فلاح ميرزا
كثيرون هم الذين كتبوا عن العراق والعراق هو ليس كلمة مجردة تقف عندها بحدود معينة ووصف محدود وانما تمتد بك الذاكرة الى المئات بل الالاف من السنين الكل يتفق على ان تاريخه القديم وماكتب عنه في مختلف العصور اشترك فيه العراقييون وغيرهم الاعداء والاصدقاء ووصفوه بما يليق به من وصف وامابالنسبة لتاريخه القريب والمعاصر
ولنكون اكثر وضوحا العهد الملكي والعهد الجمهوري فقد اختلف الكتاب والمورخين بشانه لكون ان المرحلة التي يتناولوها بالبحث قد عاشوا في ربوعها وتررعوا فيها وهذا مما يعطيهم الفرصة للحديث عنها بالشكل الذي وجدوه فيه مقارنة بينه وبين ماضيه وكثيرون هم الذين عاصروا العهدين من السياسين والكتاب والشعراء والفنانين والادباء ويبقى السؤال الذي مازال يشغل بال العراقيين او حتى الاخرين , اي العهدين كان الافضل بنظرهم وقبل ان نستبق الاحداث فان الذي دون تاريخيا يؤكد بان الاحداث التي مر بها تكررت في حقب عديدة من الزمن وخلال تعاملها مع العوامل الطبيعية والطوبغرافية المناخية تكونت بتاثيراتها الشخصية العراقية وهناك اراءمختلفة بشانها لاسباب تتعلق المراحل التي مرت بها والعوامل التي ادت بها على التمازج مع اقوام استوطنوا على اراصيها وهم ذو اصول متنوعة استقرت اما بسبب الدين او التزاوج و العمل واخيرا الحروب ومن ثم الاستقرار وبالعودة الى تاسيس الدولة التي سميت العراق والاعتقاد السائد وحسب المراجع ان لفظ العراق يرجع في اصله الى ثراث لغوي عراقي وهناك اراء مختلفة عن اصل كلمة العراق حيث يرجح بعض المستشرقين ان مصدرها هي مدينة أروك
السومرية القديمة والتي تسمى الآن بالوركاء وقد ذكرت مدينة أورك في ملحمة گلگامش حيث قام گلگامش ببناء سور حول المدينة ومعبد للآلهة عشتار، ويرى البعض الأخر أن عراق مصدرها العروق نسبة إلى النهرين دجلة والفرات اللذين ولأهميتهما شبهتا بالعرق أو الوريد ويرى البعض الآخر أنها سميت بالعراق نسبة إلى عروق أشجار النخيل التي تتواجد بكثرة في جنوب ووسط العراق بينما يرى الآخرون أن أصل التسمية هي عراقة المنطقة الموغلة بالقدم. و يميل البعض إلى كثرة العروق (الأنهار)فيه, وربما ان العراق في اللغة العربية مشتق من تسمية هذا البلد كون ان مدينة أوروك أقدم. و منها كان المصدر العرق و العراقة .وهناك تسميات اخرى عند البابليين والسومرين والكلدانين والاقوام التي جائت بها الحروب من الفرس والاكراد والهنود ولكن الذي يهمنا هناان بعد مجئ العثمانيين بدات الاقوام ذات الاصول العربية وغير العربية تتركز بمناطق معينة قريبة من الوسط والجانب الغربي والجنوب في حين كانت الاقوام الاخرى الغير عربية تتركز في المنطقة الشمالية وجزء من الشرق وكل من هؤلاء اخذ يرتب حاله في ضوء المحيط الذي يأويه فكان العمل يتجه الى الزراعة والاعمال الحرفيةوكانت ظاهرة الفقر والتخلف السمة السائدة للمجتمعواستمر سيطرت العثمانيون يعد ذلك على العراق وقسموها الى ثلاثة ولايات، الموصل وبغداد والبصرة وبعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى وقع العراق تحت الإحتلال البريطاني ثم الإنتداب ثم حصل على إستقلاله من المملكة المتحدة عام 1932م، لتقوم المملكة الهاشمية العراقية بإستلام فيصل الأول بن الشريف حسين تاج العراق .
هذا الحال لغاية الحرب العالمية الاولى وبانتهاءها غادر العثمانيون العراق وحل محلهم الانكليز الذين كان لهم الدور المهم في ايجاد المقومات التي تقوم على اساسها الدول وهي الموارد البشرية والمالية فعملوا بهذا الاتجاه لسنوات عديدة فعملوا على وضع هياكل الادارية المدنية والعسكرية واسس التشريعات القانونية التي تؤطر عمل الدولة ووضعت الخطوات لانشاء اسس التعليم بالمدارس والكليات ومن خلال احتكاك الناس بهم اصبح الاسم الذي يكنى الانكليز من قبل العراقيين (ابوناجى) ويقصد به انهم الذين خلصوهم من العثمانيون فتاسست المملكة العراقيةواختير لها ملك من اصول هاشمية بعد ان اقتنعوا انه الاصلح من بين اخرين من رؤوساء قبائل احدهم من عائلة النقيب وايضا الشيخ خزعل الذي كان كان امير للمحمرة والاحواز التي كانت ضمن الخارطة الحفرافية للعراق في تلك الحقبة الزمنية من تاريخ العراق وللاسف استقطعت منه ومنحت لايران وتلك اول جريمة ارتكبها الانكليز بحق العراق وحيئ بالهاشمي ملكا ثم تخلصوا منه في الوقت الذي كان له الدور الكبير في وضع الاسس السليمة للدولة من ناحية التعليم والجيش والشرطة والوظائف المدنية الاخرى وجمع رؤوساء العشائر ووجه الناس الى الزراعة والعمل الحرفي وخلف من بعده ابته الملك غازي الذي استمر على نهج ابيه مع ميله الى الشعور بالوطنية العربية ودعم العمل العربي وقد اسس اذاعة بهذا الاتجاه مما اغضب الانكليز الذين تمكنوا من التخلص منه بحادث اصدام سيارته بطريقة غامضة لازالت مبهمة بعد ذلك بدات المرحلة الاصعب والادق في مستقبل العراق والعراقيين فبدء الشعور بالعمل السياسي وقد اخذ بلانتشار نظرا للتطور والنمو الاجتماعي الذي صاحب الشعب وكانت الاذاعات على بساطها تساهم في توعية الناس لما يجري في بلدانهم ال جانب الاحزاب التي اخذت بالتغلغل بين صفوف الطلاب وعموم الناس بالقيود والمعاهدات التي ربط العراق بها معالانكليز واخبار الثورة الروسية وبوادر الحرب العالمية الثانية وكل ذلك يحصل ولا وخود للملك في العراق وحل محله خاله عيدالاله بصفة وصي عليه وعلى مملكته الامر الذي لم يحسن به قيادة الملكة بالشكل المطلوب فكثر الغط بين الساسة ورجال الجيش ليس على اساس حبا بالشعب وانما تحت دوافع شخصية واطماع سياسية فبرزت ظاهرة الانقلابات بدات منذ 1936 حركة بكر صدقي وحركة مايس 1941 التي دفعت جعلت بالعائلة المالكة ان تحتسب لكل شئ في الوقت وجد الانكليز بان مصالحم تتاتى من تامين بقاء النفط تحت تصرفهم الامر الذي دفعهم الى ارباك الوضع السياسي وتم دراسة ماهو سيكون عليه في المرحلة القادمة وايجاد البدائل المحتملة كالذي وقع في مصر فيما بعد وقبل ان نتحول من موضوعنا الذي بدأنا فيه وهو وجه المقارنة بين العهدين لنري ماقدم العهد الملكي للعراق والعراقيين من انجازات لكي يمكننا ومن خلالها معرفة دور العائلة الهاشمية في بناء العراق او تهديمه كما حصل الان واي الوضعين كان الافضل وقد يبدو غريبا ان نرى وبعد السنوات التي مرت علينا نجد ان من هو يسعى الى ذلك نعم خصوصا اذا كنا نريد التعرف على الحقيقة وكتابة التاريخ بصدق وابدء بالقول ان العهد الملكي الذي لسنوات طويلة ينعت بالعهد البائد والطالم والفاسد فهو وعند وصع الامور بمقياسها الصحيح انه ليس بالبائد لانه كان حضاريا ويسعى الى تطوره فى جميع المجالات وليس بالظالم حيث لم تكون هناك سجون ولا اعتقالات كيفية بدون تهمة وهناك قصص رويت اخيرا على رئيس الوزراء والوزراء تم احالتهم الى القضاء وهم تحت مظلة السلطة واولهم نوري باشا السعيد والامير عبدالاله واخرين من مستواهم ولم يكونوا بالفاسدين لانهم لم يتلاعبوا باموال الدولة لا بالسفر ولا
بدعوات ضيافة ولم يستغلوا سيارات الدولة لاغراضهم العائلية ولا حتى دور السكن هذا من الجانب الشخصي واما من الجانب العملي فقد عملوا اقامة دعائم الدفاع على الوطن بتاسيسهم الجيش والشرطة واقامة المحاكم تحقيقا للعدل بين الناس واقامة النظام التعليمي وتاسيس الكليات وتاسيس شبكة المواصلات والمستشفيات والطرق والجسور في بغداد والمتصرفيات ( المحافظات) واعطاء مساحة للحريات بانشاء الجمعيات والاحزاب واسسوا ركائز للتعاون بين العراق والدول العربية واول من دعى الى تاسيس الجامعةالعربية والامم المتحدة ودافعوا عن حقوق الامة وفلسطين بارسلهم جيش يقوده خيرة الضباط وارسلوا الطلبة الى الدراسة خارج الوطن تلك هي اهم مقومات الدولة لم تميز بها بين الغني والفقير هذا في الجانب الداحلي في حين كانت له الكلمة القوية لدى العرب والعالم ففي عهدهم يتراكض الامريكان والاتراك وايران والمان بقيادة هتلر على العراق لهذا بقى اسم العراق كبير فة المحافل الدولية وكان وزراء الخارجية لهم المكانة لدى العالم الخارجي ولم تكن لدينا ازمة مياه ولا ازمة امن ولا ازمة كهرباء او مواصلات فالكل ياخذ حقوقه على قدر اعماله وكانت الدنيا بخير والكل يدرك ان الدولة هي ملك للعراقيين وليس لملوكه لقد كان التاريخ قاسي في وصفهم للعهد الملكي ورجاله طيلة نصف قرن وكتب عنهم قصص وروايات ماانزل الله بها من سلطان الى ان جاء زمن الحقيقة والكلام الصح وتحدث عنهم بما هويليق بهم واعيد لهم كرامتهم و هيبتهم عند مقارنتهم بسنوات حكم العراق من قبل النظام الجمهوري حيث برزت كل المظاهر الغير مقبولة في قيادة الدولة ومنذ ان تولى العسكر امور العراقيين فبرز الشر محل الخير والطلم محل العدل والاستغلال محل تطبيق القانون بحق المخالفين واشتد الصراع نحو السلطة وبدات المؤمرات والاعدامات والقتل والسحل واختفاء الامن وزيادة السجون وتمزقت اللحمة الوطنية وبدات مظاهر الندخل في شؤون العراق الدولية وتباطئ قطاع الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطنين وشيئا فشيئ اظهر الشعب تذمره من الدولة ورجالها استمر هذا الحال الى الستوات العشرة من عمر العهد الجمهوري ولغاية عام 1968 وهو عام سيطرة جزب البعث مقاليد الحكم وبما مجبئ حزب له مبادي وبرامج عمل فان المطلوب منه تطبيقها لتقويم مظاهر الخلل التي اصابت مؤسسات الدولة الامر الذي تطلب تهية الادوات المادية والمعنوية التي تساهم بذلك وقد حدث بما يؤيد هذا الهدف فتوسع الهيكل الاداري للدولة عموديا وافقيا وتوسع القطاع العسكري والشرطة والامن وقد تطلب امر نحقيق النمو الاجتماعي والاقتصادي والصناعي والصحي والتعليمي الى بشر واموال لذلك لجات الدولة الى تاميم النفط وراء استغلال الموارد المتاتية من النفط نحو تحقيق قفزة نوعية في المجالات التي اشرنا اليها اعلاه وقد اظهر العراقيون مظاهر فرحهم بهذا العمل وابدوا تاييدهم له لما سيعود بالفائدة لهم على مستوي الدخل واستقرار في توفير لقمة العيش وتوفير السكن وقد لايفوت على الدولة وحزبها ذلك التاييد من قبل الشعب مما اصاب المستعمرين بالخيبة واظهروا غضبهم في داخلهم دون ان يظهروه علتا وتدريجيا اخذت كرة العراق تزداد اتساعا بانتضار انفجارها تباعاوفي الوفت المناسب لها ومنذ ذلك الوقت بدء العد التنازلي للعراق من خلال التغيير الذى حدث لدول التي تجاوره وتغيرت لهجة التعامل معه بغير ماهو متعارف عليه دوليا وبدء التحرش به حدوديا وكذلك تجاريا مما اجبر قيادة الحزب الى القيام بسلسلة اجرااءت لحماية نظامه وتدريجيا وقعنا بالفخ الذي رسمه اعدائنا لنا وبداءنا بالتراجع ماليا واقتصاديا وصناعيا واخذت الهجرة طلايقها نحو الخبراء والاطباء والعلماء وتراجعت الخدمات وازدادت مظاهر الطائفية بعد اختفائها في سبعينيات القرن الماضي وتلك هي اسوء فترة مرت في العراق وامتدت منذ بداية 1990 ولغاية الاحتلال 2003 واما بعد هذا العام فحدث فلا حرج فقد انتهى كل شئ تحت الارض النفط المعول عليه في كل شئ الى مافوق الارض حيث دمرت البني التحتية ورجعنا الى القرون البدائية بسبب تغلب الجهل على العلم والغضب على الحلم والشدة والعصبية على المرونةوالعقل وكان يمكننا ان نغلب الحكمة والعقل في مواقفنا بدلا من عنادنا ونحن ليس باافضل من الرسول عليه الصلاة والسلام وحاشى ان نكون كذلك فانه قبل بشروط كفار قريش فى صلح الحدبية كاسلوب تكتيكي يحسن به ضمان المستقيل لذلك اقول ان النطام الجمهوري لو ناخر لكان للعراق نظاما ملكيا بسير بخطى مدروسة وعير محفوفة بالاخطار ولكن فقد وقع الفاس بالراس
848 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع