سيّار الجميل
دجلة ليس هو التنّين !!
كأنّ الموت تنيّن يأكل الناس
بين أمواج نهر ، وبيت ، وجدار
يعيد رؤوس الكبرياء من السراب
ظمأى .. نحو البوادي والقفار
وأنّ الموت يقهر العشق في دجلة
من أقصى الموصل الخضراء حتّى أدنى البحار
موتٌ تزرعه المجانين ، وجوقات عصائب ..
يقتلون الناس عن قناعة بعد اغتيال الدار ..
آهٍ على النوروز الجميل في يوم موصلي حزين ..
ضع فوقَ قبورِ الأبرياء أكليل غار
سيعيد التاريخ ما سلخوا من الأجساد ..
من لحم عظام موتى ، أكلوها بلذّة على شواء نار
أيطفح ماء دجلة بالدمّ كلّ موجاته ، وهو يعيد
سيناريو عبّارة مهترئة تأكلُ ما تبقّى من البشر ؟؟
موت الغريق حلقة في مسلسل عبوات ناسفات
يستعيد الموصلي قبره من جديد بعد انسحاق المدار
ما كفّ عنك مدينتي في العداء أيهّا الغول القديم ..
لا يضيع الله حقوق الأبرياء الصالحين
ولا أنفاس الأطفال كالزهور .. كالأبرار
يا للموصل أم الربيعين زال الاخضرار عنها
بعد تيه الربيع ، وقد امتهنها كلّ المتوّحشين اليوم
جوقات وشراذم من أهل شناعة وعار
واسودّت بعد الحطامِ بعد الدمار
يا للتوحّش أكاد أبصره عبرَ نافذة القفار
في كلّ منعرج ودرب ، أو سبيل ، أو زقاق
عبر الشواطئ و الدروب والعوجات المنحنية
الراهبات الزاهيات تشعلن الشموع في صحون المعابد
والتراتيل شجو وأنين في الفجر الحزين ..
تصيح سيّدة النجاة : بعد المغول جاء التتار
وبقيت الحدباء قديسة تحيا كالمنار
في الفنار وسط هوج البحار
فجأة يجتاحها اعصار وجمر حصار
وبيوت الله سحقت بعد أن رحل النهار
ماتت شموس الحي فلا غروب ،
ولا ثغور ، ولا تخوم ، ولا جوار
يا نجمةً في السماءِ الداكنة والليلِ البهيم ،
تسطع في الأعماق كالمحار
والتنيّن لم يأخذ بثأرهِ منها بعد ، حين ثار
وتصيح قائلتها بعد خزي المجانين ازورار :
ما هو الّا بياض يومها ، ويطلع النهار
كانت تنام على أنوار القمر
في لجّات دجلة .. ولا تذوب
كانت تغّني عند لجين الشمس
في الغابات إذا مال الغروب نحو الأصيل
او في ربوع الشلالات بلا أشرار
كانت ترفع إلى الله الدعوات في كلّ مسار
اتركوها يا أشباح الموت .. يا فجّار
يا من فجّرّتم منارتها العريقة
اتركوها لتعيش بسلام
فالأجيال القادمة سوف لا تنسى الأهوال
أبداً .. أبداً
1055 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع