فارحة عيدان
منطقة الغلمان… في أفغانستان
شهد قرننا الحالي تطور سريع لبعض الدول، وخاصة الدول المتقدمة منها، وقابله تطور عكسي وبأسرع من التطور الاول في دول اخرى وخاصة الدول العربية والدول الاسلامية الاخرى.
أفغانستان، هذا البلد الذي مر ويمر بتدهور فظيع لم يمر به اي بلد آخر في العالم، منذ عام ١٩٩٥ وحد الان. فقد حكم الطلبان منذ ١٩٩٥ حتى سقوطه بالاحتلال الامريكي لهم سنة ٢٠٠١. اي ستة سنوات فقط، لكنها كفيلة بأرجاع البلد الى مئات السنين الى الوراء. والكل يعرف ما الفكر المتطرف الذي يحمله الطلبان، لدرجة انه قاطع الألعاب الأولمبية لعام ٢٠٠٠، لانها مناقضة لما جاءت فيها الشريعة الاسلامية وحكمها، كما ادعى. وكذلك حظر لعبة كرة القدم وكافة الألعاب ما عدا لعبة الكريكت، فهي اللعبة الوحيدة المسموح بها. كذلك الاجبار على الصلاة حتى لاصحاب المحلات، اذ يجب غلقها والذهاب الى الجامع لتأدية فريضة الصلاة. وحفظ النسل، بغض النظر عن الحالة الاقتصادية المتدهورة للبلد بشكل عام وللعائلة الافغانية بشكل خاص.
قبل يومين، شاهدت فلماً قصيراً، عرضه احد الأصدقاء على صفحات الفيسبوك. الفلم يتحدث عن صحفي سمع بوجود منطقة خاصة بالغلمان في العاصمة كابول، فقرر الذهاب اليها ومعرفة ما يجري هناك بالضبط. وبعد الاستفسار والسؤال، استطاع ذلك الصحفي الشاب، ان يلتقي بالمالك والمسؤول عن هذه المنطقة، وهو تاجر لبيع السيارات. أذ أوهم الصحفي الشاب بوجود مناطق مماثلة لمنطقة الغلمان في اوربا وهو كصحفي يريد ان يعمل فلماً وثائقياً للمقارنة فقط. نجحت الخطة واستطاع الصحفي إقناع مالك المنطقة بالفكرة، لا بل رحب بها، فأخذه معه الى تلك المنطقة الموبؤة والتي يتجول فيها الغلمان فقط، مع بائعي كاسيتات لرقص الغلمان مقابل ٣٠٠ أفغاني' العملة الافغانية '.
بالتأكيد يقصد بالغلمان هم الاطفال الذكور والذي تتراوح أعمارهم بين (١٢-١٥) عاما. وفِي الفلم يظهر كيف يتم تلبيس الطفل ذو ال١٤ سنة، وبمساعدة المالك بملابس فتاة راقصة، زاهية الألوان. بعدها يبدأ الطفل بالرقص امام الرجال، في احتفال صغير او كبير، وهو يتمايل بجسمه النحيف الصغير والرجال يتغزلون به.
بعد انتهاء الاحتفال المقام، يتم اغتصاب الطفل من قبل مجموعة من الرجال المتمكنين، وهذا لم يظهر في الفلم، لكني اكتشفت ذلك في اثناء بحثي عن هذا الموضوع. فيوجد نوعان من الغلمان، النوع الاول هم الاطفال الذين يستطيعون الرقص ويتم اغتصابهم بعد ذلك، والنوع الثاني، فهم الذين لا يعرفوا الرقص، فهؤلاء يتم استغلالهم جنسيا.
سأل الصحفي المسؤول عن المنطقة، وهو متزوج وله طفلان، حول عدد المرات التي تم فيها مضاجعة الاطفال، فأجابه بفخر وارتياح: بين الألفان والثلاثة آلف مرة، هلولوليه . بالتأكيد لن يذكر له أغتصاب الاطفال كي يحافظ على هدوئه ومزاجه.
بعدما فرض الطلبان النقاب والبرقع الأزرق على النساء لتغطية وجههن بحجة تطبيق الشريعة، أتى الاحتلال الامريكي في عام ٢٠٠١، وبعد انهيار برج التجارة العالمي في أميركا، وعد المحتلون النساء الأفغانيات بتحررهن من النقاب والكفن الأزرق الذين وضعن فيه وهن على قيد الحياة، لكن أمريكا لم تفي بوعدها الذي قطعته للنساء. فلا زلن يلبسن النقاب لحد اليوم بالرغم من سقوط طلبان من الحكم. وعند الاستفسار من الافغان أنفسهم، يقولون بأن الطلبان لم يفرض عليهم ذلك، بل انهم يطبقون أمر الله وما جاء في الشريعة الاسلامية.
عند جلوس الرجال والمراهقين في الجوامع والاستماع الى الخطباء وهم يوعدوهم بالجنة وبعشرات من حور العين والغلمان، يخرجون للشارع فلا يجدوا الا إشباه من النساء وليس الا. مما زاد العطش للجنس بشكل مرضي والنتيجة هي؛ أما يفجر الشخص نفسه في احد العمليات في بلده او في خارجه للوصول الى حور العين ومضاجعتهن في الجنة،كما وعدوهم واقنعوهم اصحاب المشايخ، او اغتصاب الفتيات في اقرب فرصة متاحة لهم، كما حصل لاغتصاب فتيات في الدول الأوربية، والمشتبهين الأوائل كانوا من الشباب الافغاني. او وجود الاطفال المسروقين او الذي دفعهم الفقر والعوز الى تلك المناطق الموجودة في كابول والمنتشرة على طول البلاد وخاصة في الجنوب، وسلطات كابول تعرف بذلك وهي تتظاهر بانها لا تعلم ، كالنعامة التي تطمس رأسها في الرمل.
ونبقى نتساءل: الى متى يبقى الوضع المزري والشاذ هذا في أفغانستان! وخوفنا بأن ينتقل الى دول اخرى، وخاصة الدول العربية في حالة تدهور متزايد، وسيطرة الدين والخرافات على عقول الناس. فكلما زاد الكبت والحرمان، ازداد الشذوذ الجنسي…
فارحة عيدان / ٢٠١٧/١٢
992 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع