الدكتور هيثم الشيباني
خبير في البيئة
المفاعلات النووية تتنافس في السوق مع الطاقة الصديقة للبيئه
1.المقدمه :
في الوقت الذي تتسابق فيه الأمم نحو الطاقة المتجدده التي تتميز بسهولة الحصول عليها ورخص ثمنها وسلامتها البيئيه من كافة الجوانب ( الأنسان والهواء والتربه والماء) وتحقيقها مستويات عالية من الطاقة الكهربائيه , نجد أن بعض دول العالم ماضية نحو انشاء مفاعلات نوويه لتوليد الطاقة الكهربائه , مثل دولة الامارات العربية المتحده, وجمهورية مصر العربيه , حتى أن روسيا دشنت قبل فترة قصيرة من الزمن مفاعلا نوويا عائما على سطح المياه يمكنه أن يجوب البحار والمحيطات.
2.أول مفاعل نووي إماراتي يبدأ العمل 2018"براكة" وهو الآن في المراحل النهائية قبل دخول الخدمة.
أعلن وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي إن أول مفاعل نووي في الإمارات سيبدأ العمل (بشكل مؤكد) في العام المقبل بعد أن تحصل الشركة المُشغلة على الترخيص اللازم في العام نفسه.
وستُنتج محطة (براكة ) للطاقة النووية , بكلفة 20 مليار دولار , طاقة كهربية تصل إلى 5600 ميغاوات, وتضم أربع مفاعلات نووية.
وقال المزروعي إن المشروع سيساهم بنحو 50 في المئة من الطاقة النظيفة بحلول عام 2050 بجانب الطاقة الشمسية , لكن عملية التصنيع ستكون في كوريا الجنوبية .
وتدرس الإمارات سيناريوهات مختلفة للتخلص من النفايات النووية من المحطة , من بينها إنشاء مواقع للتخزين داخل الإمارات , وخيار آخر يتضمن إرسال النفايات للخارج لإعادة معالجتها وإرسال كميات صغيرة منها مرة أخرى إلى البلد.
ومما يبعث على التفاؤل هو أن
- نائب رئيس الإمارات مجلس الوزراء حاكم دبي ، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قد وضع الحجر الأساس لأكبر مشروع للطاقة الشمسية المركّزة بالعالم، بقدرة تبلغ 700 ميغاوات.
وقال الشيخ محمد بن راشد بتصريح صحفي اليوم الأثنين، إن عملية ترسيخ أسس البنى التحتية المتطورة اللازمة لدعم مسيرة التنمية في الإمارات تأتي في مقدمة الخطوات نحو موقع متقدم بين الأمم الصانعة للمستقبل.
ويأتي المشروع الذي أطلق اليوم، ليكون المرحلة الرابعة من "مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية"، متضمنة أعلى برج شمسي في العالم بارتفاع يصل إلى 260 متراً، وبأكبر سعة تخزينية للطاقة الحرارية على مستوى العالم .
ويوفر المشروع الطاقة النظيفة لأكثر من 270 ألف مسكن في دبي، ويسهم في تخفيض أكثر من 4ر1 مليون طن من انبعاثات الكربون سنوياً، بكلفة استثمار تبلغ نحو 2ر14 مليار درهم تعادل نحو 9ر3 مليار دولار
تأسيس مشروع كبير جدا للطاقة الشمسيه في دبي
وضع نائب رئيس الإمارات مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حجر الأساس لأكبر مشروع للطاقة الشمسية المركّزة بالعالم، بقدرة تبلغ 700 ميغاوات.
وقال الشيخ محمد بن راشد بتصريح صحفي اليوم الأثنين، إن عملية ترسيخ أسس البنى التحتية المتطورة اللازمة لدعم مسيرة التنمية في الإمارات تأتي في مقدمة الخطوات نحو موقع متقدم بين الأمم الصانعة للمستقبل.
والمشروع هو المرحلة الرابعه من ( مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسيه) , حيث يتضمن أعلى برج شمسي في العالم بارتفاع يصل إلى 260 متراً، وبأكبر سعة تخزينية للطاقة الحرارية على مستوى العالم .
ويوفر المشروع الطاقة النظيفة لأكثر من 270 ألف مسكن في دبي، ويسهم في تخفيض أكثر من 4ر1 مليون طن من انبعاثات الكربون سنوياً، بكلفة استثمار تبلغ نحو 2ر14 مليار درهم تعادل نحو 9ر3 مليار دولار.
4.محطة الضبعة طموحات ومخاطر الحلم النووي المصري .
