د. ديفيد (خضر) سليم بصون
الذكرى الثانية والخمسون للإعدامات في ساحتي التحرير في بغداد وام البروم في البصرة
تحديث وتنقيح لمقال كنت قد نشرته سابقا.
تطل علينا في 27 كانون الثاني ذكرى مؤلمة علينا - يهود العراق - وهي الذكرى الثانية والخمسون للإعدامات التي طالت أبناء هذا الطائفة المسالمة والتي كان عددها آنذاك ما يقارب الثلاث الاف نسمة.
مقدمة
بعد الهزيمة الساحقة التي لحقت بالجيوش العربية في حرب الأيام الستة أصبح من تبقى من يهود البلاد العربية كبش فداء للحكومات وخاصة في العراق، سوريا، مصر وليبيا وللغوغاء الذين حرضتهم وسائل الاعلام الرسمية. تعرض أبناء الطوائف اليهودية في هذه الدول الى حملات اضطهاد واعتقال واعدامات وقتل وحرق ممتلكات من اسوء ما تعرضوا له في القرن العشرين. سأتطرق هنا لما اصاب من تبقى من يهود العراق الذين لم يتركوا موطن ابائهم واجدادهم حتى بعد الهجرة الجماعية في 1950-1951، بعد قيام دولة إسرائيل.
في الأشهر الأولى بعد الحرب أعتُقل العشرات من اليهود في العراق (حكومة طاهر يحيى) وقضوا في السجون أشهر تعرضوا فيها إلى الضرب وتلقى الإهانات. وبدأت حملة اضطهاد عنيفة ومن ضمنها طردهم من وظائفهم، عدم تجديد تراخيص الاستيراد، دفع ضرائب دخل إضافية، منع الطلاب الذين أكملوا الدراسة الاعدادية من دخول الجامعات، قطع الهواتف من البيوت، طردهم من النوادي الأهلية، غلق ثم الاستيلاء على نادي وملعب الطائفة في البتاوين (ما يسمى الان نادي الجيش) ، عدم جواز بيع البيوت والممتلكات، تجميد الحسابات في البنوك وتحديد كمية النقود الممكن سحبها شهرياً، عدم السماح بالسفر أكثر من بضع كيلومترات بدون اخذ موافقة الشرطة، مراقبة بيوت اليهود على مدى 24 ساعة من قبل الشرطة السرية والمخبرين. كذلك تعرض الطلاب في جامعة الحكمة الاهلية للإهانات وحتى الاعتداء الجسدي من قبل بعض زملائهم الطلاب.
لكن كل ما وصفته لا يقارن بما حدث بعد مجيء البعث في انقلاب 17/30 تموز 1968. بدأت في خريف 1968 حملة مسعورة ضد يهود العراق على أثرها اعتقل من جديد العشرات من كافة الطبقات الاجتماعية والأعمار واتهموا بالتجسس لصالح إسرائيل وبعمليات التخريب ثم قامت حملات من الإعدامات والتصفية الجسدية في السجون. في البداية كان اليهود لعبة لترهيب الشعب العراقي وخصوم البعث. بدأت حملات الاعتقال في أيلول 1968 حيث اعتُقل أربعة يهود واختفوا بدون أثر وبدأت الإشاعات تدور انهم في قصر النهاية. بعد أسابيع سمعنا أن سبعة عشر يهودياً من البصرة قد تم إلقاء القبض عليهم وجلبهم إلى بغداد بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، عشرة منهم طلاب جامعيين. ووصل العدد بعد أسابيع لأكثر من ثلاثين شخصاً.
معظم المتهمين وبسبب التعذيب اضطروا أن يتهموا واحدا الآخر حسب التعليمات ماعدا ناجي زلخة، تشارلس حوريش، زكي زيتو وعبد الحسين نور جيتا الذين رفضوا الانصياع للتهديدات وأصروا على براءتهم على الرغم من التعذيب الشديد الذي تعرضوا اليه حسب شهادة سجناء كانوا معهم. عينت المحكمة محامي دفاع كان يؤكد الاتهامات والاعترافات ويطلب بعض الرحمة.
بعد عدة جلسات لمحاكمات صورية وتهم ملفقة صدرت أحكام الإعدام على أربعة عشر متهماً وأعدموا شنقا في السجن المركزي في بغداد في ليلة السادس والعشرين من كانون الثاني وعلقت جثث أحد عشر من المتهمين في صباح اليوم التالي السابع والعشرين في ساحة التحرير في بغداد وثلاثة في ساحة ام البروم في البصرة.
خلفيات الحكم بالإعدام
في الرابع عشر من كانون الأول 1968، بث التلفزيون العراقي مقابلة أدارها بعثي معروف وظهر فيها عبد الهادي البجاري - محامي مسلم وصادق جعفر الحاوي مسلم من البصرة. بدأ الإعلامي البعثي بتوجيه أربع اتهامات اليهما واعترف الأثنان سريعا بتواطئهما. الاتهام الأول يتلخص في أن تاجر أدوات منزلية من البصرة يدعى ناجي زلخة كان يترأس شبكة تجسس إسرائيلية ويرسل الشباب اليهودي عبر الحدود إلى عبدان لكي يتدربوا، على أيدي عملاء إسرائيليين على استعمال الأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية والمتفجرات بغرض القيام بعمليات تخريبية كنسف الجسور.
الاتهام الثاني هو أن الجواسيس اليهود قد فجروا جسر قرب تمثال أسد بابل في وسط البصرة وانهم مستعدون للقيام بعمليات أخرى (لم يفجر جسر كهذا والظاهر أن سيارة لوري عالية كانت قد ارتطمت بالجسر في وقت ما ووقعت بعض الأحجار.
التهمة الثالثة تتعلق باستلام شبكة التجسس أموال طائلة من إسرائيلي عن طريق إيران إلى العراق من خلال وساطة شركة نقل بحرية يمتلكها باكستاني (محمد عبد الحسين جيتا) في البصرة. حسب الرواية المختلقة وزعت هذه الأموال لأعضاء شبكة التجسس وللأكراد في الشمال وللعملاء الصهيونيين في لبنان أمثال كميل شمعون (رئيس جمهورية سابقاً) وهنري فيرون (سياسي معروف). ولإكمال حبك هذه القصة الخيالية فان توزيع الأموال كان عن طريق المحامي عبد الهادي البجاري وتاجر كبير ووكيل عمولة في بغداد يدعى تشارلس حوريش وعن طريق مالك شركة توزيع سيارات فورد.
أما التهمة الرابعة فهي تتعلق بان رئيس شبكة التجسس ناجي زلخة كان يرسل رسائل مهمة إلى إسرائيلي باستعماله جهاز لاسلكي كان قد وضع في كنيسة السبتيين في البصرة بمساعدة ألبرت حبيب توماس مسيحي من البصرة وجاسوس يهودي.
في يوم السبت 4 كانون الثاني 1969 انعقدت الجلسة الافتتاحية لمحكمة الثورة برئاسة العقيد علي هادي وتوت وبُثت بعض وقائع الجلسة الأولى بالتلفزيون والإذاعة العراقية حيث شوهد ثمانية من المتهمين وفيها وجه الادعاء التهم الملفقة والاعترافات المزعومة. وتلتها 4 جلسات أخرى لم تبث حية. في السابع عشر من الشهر بدأت الإذاعة العراقية كل ليلة ببث مقتطفات من تسجيلات الجلسات حتى ساعة مبكرة من يوم الاثنين 27 تموز. سنحت لي الفرصة أن اقرأ مجدداً بعض وقائع الجلسات – لم أدر هل اضحك من المسخرة أو ابكي للمأساة (سأحاول ان أنشر بعضها في المستقبل لاطلاع القراء على هزالتها. يجدر بالذكر ان محكمة الثورة كانت قد أصدرت أحكام الإعدام في 12 و15 كانون الثاني سريا وصادق عليها مجلس الوزراء بمرسومين جمهورين في 23 كانون الثاني سريا أيضا.
الاعدامات
هذه أسماء الذين أعدموا وعلقت جثثهم في السابع والعشرين من 27 كانون الثاني 1969 ووضع على صدر كل واحد منهم لوح يتضمن اسمه ومهنته وديانته:
• عزرا ناجي زلخة (51) - تاجر أدوات بيتية يهودي في البصرة، نقل جوا من بغداد لتعلق جثته في ساحة ام البروم
• نعيم خضوري هلالي (19) - طالب يهودي في مدرسة ثانوية في البصرة
• داود حسقيل دلال (16) – طالب يهودي في البصرة اجبر على القول ان عمره تسعة عشر عاما لكي يمكن وإصدار حكم الإعدام
• حسقيل صالح حسقيل (17) – طالب يهودي من البصرة أرغم على القول انه جاوز الثامنة عشر لكي يتسنى شنقه
• صباح حييم ديان (30) – تاجر قطع غيارات يهودي للسيارات من البصرة
• داود غالي ادكار (23) – طالب يهودي من البصرة
• يعقوب كرجي نامردي (38) – موظف يهودي في شركة نقليات من البصرة
• فؤاد كباي (30) – موظف يهودي في دائرة المكوس في البصرة (في السجن أخبروه ان لم يعترف سيشقون بطن زوجته الحامل ويقدمون له الجنين على صحن)
• تشارلس رفائيل حوريش (44) - تاجر ووكيل استيراد يهودي من بغداد
• جمال صبيح الحكيم (18) - طالب في جامعة البصرة من أصل يهودي كان والده قد أسلم ووالدته مسلمة (حسب الديانة اليهودية ليس يهودي) كان قد عذب واغتصب في السجن ثم اعدم وعلقت جثته في ساحة البروم في البصرة
• عبد المحسن جار الله (مسلم شيعي)
• محمد عبد الحسين نور جيتا - تاجر مسلم شيعي باكستاني الأصل
• زكي اندراوس زيتو مسيحي
• البير حبيب توماس مسيحي (سامي اخ البير مات في التعذيب)
كان يوم الاعدامات من أسوء الأيام التي عاشها يهود العراق (بعد فرهود 1941) وأعمقها أثرا في نفوسهم. أعدم خيرة ابنائنا وعلقت جثثهم على أعواد المشانق المنصوبة في ساحتي التحرير وام البروم بحضور مئات الألاف من الشعب العراقي – الكثير منهم تحت تأثير التعليمات مثل اتحاد الطلبة او العمال او الفلاحين او من حب الاستطلاع او الشماتة. اما الراديو والتلفزيون فكانا يحثان أهالي بغداد للتوجه. باصات نقلت الطلاب من الكليات إلى ساحتي التحرير وام البروم لحضور هذه الاحتفالات المشينة حين كان قادة البعث وممثلون عن المنظمات المهنية والوية العراق يلقون العديد من الخطابات حول النصر العظيم على الجواسيس والطابور الخامس وإسرائيل والاستعمار. ً
صلاح عمر العلي عضو مجلس قيادة الثورة خاطب الجماهير الذي كانت ترقص وتغني وتأكل وتبصق وترمي الحجارة على جثث الأبرياء " يا شعب العراق العظيم. عراق اليوم سوف لن يتسامح مع أي خائن أو جاسوس أو عميل للطابور الخامس........... ومضى متوعّداً: " هذه هي مجرد بداية. الساحات العظيمة والخالدة للعراق سوف تُملأ بجثث الخونة والجواسيس. فقط انتظروا". وتجول رئيس الجمهورية احمد حسن البكر في شوارع بغداد وساحة التحرير ليرى بنفسه "فرحة جماهير شعبنا البطل" كما ورد في الصحف العراقية. بعد سقوط صدام اعترف عدد من القادة البعثيين ان هذه التهم كانت ملفقة.
اعدامات أخرى ومقتل العشرات
اتضح بعد في أوائل 1969انه حتى قبل الاعدامات اربعة من اليهود الذين اعتقلوا في خريف 1968 لاقوا حتفهم تحت التعذيب:
• نسيم يائير حاخام (37) من بغداد - محاسب في دائرة مقاول ألقي القبض عليه في بداية شهر أيلول 1968 ولقي حتفه بعد حوالي ايلول من جراء التعذيب. سلمت جثته لدفنها بعد حوالي خمسة أشهر في مقبرة اليهود بدون السماح العائلة للحضور. طوال الفترة التي كانت جثته في الثلاجة، استمر موظفو السجن استلام الطعام والملابس التي كان يرسلها أهله
• المرحوم يعقوب (جاك) اطرقجي (46) تاجر انسجه وملاك ألقي القبض عليه في 8 تشرين الثاني 1968 كمتهم في شبكة التجسس أعلاه ولقى حتفه في اليوم نفسه من جراء التعذيب لإرهاب باقي المتهمين ولإرغامهم على الاعتراف بالاتهامات. وصل الاستهتار بالقيم القضائية والأخلاقية إلى أدني مستوى حين أصدرت محكمة وتوت حكم غيابي عليه بالإعدام شنقا لهروبه وعدم حضوره إلى المحكمة ليجيب على التهم المسندة إليه ليتم مصادرة أمواله
• فؤاد يعقوب شاشا – تاجر حديد ألقي القبض عليه في 21 كانون الأول 1968 مع والده وسجن في سرداب في قصر النهاية ثم اختفت أثاره. بعد حوالي 3 أسابيع نشرت الجريدة الرسمية انه قد هرب
• شمعون مصلاوي - بياع جرائد في بغداد. اعتقل في حي الأعظمية في كانون الأول 1968؟ واتهم بالتجسس لقي حتفه في نفس الشهر من جراء التعذيب وتم دفنه في مقبرة إسلامية.
بعد موجة الاشمئزاز العالمية على الإعدامات وتعليق الجثث والاحتفالات لجأت الحكومة إلى اتباع أساليب أخرى لإعدام وقتل اليهود بين 1969-1970. بالإضافة الى الاعدامات والقتل تم اعتقال العشرات من اليهود وتعرضوا للتعذيب في قصر النهاية وفي السجون الأخرى - من عدة أشهر الى ثلاث سنوات. عدد منهم أطلق سراحهم ليعتقلوا ثانية وحتى ثلاث. هذه أسماء الذين قتلوا:
• داود ساسون زبيدة – مقاول بناء ألقى القبض عليه في 23 تموز 1969 وسجن في قصر النهاية تعرض للتعذيب وأخبرت الحاخامية بعد ثلاثة أيام أن ترسل الدفان ليأخذ جثته
• بغداد اسحق الياهو دلال (46) - وكيل شركة توشيبا في بغداد أعدم شنقاً في السجن المركزي في 25 آب 1969 بتهمة التجسس مع حسقيل رفائيل (وأعدم معهم 9 مسلمين و4 مسيحيين من ضمنهم 6 من رجال الجيش)
• حسقيل رفائيل يعقوب - صاحب أملاك من البصرة أعدم شنقاً في السجن المركزي في 25 آب 1969
• اكرم صيون بحر (22) - اعتقل في 27 أيلول 1969وقتل في قصر النهاية بعد التعذيب ولم يعثر على جثته
• ناجي ساعاتي (63) - دلال أملاك أعدم في السجن المركزي 7 تشرين الثاني 1969 مع سبعة آخرين
• البير يهودا نونو (53) - تم إعدامه في 21 كانون الثاني 1970 في السجن المركزي في بغداد مع من أعدموا بالجملة في حمام الدم الذي أقامه البعث في 21 و22 كانون الثاني 1970
• شوع شلومو سوفير – مسجل علامات تجارية زُج في قصر النهاية في 1970- ولقي حتفه بعد التعذيب ولم يعثر على جثته وظلت زوجته تبحث عنه لأشهر وقيل لها انه هرب
• عزرا يعقوب جوري (36) - اعتقل في كانون الثاني 1970 وسجن في قصر النهاية وبعد تعذيب شديد أطلق سراحه في كانون الثاني 1971. بعد أسبوع من إطلاق سراحه عثر على جثته بالقرب من مطار بغداد مصابة بعيارات نارية ومقيدة اليدين والرجلين
وحتى بعد خروج معظم اليهود من العراق ولم يتبق إلا بضع مئات تم اختطاف أو اعتقال العديد من اليهود في 1972-1973واختفت آثارهم ولا نعلم عنهم أي شيء حتى الآن:
• ناجي عزرا قشقوش - تاجر قطع غيار للسيارات اعتقل في 6 شباط 1972 مع زوجته لشابة سعاد صالح حسقيل (قشقوش) (واخت المرحوم حسقيل صالح الذي شنق في ساحة التحرير) واختفت اثارهما
• يعقوب عبد العزيز – محامي اختطف في 14 أيلول 1972 قبيل يوم الغفران واختفت اثاره
• يعقوب يامين رجوان - تاجر اعتقل من داره في 27 أيلول 1972 واختفت اثاره
• شاؤول يامين رجوان - صاحب حانوت لبيع المشروبات الكحولية – اعتقل من داره في 28 أيلول 1972 واختفت اثاره
• عزرا خزام (45) - طبيب خرج لزيارة أصدقاء في 2 تشرين الأول 1972 واختطف في الشارع أمام المارة وأرغم على الركوب في سيارة واختفت اثاره
• حسقيل فكتور أبو داود - تاجر اقمشه من البصرة اعتقل من داره في 11 تشرين الأول 1972 واختفت اثاره
• شاؤول باروخ شماش - صاحب أملاك وعقارات اعتقل من داره في 11 تشرين الأول 1972 واختفت اثاره
• عزوري منشي شماش (77) - والد لثمانية أولاد اختطف 14 تشرين الأول 1972في طريقه للمقهى لتوجيه دعوات لأصدقائه لحضور حفل زواج واختفت اثاره
• سليم صدقة - ماسك حسابات اعتقل في 29 تشرين الأول 1972 واختفت اثاره
• عزرا شمطوب - اعتقل في تشرين الأول 1972 واختفت اثاره
• ناجي جيتايات - اعتقال في 5 تشرين الثاني 1972 واختفت اثاره
• اثنان من عائلة قحطان - عزرا منشي قحطان واخوه سليم منشي قحطان اعتقلا في 20 آذار 1973 واختفت اثارهما
• نعيم سليم فتال - بائع خردوات اعتقل في 29 آذار 1973 واختفت اثاره
• شوع عزير البقال - نجار اعتقل في 4 نيسان 1973 سرقت أمواله واختفت اثاره
• ثلاثة من عائلة طويق - في 9 نيسان 1973 القي القبض على يهودا خضوري طويق وفي نفس اليوم على اختيه الشابتين رحمة واليزا ونهبت أموالهم واختفت اثارهم
• خمسة من عائلة قشقوش - في 12 نيسان 1973 اقتحم مجهولون (وحسب رواية أخرى رجال شرطة) دار العائلة وقتلوا الأب روبين عزرا، الأم كليمنتين، الابنين سمير وفؤاد والبنت رميا بالرصاص وقطعت جثثهم ووضعت في حقائب حملتها سيارة شحن للتخلص منها. كانت ابنة أخرى دورا في الجامعة ونجت من المذبحة لتعود لدارها لترى الأرض مخضبة بالدماء. بنت وابن كانوا في خارج العراق
• أبراهام نسيم الصائغ - قتل في 10 تشرين الأول 1973 في بيته ونهبت أمواله
• روبين بلبول - 1975 قتل في بغداد في ظروف غامضة
• استرينا بخاش-عابد - في 1992 قتلت في شقتها ونهبت أموالها
ولإكمال الصورة:
• في شرين الأول 1998 داهم فلسطيني دائرة الطائفة الموسوية في بغداد وقتل صيون حكاك وموشي شلومو افرايم
• وأخيرا بعد سقوط صدام وفي 2005 اختطف الشاب يعقوب شهرباني واختفت آثاره
وهناك العديد من الذين تعرضوا للتعذيب والسجن الطويل والذي تعرضوا لجلطات قلبية او تفاقمت امراضهم بسبب عدم الرعاية الصحية على سبيل المثال موشى حاخام الياهو (52) - صيدلي اطلق سراحه في نيسان 1975 ومنها الى المستشفى حيث أصيب بجلطة قلبية توفي على اثرها
نهاية الوجود في العراق
دفعت حملات الاعدام والقتل ولاضطهاد ما تبقى من يهود العراق لاغتنام اول فرصة سانحة للنزوح من هذا الجحيم - هرباً عن طريق الشمال إلى إيران 1972-1970 بمساعدة الأكراد، والبعض بجوازات سفر منذ نهاية 1971 بعد لم يتبق الكثير وهكذا انتهى تاريخ يهود العراق بعد أكثر من 2600 سنة. والان اعكف على جمع قصص الهروب و سيصدر كتاب خلال هذا العام .
يقول البروفيسور والأديب شموئيل مورية (رحمه الله) في احدى قصائده:
قالت لي أمي" والأسى في عينيها:
"ظلمونا في العراق،
وضاق المقام بنا يا ولدي،
فما لنا و "للصبر الجميل"؟
فهيا بنا للرحيل!"
============
ملاحظة: اعتمدت في كتابة هذا المقال على ذاكرتي من تلك الفترة وعلى عدد من الكتب المهمة في هذا الشأن:
د. نسيم قزاز – وثائق ومقتطفات من الصحافة والمصادر العراقية عن يهود العراق في العصر الحديث – مكتبة كل شيء – حيفا 2013 من اهم الكنب الي صدرت برعاية رابطة الجامعيين اليهود النازحين من العراق والذي يتضمن تفاصيل عن الضحايا
كرجي بيخور – حياة رائعة وموت مثير (باللغة الإنكليزية) 1990
ماكس سودائي – الكل بانتظار أن يُشنقوا (باللغة الإنكليزية) 1974 www.maxsawdayee.com
شاؤول حاخام ساسون – في جحيم صدام حسين - من منشورات رابطة الجامعيين اليهود النازحين من العراق 1999
مير بصري – رحلة العمر من ضفاف دجلة الى وادي التيمس - من منشورات رابطة الجامعيين اليهود النازحين من العراق 1993
410 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع