رسالة مفتوحة الى السيد حيدر العبادي رئيس مجلس وزراء العراق

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 29 أيار 2018 20:27

كتب بواسطة: د.عبدالسلام ياسين السعدي

                بقلم د.عبدالسلام ياسين السعدي

رسالة مفتوحة الى السيد حيدر العبادي رئيس مجلس وزراء العراق

السيد رئيس مجلس الوزراء المحترم

تحية وتقدير:
اود ان اكتب اليك هذه السطور في ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك بنية خالصة لعل الله يجعل فيها نصيبا من فعل الخير لكم ،اكتب لكم عن الامور التي غابت عنك او غيبوها عنك من حولك حتى اصبحت لاتعلم ماذا يحدث في العراق وانت رئيس وزرائه وسيحاسبك الله على كل صغيرة وكبيرة قصرت بها تجاه هذا الوطن والمواطنين.
1.لقد وعدت بضرب الفاسدين بيد من حديد ولم نراك تفعل شيئا او حتى ضربهم بيد من حرير، ولم نعلم سبب ترددك بمعالجة هذا الموضوع هل هو الخوف من الاحزاب وعدم الخوف من الله القوي العزيز ام المشاركة معهم وتقاسم الغنائم ،والذي اضعت فرصة بقائك في قلوب العراقيين وحبهم لك من جهة وستقف امام الله تعالى وسيحاسبك على عدم تنفيذ وعودك من جهة اخرى.
2. المتتبع لحال الوزارات ودوائر الدولة تثبت بانك في وادي وهم وادي آخر،والجميع يلعب ويعمل بما يريده هو وحزبه ولا وجود لكم والدليل انكم لم ولن تستطيعوا محاسبة اي مسؤول او موظف قصر بعمله او ارتشى او سرق لانكم تعرفون سنده من الاحزاب التي عينته في هذه الدوائر،واضعت فرصة اخرى لدخول قلوب العراقيين مرة اخرى ،وحتما حصلت على غضب الله عليكم ايضا .
3. كنتم تدعون المظلومية من النظام السابق ،ومن كان مظلوما فعلا لايظلم الناس عندما تأتيه الفرصة ويتبؤ المناصب المؤثرة،وها انتم اصبحتم في مراكز اصدار القرار ولكن اتعلمون كم من الظلم يقع على الناس؟ المتقاعدين العسكريين والذين سميتموهم الجيش السابق من المسؤول عن عدم صرف مكافئات نهاية خدمتهم التي اقرها القانون تكريما لهم في حين تصرف لمن هم في جيشكم الحالي ؟ولاأتطرق عن الفرق بين رواتب منتسبي الجيش السابق والحالي،والذي فيه الظلم الكبير . ومن المسؤول عن بقاء خيرة قادة الجيش العراقي الذين دافعوا عن بلدهم بكل شرف في السجون بلا ذنب او جريمة؟ بأي وجه ستقابل ربك عندما يسألك عنهم وموت العديد منهم في السجون، وانت لم تحرك ساكنا في الموضوع، ولم تكلف نفسك طيلة اربع سنوات عن السؤال او الاستفسار عن مصير رجال بنوا ودافعوا عن العراق الذي انت تحكمه وتتباهى به امام الدول فهل سألت نفسك من الذي بناه ؟
4. اضعت من يدك فرصة حب الناس لك وتأييدهم لك لانك كنت غير عادل بالحكم،وسمحت لعصابات الخطف والقتل ان تسرح في البلاد وتفعل ماتشاء بدون وازع ضمير ولاحقت امورا لاتغني ولاتسمن من جوع مع اطراف تريد اركعاها او تريد ارضائها وحسب ماتهواه الانفس ، واذكرك بحادثة اختطاف المواطنين القطريين واطلاق سراحهم والمبالغ التي استوليت عليها في المطار وعلى اساس تشرح للمواطنين من هي الجهة التي جلبتها واين سيكون مصيرها واختفت ولم نعد نسمع لها ذكرا.
5. ان اقبح الاعمال عند الله عندما لاتتطابق الاقوال والافعال (( كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالاتفعلون))وانت من حزب اسلامي يفترض ان يكون اول من يطبق آيات الله وكلامه،ولكنك لم تكلف نفسك وتقوم بزيارات وتفقد المدن التي ادعيت بأنك حررتها من داعش لتعرف المأساة التي خلفتها قواتك من فرط القوة التي استخدمتها ،والاسراع بعمليات البناء والتعويض لكل من تضرر وخاصة لمن هم غير مسؤولين لابدخول داعش ولا بنتائج معارك طرده،ووعدت بأنك سوف تقوم بالاشراف على اعادة الاعمار لهذه المدن ولكنك ذهبت مسرعا فقط للأطمئنان على حملتك الانتخابية التي صرفت فيها مبالغ لايعلم بها الله لو تم توزيعها لبناء مشفى او مدرسة او مواد اغاثة عاجلة لهؤلاء المواطنين لجلبت لك اصواتا تحلم بجمعها.
6. لاأريد ان اطيل في رسالتي هذه والكلام كثير وكثير عن تقصيرك بعملك واهمالك لبلدك ومواطنيك الذين فشلت بكسب قلوبهم ومحبتهم بعد هذه الفرصة العظيمة التي وهبها الله لك ولكنك اضعتها بتوافه الامور والعمل على ارضاء الغير ، فهناك من يأن من مرض وهناك من يلتحف السماء من عدم وجود سقف يأويه ، وهناك من يعيش بظلمة اشبه بظلمة القبر وهناك من يعيش وهو في حالة استغلال وهناك الكثير من المظلومين الذين يرفعون اكفهم ليلا لله الواحد القهار الذي وحده ينصرهم منكم ومن اقوالكم التي لاتشبع بطنا ولاتشافي مريضا.
تذكر انك ذاهب الى الله يوما وسيسألك عن الاموال التي سرقت،وعن النفوس التي ظلمت،وعن الارواح التي زهقت،فماذا اعددت لهذا اليوم ؟وهل سينفعك حزبك والسارقين والقتلة في ذلك اليوم الذي لاينفع فيه مال ولابنون الا من أتى الله بقلب سليم.