حضر الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والروسي فلاديمير بوتين الاثنين 11 كانون الأول/ ديسمبر الجاري في القاهرة، التوقيع على اتفاق إنشاء أول محطة نووية مصرية في منطقة الضبعة على الساحل الشمالي المصري، و ستكون مخصصة لتوليد الكهرباء.
ونصت الاتفاقية التي وقعت نسختها الأولى في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 , على أن يقدم الطرف الروسي , قرضا لمصر بقيمة 25 مليار دولار , من أجل تمويل أعمال إنشاء وتشغيل المحطة النووية. ويبلغ أجل القرض 22 عاما , بفائدة 3 بالمئة سنويا على أن يبدأ سداد أول قسط عام 2029.
وتتكون المحطة من أربعة مفاعلات نووية بقدرة إنتاجية 1200 ميغاوات للمفاعل الواحد وبإجمالي 4800 ميغاواط.
وتدير المشروع الشركة الروسية للطاقة الذرية روساتوم , والتي ستقوم بإنشاء المحطة وتعليم وتدريب العاملين بها , كما تتكفل بأحوال المفاعلات داخل المحطة, ثم بمتابعة أعمال الصيانة والتصليح فيما بعد.
المشروع النووي المصري من أنشاص إلى الضبعة
وتاريخيا، بدأ حلم إنشاء محطة نووية مصرية منذ خمسينيات القرن الماضي , منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر , وكان الروس حينها داعما قويا لمصر , وتعاونت موسكو مع القاهرة لإنشاء أول مفاعل نووي للأبحاث والتدريب في أنشاص , شمال شرق القاهرة عام 1961.
انتقادات للمشروع
على الصعيد الاقتصادي , تعرض المشروع منذ الإعلان عنه , إلى هجوم من قبل مستثمرين الذين كانوا يرون في المنطقة الواقعة على الساحل الشمالي المصري أرضا خصبة لإنشاء مدن سياحية تدر المليارات إلى الدخل القومي المصري , مطالبين باختيار موقع آخر للمشروع النووي .
المخاطر التي قد تنتج عن المحطات النووية أما المخاطر التي قد تنتج عن المحطات النووية , فتتركز على احتمال التعرض لتسريب إشعاعي أو لانصهارالوقود النووي ناتج عن اهمال أو خلل في مياه التبريد.
ولكن خبراء الطاقة النووية يرون أن محطات الجيل الثالث آمنة إلى حد كبير حيث أنها تعتمد على تكنولوجيا متطورة من التحكم الآلي والذي يؤدي إلى تأمين المفاعل في حالة استشعار أي خطر يتعرض له المفاعل.
ومن الجدير بالذكر أن مصر عندها فائض من الطاقة الكهربائيه مقداره 2900 ميكاواط , حسب المعلومات التي قدمها وزير الكهرباء الى رئيس الجمهوريه.
الا أن الخطر يظل قائما من حيث الإهمال البشري في عدم اتباع قواعد الأمان , وهو مصدر قلق جدي.
أما النفايات النووية فانها نقطة هامة أخرى تقلق الكثير من المصريين على المستويين الصحي والبيئي , حيث أن النفايات النووية الناتجة عن المحطة النووية لا تتحلل مع الوقت , وتكون خطيرة على البيئة وعلى صحة الإنسان , ما لم يتم عزلها وتغطيتها وفق معايير وظروف أمنه مشددة.
فوائد المحطة
ويرى مؤيدو المشروع المصري أن الطاقة النووية , أصبحت ضرورة اقتصادية في أي بلد يسعى للنمو , حيث أنها أنظف للبيئة كونها لا تنتج ثاني أكسيد الكربون , كما أنها تساهم في توليد الكهرباء , وبالتالي توفير الغاز الطبيعي الذي كان يستخدم في مجال الطاقه للاستفادة منه في مجالات صناعية أخرى.
يذكر أن إجمالي إنتاج مصر من الكهرباء بلغ 31450 واط في عام 2015 , ويعتمد بنسبة 70 بالمئة في الوقت الحالي على الغاز الطبيعي (أرقام رسمية لعام 2015
كما يهدف المشروع إلى سد عجز الكهرباء الذي تعاني منه مصر , وبالتالي خفض سعر الكلفة على الدولة والمواطن على حد سواء).
ومن التوجهات الايجابيه هي أن تسعى مصر من خلال خطة 2030 ضمن استراتيجية التنمية المستدامة إلى زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة لتبلغ 44 بالمئة بحلول عام 2030 , مقابل 9 بالمئة فقط حاليا , وبالتالي المساهمة في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 10 بالمئة.
ويرى بعض خبراء الطاقة أن مصر تسير في الاتجاه الصحيح نحو مزيد من الاكتفاء الذاتي في مجال إنتاج الكهرباء , والذي تطمح مصر في تحقيقه مع تشغيل المحطة النووية الجديدة التي ستعمل بكامل طاقتها بحلول العام 2029.
قدمت روسيا تسهيلات الى مصر بعد التعاقد معها في مقدمتها أن الأفضليه للوظائف في هذا المشروع , سوف تناط الى سكان الضبعه. وحصول مصر على امتياز تصنيع كافة مكونات المحطة بأيادي وخبرات مصريه , يتم تدريبها لهذا الغرض.
5.موجز كارثة تشيرنوبيل
في يونيو (حزيران) 1991م أعلن الاتحاد السوفيتي (سابقاً) , عن حادثة انفجار أكبر وأقدم مفاعل نووي لتوليد الطاقة الكهربائية في الاتحاد السوفياتي , الواقع في قرية تشرنوبيل على بعد 130 كيلومتراً شمال ثالث أكبر مدينة في الاتحاد السوفايتي ,مدينة كييف عاصمة جمهورية أوكرانيا.
التمس الاتحاد السوفيتي من دول العالم أجمع لدعمه , ومد يد المساعدة إليه , و كان اعترافا بأن هذه الكارثة قد خرجت من السيطره .
حصل هذا الاعلان بعد تكتم شديد على حصول الحادث الأصلي الذي كانوا يصفونه في البداية على أنه تسرب اشعاعي بسيط وتحت السيطره.
جاء الاعلان بعد أن اكتشفت أجهزة مراقبة الإشعاع الآلية في السويد , وجود نسبة مرتفعة من الإشعاع في مدينة فورس مارك . لقد كشف خطاب السوفييت بأن الحادثة قد صارت جدية ومعقدة في مجال الطب والاقتصاد والبيئة والمجال الاجتماعي والنفسي , و التأثير السلبي على التنمية البشرية, كما أكد الخطاب أن المواطن السوفيتي قد عانى بشدة من الإشعاعات الناجمة من انفجار المفاعل النووي , وانعكس ذلك مباشرة على صحته وسلامة بيئته وكلف نحو 25 بليون روبل, وبين الخطاب أيضاً أن آثار هذه الكارثة تعدت الحدود الجغرافية للاتحاد السوفيتي وشملت معظم الكرة الأرضية وخاصة الجزء الشمالي منها .
ونشير تعقيبا على الكارثة النوويه الى أن فريقا فنيا قد تشكل بتوجيه من منظمة الطاقة الذريه العراقيه , برئاسة كاتب المقال قد كشف عن تلوث بيئي في المناطق الشماليه من العراق , ثم اتخذت على ضوئه الاجراءات الكفيلة بأعلى معايير السلامه البيئيه في حينها , حسب الضوابط العالميه. ولنا مقال مفصل حول الموضوع.
بدأت أحداث هذه الكارثة في الساعات الأولى من صباح يوم السبت 26 إبريل عام 1986 م, عندماعطلت دائرة تبريد المفاعل الرابع , فنتج عن هذا العطل ارتفاع درجة حرارة قلب المفاعل إلى حوالي 4000 درجة مئوية مما تسبب في انصهار قلب المفاعل , فحدث انفجار هائل في مبنى المفاعل . ثم حملت الرياح السحابة المشعة إلى كثير من دول أوروبا , مثل فنلندا والسويد بعد يومين من الحادث , ووصلت أيضاً إلى ألمانيا وفرنسا , ثم انتشرت الى أرجاء المعموره.
لقد كانت نسبة الإشعاعات التي أصابت المنطقة أكثر ب200 مرة من الإشعاعات التي نتجت عن القنبلة الذرية التي سقطت على هيروشيما .
أولا.الخسائر البشريه
أدى الانفجار إلى مقتل 33 شخصاً بشكل مباشر وإدخال نحو 300 شخص إلى المستشفى لتعرضهم لجرعات كبيرة من الإشعاع كما تم تقدير عدد الموتى في السنوات التي لحقت الكارثة بنحو 7000 إلى 10آلاف شخص, وتم إجلاء أكثر من 135ألف نسمة من مساكنهم ومدنهم , ثم تقرر إجلاء سكان 85 قرية في جمهورية بيلوروسيا, و4 في أوكرانيا, و31 في روسيا.
لقد أثر الحادث أولا على سكان أوكرانيا حيث قدر عدد المصابين بسرطان الغدة الدرقية في تلك الدولة ب3.4 مليون حالة, ويعتقد خبراء التلوث أن القاطنين في منطقة الحادث سيعانون من خطر الإشعاعات لسنوات طويله, وستظهر الآثار المبكرة على المقيمين قرب منطقة المفاعل النووي على خلايا الدماغ والكلية والكبد وعلى الجهازين التناسلي والمناعي.
كما يعتقد خبراء حماية البيئة في بريطانيا وألمانيا الغربية أن الناس سيعانون من زيادة في الإصابة بالسرطان قد تصل إلى حوالي عشرة آلاف حالة لمدة عشرين عاماً في نطاق 260ميلاً من منطقة الحادث.
ثانيا. المياه
تلوثت المياه أيضاً في كثير من دول العالم .
ثالثا. التربة والنباتات
لقد تلوثت نحو مليوني هكتار من الأراضي الزراعية المجاورة للمفاعل في أوكرانيا وبيلاروسيا , وقد قطعت أشجار كثيرة من الغابات وحرقت خوفاً من انتقال الإشعاعات, وحذرت الحكومات من تناول الخضروات الملوثة بالإشعاعات وتم جرف وإزالة سطح التربة الملوثة بعمق 10 سم حتى لا تنبت فروعات ملوثة.
رابعا. الحيوانات
تأثرت الحيوانات بالتلوث الإشعاعي مباشرة لتلوث المياه والتربة والنباتات, ونشرت مجلة موسكونيوز في عددها الصادر في شهر فبراير عام 1989م , تقريرا عن إحدى المزارع الحكومية التي تبعد 50 كيلومتر من تشرنوبيل , وقد بين هذا التقرير أنه في عام 1987م , ولدت 64 بقرة وخنزير مشوهة , فمنها بقر بدون رأس , وبعضها بدون أرجل , وبعضها بدون أعين, وفي عام 1988 أصيب 76 بقرة بتشوهات خلقيه.
كانت معظم الدول قلقة على الأطفال من أخطار اليود المشع131 , لأنهم يتناولون الحليب الذي مصدره الماشية التي تتغذى على العشب الأخضر الذي تعرض للتلوث .
خامسا.الآثار الاقتصادية
قدرت تكاليف عملية إجلاء المواطنين وتوطينهم وتغذيتهم بنحو 400 مليار دولار في الإتحاد السوفيتي, وتعرضت الدول المجاورة لأضرار مادية كبيرة , فقد دفعت حكومة ألمانيا الاتحادية تعويضات قيمتها 260 مليون مارك ألماني(123 مليون دولار) للمزارعين الذين اضطروا إلى إتلاف مزارعهم , منها 132 مليون مارك لمنتجي الألبان, وهناك كلفة المواد المستخدمة في دفن المفاعل , وتقدر كلفة نزوح السكان وإزالة التلوث وغيرها من الإجراءات الضرورية لمعالجة الحادث بنحو 20 بليون دولار.
6.التوصيات:
حيث أن دول العالم تسير بخطى سريعه نحو الطاقة المتجدده , وفي مقدمتها الطاقة الشمسيه, وأن هذه التكنولوجيا أقل كلفة من الطاقة النوويه وأكثر أمانا,ويسهل الحصول على مصادرها خصوصا في دولة الامارات وجمهوريه مصر العربية , وأن تقانة الطاقة الشمسية أكثر سهولة من الطاقة النووية , ومخاطرها لا تذكر بالنسبة الى المخاطر المرعبة والمروعة لكوارث الطاقة النووية مثل كارثة محطة تشيرنوبيل في الاتحاد السوفياتي السابق , وكوارث كثيرة مثل محطة فوكوشيما اليابانيه التي حصلت على أثر زلزال أعقبه تسونامي , بتأريخ 11 مارس من عام 2011.
اننا على ثقة راسخة بأن العالم يسيربشكل متسارع نحو الطاقة المتجدده , أما خوض طريق الطاقة النوويه فلا شك أنه مفيد للبشريه للأغراض السلميه والعلميه وتوسيع معارف البحث العلمي.
وتأتي بارقة الأمل في أن الأمة صارت تتعامل مع متطلبات العصر بوعي مدروس , في مشروع محطة الطاقة الشمسيه التي باشرت بها دولة الامارات العربيه المتحده. ودول عربية أخرى.
1728 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع