ماذا قال جون كيري لنوري المالكي؟

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ السبت, 30 آذار/مارس 2013 06:30

                           د. أيمـــن الهاشمي
                             جامعة بغداد

 الصورة الفضيحة جون كيري وزير خارجية !! يمسك نوري المالكي رئيس وزراء من تلابيب جاكيته  موبخا ومعنفا ... وملامح وجه نوري المالكي لا تحتاج لتفسير
                          

زيارة قيل عنها أنها مفاجئة (!!)، أو أنها (لم يعلن عنها!!)، قام بها جون كيري وزير الخارجية الأمريكية للعراق الأسبوع الماضي، جاء فيها جون كيري يحمل رسالة واضحة إلى رئيس الحكومة العراقية، وطبعا من خلاله إلى حلفاء الأخير في طهران، أكد كيري بعدها إنه أبلغ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأن تحليق طائرات ايرانية تحمل أسلحة لدعم نظام بسشار الأسد الدموي عبر المجال الجوي العراقي أمر خطير لايمكن السكوت عنه، و"يمثل مشكلة"!!.

وأضاف جون كيري الذي كشف تفاصيل مباحثاته مع نوري المالكي للصحفيين :"إن كل ما يدعم الرئيس الاسد يمثل مشكلة". وتابع بالقول "لقد أوضحت تماماً لرئيس الوزراء إن تحليق ومرور طائرات الدعم التسليحي لبشار  من ايران عبر الأجواء والمطارات العراقية، يُساعد في بقاء الرئيس الأسد ونظامه".

    
والمعلوم أن واشنطن تتهم حكومة بغداد على وجه الخصوص بغض الطرف عن ايران التي تقوم بارسال معدات عسكرية عبر المجال الجوي العراقي بواسطة رحلات طيران مدنية تقول عنها طهران انها تحمل امدادات انسانية فقط. وهذه ليست المرة الأولى التي تكشف الولايات المتحدة على لسان كبار المسؤولين فيها عن استمرار جسر الإمداد التسليحي والدعم البشري لنظام بشار الأسد عبر الأجواء العراقية، بإعتبار أن استمرار هذه الشحنات يطيل في عمر الأزمة السورية ويقوّي نظام الطاغية بشار في قتل شعبه.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية: "إن كيري تحدث مع المالكي عن اهمية مشاركة العراق في اجتماعات حول مستقبل سورية، لكن في ذات الوقت لن يكون ملائماً للعراق المشاركة فيها، طالما انه يُسهل عبور المقاتلين والاسلحة الايرانية من خلال الرحلات الجوية لدعم نظام الاسد".
وبحسب المسؤول الأميركي: إن "الأمر الأساسي هنا هو مناقشة المستقبل السياسي في سورية، والعراق يجب ان يكون جزءاً من ذلك، والذي يجب ان يكون على اساس رحيل الاسد، لا على اساس السماح باستمرار الدعم الايراني للاسد".
نوري المالكي حاول سابقا في مسرحية بائسة أن يقوم بتفتيش بعض الطائرات الإيرانية المتجهة إلى دمشق عبر الأجواء العراقية، ويقوم بتفتيشها، لكن المسألة لايمكن أن تنطلي على عاقل، فالولاء التام والمطلق لنظام ملالي طهران واضح ولا يستطيع المالكي أن ينكره، وبالتالي فإن عملية إنزال طائرة إيرانية في مطار بغداد وتفتيشها أمام وسائل الإعلام، تمثيلية بائسة ومسرحية مفضوحة، لأن التقارير الأمريكية ليست مبنية على الظن بل معززة بصور الأقمار الصناعية، وقيل بأن كيري أطلع نوري المالكي على هذه الصور والأخير تفاجأ وتلعثم.. ويظهر هذا من الصور البائسة التي سربتها وسائل الإعلام عن لقاء كيري بنوري المالكي وحالة الشحوب التي ظهرت على وجه رئيس الوزراء العراقي الذي تفاجأ بالأدلة الدامغة على قيام حكومة المالكي بدعم نظام بشار الأسد والسماح لإرساليات الأسلحة والتجهيزات والإمداد البشري والمالي لكي تمر عبر العراق لتطيل من أمد بقاء بشار واستمرار ذبح الشعب السوري.
يبدو أن نوري المالكي  نسي أو تناسى ما كان يُصرح به من ان نظام بشار الأسد يدعم ويرسل الإرهابيين الى العراق للقيام بالأعمال الإرهابية، والشكوى التي قدمها نوري المالكي الى مجلس الأمن الدولي عام 2010 لإحالة بشار الأسد إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة الإرهاب وقتل الشعب العراقي؟ فكيف تحول بشار بين ليلة وضحاها إلى مساند وداعم لنوري المالكي؟ وتحول نوري المالكي الى حليف لبشار؟ اللهم لاتفسير إلا إنها الأوامر الإيرانية لاغير!.