د. محمد صالح المسفر
فخامة الرئيس فلاديمير بوتن رئيس جمهوريات الاتحاد الروسي المحترم
استاذنك في تجاوز البدايات التقليدية لمخاطبة الرؤساء والملوك والامراء والانتقال مباشرة الى القضايا الجوهرية التي اود طرحها في رسالتي هذه الموجهة لفخامتكم وكلى امل في ان تجد ما تستحقه من تفهم ،خاصة وانها لاتعبر عن راي فرد ولا تعكس توجهات جماعة او فئة او طائفة او حزب بل تحاول ــ وبكل امانة وصدق وتجرد ــ ان تنقل اليكم فخامة الرئيس نبض الشارع العربي على امتداد ه واتساعه وان تضع امامكم الصورة كما هي بابعادها السياسية وبالوانها الطبيعية وبحجمها الحقيقي . نفعل ذلك لان المشاعر الانسانية يصعب نقلها باقمار التجسس ويستحيل حسابها باجهزة الحاسوب.
السيد الرئيس
دعني اعبر لكم عن تقديري العظيم وتقدير اخرون لجهودكم لتجنيب سورية الحبيبة ضربة عسكرية امريكية قد تكون ماحقة ساحقة نتيجة لاستخدام الرئيس بشار الاسد وجهازه العسكري للسلاح الكيماوي ضد الشعب السوري المطالب بالحرية والكرامة وحقه في اختيار نظام حكمة . انكم تعلمون فخامة الرئيس بانها ليست المرة الاولى التي استخدم فيها السلاح الكيماوي ضد معارضي حكم بشار الاسد . كان يستخدم على نطاق ضيق وبين فترات متباعدة كي لا يثير انتباه القوى الدولية المحرمة لاستخدام هذا النوع من الاسلحة الفتاكة ، وكانت مذبحة غوطة دمشق في 21 من الشهر الماضي كارثة انسانية بكل معنى الكلمة لان ضحاياها كانوا من المدنيين اطفال ونساء وشيوخ وشباب كما شهدت بذلك الصور لميدان المعركة .
السيد الرئيس:
لست في حاجة لاؤكد القول بانه ليس في عالمنا العربي من يريد معاداة الاتحاد الروسي كنظام وكشعوب او استعدائه وليس هناك من يعادي الولايات المتحدة الامريكية شعبا ونظاما ، ولكن الذي يمكن ان يخلق العداوة ويولد المرارة هو خطاء الممارسات وازدواجية السلوك السياسي وتجاهل الحقائق وجنوح السياسة نحو التسلط والتشدد والذاتية وفرض الامر الواقع علينا نحن العرب دون ادنى اعتبار لحقوقنا في الحرية وكرامة امتنا المهدرة ودون اي اهتمام بمعاناتنا القاسية وطموحاتنا المشروعة .
نعلم سيادة الرئيس انكم دولة عظمى في هذا الكون تملكون اضخم ترسانة نووية في العالم وان لكم مصالح ومن حقكم الدفاع عنها ولكن لنا نحن العرب مصالح ومن حقنا الدفاع عناها ، ومصالحنا ليست بالضرورة متناقضة مع مصالحكم ، وحتى بفرض وجود مثل هذا التناقض فان معالجته ممكنة ومتاحة بالتنازلات المتبادلة وليس بالضغط والقع والقهر ولي الذراع .
السيد الرئيس:
ان انحيازكم الواضح والصريح للرئيس بشار الاسد وتحاملكم الواضح على الشعب السوري والسكوت عن معاناته تحت حكم لم يترك وسيلة ذبح الا واستخدمها وخاصة السلاح الروسي المتطور. ان ذلك التحامل والعداء للشعب السوري من قبلكم لا يحتاج الى ادلة. تعلم سيادة الرئيس انه ليس بين العرب عامة والشعب السوري خاصة والاتحاد الروسي ومن قبلة الاتحاد السوفييتي اي عداء لانكم لم تحتلوا اي قطر من اقطارنا ولم تغير جيوشكم بما تملك من اسلحة متطورة على سيادة اي دولة من دولنا و ليس لنا ثأر معكم ومع اسلافكم بل كان بعضنا حيلفا لكم . تعلم جيدا ان اسلافكم (ميخائيل غورباتشوف، ووزير خارجيته ادورد شيفرنادزه) باعوا العراق عام 2003 بثمن بخس لصالح الامبريالية الامريكية رغم اتفاقية الصداقة بين الاتحاد السوفيتي والعراق، وانتم سيادة الرئيس بوتن تبيعون الشعب السوري العريق بثمن بخس لصالح نظام لن تكتب له الحياه الطويلة وستكونون من الخاسرين.
السيد الرئيس فلادمير بوتن:
في اتفاقكم الايطاري الذي وقع في جنيف بالامس القريب بين وزير خارجيتكم السيد ا فروف ووزير خارجية امريكا السيد كيري بمقتضى ذلك الاتفاق بعتم بابخس الاثمان حليفكم بشار الاسد لصالح اسرائيل عن طريق نزع سلاحه الرادع “السلاح الكيماوي” الذي تملك اسرائيل ترسانة ضخمة لن تستخدم الا ضد الدول العربية وغدا ستواصلون نزع الاسلحة الصاروخية البلاستية من الجيش السوري برغبة امريكية اسرائيلية رغم ان اسرائيل تملك جبخانة عالية من اسلحة الدمار الشامل بكل انواعه بما في ذلك اكثر من 200 راس نووي.
كنا نتمنى ان يكون نزح السلاح الكيماوي السوري وتدميره بالتوازي مع نزعه من اسرائيل وتدميره وا جبار اسرائيل ـــ ان كنتم مخلصين لبشار الاسد ونظام حكمة والسلم الدولي ـــ على توقيع اتفاقية حذر انتشار السلاح النووي واسلحة الدمارالشامل .
اعود سيادة الرئيس الى الوضع السوري فاقول لو كنتم تحرصون على الشعب السوري وجعله رصيدا لكم في قادم الايام على مشارف البحر الابيض المتوسط لمنعتم النظام السوري الظالم لشعبه من استخدام طائرات الميج والسوخوي والنابالم ، والقنابل الفسفورية والانشطارية والبراميل المتفجرة من استخدامها ضد الشعب ومنعتم عنة استخدام الصواريخ البلاستية ايضا وكل هذه الاسلحة من انتاجكم في روسيا.
اعلم سيادة الرئيس ان مسالة الشيشان مابرحت عا لقة في اذهانكم وانكم في عام 2005 توعدتم بالويل والثبور والملاحقة في كل مكان للتيار الاسلامي “السني” لانه في اعتقادكم يناصر مطالب الشعب الشيشاني في حقه في تقرير المصير لكن يجب ان تعلم ان ثوار سورية اليوم ليسوا كلهم من المسلمين وانما يتكونون من كل الملل والديانات القائمة في سورية فلماذا العداء لشعب سورية العربي.
اما افغانستان وما حدث بها معكم فكنتم دولة احتلال في نظر البعض من المجتمع الدولي ، وكان من حق الافغان مقاومة ذلك الاحتلال والاستعانة بمن يعينهم والحق سيادة الرئيس ان العرب ليسوا كلهم مع ما اصابكم في افغانستان ولا دخل لنا به وتصفية حسابكم مع امريكا يكون في خارج وطننا العربي وليس على ترابنا وعلى حساب شعوبنا.
سادة الرئيس بوتن:
لتعلم جيدا ان امتنا العربية بتاريخها وموقعها واسهامها المتميز في مسيرة الحضارة الانسانية غير قابلة للموت والفناء ، وهي دائما تحمل في اعماقها مقومات الحياة والنهوض والانطلاق رغم ما يبدوا على السطح احيانا من مظاهر ضعف وانحلال
اخر القول : نحن امة لن تموت ولن ننسى من يعادينا ويساند انظمة عربية ظالمة لشعبها او اي قوة اجنبية.
وتقبلوا تحيات مواطن عربي كان من دعاة تقوية الروابط وتعظيم المصالح بين الشعب العربي وشعوب الاتحاد الروسي.
د . محمد صالح المسفر
908 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع