السياسيون أذلاء في وطني... ويكفيهم خزيا أن يكون حليفهم اليوم ...الارهابي خميس الخنجر !!

                                                   

                        أ . د . حسين حامد حسين

السياسيون أذلاء في وطني... ويكفيهم خزيا أن يكون حليفهم اليوم ...الارهابي خميس الخنجر !!

طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ، وسيستمر غرق العراق في الفساد والمحاصصات باشكال والوان جديدة ، فكل سوءة هي جزء من البناء القائم للنظام العراقي الذي اريد له ان يكون هكذا . ولكن المشكلة الاكبر هي اننا نرصد محاولات التجاوز على قرارات المرجعية الدينية لاية الله السيد علي السيستاني والتي وضعها كأخر أمل لانقاذ العراق من الهوان ، من خلال اختيار المعنيين لرئيس وزراء كنا قد كتبنا عن سيرته المارقة ، وتجاوز هؤلاء على اوامر المرجعية الرشيدة لمبدأ "المجرب لا يجرب". 

نساءنا العراقيات هذه الايام يتم غدرهن في وضح النهار من قبل الجبناء ، فتبقى الحكومة العراقية يلفها الصمت المطبق. وكيف يجرأ الجبناء على الغدر بنساءنا الأمنات ، لولا ان هؤلاء القتلة ورائهم سياسيون يدعون الدين والتدين ربما وجدوا في نجاح المرأة العراقية في مجالات الحياة ، نوعا من "حرام" . والى الان ، بقيت الفاجعة يكتنفها الغموض في لف ودوران وبلا نتائج ، وقد تم الاغتيال في وضح النهار!! فكل عراقي اذا معرضا الى نفس المصير ما دامت شريعة الغاب قائمة . فمن المسؤول عن هدر حياة النساء العراقيات؟ وأين دور الحكومة والاجهزة الامنية؟؟!!
وطننا العراقي هذا، اصبح حقلا للالغام ، تكتنفه مساحات هائلة من مقابر جماعية كانت رمزا ساميا للوطنيين الشرفاء ، وكان يفترض ان تصبح منارات شامخة لعمق وطني حقيقي لسيادة العدالة والحرية من اجل رفع رؤوس الامهات والزوجات الثكالى . ولكن العراقيين اصبحوا يحاولون تناسي وتحاشي حتى ذكرى موتاهم . فالذكرى امست مجرد عبئا وهوانا عليهم. فالمقابرالجماعية غدت مرتعا للضواري لتأتي لنهش لحم موتانا ابطال الامس الذين قدموا ارواحهم فداءا لوطن كان يوما اغلى حتى من الحياة نفسها . ولكن الجراد غزا الحقول ، فامتص الرحيق وخلف ندبا في الوجوه التي لم تعد تخجل من عارها الازلي هذا .
عراقنا هذا يفترض ان له دستورا وقوانين وحكومة ومرجعيات واناس مثقفون واكاديميون ومحترفون واخرون من ناس بسطاء طيبون لايمتلكون من الدنيا سوى كراماتهم ، و"حوبات" تقصم ظهور الانذال الذين استباحوه وهدموا اركان الحياة وأخزوا الوطن من خلال تعريته وكشف عورته امام العالم. ولكن الغريب في كل ذلك، أن جميع هؤلاء ممن يعتبرون انفسهم سياسيون ، هم في حقيقتهم سجناء الخوف حتى من انفسهم ومن بعضهم البعض. فالثقة والصدق لم تعودا قيما لحياة سامية تتوفر كركن اساسي في التعامل من اجل توفر الطمأنينة والثقة والتي يمكن ان تقودهم الى طريق الخير والابداع والبناء. الانسان العراقي ومنذ عقود طويلة، بدأ تدريجيا ينسى قيمه ويعيش مركزا على حياة تزخر باحداث الموت التي ملأت قلبه رعبا وتناقضات ، ليجيئ استهتار السياسيين معها ، فلا يجد شيئا من الامان أوتحاشي الموت المجاني الذي يترصده في كل مكان.
واللهاث وراء المكاسب في الحكومة الجديدة لا يزال قائما على قدم وساق ، وقد بدأنا نيأس وتخيب امالنا حتى بالذين كنا نعتقدهم الاكثر وطنية وحماسا من اجل اصلاح العراق وأهلا بالدعم من قبل شعبنا. فحتى السيد "نوري المالكي" ، هذا الرجل الذي عانى كثيرا من التأمر ضده يوم كان رئيسا للوزراء ، وله مواقف وطنية تحت احرج الظروف، نجده اليوم يجتمع ويتحاور ويتشاورمع الرهابي خميس الخنجر ، هذا الذي لا تزال ساحات الاعتصامات في الانبار تشهد على مواقفه الارهابية ضد وحدة وسلامة العراق. خميس الخنجر المعروف بعلاقته الوثيقة بالبعث وانظمة الجوار العربية ، والذي كان قد صدر بحقه أمر القاء القبض، يبدوا ان "الوطنيين" قد تناخوا بينهم وأوقفوا مسيرة العدالة من اجل حماية الخنجر من ما يستحقه من عقاب لمواقفه الارهابية الماضية . فبدلا عن ذلك، وجدنا الخنجر اليوم يستقبل بالاحضان ، ليأخذ مكانه بين نوري المالكي وهادي العامري وغيرهم في هذه الاجتماعات المصيرية وكأن العراق لا يمكن ان يبقى قائما إلا من خلال تواجد الارهابيين فيه ودعمهم. ولكن ألاكثر مرارة ، ان نجد فالح الفياض، القيادي في تحالف البناء والمستشار الوطني ورئيس الحشد الشعبي السابق ، "يثني" يوم أمس الاثنين، على وجود خميس الخنجر وعلى "دوره" الايجابي في العملية السياسية العراقية !!
من جانب اخر، دعا النائب عن تحالف البناء عبد الامير حسن التعيبان الدبي، الاحد الماضي، الى تطبيق مذكرة القبض بحق "كوسرت رسول" بحال دخوله الى بغداد تحت اي عنوان سياسي، مشددا على ان القوات الامنية والحشد الشعبي هما صمام امان العراق ولا يجوز باي تجاوز عليهما.

ف "كوسرت رسول" نائب رئيس الاقليم المتنحي السيد مسعود برزاني والذي صدرت بحقه مذكرة قبض بعد وصفه القوات الامنية بانها "محتلة" ، وبالتالي فمن واجبات القوات الامنية تنفيذ مذكرة القبض بمجرد دخوله الى العاصمة"، لكننا بدلا عن ذلك، وجدنا السيد كوسرت رسول في الامس ، الاثنين، يشارك في اجتماعات مع كبار المسؤولين العراقيين!! ولا ندري هل صدرت مراسيم جمهورية من قبل الحكومة بالعفو عن كل من كوسرت والخنجر بدون علم شعبنا؟؟؟ وكيف للعراقيين ان يتوقعوا خيرا من هذه الحكومة المنتظرة ومن رئاسات العراق ؟

هذا هوحال عراقنا اليوم ، وبهذه الطريقة تتم ادارة الوطن العراقي ، فهل من عجب إن أصبح كل شيئ ممكن فيه ، بعد ان أفصح البعض ممن كنا نعتقدهم خيرة السياسيين ، عن نواياهم وعن سياقات واصول وقواعد طاعة شعبنا كوطنيين ؟! وحتى متى ستبقى حلبة الصراعات والتشاحنات مستمرة لكتل واحزاب سياسية لا يهمها سوى فوزها والحصول على اكبر قدر من المكاسب الممكنة وقد جدت لنفسها اليوم بؤرا سياسية واجتماعية مثالية لتحقيق احلامها المريضة؟
الانسان العراقي ومنذ زمن بعيد فقد الامل في الحياة، والعراقي تجرأ للكفر بوطنه العراقي النبيل ، وطن الانبياء والمرسلين. فالبعض باعوا انفسهم برخص لأي شيئ ولأي كان ، ولكنهم لم يهنؤا بشيء ، فهم كالذي يلوذ بالموت من الموت. والعراقي اليوم مجرد شجرة جرداء يابسة هجرتها حتى طيوره الوديعة التي كانت في تلك الازمان الجميلة تعوده في الصباحات لتغرد له وتطربه ، فحتى تلك الطيور نفسها بدأت تخافه وترهبه بعد ان بدأت تحس بقسوته مع كل شيئ حتى مع نفسه.
لقد طرأت متغيرات سلبية عميقة على وعي وثقافات الانسان العراقي نتيجة لحياة القهر والعذاب الانساني الذي كانت اسبابها هيمنت السياسيين الفاسدين واللصوص على مقدراته، ولكن الأسوأ كان بسبب ابتعاده عن رحمة الله تعالى والمبالغة في الاستهتار، ليصبح اكثر فسادا وليتحول الى انسان غير مبالي لا بنفسه ولا حتى باقرب الناس اليه، لا بل وينسى ايضا قول الخالق تعالى ، بسمه تعالى , " أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
ايها السياسيون الكافرون بنعمة الله تعالى وبنعمة هذا الوطن الغالي، متى تفيقون من هذه الغيبوبة الطويلة ؟ ومتى ستستعيدون اسماءكم وعناوينكم الماضية فتسارعوا الى ذكر الله الخالق الواحد الاحد الذي نسيتموه فانساكم انفسكم؟! نطالبكم بقليل من الحياء والكرامة ، وقليلا من الرجولة وكثيرا من مخافة الله العلي القدير الذي ابتلاكم بهذا الضياع العريض .
اننا هنا نطالب الحكومة بحماية شعبنا بشكل عام والمرأة العراقية بشكل خاص. كما ونطالب ان يتم اطلاع شعبنا على المجرمين الجناة ممن قاموا بهذه الجرائم الشنيعة ضد المرأة العراقية ، ومحاكمتهم علانية واعدامهم ليكونوا عبرة لغيرهم ، وانا لله وانا اليه راجعون.

حماك الله يا عراقنا السامق...
10/2/2018

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

839 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع