حضرات الخلان، لهذا جاء غزو بغداد في يوم ٩ نيسان

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 24 نيسان/أبريل 2025 07:24

كتب بواسطة: ابراهيم فاضل الناصري

إبراهيم فاضل الناصري

حضرات الخلان، لهذا جاء غزو بغداد في يوم ٩ نيسان

هل أن التاريخ يعيد نفسه أم هو إيفاءا بالنبوءات والرؤى الغيبية لما عبر من داهيات؟! أقول هذا بعد اطلاعي على اشياء من مضمون كتاب:(عظمة نبوخذ نصر.. عظمة بابل وإحراق نينوى وتدمير مملكة بابل)، ولسان حال الإجابة على هذا هو فهم ما كانت تحمله المجريات والتمعن بالموروث الحكائي للمم الغابرات.
ان الكتاب هو من تأليف/ ج.ر. تابوي وترجمة/فيليب عطا الله والناشر/دار الجيل -بيروت -الطبعة/الأولى 1994م
يجيء ضمن هذا الكتاب ذكر: إن أورشليم سقطت على يد نبوخذ نصر في يوم 9 نيسان..... نعم سقطت في يوم 9نيسان.
ثم يرد في مكان اخر من الكتاب:
:((اصطفوا كلكم ضد بابل، وأنتم أيها الرماة، أطلقوا سهامكم عليها ولا تذخروها، إن بابل ستصبح كومة من الأطلال وحجرا لبنات آوى))
هكذا انطلق نبي اليهود المسمى أرميا يبشر بأفول نجم بابل (اي العراق).
ثم انبرى حسب قول الكتاب يدعوا إلى تدميرها (تدمير العراق) ثم قام بالدعاء على دولة بابل قائلا:
: ((اهبطي من عليائك إلى الحضيض يا بنت بابل، واجلسي على الأرض لا على العرش يا ابنة بابل، فلن يدعونك بعد الآن بالمرهفة والمغرية. خذي حجارة الرحى واطحني الحنطة. انزعي الحجاب عن وجهك، وارفعي ثوبك، ثم اكشفي عن ساقك لتعبر السيول. أبيحي عريك ليشاهدوا عارك تقوقعي في صمت واستتري في الظلمة يا ابنة الكلدانيين فلن يدعونك أبدا بعد الآن بملكة الممالك.. ... لتفنى بابل ولا تكون قاعدة ...... إن طريق العودة عد، والعبادة ستمارس في صهيون وسأشيدك يا أورشليم من جديد وأعيد بناءك)).
كذلك يرد في استرسال هذا الكتاب قول الكاتب: بعد شوط من البناء والانتصارات والتوسع ها هي بابل تبسط سيطرتها من البحر المتوسط حتى الخليج الهندي وتجذب إليها التجارة العالمية.. ورويدا رويدا ساد الأجنبي على سائر أنحاء بابل وهيمن على شارعها ومعابدها وقضى على القوى الحية في الامة فأضحت بابل بلا قضية وأصبح المواطنون بلا إيمان وطبقة الأشراف فيها التي كانت اللبنة فيها طوال ألفي سنة من المجد قد غدت قلقة على استقلال بابل لم يشعر نبوخذ نصر بالخطر المحيق بدولته إلا بعد فوات الأوان إذ في لحظة هذيان لنبوخذ نصر رأى ما سيتكون عليه دولته لهذا جمع نبوخذ نصر حاشته وأفراد بلاطه وصرخ بهم قائلا: -
((أتنبأ لكم أيها البابليون بالبلاء الذي سيقضي عليكم، ولن يكون بمقدور باليس الذي خلقني ولا بمقدور الملك بالتيس ان يقنعا آلهة القدر بتغيير مصيركم هذا .... سيأتي بغل فارسي تسانده ... (يهودا) ليفرض عليكم سلطته ويستعبدكم وسيتواطأ معه (ملك ميديا) الذي انتصر عليه الآشوريون ... حيث لا مدن ولا طرقات مداسة بل وحوش مفترسة تمرح بحرية وطيور تخفق بأجنحتها)).