بسباته نحوها بلطف كي لاتشعر بالحرج كما يزعم ..
كتله ايه ...
كال هي مثلها ...ربك انقذها من السباق وضرب الجابك والسياس والتكسير  ورحمه بسحل عربانة النفط معززه مكرمه ...
رباط سالفتنه بمناسبة عيد المعلم ...
رحم الله كل من علمنا علما او ادبا او خلقا في هذه الدنيا ..
ورحم الله من علم الناس الخط وزينه بالادب  ورفعهم بالسماحة والسخاء...
من رخصتكم اريد اتعشه..