الرئيس الأسرائيلي(النتن ياهو) يقول في اليوم التالي لايكون في غزة حماس ولا السلطة الفلسطينية ماذا يعني ذلك

د .علوان العبوسي
24 / 2 / 2025


الرئيس الأسرائيلي(النتن ياهو) يقول في اليوم التالي لايكون في غزة حماس ولا السلطة الفلسطينية ماذا يعني ذلك

عَودَنا الاحتلال الاسرائيلي سماع الكثير من الترهات والكلام الماسخ الغير مسؤول او الغير مؤدب في حكم الدبلوماسيات والقوانين الرسمية والوضعية وحتى الاخلاقية فالقادة الاسرائيليين جميعا لايتمتعون بادنى مستوى من الاخلاق او السلوك العقلاني سواء مع الفلسطينيين او مع المؤسسات الدولية مثل الامم المتحدة ومحكمة العدل الدولية ومع كل من له راي بافعالهم سواء مع الفلسطينيين او اي دولة اخرى.
فتصريح (النتن ياهو) هذا ليس بالغريب طالما هو وحكومته يرتكزان على داعمهم الجديد ترمب بتصريحاته المشابهة لهم ، فهؤلاء لايهمهم مايجري لشعبنا الفلسطيني من جور واجحاف وبالاصح يهمهم الموت لهم جميعا لكي يتسنى لهم الحال بالسيطرة على فلسطين وكل من له راي من الدول لهذا البلد المحتل، فبدل هذه التصريحات الغير مسؤولة لم نجد اي من دولنا العربية والاسلامية او حتى باقي دول العالم ترد عليه لتوقفه عن غية وغطرسته وسلوكه ، فقد زاد الم شعوبنا العربية لعدم قيام قادتها اتخاذ اي اجراء فعال ىسوى التصريحات التي لاتجدي نفعا بل تزيد العدو الصهيوني من غطرسته طالما هناك داعم مباشر لهم غير مبالي بما يجري لشعبنا الفلسطيني .
ان تصريح (النتن ياهو) بأن اليوم التالي في غزة لن يكون فيه حماس ولا السلطة الفلسطينية يعكس موقفه الرافض لوجود أي من الطرفين في حكم القطاع بعد انتهاء الحرب الحالية، لكي يضمن استمرار حكومته اليمينية والعنصرية السيطرة الإسرائيلية التامة أمنياً وعسكرياً على غزة لفترة غير محددة، دون تمكين أي طرف فلسطيني من إدارتها، رغم رفض من السلطة الفلسطينية والبعض من الأطراف الدولية (مثل الولايات المتحدة) حيث تدعو إلى دور للسلطة الفلسطينية في حكم غزة، فإن (النتن ياهو) يرفض هذا الخيار، مما يعكس رفضه لأي تسوية سياسية شاملة ، وقد يكون يلمح إلى تشكيل إدارة محلية بديلة مدعومة من جهات أخرى، مثل شخصيات فلسطينية غير مرتبطة بحماس أو السلطة، أو حتى احلال من هو أكثر تطرفًا مثل إدارة دولية مؤقتة ،ومع ذلك اياً كان فهو يُعَقد الموقف الدولي الذي يسعى الى جهود التسوية، إذ إن غياب أي طرف فلسطيني معترف به لإدارة غزة سيترك فراغًا قد يؤدي إلى الفوضى أو استمرار العمليات العسكرية لفترة طويلة لانهاية لها .
هذه التصريحات بلا شك ستترك اثرا غير طيبا في ظل الاوضاع الفلسطينية الحالية خاصة ان حماس قبلت مبدئيا بالاتحاد مع السلطة الفلسطينية الحالية ،وهو تطور مهم قد يكون جزءًا من حل سياسي طويل الأمد،اما رفض (النتن ياهو) لكلا الطرفين يعني أنه لا يعترف بأي قيادة فلسطينية قادرة على إدارة غزة، مما يعكس توجهًا نحو فرض وقائع جديدة على الأرض دون اعتبار للإرادة الفلسطينية، تعكس آثاراً خطيراً في الوجود الفلسطيني صاحبة الارض في ارضه المحتلة ويعرقل اية محاولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية بالاضافة الى تعقيد الجهود الدولية التي تهدف او هدفت لها الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي ، وبالتالي فان رفض هذا الخيار قد يخلق توتراً مع بعض الحلفاء الغربيين .
إذا اتضح للقيادات الفلسطينية أن إسرائيل تسعى لإبقاء غزة تحت الاحتلال أو تحت إدارة غير فلسطينية، فقد يدفعها ذلك إلى تصعيد المقاومة، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار، وقد تؤدي هذه التصريحات إلى مواقف عربية متشددة تجاه إسرائيل، خاصة من الدول التي تحاول دفع عملية التسوية، مثل مصر والأردن، والبعض من الدول الاسلامية .
في ظل هذا المشهد المعقد لااعتقد أن الفلسطينيين سيتمكنون من تجاوز هذه التحديات وتحقيق وحدة حقيقية والسبب الرئيس في ذلك هو الانقسام والتفكك العربي وتخليها عن الواقع الفلسطيني الذي ينبغي يكون الساند لها، مما ترك اسرائيل تعربد وفق هواها بدعم الرئيس الامريكي المطلق لها، كما جعل إسرائيل تتصرف بحرية تامة، سواء في سياساتها العدوانية ضد الفلسطينيين أو في تحديها لكافة القرارات الدولية.
العوامل التي ساهمت في موقف (النتن ياهو) هذا
العديد من الدول العربية تعاني من أزمات سياسية واقتصادية وأمنية، مما جعل القضية الفلسطينية تتراجع في اولوياتهم ، بالاضافة الى قضايا التطبيع للبعض من هذه الدول مما شجعهاعلى التمادي في سياستها من القضية الفلسطينية وغيرها من قضايا الامة ، ثم الانقسام الفلسطيني بين فصائلها اعطى مبرراً لاسرائيل رفض اية حلول سياسية ، ثم الدعم الأمريكي المطلق ، خاصة إدارة الرئيس ترمب حاليًا حيث قدمت غطاءً سياسيًا وعسكريًا لإسرائيل، مما جعلها تتصرف دون تحسب من اية عواقب وقوانين دولية.
ما تقدم ماهو الحل لمواجهة الكيان الصهيوني وهو يضغط على شعبنا الفلسطيني بشكل غير انساني، فالحل استعادة القرارالسياسي والتوحد العربي ولو بأدنى مستوياته، عبر مواقف سياسية موحدة على الأقل في المحافل الدولية، إلى جانب دعم جهود الوحدة الفلسطينية لمنع الاحتلال من استغلال الانقسام. كما أن تعزيز المقاومة السياسية والدبلوماسية ضد الاحتلال ضروري لكسر الهيمنة الإسرائيلية المدعومة أمريكيًا، كما تامل الشعوب العربية من القمة العربية التي ستعقد في جمهورية مصر العربية في اذار القادم موقفاً موحداً ايجابيا قوياً ضد المواقف الاسرائيلية المتطرفة .
السؤال الذي يدور في افق الكيان حالياً هل الفلسطينيين قادرون على تجاوز التخلي العربي عنهم وهل هناك بدائل في مواجهة الاحتلال؟
برايي المتواضع ،المقاومة الفلسطينية أثبتت عبر العقود أنها قادرة على الصمود رغم كل التحديات ورغم فارق القوة العسكرية والدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل، إلا أن الإرادة الشعبية الفلسطينية تظل العنصر الأهم، فقد تحمل الفلسطينيون الاحتلال لأكثر من 75 عامًا ولم يتخلوا عن قضيتهم وما دور المقاومة الا لتحرير الارض التي استوى حتى على الجزء الرسمي المخصص للفلسطينيين من قبل الامم المتحدة في 1947 لاسباب اهمها :
• الروح الوطنية والصمود الشعبي الفلسطيني الداعم للمقاومة ، والذي قدم أجيالًا من المناضلين، ولم تفلح كل محاولات الاحتلال في اضعاف عزيمته أو فرض الاستسلام عليه.
• التطور المستمر في أساليب المقاومة سواء كانت عسكرية، أو سياسية، أو إعلامية، فقد أصبحت أكثر تكيفًا مع التحديات الصهيونية وجعلهم في حالة استنزاف دائم.
• إحراج إسرائيل دوليًا، رغم الدعم الأمريكي، فإن الجرائم الإسرائيلية لم تعد تمر بلا محاسبة، وهناك وعي عالمي متزايد بالقضية الفلسطينية، خاصة بين الشعوب الحرة.
• التغيرات في الرأي العام الدولي، ومنها الدول الغربية بدأت تنتقد السياسات واساليب القتال الإسرائيلية، وهذا قد ينعكس على شكل ضغوط سياسية.
• إسرائيل تمتلك القوة العسكرية والدعم الغربي، لكنها تفشل في تحقيق الأمن والاستقرار، لأن وجود الاحتلال بحد ذاته هو سبب استمرار المقاومة. وكما رأينا في تجارب الاستعمار عبر التاريخ، لا يمكن لأي احتلال أن يستمر إلى الأبد أمام شعب مُصرّ على نيل حقوقه.
في الختام لاسبيل للمقاومة سوى الوحدة مع السلطة الفلسطينية ومؤكد سيتم كسب الدعم الدولي والمجتمع الدولي، الذي ينظر بإيجابية إلى أي خطوة تعزز الاستقرار، وإذا اجتمعت الفصائل الفلسطينية تحت مظلة واحدة، فسيكون ذلك نقطة قوة مهمة في قطع الطريق على المخططات الإسرائيلية التي تهدف لاضعاف السلطة الفلسطينية وإبقاء غزة معزولة، وهذه الوحدة ستفشل هذه المخططات ، وتمهد الطريق نحو حل الدولتين،رغم التعنت الإسرائيلي، فإن حل الدولتين يظل الخيار الأكثر قبولًا عالميًا، وهذه الوحدة الفلسطينية ستعزز فرص تحقيقه على أساس حدود 4 حزيران 1967. وقد اشرت الى ذلك بكل تفاصيله في مقالي الاخير المنشور في موقع الكاردينيا الثقافي المعنون ( الى متى يستمر الصمت العربي والاسلامي حيال مواقف الامبراطورية الامريكية وربيبتها اسرائيل).

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

963 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع