حوار : رنا خالد: عمان
الدكتورة والاديبة سحر ملص...اعشق العلم ومؤمنة بموهبتي
ولدت سحر ياسين ملص في الثاني عشر من نيسان لعام (1958) 1387هـ في مدينة دمشق. درست المراحل التعليمية قبل الجامعية، في الأردن، ثم التحقت بجامعة دمشق وحصلت على بكالوريوس في علم الصيدلة عام 1979. وعلى الدبلوم العالي في التربية من الجامعة الأردنية عام 1987. وهي تتقن بالإضافة الى العربية الإنجليزية والفرنسية.
وهي عضو في: نقابة الصيادلة الأردنية، رابطة الكتاب الأردنيين، اتحاد الكتاب والأدباء العرب، حصلت على العديد من الجوائز الأدبية،
من مؤلفاتها: الأدبية
شقائق النعمان، دار الكرمل، عمان، 1989.
إكليل الجبل – قصة طويلة عن الانتفاضة- دار النّسر، عمان، 1991.
الوجه المكتمل – وزارة الثقافة، عمان، 1997.
من ذاكرة المكان، أمانة عمان الكبرى 2004.
محطات في عالم الدّواء (قصة طويلة للأطفال) –دار البشر، عمان
ومن المؤلفات غير الأدبية:
علم العقاقير والنباتات الطبية، مطبعة الشرق الأوسط – عمان، ط1، 1984.
علم العقاقير والنباتات الطبية، مطبعة الشرق الأوسط – عمان، ط2، 2001.
لقاء الادب مع العلوم هذا ماسوف نعرفة من خلال مقاباتنا مع الدكتورة سحرالتي احبت ان تجمع مختلف صنوف الابداع وتكون امراة ذات بصمة مميزة في الحياة.
من الجميل أن يجمع الإنسان مابين العلم والأدب ,وقد كنت واحدة ممن فعلوا ذلك من خلال دراستك العلمية وكتابتك في الأدب؟
منذ وعيت الحياة قررت أن أكون امرأة عاملة لأن عمل المرأة في الحياة يحررها ماديا واقتصاديا ،وبنفس الوقت كنت اعشق الأدب مؤمنة بموهبتي التي تفتحت مبكرا ’وقد اتخذت قرارا أن اكون اديبة ,لكني أعشق العلم والأدب ولذلك عندما تخرجت من الثانوية العامة كان مجموع علاماتي يخولني دخول كلية الطب في جامعة دمشق آنذاك ’ولكني أكره مادة التشريح ورؤية الدماء فقررت دخول كلية الصيدلة حيث فيها أسرار الدواء وتحضيره ’وذلك يتناسب مع عشقي لمادة الكيماء فكان أن اتخذت هذا الدرب ودرست الصيدلة وقد عملت في صيدليتي الخاصة لسنوات كما عملت في مجال التعليم العالي وبنفس الوقت كنت أكتب وأنشر .أما الآن فقد تفرغت للأدب.
من هم الكتاب الذين تأثرت فيهم ؟
القراءة جزء من حياة الإنسان فكيف للأديب في طفولتي قرأت للمنفلوطي وجبران خليل جبران وفي سن المراهقة رحت أنهل من الأدب العالمي والروايات العالمية فقرأت لتشيخوف ودستويفسكي،وتولستوي وإميلي وشارلوت برونتي ،ومع النضج تفتحت آفاقي على قرءآت مختلفة ومتنوعة ,تأثرت وعشقت كتابات غادة السمان ،وكاتبي المفضل نيكوس كازنتزاكس ,صاحب رواية زوربا ,والكاتب الأميركي جون شتاينبك ,وهمنغواي هذه الأسماء شكلت القاعدة الأساسية في حياتي.
مادور الأهل في نشأتك الأدبية ؟
حقا لقد كان لوالدي دور كبير بطريقة غير مباشرة ,فقد كان أبي القاص الأول في حياتي ’حيث أنه في كل حديث يتكلمه يتبعه بقصة تحمل عبرة ما ,أما أمي فقد كانت مثقفة درست في مدارس دمشق تتقن الشعر واللغة الفرنسية وتحفظ الكثير من القصص والحكايا ,وكان في البيت مكتبة تحوي العديد من الكتب السياسية والتاريخية والشعبية مثل الزير سالم وغيرها وقد تسللت إليها وقرأت الف ليلة وليلة بعيدا عن أنظار أمي
انت تتحدثي باللغة الإنجليزية والفرنسية ،فهل كتبت بغير اللغة العربية ؟
لا لأني غير قادرة على الكتابة بغير لغة الأم ’وبالنسبة للغة الفرنسية أنا أتحدث بها ولا أتقن كتابتها ,هناك بعض قصصي ترجمت للغة الإنجليزية .
تنوعت كتاباتك مابين القصة والرواية والمكان ,ولكن تركز إنجازك في مجال القصة ,ماذا عن هذا التعدد في مختلف أنواع الأدب؟
حقا عشقت القصة واعتبرتها العين الراصدة للحياة ,فهي من أصعب الأصناف كتابة لأنها لحظات مكثفة تعبر عن موقف ما في الحياة أو تنقل واقع شخصية ما ,ولكن كتبت الرواية أيضا وهي تحتاج إلى نفس طويل ،وهذا ما لاأطيقه لأذلك بدأت بروايات عديدة ولم أكملها أما ماشدني حقا فهو الكتابة عن المكان إذ فيه تحلق روحي مابين جنباته ’وتستيقظ كل حواسي المرهفة ’فأكتب نصا شعريا صوفيا وقد أنجزت كتابين في هذا المجال واحد عن تطوافي في بعض بلدان العالم والثاني عن الأماكن الأثرية في الأردن
أين تقف المرأة من الكلمة والأدب وهل تنسج الأدب كما تنسج الحياة ؟
المرأة هي صانعة اللغة ومعلمتها للأجيال وهي الحكاءة الأولى في حياة الطفل والإنسان ,لكنها همشت لزمن طويل فآثرت الصمت وإن كانت في بعض القبائل تعتبر الحكيمة التي ينام في صدرها سجل القبيلة ,الآن وبعد مضي الكثير من الأحقاب عادت تتبوأ مكانتها الطبيعية ,حملت القلم وراحت تكتب لتصنع نسيجا حكائيا يليق بها ويرفد الثقافة بينبوع من الخيال والمعرفة.
ماهي نظرتك للأدب النسوي في العالم العربي ’وهل للأديبة العراقية دور مميز على الساحة الأدبية؟
تكلمت المرأة تخطت كل الحواجز وقفزت مثل مهرة لتبوح بالمخبوء وما هو طي الكتمان ,فظهرت كوليت خوري وغادة السمان ونوال السعداوي ’جاء أدبا معبرا عن حياة المرأة وهمومها دون أن ينسى الهم العام كما عند الكاتبة الفلسطينة سميرة عزام وتتالت الأصوات والأسماء ,اضيف للأدب العربي الشيء الكثير دون أن يكون برأي هناك مساس فيما تكتب فهي إنسانة تعبر عن واقعا وبنات جنسها ومجتمعها لذلك لآ أخوض في معارك باطلة حول الأدب النسوي
أما عن الأديبة العراقية فلها دور هام على الساحة العربية والمحلية بدءا بالشاعرة نازك الملائكة ،وحاليا الكاتبة لطيفة الدليمي وميسلون هادي ونسرين ملك وغيرها والملاحظ أن الكاتبة العراقية الآن تحولت لشرح معاناة أهلها في العراق بعد انهيار حكم صدام ومعاناة الشعب من الفوضى وويلات الحرب ولذلك فالكاتبة العراقية تقوم بدور هام في هذا المجال.
لماذا اخترت درب الأدب ,وهل الكتابة تعبير عن الغضب؟
الكاتب أو الفنان مخلوق متمرد ’باحث عن عالم مثالي ولذلك ينشد دوما الكمال ,وهو إنسان مفرط الحساسية ،يجد في الكتابة نوعا من التعبير عن الذات ورفض الواقع الأليم .لذلك بعض الكتابات موجعة للقاريء ,بمقدار ما توجع كاتبها ’يمكن اعتبارها نوع من الإحتجاج ,ولكن هناك كتابات جمالية تحلق في الخيال وفي عالم رائع فكيف تصنف هنا ’الأصح أن يقال أن الكتابة تعبير عن الواقع والذات والأدب مرآة المجتمع.
هل للنقد الأدبي تأثير على أعمالك؟
تتعدد أساليب النقد الأدبي وتتفاوت في مستواها ,فبعض أنواع النقد يتغلغل إلى خفايا النص الأدبي ويظهرها ’بحيث يكون من العمق بمثابة إعادة إحياء للنص ,وهذا النوع من النقد يوجه الكاتب بطريقة غير مباشرة ،ويظهر جماليات النص وقوته ,ليعتبر إضافة إلى عمل الكاتب ’ثمة نقد متصيد للعثرات وهذا لايخدم كثيرا خاصة إن كان جارحا ’مهما يكن فإن الكاتب ينسج مادته الأدبية بعيدا عن أي حساب فهو يسكب إبداعه على الورق ويترك الحكم للآخرين سواء القاريء أو الناقد .
هل ثمة رسالة تحملها سحر ملص من خلال الكتابة؟
نعم ..البحث عن الحب والجمال والعالم المثالي ,وتسليط الضوء على كل البشاعة التي تحدث في عالمنا بدءا من الظلم إلى إستلاب الحقوق وتمسكنا ببعض التقاليد البالية ,وقد كان للمرأة نصيب كبير في كتاباتي إذ مازلنا نعيش في كنف مجتمع ذكوري يهمش المرأة.
هل الغاية مما كتبت ترك بصمة على جدران الحياة ؟
كتابتي كانت صرخات في وجه الظلم ,وبث الوعي ،في بداية حياتي كنت أفكر في هاجس ترك بصمة في الحياة وأفكر بجمالية أن يبقى الإنسان خالدا في أذهان الناس ,أما الآن فما يهمني أني استنكرت واحتجيت وعبرت عن مجتمعي وقاومت الظلم من خلال الكلمة ،ولم أكن إنسانة هامشية في الحياة ,أما موضوع ترك بصمة فذلك لايقلقني كثيرا ,فنحن ننسى الأحياء ونهمشهم فكيف بالأموات ,المهم أن نعيش واقعنا ونعبر عنه وهذا مافعلت.
يقال أن الحدس يلعب دورا في حياة الناس والمرأة خاصة ,فما هو تأثير الحدس في حياتك ؟
حقا له دور خاص في حياتي ولدي قدرة تنبؤية في استشراف المستقبل ,وتحتل الأحلام في حياتي جزءا كبيرا فهي ملهمة ومرشدة حول القادم ولذلك أنا أرصدها ’وثمة حدس وهاجس قلبي ,أما عن الإحساس بمشاعر الآخرين فلو لم أمتلك هذه القدرة لما تمكنت من الكتابة إذ كيف أعبر عن أبطالي .
خصيت المكان والطبيعة بالكثير من كتاباتك هل لذلك ارتباط بأصولك الشامية وجمال سوريا ؟
أنا عاشقة للطبيعة والجمال حيثما وجد والمكان هو حاضنة الإنسان ,ولكل مكان جمالياته وأسراره التي تغريني في الخوض في مجاهيلها والبحث عن أسرارها .نعم سوري بلد جميل غني في تضاريسه ودمشق لها طابع خاص تنقش أسراره في وعي المرء فلا ينساها أبدا
هل الفلسفة التي تعبرين فيها عن الطبيعة والجمال من حولك مستوحاة من نشأتك؟
انا ولدت في الربيع في نيسان ,وعشقت الطبيعة منذ الطفولة إذ تقول أمي أنها كانت تضعني في سرير على الشرفة تحت شجرة الورد فإذا حملتني إلى داخل الغرفة استيقظت ورحت أبكي محتجة إلى أن تعيدني إلى سريري فأغفو هناك ’سعيدة من هنا عشقت الطبيعة وهي تسير في دمي وفي الربيع أتحول إلى فراشة تحلق في حقول الربيع ,,استغرب كيف لايلتفت الناس لكل ما حولهم من جمال الطبيعة الأخاذ.
ماذا بعد مجموعتك القصصية الأخيرة معطف أمي ؟
لدي رواية أعمل عليها ولكن بتكاسل أنجزت جزءا منها ولا أعلم ان كانت سترى النور فقد كتبت من قبل بعض الروايات ثم تركتها.
516 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع