معرض وبورصة برلين للسياحة ٢٠٢٥ أحدث مؤشر اقتصادي عالمي

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 11 آذار/مارس 2025 16:34

كتب بواسطة: بسام شكري

بسام شكري

معرض وبورصة برلين للسياحة ٢٠٢٥ أحدث مؤشر اقتصادي عالمي

عقد في برلين للفترة من4-6 اذار معرض وبورصة برلين للسياحة وهو أقدم وأكبر معرض سياحي في العالم حيث تأسس عام 1966 بمبادرة شخصية من مانفريد بوشة وقد شارك في نسخته الأولى تسعة عارضين من خمسة دول هم المانيا الغربية، مصر، العراق، البرازيل، غينيا، وقد شهد اول تطور له سنة 1974 حيث تجاوزت مساحة العرض عشرين ألف متر مربع وبلغت مساحته سنة 1980 52 ألف متر مربع، توقف المعرض سنة 2020 بسبب جائحة كورونا وقد أقيم المعرض بطريقة افتراضية للأعوام 2021 – 2022 وبلغت مساحته هذه السنة 160 الف متر مربع.

ان اهم معارض السياحة في العالم ثلاثة هي معرض برلين ثم معرض لندن للسياحة والذي تأسس سنة 1980 يليه معرض مدريد للسياحة الذي تأسس سنة 1981 لكن معرض وبورصة برلين للسياحة يعتبر أقدم وأكبر معرض سياحة في العالم من حيث عدد الدول المشاركة وعدد العارضين والتغطية الإعلامية والمساحة, زيارتي لمعرض برلين هذه السنة كانت مميزة وصعبة في نفس الوقت حيث صادف المعرض اليوم الثالث من شهر رمضان المبارك وسفري كان القطار حيث قطعت خمسمائة كيلومتر في اربع ساعات وربع للوصول الى برلين, برلين رمز المانيا وعنوان حب الشعوب الناطقة بالألمانية والمواطن الألماني اذا زار برلين يشتري هواء برلين كهدية لأعز الناس لديه وهواء برلين هو زجاجة فارغة مغلقة بسدادة ومكتوب عليها هواء برلين, صحيح الزجاجة فارغة لكنها رمز لحب برلين ونوع من الفانتازيا الألمانية, برلين مدينة كبيرة وهي الوحيدة في كل عواصم أوروبا لا تشهد ازدحاما لحركة السير لسعتها وحسن تنظيم حركة السير فيها ولتعدد وسائط النقل.
المعرض هو انعكاس لحركة السياحة في العالم وقوة اقتصاد الدول وازدهارها وحال الامن والاستقرار فيها وهذا ما سنتعرف عليه في نهاية المقال من عدد العارضين في الدول المشاركة, المعرض كبيرومساحته 160 الف متر مربع والاجنحة مقسمة جغرافيا وهناك باصات تنتقل من البوابة الشمالية الى البوابة الجنوبية وتمر بالمعرض من شماله الى جنوبه وبالعكس وتم تصميم المعرض بحيث ان الزائر يتمكن من زيارة كافة الاجنحة دون الخروج الى خارج المعرض حيث ان كل الاجنحة مفتوحة على بعض وعدد الدول المشاركة هذا العام هو 170 دولة وعدد العارضين 5800 عارض وهذا يعني ان على الزائر التركيز على ما يحتاجه من دول لان ثلاثة أيام غير كافية لزيارة 5% من عدد العارضين , التسهيلات التي قدمتها ولاية برلين للمعرض عديدة من المواصلات تصل للمعرض من كلتا بوابتيه الشمالية والجنوبية وتم توفير تذاكر لكافة المواصلات للزائرين خلال المعرض بسعر 17 يورو حيث يمكن استعمال القطارات والباصات والترام والاندركراوند والعبارات والبواخر على مدار الساعة.
اكبر الاجنحة كان لألمانيا الدولة المضيفة وحيث ان الشعوب الناطقة بالألمانية تقضي نصف حياتها في العمل والنصف الاخر في الاجازات فان السياحة مهمة جدا ولا يخلو شارع صغير في المانيا من مكتب تنظيم رحلات سياحية وعدد مكاتب السياحة في المانيا يفوق عدد الحلاقين والبقالة مجتمعين وكافة شركات السوبرماركت الكبيرة تمتلك شركات سياحة كبيرة وتصدر مجلات أسبوعيا الى جانب عروض الأطعمة على شكل مجلات ورقية تصدر عروض ورقية للسياحة والناس كلما تسوقت اخذت كلا المجلتين وهذا يعكس حجم الاهتمام في المانيا بالسياحة وكمية السائحين , في الأيام الثلاثة زرت الجناح الألماني وكانت اليومين الأوليين مزدحم جدا حيث لا يتمكن الزائر من المشي في الممرات من كثرة الزائرين والعارضين وكل ثلاثين سنتمتر في الجناح مشغول حتى شاهدت في اليوم الأول رجلين وامرأة يعقدون اجتماعا على درج يصعد من عارض ارضي الى عارض في الطابق الأول حيث مساحة غير مسقفه, وفي اليوم الثالث خف الازدحام في الجناح الألماني بحيث تتمكن من المشي في الممرات.

عربيا كانت الملكة العربية السعودية من اكبر الاجنحة وأكثرها تنظيما والضيافة العربية في كل مكان وكان هناك رجال سعوديين بالزي الوطني السعودي يطوفون على العارضين والزائرين بالقهوة العربية والتمر والمعجنات والكل بوجوه مبتسمه تعطيك انطباعا بحرارة وصدق مشاعرهم وهناك عرض موسيقي لفرقة سعودية كانت يوميا تقدم عروضها في الجناح وكانت مثيرة للاهتمام والجذب من الجناح الأوروبي المقابل للجناح العربي حيث موسيقى الطبول والرجال الذين يرتدون الملابس الجميلة والانغام التي تأخذك الى الصحراء والواحات ومسير الجمال في الصحراء, الى جانب كل ذلك فقد قدمت المملكة العربية السعودية هذا العام كمية كبيرة من الهدايا التي عليها شعار الجناح السعودي وتم عمل لوحات إعلانية ضخمة في الكثير من الأماكن الخارجية وحول الجناح العربي, وفي اليوم الثاني للمعرض التقيت خلال زيارتي بالجهة المنظمة للجناح السعودي وهي الهيئة السعودية للسياحة وهي جهاز حكومي تابع لوزارة السياحة السعودية تأسس سنة 2020 يهدف الى تعزيز صناعة السياحة والسفر في البلاد وتعرفت من خلال الهيئة على الجهود الكبيرة التي يبذلونها لدعم القطاع الخاص سواء شركات السياحة او الفنادق او شركات الطيران ولاحظت توصلهم مع جميع العارضين السعوديين مثل خلية النحل, ان سوق السياحة السعودي سوق كبير واعد وحديث وبحاجة الى مواكبة مستمرة للتطورات العالمية في مجال صناعة السياحة وبحاجة الى اعداد كبيرة من المرشدين السياحيين المتدربين دوليا مع تعلم اللغات الأوروبية من موطنها بشكل جيد لتغطيه سوق السياحة الذي سينمو بشكل متسارع .
https://youtu.be/0dcR2NrCooI

رابط فيديو فرقة موسيقية من داخل الجناح السعودي

ان الانفتاح الذي حصل في زمن جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز والقيادة الميدانية لسمو الأمير محمد بن سلمان الذي عبر بالمملكة سنوات ضوئية من التقدم والتطور خلال فترة زمنية قصيرة قد جعل السعودية اهم واحدث وجهة سياحية في العالم وفي نفس الوقت فان السياحة السعودية بحاجة كبيرة الى مختلف الجهود لسد النقص الذي سيحصل مستقبلا حيث الاف المناطق السياحية في المملكة والاف الكيلومترات من السواحل الجاذبة للأوربيين الباحثين عن الشمس والصحاري والتراث العربي القديم وما يحمله كل ذلك من نكهة الأطعمة المميزة وروح الضيافة العربية الاصيلة التي تلمسها في كل مكان في السعودية.
https://youtu.be/7GBxW27OU0g

