رنا خالد
دندنة الذات
في يوم من الأيام نظرت في المرآة ...وجدتُ نفسي طفلة صغيرة ، والكون من حولي يدور.. افهم بعضه وأتجاهل البعض , واسأل عن البعض الذي يؤثر فضولي الطفولي في حينها ...وماهي سوى سنوات قلائل ..أصبحت فتاة شابة والكون من حولي مازال يدور، عرفتُ أشياء وتجاهلت أخرى, واستمريت بالسؤال عن ما يشغل فكري في حينها أيضا .. وعن صخب الحياة وعنفوان الصبا والتطلع نحو المستقبل باندفاع ، كوهج في سماء مظلمة وكأنما أريد إن اسبق الوقت وأطير فوق السحب ! واعدتُ ، النظر إلى المرآة بعد مرور سنوات أخرى وجدتُ نفسي امرأة ناضجة وصاحبة مسؤولية ، عليها واجبات تجاه الحياة بكل أشكالها ، لكن الكون من حولي استمر في الدوران وعرفت الكثير ، وعرفتُ اني اجهل الكثير ، وأمامي الكثير كي اعرفه ، وهناك الكثير لا أحب إن اعرفه . هذا واقع ، والخيال خيال ....وربما سيأتي يوم وأسال نفسي ، أسئلة أخرى، حينما انظر إلى تلك المرآة واجد نفسي امرأة في عمر اخذ منه الزمن الكثير ، غير ان الكون ما زال يدور من حولي أيضا وإنا أدور حول نفسي واسألها هذه المرة : هل كل هذا الدوران الكوني كان يستحق هذا العناء ؟ أم ان الحياة بكل ألوانها تأخذنا دون توقف,,, نكبر,,, ونكبر ,,,,ثم نسكن قرب الأوفياء معنا سؤال يدور في خاطري هذه اللحظة ,,, هل هناك منا من يجرؤ على تهشيم تلك المرآة ؟ لا أظن,,, فالمرأة هي الذات ، وهي الذاكرة ،وهي الوجدان وكل محطات الحياة..
883 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع