الهواتف الذكية هل هي نعمة أم نقمة ؟؟

                                                        

                               علي المسعود

   

الهواتف الذكية هل هي نعمة أم نقمة ؟؟

إستخدام الهواتف النقالة في عصرنا هذا أصبح من الأمور الهامة والمنتشرة بشدة بين المجتمعات، فهي تحتل المركز الأول في عالمنا بشكل كبير فنجدها مع الكبار والصغار . وأصبح استخدامها شيء هام ولا يمكن الاستغناء عنه، وتعرف الهواتف النقالة أو الهواتف الذكية بالأجهزة المحمولة ذات التقنية الحديثة العالية .حيث يتم التفاعل مع تلك الأجهزة عن طريق عرض كافة الأمور التي يقوم بها المستخدم بالشاشة الخاصة بالجهاز، فهي تساعده على اكتشاف العديد من المعلومات الهامة والتطبيقات التي تسهل عليه التواصل مع الغير دون أي عناء . ‏تلك الأجهزة الصغيرة التي تمكن الأفراد من التواصل عبر التطبيقات الاجتماعية من خلال شاشتها الدقيقة، لذلك فهي أصبحت جزء لا يتجزأ من حياة الأفراد . هاتف بحجم يدك أو أصغر ومن خلاله يمكّنك من طواف العالم في أقل من ثوانٍ معدودة ، وينقل إليك أخبار شتى بقاع الأرض، يجعلك دائماً على تواصل مع أصدقائك وأقاربك مهما بعدت المسافات .
أثارتني صورة وجدتها محفوظة في جهازي الكمبيوتر ( الصورة مرفقة مع المقال ) ، الصورة التقطها المصور "جون بلاندينغ " لصحيفة ( بوسطن غلوب) ، الصورة تظهر خليط من البشر ومن مختلف الاعمار من المعجبين بالممثل المشهور " جوني ديب " والنجوم الذين شاركوه بطولة أحد أفلامه ، وهم ينتظرون مرورة على السجادة الحمراء ، و سبب إنتشار الصورة ليس لانها جميله او فيها لقطه خارقه ولكن ببساطة السبب هو تلك السيدة التي تظهر في الصورة وهي تنظر بعينيها وهي الوحيدة التي لاتحمل هاتفا ذكيا وسط هذه الحشد من الناس ، هذه السيدة الرائعة تريد أن تستمع بتلك اللحظة دون أن تلتقط صوراً بالكاميرا ، بل تريد أن تلتقط الصورة بعينيها حتى تخزنها في ذاكرتها التي ستحتفظ بها الى الأبد .

لكن مع هذا التطور التكنولوجي للهواتف الذكية وتطبيقاتها لآبد من السؤال : كيف أثرت الهواتف الذكية على حياتنا الأسرية؟ ، وكيف تحول إدمان الهواتف الذكية إلى مرض؟ ، وهو مرض "النوموفوبيا" أو ظاهرة "رهاب الهاتف المحمول" وهي ظاهرة عالمية في ازديادٍ كبيرٍ ومفرطٍ بين الكبار والصغار. وهي الإسم إختصار لكلمات :
No mobile phone phobia
والعبارة تعني الشعور بالخوف من عدم وجود الهاتف المحمول ، أو فقدانه أو الإبتعاد عنه لأكثر من يوم واحد، أو الوجود خارج نطاق تغطية الشبكة، ومن ثم عدم القدرة على الإتصال أو استقبال الإتِّصالات، كما يصيب هذا الرهاب مدمني استخدام شبكات التواصل الإجتماعي الذين لا يتحملون انقطاع اتصالهم بشبكة الإنترنت . عدة دراسات عن هذه الموضوع تؤكد بأن التوتر يعتبر مؤشراً هاماً على احتمال تحوّل مستخدم الهاتف الذكي إلى مدمن على هاتفه أو بعبارة أخرى عبداً له ، وكلما ازدادت معدلات التوتر النفسي والقلق لدى الشخص كلما سارع بالهروب إلى هاتفه الذكي ليتخلص من هذا الإحساس . هذه الدراسات وجدت أيضاً أنّ الأشخاص الذين ينعمون بحياة هادئة يقل إهتمامهم بالهاتف الذكي عن أقرانهم المتوترين بصورة مستمرة . كما وجد الطب النفسي أنه عندما تصل حالة المستخدم إلى إدمان الهاتف الذكي الخاص به بالدرجة التى يتطلع فيها إلى هاتفه 30 مرة في اليوم أو أكثر تظهر عليه أعراض الإدمان التي تتمثل في الإنسحاب والإكتئاب والأرق والقلق أيضاً، هذا بالأضافة الى الآثار الجسدية التي تتضمن الصداع والشعور بالدوخة والغثيان وعدم وضوح الرؤية ويبدو أنّ هذه الظاهرة المرضية في إزدياد مستمر وبشكل سريع ومخيف قد يؤدي إلى إضطراب عقول ونفوس الأجيال مستقبلاً ويستحوذ على تفكيرهم ويحد من قدراتهم في مجال العلم والمعرفة والتطور، كما أنّ هذه الظاهرة ستتفاقم لتصبح المدمر الأساس للروابط الأسرية وللروابط الإجتماعية، فهل ستجد المجتمعات ما يحد من خطر هذه الظاهرة أم إنها إلى تفاقم وإزدياد؟ . من الناحية الأسرية تتصدر الهواتف الذكية قائمة أسباب التفكك الأسري، ورغم الميزات الكثيرة التي يجنيها الهاتف الذكي إلّا أنها عادت بالسلب على الترابط الأسري والتواصل المباشر مع المحيط الإجتماعي. وإننا نشهد نوعاً من التفكك بين أفراد الأسرة الواحدة، فاستخدام التكنولوجيا في مجال العمل مطلوب، لكن في المنزل من الضروري تخصيص الوقت للأسرة، والإبتعاد عن التواصل عبر الهواتف، لأنها تدمر العلاقات الأسرية.
أكدت الدراسات العلمية إن أخطر الأضرار الناتجة عن استخدام تلك الأجهزة يكون تأثيرها على الأطفال بشكل ملحوظ، من خلال توافر تلك الأجهزة مع الأطفال والشباب الصغار طوال الوقت فمن السهل أن يقومون بمشاهدة الفيديوهات الانتحارية أو العاب الفديو الخطرة التي تعمل على تدمير أفكارهم وتعرضهم للخطر الشديد .

إن استخدام تلك الهواتف النقالة بكثرة يسبب الأرق للأفراد وظهور مشاكل عديدة من أهمها عدم القدرة على أخذ قسط كافي من النوم، نتيجة استخدامها لساعات طويلة خلال فترة الليل . يؤكد الخبراء والأطباء إن وجود الهاتف بغرفة الشخص التي ينام بها من أخطر الأمور التي قد يتعرض لها، حيث يؤثر ذلك الأمر على صحته بشكل شديد نتيجة خروج كمية كبيرة من الإشاعات التي تؤثر على المخ وتعرض حياته للخطر .كما تتسبب تلك الأنواع من الفيديوهات بإصابة الشباب بالاكتئاب ودخولهم بمرحلة الحزن الشديد ونوبات الصرع والقلق النفسي، مما يؤثر ذلك على مستقبلهم ويعمل على تدميره .
على الجانب الآخر ، هناك الكثير من الفوائد والجوانب الأيجابية للهواتف الذكية ، حيث أنها تعد من الوسائل المميزة والرائعة التي تسهل التواصل بين الأشخاص بشكل كبير دون الحاجة لبذل أي جهد ، ومن الجدير بالذكر إن الهدف من الهواتف المحمولة الأساسي هي قدرة التواصل بين الأفراد بسهولة وإبقائهم على تواصل دائم وبشكل مستمر وتعد تلك الأجهزة هي أفضل وسيلة يمكن التواصل بها مع كافة أنحاء العالم بسهولة تامة، فكل ما يحتاج إليه الأشخاص للتعامل مع الأخرين التسجيل بوسائل التواصل الاجتماعي . ومن الجدير بالذكر إن الهدف من الهواتف المحمولة الأساسي هي قدرة التواصل بين الأفراد بسهولة وإبقائهم على تواصل دائم وبشكل مستمر . من الفوائد الرائعة للهواتف المحمولة أنها تساعد ذوي الاحتياجات الخاصة على التواصل الاجتماعي بسهولة وتعمل على تزويدهم بكافة الخدمات والتطبيقات التي يحتاجوا إليها . التمكن من إجراء كافة المعاملات البنكية عبر استخدام الهواتف النقالة فقط، دون الحاجة لإهدار الكثير من الوقت ، كما يتم استخدام الهواتف من قبل عمال الإنقاذ للتمكن من تحديد كافة الأماكن والاشخاص ( جي . بي ز أس ) الذين يحتاجون إلى المساعدة خلال وقت قصير .
‏إن توافر الهواتف النقالة في حياتنا ساعد بشكل كبير على إيجاد فرص عمل بسهولة من المنزل دون الحاجة للخروج والبحث عنها . لذا يجب استعمال هذه التقنية وتوظيفها التوظيف الصحيح والسليم، بعيداً عن السلوكيات الخاطئة والسيئة .

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

656 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع