الخرابة والغجرية

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 04 شباط/فبراير 2018 08:30

كتب بواسطة: ابتسام الخفاجي

                           ابتسام الخفاجي

 الخرابة والغجرية

كان الطريق وحيدا بي .. سرت ولا اعلم الى اين ..؟!

فجاءت بكيت بلا دموع ، كنت مهجور القلب

الطريق مهجورا .. وصدى الخرابة يلعن هذا المهجور

كانت ترميني حجارة .. اصرخ انني مهجور القلب

مهجور الروح .. لا احد يرحمني .. كما انني لم ارحم احدا

اعلم ان الجميع يقيمون لي وليمة اخيرة ...!

يفرحون لذلك العزاء. .. كم أكرهك .. ؟

ضحكت وكانت ضحكتني مخنوقة .. مااروعك عندما تكرهينني

اعلم بذلك ، انني أكرهك اكثر. .. يسود الصمت

اتركيني ايتها الخرابة اللعينة

انني أكرهك بل امقت بلادتك .. أليل .. انت .. انا ..والغجرية

الشمطاء ، افزعتني صورتها .. أصابعها طويلة .. تتمتم ..

ياولدي أريح صدرك فوق الماء

وراتني مرة ثانية .. قالت حياتك متعبة .. والكل راحلون عنك

راءتني للمرة الاءخيرة .. استدارت بوجهها كاءنها لا تعرفني

ناديتها .. ايتها الغجرية انا (. ) .

قالت مسرعة اذهب انك لن تعيش طويلا ...!

غابت في تلك الخرابة الظلماء وتلاشت الصور من امامي ..

بقيت وحدي .. فجاءة تحول هذا المجنون طفلا يبكي ،

لا اعلم لماذا يبكي ..؟! سمعته يقول : اتركيني انني مجنون

مهجور .. لا اريد احدا ان يحبني .. افضل لك ان تتركينني

يعود الصمت ... أتعلمين انني احتاج سنتان كي اتعلَّم النطق

واحتاج الى ستين عاما كي اتعلَّم الصمت ...!

يمشي كالطفل في الطرقات متعثر الخطوة ..

ينظر الى الأمل الذي تصنعه عينيه ..

صورة لتلك الخرابة التي تلاشت امام عينيه .. كما يتلاشى

الضباب من أطراف النهار .. بداء يشعر في داخله شيء يتحرك

يشده اكثر نحو البقاء .. تبسم قليلا ، دنى من أشعة الشمس الضاحكة

وهو يبتسم للإنسان الجديد اغنية .. لمياه النهرين اغنية المستقبل

كان كالمجنون يصنع صورته وهو يندهش لذلك ...!

يركض قليلا والنَّاس حوله .. غرابة السوءال ، ودهشة الصورة ..

وهو يضحك عاليا .. بعيدا. .. تمتلىء الطرقات ضحكاته

والاءطفال يسيرون وراءه كمضاهرة بليدة .. عندها تثور في

أعماقه قوة عجيبة ، والناس حوله يضحكون ...

العرس في الدار يقام .. النصر علما يزف بالشموع والزغاريد

حلم الشهيد .. يتحقق ... بندقية مفتوحة الفوهة

يحملها النسر الشامخ بعيدا ... خلف الحدود .. ينتصر .

ابتسام الخفاجي