سعاد عزيز
عندما ينفذ الصبر مع طهران
لايوجد مايوحي على الاطمئنان والثقة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية فيما يتعلق ويرتبط بمسار الاحداث والتطورات الجارية بشأن المواقف الدولية منه، خصوصا بعد الانتفاضة الايرانية وماأعقبتها من الاحتجاجات ونشاطات معاقل الانتفاضة وبعد الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي، وبعد القرار الاخير الذي أصدر الاتحاد الاوربي بشأن إدراج وزارة المخابرات الايرانية ضمن قائمة الارهاب، وتوحي المٶشرات بخطها العام الى أن الامور ستسير نحو الأسوأ.
التوتر الجديد الذي طرأ على العلاقات الاوربية ـ الايرانية على أثر إعراب وفد الاتحاد الاوربي الذي زار طهران عن قلقه من تجارب الصواريخ الباليستية ونشاطات المخابرات الايرانية في بلدان أوربا حيث طالبوا طهران بإنهاءها والکف عنها فيما تصرفت طهران بأسلوب بعيد عن اللياقة الدبلوماسية مع الوفد بطريقة توحي بأنها ستتمسك بذلك النهج الذي لم يعد بوسع العالم تحمله وإن الاتحاد الاوربي لايستطيع أن يکون له نهج مغاير في علاقاته مع إيران بل إنه مضطر ومرغم أن يغرد داخل السرب الدولي وليس خارجه.
زيارة الوفد الاوربي هذه والطلب الذي وضعه أمام الايرانيين، يدل على أن الصبر الاوربي مع الايرانيين بدأ ينفذ خصوصا وإنهم يقولون شيئا ويعملون خلافه وفي الوقت الذي يطلبون من العالم الالتزام بتعهداتهم وإلتزاماتهم فإنهم يتهربون من إلتزاماتهم أو يلتفون عليها أو يتحاججون بشأنها، وهو الامر الذي بدأ يثير غيض وسخط الاوربيين ولاسيما بعد أن بدأ الموقف الامريکي يميل لتإييد نضال الشعب الايراني من أجل الحرية کما قد أعلن وزير الخارجية الامريکي مٶخرا، وهو مايعني بأن واشنطن تسعى لإحراج الاوربيين فيما يتعلق بملف حقوق الانسان في إيران والذي هناك تقصير أوربي واضح تجاهه ولاسيما من حيث غض النظر عن إنتهاکات طهران وعدم وجود أي موقف جدي متشدد لها بهذا الصدد رغم إن ماتقوم به طهران يتطلب ذلك کما دأبت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي على الاشارة لذلك والتأکيد عليه والانتقادات اللاذعة التي توجهها للإتحاد الاوربي بهذا الصدد.
لايبدو إن بلدان الاتحاد الاوربي ستظل على موقفها الذي أعلنته من الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي وستبقى على المسافة الحالية من إيران، ولاسيما بعد أن صار واضحا إن الاخيرة تريد ولاتعطي ولاتتصرف بشفافية ووضوح ومن الممکن والوارد أن تعيد أوربا النظر في حساباتها وتتبع نهجا جديدا في التعامل مع إيران خصوصا مع إقتراب موعد مٶتمر وارسو بشأن إيران والذي ستکون نتائجه أسوأ على طهران فيما لو ذهبت بلدان أوربا إليه وهي حانقة على إيران.
872 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع