مجتمعنا تسوء سمعته ..! إلى متى ؟

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 29 تشرين2/نوفمبر 2017 13:32

كتب بواسطة: زهراء رمضان

                      زهراء رمضان*

مجتمعنا تسوء سمعته ..! إلى متى ؟

مجتمعنا ينظر بعين الخيال على ضوء المبادئ ..
ينظر للقوي المتسلط المتجبر نظرة تقدير واحترام ..
ونظرته للفقير البسيط نظرة متدنية ..
الظالم مقدس .. والقوي يتبركون به ..
نظرته لصاحب الحق متسفه وقليل احترام ..
أما الضعيف لامكان له .. مجتمعنا يقدس كلمة العالم للأقوياء فقط ..
مجتمعنا سيء السمعة فيشجع أكل القوي للضعيف ويصفق له بحرارة وينحني له بكل إحترام ..
مجتمعنا سيء السمعة ينظر للمظاهر والشكليات فقط ..
مجتمعنا سيء السمعة حيث يبيح للرجل جميع الرذائل ويحتقر الأرملة والمطلقة على أنها خطيئة كبرى ..
أغلب منادون الاصلاح فيه أبطال فقط في الكلمات والخطابات..
والمصلح الحقيقي متمرد جريء ويستمر الطعن فيه ..
اي مجتمع هذا يتكلم في الإنسانية في العلن ويبيح سفك الدماء في الخفاء ..
مجتمعنا يعاني من انفصام في الشخصية له وجه في العلن والف وجه في الخفاء ..
أي مجتمع هذا تضيع فيه آراء الصفوة في زحمة الثرثرة والصراخ ..
ينادون بالاصلاح ولا مصلح حيث أنهم خلطوا بين أعراض المرض وعلته ..
فطبيعي أن ترى فيه .. شباب طائش بلا عمل قتله الفراغ ..
الوساطة هي السيد المسيطر ..
المظاهر فوق كل إعتبار .. والنفاق هو المربي الأمثل ..
والتشرد التسول في الشوارع للأطفال بثياب مرقعة ممزقة في وقت إنتُزعت طفولتهم ..
طاعن السن على أرصفة الطرقات يمد يده ليسد رمق عائلته التي لاتملك مأوى ..
بعيدا عن سخافات العشق فالفقراء وحدهم يتألمون في مجتمعنا ..
فكم من التغابي يلزمنا لنعيش .. ؟!

الإنسانية هي الحل الأمثل .. والعدل .. والوحدة والمساواة ونبذ الأنانية والتفرقة .. من دون تلك سبيقى مجتمعنا سيء السمعة فالقليل من الضوء يكفي ليغادر العتمة ..

*عراقية من مدينة الموصل خريجة كلية التربية للعلوم الإنسانية قسم التاريخ /جامعة الموصل.