رابط فيديو فرقة شعبية قطرية

ان السياحة الخارجية مهمة جدا للشعب الألماني والسياحة الداخلية للمواطنين الالمان بنفس الاهمية فالإجازات القصيرة مخصصة لداخل المانيا حيث الاف المناطق السياحية والاجازات الطويلة مخصصة للسياحة الخارجية واهتمام المواطن الألماني العادي ينصب في السياحة بشكل لافت للنظر فلو جلس مواطن الماني الى جانب مواطن الماني اخر لا يعرفه اول واهم موضوع يتكلمون به هو: اين ذهبت في اخر إجازة؟ وكيف كانت الاجازة؟ والدول العربية الأكثر جذبا للألمان هي المغرب وتونس ومصر ولها جمهورها الخاص وتليها الامارات وسلطنة عمان ولكل منهما جمهوره كذلك والسائح الألماني يختلف كليا عن بقية السواح الاوربيين حيث يفضل الفنادق ذات 3 نجوم والسعر المناسب والنظافة والاهم من كل ذلك يريد ان يعرف أكبر كمية المعلومات والأماكن الجديدة التي يزورها وذلك لثقافة الفضول للتعرف على العالم الخارجي.
الاقتصاد الألماني يعتمد على السياحة بشكل كبير والى جانب السياحة الداخلية فان الاوربيين يفضلون السياحة في داخل المانيا سواء في مواسم الأعياد او المهرجانات او الكرنفالات او في الأيام الاعتيادية وذلك لما يحتويه كوكب المانيا ( كما يسميه الاوربيين) من مناطق جذب سياحي غير موجودة في بقية أوروبا ولقرب المانيا التي تقع في قلب أوروبا وتوفر وسائل النقل بالقطارات وشبكة الطرق السريعة في المانيا والطيران التجاري الرخيص المنتشر في أوروبا، لكن السائح العربي والشرقي بشكل عام لا يعرف عن السياحة في المانيا الا النزر اليسر بسبب الجهل باللغة الألمانية وهناك فئة من الأثرياء العرب يزورون سويسرا والنمسا ومدينة ميونخ كنوع من الرفاهية وليست للسياحة بمعناها المألوف وهي التعرف على الأماكن والناس وأسلوب حياتهم والاطعمة وحيث يقضي السائح العربي الثري اوقاته في منتجعات وفنادق فاخرة ويأكل الاكل الأوروبي وليس اكل البلد الذي يزوروه والاثرياء لا يعتبرون سائحين على الرغم من الفنادق والمطاعم الغالية التي يرتادونها الا انهم يظلون اقلية ضئيلة مقارنة بالسائحين العاديين.
مستقبل السياحة العربية مستقبل واعد وهناك دول عربية لديها أماكن سياحية وتعيش في امان واستقرار مثل شمال افريقيا ومصر والامارات والسعودية وقطر والأردن وسلطنة عمان لكن هناك تباين كبير بين هذه الدول من حيث الإدارة السياحية ونوع وجودة وسعر الخدمات, والعرب بحاجة اليوم الى انشاء تجمع سياحي حديث يعمل وفق التكامل الجغرافي ويعطي مفهوما جديدا للسياحة الداخلية والخارجية لمواطنيها من جانب وتطور أسواقها السياحية لاستقبال السواح الأجانب من جانب اخر, وفي كلتا الحالتين فان السياحة في كل دول العالم تمثل أحد اهم اركان الاقتصاد.

من هذا الجدول يمكننا قياس مستوى سوق السياحة في تلك الدول في ضوء مستوى الخدمات والاسعار وتوفر الأمان والنظافة والتعامل الاحترافي والاهم من كل ذلك هو الاستقرار الأمني الجاذب للسياحة علما بان الدول العربية التي لم تشارك في المعرض لديها أسباب مختلفة وهي السودان وموريتانيا والكويت، وعلى العرب إعادة تقييم سوقهم من خلال اجراء المقارنات بين الدول المشاركة وتحليل كافة العوامل المؤثرة على السوق.
أتمنى ان تستقر الدول العربية امنيا وتزدهر اقتصاديا وتستفيد من امكانياتها السياحية الهائلة في تعزيز اقتصاداتها والتواصل مع العالم في التنمية البشرية والاقتصادية.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.