قاطعوا الإنتخابات القادمة

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ السبت, 01 نيسان/أبريل 2017 10:17

كتب بواسطة: هادي جلو مرعي

                         هادي جلو مرعي

قاطعوا الإنتخابات القادمة

ليس نفاقا أن أكون مع حملة مقاطعة الإنتخابات القادمة في العراق سواء المتعلقة بإنتخابات مجلس المحافظات، أو إنتخابات مجلس النواب وهي مؤسسات تشريعية رقابية لم تقم بدور في خدمة الشعب، وإقتصرت على تمتين حضور القوى السياسية الفاعلة وتحقيق القدر الممكن من الإمتيازات، وحيث يدرك الشعب أن تلك الإنتخابات إنما هي تكريس للسطلة بيد مجموعات سياسية تمكنت من مؤسسات الدولة، ومن المال العام، وبيدها القوة والسلاح، وهي أقرب الى المافيا منها الى الدولة.

كما إنني يمكن أن أكون متفهما لرغبة من يريد المشاركة فهو حق طبيعي في النهاية وقد أنصحه بإختيار مرشح قد يجد فيه الأهلية والكفاءة لعل صوته يذهب الى الوجهة المرجوة، وأن لايكون في مهب الريح، وأداة لحضور من يريد تحقيق المكاسب الشخصية على حساب الوطن الجريح.

فالمشاركة لاتعني في حقيقتها إنتخاب الأشخاص الكفوئين والملهمين والمتحفزين للتغيير’ فالتغيير لايأتي بالأشخاص، إنما بنوع النظام الإنتخابي، ومن بيده القرار في البرلمان. فهناك نسبة محددة تعتمد في التصويت على القرارات، وحتى لو جئنا بعشرات النواب الشرفاء فلن يكون ذلك مجديا مادام القانون المعتمد والطريقة السائدة في التصويت بعيدين عن الشرف، وقد تم ترسيخهما ليكونا أداة بيد القوى الفاعلة.

باحث في الشؤون السياسية، ودراسة أشكال الديمقراطية زودني ببعض المعلومات عن الإنتخابات، وكيف يتم إستغلال أصوات الناس لحساب الكتل السياسية، وفي النهاية لايحصل المواطن على شيء إنما هو أداة لتكريس السلطة والنفوذ بيد الأقلية حيث يتحول النظام من ديمقراطي يعني المشاركة في إتخاذ القرار الى نظام حكم بيد الأقلية خاصة حين يكون هناك عزوف عن المشاركة’ ويكون عدد المصوتين دون النسبة المرجوة بكثير.

النص يقول.

لو أنك تمعنت جيدآ فيما يتعلق بالنصاب القانوني في مجلس النواب الذي جاءت به الديمقراطية المزيفة المسمى بـ ( 50 % + واحد ) وما تأثيره على مستقبلك  لعلمت أنك لو إنتخبت بدل المرشح الواحد  ( 100 ) مرشح، وكانوا من أنزه وأشرف النخب والمهنيين والوطنيين، وفازوا بالإجماع  فهم مع ذلك لا قيمة لهم في مجلس النواب، ولن يكون بمقدورهم تحريك ساكن لصالحك!

وأذا كنت تسأل لماذا ؟

أقول: لأن الديمقراطية المزيفة لا تسمح لأي نائب كان أن يشرع، أو يعدل قانونا واحدا من دون أن يأتي بنصاب قانوني يسمى بـ ( 50 % + واحد ) ومن مجموع البرلمان الحالي البالغ تعداده ( 328 ) عضوا. فالنصاب المطلوب يجب أن يكون ( 165 ) عضو.

ومن هنا نفهم إننا لو أنتخبنا ( 100 ) نائب وفازوا بالإجماع فهم مع ذلك لا قيمة لهم , لأن الـ ( 100 ) عضوا , هم أقل من النصاب المفروض وهو ( 165 ) عضو

طيب إذا تبين لنا بالشواهد والمسلمات القانونية إنه ليس بمقدور ( 100 ) مرشح من تشريع، أو تعديل قانون واحد،  وأن كانوا يتمتعون بأسمى معاني النزاهة والشرف، أذآ فما بالك وأنت تريد انتخاب مرشح واحد فقط!