الكتاب منقح ومطبوع على الدسـك ,.. يبحث عن ناشـر !
الدكتورعبدالرزاق محمد جعفر
استاذ جامعات بغداد وطرابلس وصفاقس/ سابقاً
يقدم الحلقة 2 من كتيب شـاهد عيان لنظام القذافي
الظلمُ لا يدوم وأن دامَ دَمَـر
1- نبذة تاريخية عن ليبيا :
يمكن تقسيم تاريخ ليبيا إلى مجموعة من المراحل، تبدأ من تاريخ ليبيا القديم قبل 5000 عام اي قبل عصر الاسرات في مصر وأيضا يضم علاقة الليبيين بالمصريين خلال حكم الفراعنة في عام 3200 ق.م.,و الذي يتميز بوصول اســرة ليبية من قبيلة المشواش إلى عرش مصرالفرعونية, ومن ابرزالفراعنة الليبيين شيشنق الذي وصل إلى عرش مصر عام 950 ق م.,.. ثم مرحلة العلاقة مع الفينيقيين الذين استعمروا تونس وانشاؤ مدينة قرطاجة في عام 813 قبل الميلاد, ومن ثم توسعت لتصبح امبراطورية لها القدرة على الزحف نحوغرب ليبيا وساحل الجزائر والمغرب, ثم ابتلعت مدن اوبا الثلاثة, التي بنتها قبيلة اوزي التي كانت تتنقل في اراضي تونس في بداية القرن الخامس قبل الميلاد, وكانت قد اسست قبل الزحف نحو الصخراء , مدناً قديمة , امثال (اورو، اورى،اوزى) وصبراته, التي بنتها قبيلة صبارتة أو اسبارطة , ثم انزاحت تحت ضغط القبائل الليبية الأخرى إلى سيشيليا (صقليه), ومنها إلى البر الغربي لبلاد الأغريق, لعدم قدرتهم على التعايش معهم , و لذا ارادو ا تدمير اثيناء , وقيام دولتهم( لبده الكبرى), ... وهي مدينة تابعة لقبيلة لواته أو الليبو الذين انزاحو إلى تونس في القرون اللاحقة، ثم مرحلة العلاقة مع الأغريق أو اليونان وإنشاء كما يدعي الاغريق( قورينا) , التي قال عنها هيريدوت: ان الاغريق وصلوا اليها في جنح الظلام, وتم بناء المدينة على عرش من ذهب!
وبعد مقاومة بعض القبائل المحلية والمدن الخمس مع قرطاج أو قرطاجنة وظهور حنبعل أو هنيبال, تمت العلاقة مع الأمبراطورية الرومانية, التي تميزت بوصول أحد الليبيين إلى عرش الأمبراطورية الرومانية, وهو الإمبراطور سيتيموس سيفيروس وأبنائه, ثم تميزت الحالة بعد ذلك بوصول الرسول مرقص رسول المسيح إلى أرض مصر وليبيا ثم حكم البطالمة وغزوالوندال .
الغزوات على ليبيا :
تقع ليبيا، أو كما يطلق عليها “طرابلس الغرب” ، في شمال القارة الإفريقية على ساحل البحر الأبيض المتوسط. يحدها من الشرق
مصر، ومن الجنوب الشرقي السودان، ومن الجنوب تشاد والنيجر، ومن الغرب الجزائر ومن الشمال الغربي تونس.
تبلغ مساحة ليبيا , نحو مليون وثمانمائة ألف متر مربع أغلبها أراض صحرواية, ويقطنها ما يقرب من سبعة ملايين نسمة. ينطق السكان في ليبيا اللغة العربية وفق اللهجة الليبية، أو الدارجة، والدراسة والمعاملات الرسمية باللغة العربية الفصحى. كما تتحدث القبائل البربرية باللغة الأمازيغية، والهوسا باللغة الهوساية التى يتحدث بها أهل نيجيريا والنيجر.
تكونت ليبيا التاريخية من ثلاثة أقاليم هى إقليم طرابلس (تريبوليتانيا) برقة (سيرينايكا) وفزان. ومنذ القدم, أطلق اسم ليبيا على الإقليم الواقع في شمال إفريقيا بين مصر وتونس نسبة إلى قبيلة الليبو الليبية التي سكنت المنطقة منذ آلاف السنين.
توافد الإغريق وقبائل الأمازيغ والفنيقيون على ليبيا منذ قديم الزمان, ثم سيطر البيزنطيين عليها في القرن السادس للميلاد وفتحها العرب المسلمون في القرن السابع للميلاد.
توالى على حكم البلاد سلالة الأغالبة في القرن التاسع الميلادي، والزيريون الفاطميون في أواخر القرن العاشر. ولم تلبث أن تعرضت البلاد لغزو العرب البدو من قبائل بني هلال وبني سليم, وسقطت طرابلس بعدها في يد الأسبان ,ومن ثم فرسان القديس يوحنا إلى أن حررتها الإمبراطورية العثمانية.
وفيما يلي بعض الآثار الرومانية :
قبائل بني هلال
تعرضت ليبيا إلى غزو إيطالي عام 1911 وقاد عمليات المقاومة في ولاية برقة محمد إدريس السنوسي وهاجم معسكرات الاحتلال، ثم نجح عام 1922 في انتزاع اعتراف إيطالي بحكومة أسسها في جنوب برقة, وشكل مع المناضل عمر المختار جبهة قوية لمقاومة الأحتلال واعترفت إيطاليا عام 1946 باستقلال ليبيا , تحت حكم الملك أدريس السنوسي ، وبالرغم من ذلك فإن القوات البريطانية والفرنسية استمرت في ليبيا في الفترة ما بين عامي 1943 و1951.
المجاهد عمر المختار
كنيسة منذ الأحتلال البريطاني تحولت الى كنيسة*
وعلى أية حال , فقد أعلن في 24 ديسمبر من عام 1951 قيام المملكة الليبية المتحدة تحت حكم الملك محمد إدريس السنوسي، وانتخب البرلمان, وتشكلت اول وزارة في الدولة الملكية الدستورية الجديدة.
بدأت بعد ذلك المرحلة الإسلامية ,..بالفتح الإسلامي على يد عمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب وأستمرت مع الدولة الأموية فالعباسية, فالفاطمية.
وقد أدت هجرة بني هلال وبني سليم الى تعريب ليبيا , وتلى ذلك تكوين الدولة الأيوبية , ثم تبعه ,غزو فرسان القديس يوحنا , تلاه الأنضمام إلى الخلافة العثمانية, وحتى بداية التاريخ الحديث والغزو الإيطالي, ثم الحرب العالمية الثانية, والاستقلال ثم إنشاء المملكة الليبية المتحدة,.. وحتى قيام ثورة الفاتح من سبتمبر 1969 م. بقيادة العقيد معمر القذافي !
كانت الدوائر الاستعمارية تدبر المكائد وتحيك المؤامرات على مستقبل ليبيا، فقد اتفقت بريطانيا وأيطاليا في 10 مارس 1949 على مشروع (بيفن سيفورزا ) الخاص بليبيا, الذي بفرض الوصاية الإيطالية على طرابلس والوصاية البريطانية على برقة , والوصاية الفرنسية على فزان ، على أن تمنح ليبيا الاستقلال بعد عشر سنوات من تاريخ الموافقة على مشروع الوصاية!
وافقت اللجنة المختصة في الأمم المتحدة على مشروع الوصاية في 13 مايو 1949 م., وقُدم إلى الجمعية العامةللأمم المتحدة للاقتراع عليه، ولكن المشروع باء بالفشل لحصوله على عدد قليل من الأصوات المؤيدة، ونتيجة للمفاوضات المضنية لحشد الدعم لاستقلال ليبيا التي قام بها وفد من احرار ومناضلي ليبيا للمطالبة بوحدة واستقلال ليبيا، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 289بتاريخ 21/11/1949 م., الذي يقضي بمنح ليبيا استقلالها في موعد لا يتجاوز الأول من يناير 1952 م، وكُوِنت لجنة لتعمل على تنفيذ قرار الأمم المتحدة, وتبذل قصارى جهدها من أجل تحقيق وحدة ليبيا ونقل السلطة إلى حكومة ليبية مستقلة.
في شهر أكتوبر 1950 م. تكونت جمعية تأسيسية من ستين عضواً يمثل كل إقليم من أقاليم ليبيا الثلاثة (عشرون عضواً),... وفي 25 نوفمبر من السنة نفسها اجتمعت الجمعية التأسيسية برئاسة مفتي طرابلس لتقرر شكل الدولة.
وعلى الرغم من اعتراض ممثلي طرابلس على النظام الإتحادي تم الاتفاق، وكلفت الجمعية التأسيسية , لجنة لصياغة الدستور، فقامت
تلك اللجنة بدراسة النظم الإتحادية المختلفة في العالم وقدمت تقريرها إلى الجمعية التأسيسية في سبتمبر 1951 م.
المرحوم السيد محمود المنتصر
حيث تكونت حكومات إقليمية مؤقتة بليبيا، وفي 29 مارس 1951 م . أعلنت الجمعية التأسيسية عن تشكيل حكومة اتحادية لليبيا مؤقتة في طرابلس برئاسة السيد محمود المنتصر, وأدناه موجزاً لسـيرته:
محمود بك هو بن أحمد ضياء الدين بك بن عمر باشا بن أحمد باشا بن الشيخ أبو القاسم بن الشيخ أبو بكر بن منتصر الكافي المصراتي، ويرجع نسب عائلة المنتصر إلى قبيلة الكوافي بمدينة مصراتة, وما زالت عائلة المنتصر تقيم بها حتى الآن.
ولد محمود المنتصر في 8 أغسطس 1903 بمدينة العجيلات حيث كان والده قائم مقام هناك.
تلقي تعليمه الابتدائي بمدارس طرابلس ثم التحق بجامعة روما.
ابتدأ حياته العملية بتولي رئاسة مجلس إدارة الأوقاف الإسلامية من سنة 1936 إلى 1949.
في سنة 1936 عين رئيساً لمجلس إدارة المدرسة الإسلامية العليا بطرابلس.
كان عضواً مؤسساً في هيئة تحرير ليبيا سنة 1947.
عين سنة 1950 نائباً لرئيس مجلس الإدارة العسكرية البريطانية.
في 24 ديسمبر 1951، أعلن الملك ادريس السنوسي استقلال ليبيا تحت اسم المملكة الليبية المتحدة ، وكلف المنتصر بتشكيل أول حكومة للدولة الوليدة.
من أهم المشكلات التي واجهت المنتصر في بداية عهده هي مشكلة القواعد الأجنبية في ليبيا، ولكي يحسن موقفه التفاوضي قرر طلب المساعدة من مصرفي عهد الملك فاروق ، إلا أن الحكومة المصرية فرضت شروطاً صعبة منها أن تكون قيمة المساعدة مليون جنيه فقط، والتنازل عن واحة الجغبوب لصالح مصر، وأن يكون المصريون هم المشرفون على إنفاق هذه المساعدة، في حين عرض البريطانيون 2.75 مليون جنيه إسترليني مقابل بقاء قواعدهم في ليبيا، وبالطبع قبل المنتصر العرض البريطاني.
ومن أكثر تصرفات المنتصر المثيرة للجدل في عهده هي الإجراءات الصارمة التي اتخذتها حكومته ضد الأحزاب السياسية في ليبيا، كما قامت حكومته بترحيل الزعيم الوطني الليبي بشير السعداوي إلى خارج ليبيا في 22 فبراير 1952.
بعد نهاية الملكية في سبتمبر 1969، تم القبض على المنتصر وبقى في السجن حتى وفاته في سبتمبر عام 1970، ويقال أنه انتحر نتيجة للمعاملة السيئة، ولكن ذلك لم يثبت من مصدر موثوق.
716 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع