هكذا خَدَعَنا الإعلام العربي الرسمي يوم 5 حزيران

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 05 حزيران/يونيو 2013 08:53

                    د .أكرم عبدالرزاق المشهداني

كانت أياماً مشحونة، ملتهبة، عشناها مابين الأيام التي سبقت كارثة 5 حزيران 1967، وبين ما حصل في ذلك اليوم وما بعده..

فمنذ أسابيع والإعلام العربي (إعلام أحمد سعيد) يبشرنا بأن النصر آت، وتطلع علينا أغاني كبار المغنين العرب تبشرنا بالنصر ونهاية اسرائيل..

ومع قرار إبعاد قوات الأمم المتحدة من سيناء.. نستمع لتعليقات أحمد سعيد ومقالات المُدبّجين والمَدّاحين بأن اسرائيل سترمى بالبحر..

وعشنا بالأمل.. وكنا شباباً ورجالا ونساءً نحلم بالإنتصار الذي طال إنتظاره..واتذكر وقتها كنا طلابا في الكلية، وفي أيام الأمتحانات النهائية،

  

وجاء يوم 5 حزيران وآذاننا مشدودة لراديوات الترانسيستور نلتقط الأخبار من بغداد وصوت العرب...طارت الطائرات عند الفجر، وبدأنا العدد 4 طائرات، 20 طائرة، ووصل بيان آخر نهار 5 حزيران الأسود بلغ مجموع طائرات العدو المدمرة ثمانون طائرة..

ولكن حين بانت الحقيقة عرفنا حجم الكارثة التي حلت بالأمة العربية..

تبين أن طائراتنا دمرت في مدارجها..

  

تبين أن اسرائيل تقدمت لتحتل القدس الشرقية والضفة الغربية بكاملها وتحتل الجولان وغزة والعريش وسيناء ولتستقر عند قناة السويس.. ياللهول..

خدعونا بأنها حرب الأيام الستة وتبين أنها حرب الساعات الست..

خدعنا الإعلام العربي الرسمي.. مثلما خَدّرّ عقولنا بأغاني الانتصار.. خدعنا بانتصار وهمي في حقيقته هزيمة مذلة مهينة..

  

عانينا كثيراً من آثار الهزيمة المنكرة، ولكن الحمد الله بدأت حرب الاستنزاف التى كبدنا فيها العدو خسائر فادحة ، حتى تم الاعداد لمعركة 6 اكتوبر 1973 ، وحقق العرب أول انتصار على الصهاينة، بفضل التعاون العربى وقتها ، ودخول البترول كسلاح فى المعركة ، بعد أن قرر المغفور له الملك فيصل ، ملك السعودية وقتها بالتعاون والتنسيق مع العراق والجزائر وليبيا ودولة الأمارات، قطع امدادات البترول عن الدول التى تساعد اسرائيل ، وعبرت القوات العربية الباسلة قناة السويس ودمرت خط بارليف أقوى مانع عسكرى ، وحررت اجزاء من سيناء..

نترككم مع مانشيتات الصحف العربية قبيل وعند وبعد كارثة 5 حزيران.. انها تاريخ مسجل لايمكن إنكاره لحقيقة ما جرى من تضليل وخداع للجماهير العربية..