الخاتون البغدادية

                                         

                        كتابة - إيمان البستاني

                       

         

                              


ربما سيأخذك الاسم عزيزي القارئ للمس ( جيرترود بل ) تلك المرأة المؤثرة التي جمعت بين الدبلوماسية والاركلوجيا اي ( علم الآثار) والحفريات

واللغويات , والتي ساقها قدرها لأن تحط في بلاد الميزوبوتيميا (بين النهرين) التي اسموها العراق، وفي بغداد خاصة بقبعتها الفريدة وثوبها الموسلين تجوب شوارع بغداد فأطلق عليها البغادلة لقب الخاتون ونهاية القصة معروفة لكل ذي عينين

   


محمود عبود فهمي

خاتوننا اليوم هي شخوص الفنان العراقي ( محمود عبود فهمي ) الذي غادر العراق قسراً إلى الكويت ومنها إلى روسيا وأوكرانيا والنرويج ثم الإمارات العربية المتحدة

ولد عبود في الحلة في محافظة بابل العراقية عام 1962 وهو ممن اختاروا أن يدخلوا التشكيل من باب (الإبداع ) مدرسة مفتوحة لا تقيده عنوانها

ولكثرة اسفاره طارت شخوص لوحاته فبدت كأنها كائنات ماموثية مسيطرة على المشهد تفرض وجودها على راسمها ومشاهدها

        

و «الخاتون البغدادية» حصدت الجائزة الأولى في معرض الإمارات للفنون التشكيلية في اذار الماضي حين أعلنت جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، خلال حفل اختتام معرضها السنوي العام بدورته الحادية والثلاثين، عن أسماء الفائزين بجائزة مسابقة المعرض، وحصل على المركز الأول في فئة الرسم والنحت، الفنان العراقي المقيم في دولة الإمارات محمود عبود فهمي، عن آخر ثلاث لوحات له وهُن: خاتون دجلة، الجمعة صباحاً، استراحة فوق السطح

   

وأعرب الفنان محمود عبود فهمي عن سعادته الغامرة بحصوله على الجائزة الاولى في المعرض وهي الجائزة الأهم، مؤكدّاً إن المعرض كان ناجحاً بكل المقاييس لأن مدة العرض كانت طويلة، فضلا عن قيام المعرض في متحف الشارقة الكبير. مشيراً الى أن أعماله الفائزة نالت إعجاب الجميع لأنها لوحات على الكنفاس ولكن بأسلوب حداثوي جديد وغير مطروق مسبقاً، وهي لوحات حافظت على أصالة الفن بدون القفز بأساليب غريبة. ولم يخفِ عبود تفاجئه بحصوله على المركز الأول قائلاً: كنت أتوقع ان يكون نصيبي المركز الثاني لأسباب يصعب شرحها هنا، لكن الجميع اتفق على أن لوحاتي تستحق أن تكون الأولى، وأهدي هذا الإنجاز لبلدي العراق بكل أطيافه، لدجلة والفرات، وللمرأة العراقية ولأزقة بغداد العريقة التي أتمنى أن تهتم الدولة بها لأنها هوية بغداد وانا أرسمها دفاعاً عن هذا الإرث العظيم الذي نراه يهدر أمامنا

                   

ومن اعماله ايضاً لوحة الموسيقيان العراقيان ( داود وصالح الكويتي ) وقد أبدع الفنان محمود عبود في رسمهما وخاصةً عندما صورهما في لوحاته وعيناهما متفارقتان وهذا تعبير رمزي حيث كان يريد الفنان ان يرمز الى العين الأولى التي تنظر للبعيد الى الوطن والعين الثانية التى تتوجس المهجر القسري والخوف ظاهر عليهما

ولوحات اخرى بمواضيع بغدادية لها رمزية وتفرد في الاسلوب والفكرة كاللوحة ادناه التي تنقل المشاهد الى جلسة عائلية يشترك الكل في اكل الرقي , طقس مخزون في الذاكرة , مارسه الجميع ولم يتبرأ منه احد

    

اعماله أقرب ما تكون إلى السرد القصصي فهي تدخل المشاهد في قلبها وتجعله يتفاعل معها سواء بالضحك أحياناً أم بالبكاء في أحيان أخرى ومرة أخرى بالحزن أو بالفرح المختبئ، بحسب قوله : الإبداعُ الجديدُ لن يأتي إلا بقليلٍ منَ الجنونِ

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

539 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع