وسام موميكا
البطريرك الكلداني لويس ساكو يَستغل إجتماع بَطاركة كنائس الشرق الكاثوليك لأغراضهِ السياسية !!
قبل أيام إنتهى إجتماع بطاركة كنائس الشرق الكاثوليك الذي إنعقد من ٢٦ _٣٠ من نوفمبر ٢٠١٨ بِدعوى كان قَد وجَهها إليهم بطريرك الكنيسة الكلدانية لويس ساكو لحضور هذا الإجتماع الديني والكَنسي (ظاهرياً) وإعلامياً ، أما الحَقيقة المَخفية والكامنة الى عَقد هكذا إجتماع فَقَد كانت سياسية خالِصة وهذا واضِحٌ تماماً من طريقة صياغة البيان الختامي الصادر عَن جميع البطاركة المُجتَمعين في مَقر البطريركية الكلدانية في بغداد ، كما وأن الزيارات التي قاموا بها الى بعض القادة السياسيين والحكوميين العراقيين تُشير إلى مُخَططٌ كانَ مَطبوخ له مُسبقاً من قِبَل بطريرك الكنيسة الكلدانية ومَن حَولهُ في البطريركية الكلدانية ، الذين إستغلوا وإستثمروا هذهِ الفُرصة الذَهبية لِصالحهم ولإظهار شَخص البطريرك ساكو المُتذبذبة والمُتقلبة أمام الساسة والقادة الحكوميين العراقية على أنها شخصية مُمثلة لجميع القوميات من المسيحيين ، كما و باتَ الجميع يَعي جيداً أن البطريرك ساكو وتصريحاتهِ لاتُمثل سوى نَفسه وكنيستهِ الكلدانية.و ما هو مَعروف عَن البطريرك الكلداني حُبه للذات وتأثرهِ بالمَنصب الكَنسي وبالشعارات القومية الكلدانية المُستَحدثة ، ولمَرات عَديدة حَاول سِيادتهُ من خِلال لقاءآتهِ وتَصريحاتهِ الصُحفية والمُتلفزة وخاصة البيانات الصادرة عًن بطريركيتهِ الكلدانية ولمرات عديدة أشار إلى شخصهِ وبشكل غير مباشر على أنه القائد الأوحد (كنسياً وسياسياً ) ومُمثلاً لجميع القوميات من ( المسيحيين) في العراق بِمختلف تَسمياتهم ، لكِن البطريرك فَشَل في تَحقيق غَاياتهِ وأهدافهِ المَعروفة للجَميع .ورُغم ذلك لاتَزال لدَى البطريرك ساكو أفكارٌ وخُطَط أخرى كثيرة للوصول نَحو الغاية والهَدف الحقيقي لِضرب وإلحاق الأَذى بالوجود القومي للسريان الآراميين في العراق ، وذلك على خُطَى أجدادهِ (النساطرة ) الذين إرتكبوا مَجازر وجَرائم شَنيعة لاتُنسى ولاتُغتَفر بِحق السريان الأرثوذكس للإطلاع على تفاصيل تلك المجازر في الروابط أدناه :
مذابح السريان على أيدي النساطرة أسلاف الآشوريين والكلدان
الجزء الأول ؛
http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=545971&r=0
الجزء الثاني ؛
http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=547210&r=0
الجزء الثالث والأخير ؛
http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=548494&r=0
هُناك نُقطة هامة جداً ، وحَسب رأيي و قناعتي الشخصية التي توصلت إليها بِخصوص البطريرك لويس ساكو وعَن أخذهِ جانباً واسعاً من الحرية في الإدلاء بالتصريحات وإصدار بيانات سياسية نِيابة عَن الكنائس الأُخرى المُستقلة ، فَهذهِ القناعة الشخصية تقول أن البطريرك ساكو رُبما يَستغل هويتهِ العراقية ووجود مَقر بطريركية الكلدان في العراق كَنقطة أساسية وحافز رئيسي للإنطلاق نَحو تَحقيق هدف القيادة وإستغلال السلطة الكَنسية والدينية لمصالح شخصية وفِئوية ، ولحَصد مَكاسب ومَغانِم وإمتيازات سياسية ومادية ، فَهذا ما سَعى إليهِ البطريرك ساكو مِنذ أَن تَسَنَم مَنصبهُ بطريركاً على الكنيسة الكلدانية ، ومن الأمور التي إستغلها وإستثمرها البطريرك ساكو لصالحهِ وقد خَدَمتهِ كثيراً في الوصول إلى مُبتغاه ومنها هوية البَطاركة الحاليين للكنيستين السريانيتين ، الذان هما سوريين ومقرات بطريركياتهم خارج العراق . بالإضافة إلى ذلك فإن بَطاركة ومَطارنة الكنائس السريانية "الكاثوليك والأرثوذكس" يَفتقرون إلى الحِكمة والشجاعة في قيادة وإدارة أمور شعبنا كنسياً وحتى سياسياً رُغم إعتراضي الشديد على تدَخُل رجال الدين في السياسة ، رُغم ضرورة فِعل ذلك في الوقت الحالي وإن المرحلة المُقبلة تَتطلب من الجميع الكثير من الجُهد والعمل الحقيقي في هذا المجال حتى نَستطيع إدراج إسم السريان (الآراميين ) في الدستور العراقي إسوة بالآخرين ، لذا على رجال وقادة الكنائس السريانية بِشَقيها تَحمُل كامل مسؤولياتِهم التاريخية والقومية التي تَتحتم عَليهم الدفاع والحِفاظ على الهوية السريانية الآرامية لشعبنا ليس في العراق فَحسب بَل في جميع بلدان العالم .
وكما يَعلم الجميع أن البطريرك لويس ساكو وفي الآونة الأخيرة بات يَتدخل كثيراً في السياسة وبأمور ومواضيع أُخرى خارجة عَن نِطاق سلطتهِ ومَهامهِ الدينية والكنسية وعلى غِرار تجربة بَعض رجال الدين المُسلمين من الإخوة العرب " الشيعة والسنة " في العراق ، فالبيانات السياسية العديدة التي أصدرتها البطريركية الكلدانية خير دليل على كلامي ، وهذا مايُخالف نُصوص كتابنا المقدس (الإنجيل ) وفي نَص الآية الواردة أَدناه :
""ثُمَّ أَرْسَلُوا إِلَيْهِ قَوْمًا مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالْهِيرُودُسِيِّينَ لِكَيْ يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ. فَلَمَّا جَاءُوا قَالُوا لَهُ: يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَلَا تُبَالِي بِأَحَدٍ، لِأَنَّكَ لَا تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ، بَلْ بِالْحَقِّ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللّهِ. أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لَا؟ نُعْطِي أَمْ لَا نُعْطِي؟« فَعَلِمَ رِيَاءَهُمْ، وَقَالَ لَهُمْ: »لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي؟ اِيتُونِي بِدِينَارٍ لِأَنْظُرَهُ«. فَأَتَوْا بِهِ. فَقَالَ لَهُمْ: »لِمَنْ هذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟« فَقَالُوا لَهُ: »لِقَيْصَرَ«. فَأَجَابَ يَسُوعُ: »أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلّهِ لِلّهِ«. فَتَعَجَّبُوا مِنْهُ ""
(إنجيل مرقس 12:12-17).
وهذا مايؤلمنا عِندما نَرى ونَسمع رجال دين مسيحيين يَتدخلون في السياسة وهذا ليس من شأنهم ، والكلام ليس فقط مُوجهاً لَشخص البطريرك الكلداني " لويس ساكو " بل للآخرين من بَعض مَطارنة الكنيسة الكلدانية والكنائس الشرقية الأُخرى .
والأسباب التي دَفعت البطريرك ساكو إلى إقحام نَفسهِ في السياسة كثيرة جداً ، و "لغاية في نفس يعقوب " خصوصاً بَعد أَن نَجَح مُخَطط الساسة والأحزاب ورجال الدين "الكلدان والآثوريين " في إلغاء ومَحو إسم *السريان * الآراميين من الدستور الناقِص لجمهورية العراق ، فَكان المُنفِذ والمُسبب الرئيسي في إلغاء إسم السريان (الآراميين ) هو السيد يونادم كنا سكرتير الحركة الديمقراطية الآشورية ، وحدث ذلك في عام ٢٠٠٥ .
وهَكذا فَقَد إستمر الحال عَلى ماهو عَليه لِفترة قصيرة ، إلى أَن تَساقَطت الأقنعة الزائفة عَن وجوه بَعض مَن كانوا يُرَدِدون دائماً شعارات الوحدة الكاذبة و إنكَشف أمرهم أمام أبناء الشعب السرياني الآرامي ، ليس فقط في العراق وحَسب بَل في الدول الأخرى التي لشعبنا تواجدٌ فيها .
وهنا إسمحوا لي أيها الإخوة والأخوات القُراء والمُتابعين الكِرام بأَن أتطرق إلى صُلب الموضوع وبإختصار من خِلال مَقالي المُعنون ( البطريرك الكلداني لويس ساكو يَستغل إجتماع بَطاركة كنائس الشرق الكاثوليك لأغراضهِ السياسية !!) ، فَهذا الإجتماع الذي عُقِد قبل أيام كانَ بِمثابة فَخٌ ومَصيدة سياسية بِغطاء وطابع كُنسي وديني ، وبِتَخطيط وتدبير البطريرك الكلداني "لويس ساكو" مُوقِعاً بِذلك بَطاركة كنائس الشرق الكاثوليك في (المُستَنقع الآسن ) للساسة العراقيين !!.. والمَقصود بهذا الكلام لايحتاج إلى توضيح أكثر والشاطر تَكفيه من الإشارة لِيَفهم
فالبطريرك لويس ساكو من خلال دعوتهِ الموجهة إلى بطاركة كنائس الشرق الكاثوليك لعَقد إجتماع نِصفهُ ديني والنصف الآخر سياسي ، الغرض والهدف المَريض من ذلك هي إيصال رسالة إلى الساسة العراقيين بضرورة الإلتفات للبطريرك ساكو وإعطائهِ جزء من الكعكة السياسية حتى لو كان ذلك على حساب الشعب المسيحي المسكين في العراق . وللأسف فَقد نَجَح البطريرك ساكو بأن يُوقع بَطاركة الكنائس الكاثوليكية الشرقية في فَخهِ ومَصيدتهِ السياسية من خلال إستدراجهم إلى بغداد وترتيب لقاءآت سياسية جَمَعت السادة الأجلاء بطاركة الكنائس الشرقية الكاثوليك مع عدد من الساسة وممثلين كبار عن الحكومة العراقية في بغداد ، وذلك للضغط والتأثير عليهم لِمنح منصب حكومي ووزاري لبعض الشخصيات حزبية والسياسية الكلدانية والتي يَدعمها البطريرك لويس ساكو وهي معروفة لدى الجميع ولم تَعُد خافية على أحد ! وقد سبق للبطريرك الكلداني أن عقد إجتماع مع نواب القوائم الكلدانية التابعة والفائزة بِمقاعد( الكوتا المسيحية ) المَسروقة في البرلمان العراقي للدورة الجديدة ٢٠١٨ ، وهذه المقاعد التي خُصِصت على الورق فقط لتكون من حصة شعبنا ، ولكن للأسف قد قامت بِمصادَرتِها كُتلٌ وأحزاب سياسية عربية شيعية وكوردستانية كبيرة ومُتَنَفِذة ، ومِثل هذهِ الأمور كما قلت بأنها باتَ مَعروفة لدى الجميع من أبناء شعبنا في العراق ، ولكن بالمقابل هذا المسلسل يجهله غالبية بطاركة الشرق الكاثوليك القادمين بِحسن النِية لتلبية دعوة البطريرك الكلداني "المحلي" وما تُمليه عليهم مسؤولياتهم الدينية والكنسية .
فَعندما يقوم البطريرك الكلداني لويس ساكو بِترتيب مِثل هذهِ اللقاءآت السياسية للبطاركة الكاثوليك المشارقة مع الساسة والحكومة العراقية الجديدة ، فماذا يُفسر ذلك !؟
لذا فأنا شخصياً وحَسب قراءتي لهذا الموضوع أفسر مِثل هذهِ الأفعال بأنها إستغلال مَكانة بعض بطاركة الشرق الكاثوليك الذين دعاهُم للإجتماع في بغداد بِحجة مناقشة الوضع العام والمتأزم للمسيحيين المضطهدين والمهجرين في الشرق وخاصة في سوريا والعراق ولبنان وهذا بالفعل ليس هدف شريف ومرفوض جملة وتفصيلاً ، وبما أن البطاركة المجتمعين وعلى مَر التاريخ ، لا وبل في جميع إجتماعاتهم ولقاءآتهم السابقة لم ولن يتوصلوا إلى حلول سريعة وناجعة لما يعانيه مسيحيي الشرق عموماً من إضطهاد وقتل وتهجير وتكفيرهم من قِبل الآخرين الذين يرفضونهم عبر التاريخ ! .. والدليل على ذلك تناقص ملحوظ بِأعداد مسيحيي الشرق وخاصة في سوريا والعراق ولبنان وحتى في فلسطين وذلك للأسباب التي ذكرتها أعلاه ، ولذلك فالبطريرك الكلداني لويس ساكو كان الغرض من الدعوة الموجهة للبطاركة إلى عقد إجتماع لهم في بغداد لايَتعدى سوى إبراز شخصيتهُ أمام الساسة والأحزاب والحكومة العراقية وحتى الكوردستانية وإيصال رسالة مَفادها أن الكنيسة الكلدانية تؤيدها في مَطالبها جميع الكنائس الأخرى من بينها الكنيسة المارونية والكنيسة السريانية (الآراميين ) .
ولهذا فالبطريرك لويس ساكو من خلال الزيارات التي قام بها بِصحبة بطاركة الشرق الكاثوليك تَعمَد إصطحاب بطاركة أكبر كنيستين يمثلون أُمة عظيمة لها إمتداد تاريخي من لبنان مروراً بسوريا وفلسطين والأردن وتركيا والعراق حتى بلدان الخليج العربي ، ولايوجد هناك أوجه للمقارنة بين بطاركة السريان والمارونيين (الآراميين ) مع البطريرك الكلداني (المحلي ) لويس ساكو وهذا واضح جداً من خلال التاريخ الرصين الذي يُثبت كلامي هذا .
فالبطريرك " مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان" بطريرك الكنيسة السريانية الإنطاكية الكاثوليكية ، والبطريرك مار " أفرام الثاني كريم" بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية وبطريرك الكنيسة السريانية المارونية البطريرك الكاردينال مار " بشارة بطرس الراعي " ليسوا فقط قادة كنسيين بل قادة أُمة تاريخية عظيمة تسمى بالأُمة الآرامية وهذا لايختلف عليه إثنان .
وهذا ماجرى للأسف ولم يَنتبه إليه السادة بطاركتنا الأجلاء ، فالزيارة التي قاموا بها سادتنا البطاركة الأجلاء كانت سياسية بإمتياز ، حيث إلتقوا بِرئيس جمهورية العراق السيد برهم صالح ، ورئيس الوزراء العراقي السيد عادل عبد المهدي ، وبِما أن الزيارة كانت سياسية بَحتة كما أَفصحت إليها أعلاه ، لكن عَتبي على بطريرك كنيستنا السريانية الكاثوليكية الذي أَهمَل شعبهُ في العراق وما يعانيه هذا الشعب من الغُبن والظلم والإجحاف الذي وقع بِحقهِ من قِبل الحكومات والبرلمانات العراقية السابقة والحالية مُنذ عام ٢٠٠٣ حتى يومنا هذا ، وكان الأجدر بالبطريرك السرياني الكاثوليكي أن يَستغل ظرف الزيارة الدينية والكنسية (المسيسة ) التي إلتقوا من خلالها بالمسؤليين الحكوميين العراقيين ، وكان الأجدر التطرق إلى موضوع إدراج التسمية القومية للسريان (الآراميين ) في الدستور العراقي إسوة بالكلدوآشوريين ، وهذهِ أَبسط حقوقنا المشروعة في أَرض الآباء والأجداد .
وفي قناعتي توصلت إلى أن بطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية الحالي ليس بالمستوى المطلوب ولايَصلح لقيادة شعبنا السرياني (الآرامي ) في هذهِ المَرحلة الحرجة والصعبة والحساسة من تاريخ الأُمة الآرامية ، وذلك لِضعفهِ وتَقاعسهِ عَن القيام بِواجباتهِ الكنسية والقومية تجاه قضايا شعبه السرياني (الآرامي ) المُنتشر في بلاد آرام النهرين التاريخية . ولهذا أُطالب سيادة البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان بِالتنحي والإستقالة عَن مَنصبهِ الكَنسي لإفساح المَجال أَمام الآخرين من القادة الكَنسيين الغيوريين ومن أَبناء السريان الكاثوليك لتَبوء هذا المَنصب المُهم والحَساس ، تَحقيقاً وتلبية لِطموحات الأغلبية من أبناء شعبنا وأُمتنا الآرامية العظيمة .
وشُكراً
685 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع