أ . د . حسين حامد حسين
كعراقيين: هل نحن الاكثر غباءا واستهتارا بقيمنا لكي نصل لما وصلنا اليه ألان ؟؟!!
يقول الشاعرالقديم:
عتبت على عمر فلما تركته وجربت أقواما بكيت على عمر...
نعم ، هذا اعتراف شخصي بالأسف والاعتذار لكل نقد كتبته عن حكومتي الدكتور حيدر العبادي والسيد نوري المالكي على الرغم من تحفظي على الكثير من المواقف الحكومية غير السديدة التي كانت قد اثارت حفيظة شعبنا في زمنيهما ، من حيث التردد وعدم توفر الشجاعة الكافية في مواجهة الصعاب وتذليلها. حيث نجد السيد عادل عبد المهدي ، يقف اليوم وكما وجدناه دائما في الماضي سياسيا سلبيا بلا مباديئ ، ولا يهمه سوى من يجد فيه القوة والبأس ليتودد ويخضع له.
لقد بدأ عادل عبد المهدي في غدقه على مسعود برزاني وحزبه على حساب شعبنا ، سواءا في جنوبه ووسطه والمحافظات الغربية، فما تزيدنا مواقفه الباطلة واللامبالية هذه سوى افتراقا وادانة له ، كاكثر المسؤولين فظاظة في الاسلوب ، ولكنه أيضا ، الاكثر طاعة لاسياده في التسلط على رقاب شعبنا .
ففي مقال نشرناه , الأثنين 5 نوفمبر / تشرين الثاني 2018
وبعنوان: "معتوه من يعتقد أن عادل عبد المهدي..جيء به لمستقبل العراق..فها هو قد كرس المحاصصات الطائفية ويتجاهل الفساد والفاسدين" ، كتبنا فيه :!
"كما وأن فهمنا العميق لشخصية عادل عبد المهدي يجعلنا قادرون على التوقع للاحداث القريبة. فمثلا سنرى قريبا كيف سيعمل عادل عبد المهدي على اعادة حصة الاقليم من الموازنة الاتحادية الى % 17 وكما كانت سابقا. فالعلاقات الوطيدة بين عبد المهدي والولايات المتحدة من جهة، وبين الولايات المتحدة واسرائيل من جهة ثانية، اكثر من كفيلة ان تفرض عودة حصة الاقليم كما كانت على الرغم من ان الحقائق الرسمية التي تخص عدد نفوس الاقليم والتي لا تتجاوز الستة ملايين نسمة. وان كانت نسبة الموازنة الاتحادية "% 17" هي في الحقيقة اعظم بكثير مما يستحقه الاقليم مقارنة مع بعض المحافظات العراقية الجنوبية الاخرى"
فقد كتب "مراقب" ، أمس الأربعاء 21 نوفمبر / تشرين الثاني 2018 – وتحت عنوان "عادل عبد المهدي يبدو مستعجلا في إنجاز المهمة حتى قبل استكمال وزارته"
("بدأ عادل عبد المهدي بتقديم عدد من التنازلات للقيادات الكردية في الإقليم كالموافقة على دفع مخصصات مالية لأكثر من أربعين ألف منتسب في القوات الكردية «البيشمركة»، غير الخاضعة لإمرة القيادة العامة العراقية العليا، والتي رفض رؤساء الوزراء السابقون الموافقة على دفعها. كما سُربت أنباء عن موافقته على إعادة مناطق مختلطة سكانياً كانت تحت سيطرة قوات «البيشمركة» واستعادتها القوات العراقية في عهد سلفه حيدر العبادي في شهر تشرين الأول من العام الماضي، ومنها قضاء سنجار الذي ستعود إليه إدارته القديمة المدعومة من الحزب الديموقراطي الكردستاني كما قالت وسائل الإعلام الكردية. ومعروف أن الانسحاب المفاجئ لتلك الإدارة وقواتها من القضاء وسيطرة مسلحي «داعش» عليه سبباً في وقوع المأساة الفظيعة التي حدثت لسكانه)). (علاء اللامي 20/11/2018 )
- وقبل الاتفاق الذي أعلنت وزارة النفط، الجمعة 16 تشرين الثاني 2018 عن عقده مع حكومة إقليم كردستان لاستئناف التصدير من حقول محافظة كركوك على تصدير النفط بيوم واحد فقط أعلن هورامي أن تصدير النفط من الإقليم قد ارتفع إلى400 الف برميل يوميا، وذلك من كمية لا تزيد عن 200 ألف برميل يوميا حسب كل المصادر، أي ارتفع إنتاج وتصدير الإقليم بكمية 200 ألف برميل خلال يوم واحد فقط! ألا يشكل هذا الارتفاع علامة استفهام كبرى لدى المراقبين؟
الحقول العراقية الجنوبية التي لديها 12 حقلا تحت التطوير من قبل الشركات العالمية لم تستطع رفع الإنتاج خلال سنة كاملة بواقع200 الف برميل، يضاف إليها خمسة حقول أخرى تحت التطوير الوطني المباشر، فكيف استطاع الإقليم رفع قدرته الإنتاجية والتصديرية بواقع200 ألف برميل يوميا خلال يوم واحد فقط؟!
ألا يعني ذلك أن عبد المهدي أهدى للإقليم إنتاج أفانة وباي حسن وخباز دفعة واحدة كهدية صداقة؟")
فها هو ، عادل عبد المهدي هذا يبرهن لنا مرة اخرى ، ان تنصيبه بهذا الشكل الذي يثير الكثير من التساؤلات والشبهات "كافضل" عراقي من بين ملايين العراقين من رجال ونساء من وطنيين اصلاء يتفانون في حب عميق لوطن مسلوب الارادة، انما هو اثبات على ان عراقنا باق لا ارادة لابناءه عليه لا من قريب ولا من بعيد. وان هذا العراق انتهى وللاسف كوطن للجميع ، وان ليس له مستقبل كريم. إذ يكفينا خزيا ، ان عادل عبد المهدي وامثاله يدركون ان ولاءات مسعود برزاني ليست للعراق. وان مسعود برزاني تحدى العراق من خلال استفتاءه من اجل الانفصال عن العراق . والانكى من ذلك، أن المسؤولية التي لا يتحلى بها السيد عبد المهدي هذا ، قد برهن من خلالها ، انه لا تهمه كرامة الملايين من شعبنا ولا يجد من يردعه حين يتمادى في اعلانه عن عدم عدالته من اجل هذه الملايين ليبدي توافقاته كاملة بلا خجل لمسعود برزاني وحزبه الذي سمح باقامة المناسبات الاحتفالية من اجل اسرائيل على الارض العراقية في الاقليم ، رغما عن الجميع .
النتيجة التي يمكن استخلاصها ، اننا كعراقيين، وان كنا في مراحل من حياتنا السابقة ، من بين اكثر شعوب العالم طيبة واريحية ورجولة ، لكننا ، كنا ايضا على درجة كبيرة من السذاجة والطيبة التي كنا نعتقدها سمات جميلة من اجل الانسانية. لكننا ، وللاسف بقينا نعتاش على تلك الاساطير العاطفية التي ابقتنا خلف اكثر العالم تخلفا الامر الذي كان ذلك سببا رئيسيا في ان وجدنا انفسنا نغرق في متاهات جيف مستنقعات الرذيلة وانحطاط اخلاقي لا نحسد عليه من احزاب وكتل دينية هيمنت على مقاديرنا ، وراحت تستغل بلادتنا وطيبتنا البلهاء وسذاجتنا الحمقاء تلك، فقذفت بنا مهاوي التأخر والسجن الطوعي لانفسنا. حتى وصل الامر بنا ، اننا لم نعد نمتلك الارادة حتى في اختيار من نجد فيه الوطنية والاباء من اجل عراقنا .
كما واننا وجدنا هذه النسبة القليلة من الذين خرجوا من اجل الانتخابات الاخيرة ، فانهم كانوا قد ساهموا لدعمهم مرشحين معينين ،ولكن كان ذلك من خلال اموال خارجية تلقوها من الداخل والخارج لانجاح مساعي المرشحين ، الامر الذي لم نجد مع الفائزين من هؤلاء "الجدد" سوى القليل ممن هم جدد فعلا.
كما وبرهن هؤلاء الذين ساهموا في الانتخابات على ان مهمتهم كانت محصورة في انتخاب هؤلاء المعنيين . ومما يثبت ذلك ، ان الجهات الرسمية التي فضحت تلك الانتخابات الزائفة ، وبعد الاعلان عن زيفها ، وتم حرق صناديق نتائج الانتخابات تلك، لم نرى من بين هؤلاء من خرج للتظاهر ضد عدم الشرعية الانتخابية . كما وان من بين اكبر المهازل، ان تلك الانتخابات المزيفة، قد استمرت يشكل رسمي وتم تبنيها "كنتائج حرة" تم التعويل عليها، بلا ادنى حرج من شعبنا.
السيد عادل عبد المهدي هو العقبة الكأداء التي جيئ بها لوقف مسيرة العراق ، ومن يدري فلعل الوطن العراقي سيواجه "الهوايل" في وجود هذا الرجل ذي الماضي الانتهازي.
حماك الله يا عراقنا السامق...
٢٢-١١-٢٠١٨
891 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع