وزراء وسفراء الزمن الأغبر/٢١

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 26 حزيران/يونيو 2025 16:06

كتب بواسطة: ذو الفقار

ذو الفقار

وزراء وسفراء الزمن الأغبر/٢١
حصريا لمجلة الگاردينيا

مقدمة

عندما تولى هوشيار زيباري منصبه كوزير للخارجية كانت حمايته تتألف من فوج كامل من الأكراد حصريا، وكانوا بلباس مدني، تعاملوا بغطرسة مع السفراء وبقية منتسبي السفارة، بل ان وكيل الوزارة السفير بسام كبه (رحمه الله) شكى للوزير من سوء تعاملهم، وانهم لا يسمحوا له باجتياز البوابة الخارجية الا بعد تدقيق ممل للسيارة العائدة للوزارة، بل هم يفتشوا ملابسه أيضا، ولا يبدوا أي احترام لمنصبه، وكان جواب الوزير: سأوجههم اليوم. ولكن استمر الحال على نفس المنوال.
عندما تقارن فوج الحماية مع حماية الوزير محمد سعيد الصحاف سوف تتفاجأ، بانه لم يكن للوزير سوى مرافق واحد فقط هو (السيد هاشم الموسوي)، وكان هذا المسكين يداوم مع الوزير ليلا ونهارا
لذا فاتح الصحاف رئاسة الجمهورية لتعيين مرافق وحماية آخر ليساعد السيد هاشم، فحصلت موافقة الرئاسة على تعيين السيد حسين كمرافق وحماية في نفس الوقت (سبقه السيد عماد، ولكنه لن يبق فترة طويلة بسبب فضيحة داخل الوزارة)، تصوروا الفرق بين حماية الوزيرين!

صعوبة التمييز بين الوثائق الأصلية والمزورة
ذكر الدكتور لطيف الصالحي أستاذ القانون الدولي في جامعة دبلن " قبل مدة كنت احتجت تجديد جواز سفري العراقي وقد أتصلت في حينها بالسفارة العراقية في لندن لغرض أخذ التعليمات منهم حول تجديد جواز السفر والرسوم وغيرها من التعليمات وهل يجب حضوري شخصيا أم فقط إرساله بالبريد مع مبلغ رسوم التجديد لغرض أنجاز المعاملة؟ ثم تحدثت مع السفير وهو يعرفني بصورة شخصية وطلب مني أن أنتظر لفترة بسيطة لحين التأكد من الإجراءات وسوف يعاود الاتصال به، تفاجأت حين أخبرني بأن الوزير هوشيار زيباري يطلب منه شخصيا التأكد من صدق وإثبات عراقيتي وبعدها يمكن لنا النظر بطلبه بتجديد جواز سفره!
اذكر عام 2004 كان يراجع السفارة في اليونان وتركيا الكثير من الاكراد وهو يرومون الحصول على جواز سفر عراقي حيث حظي العراقيون بسبب الغزو على موافقات للجوء في اوربا، كانت الوثائق التي يحملها الأكراد باللغة الكردية، ولعدم معرفة منتسبو السفارة العراقية باللغة الكردية، خاطبت السفارة الوزير هوشيار زيباري لحل مشكلة كيفية التمييز بين الوثائق الحقيقية والمزورة، حيث أشار ممثل الاتحاد الكردستاني بان بعض هؤلاء الاكراد ليسوا من اكراد العراق من خلال لغتهم او لهجتهم، فهم من ايران او سوريا او تركيا.
كان جواب الوزير الزيباري الصاعقة " ليس لنا تواصل مع إقليم كردستان العراق"، وبسبب ضعف السفراء تم تزويد جميع الاكراد بجوازات عراقية دون معرفة اصولهم العراقية، بل ان اثنين من الاكراد شك القنصل في عراقيتهم، فقاموا بتخريب قاعة الانتظار وتهشيم الزجاج، وبدلا من استدعاء البوليس قام السفير باستضافتهم، ووجه القنصل بإصدار جوازات سفر عراقية لهم، وتبين اهم من اكراد تركيا!
بهذا الصدد قال الكاتب سمير عبيد في مقالة نشرت في صحيفة الزمان الدولية العدد 2106 بتاريخ 9- 5 – 2005 " لدينا بعض الأدلة والشهادات التي تؤكد لنا أن هناك عائلات وشخصيات كثيرة لم تولد في العراق حصلت أخيرا على الجنسية العراقية وجوازات السفر العراقية من بعض السفارات والقنصليات نتيجة المحاباة والمحسوبية ونتيجة حسابات سياسية".

من يدير وزارة الخارجية العراقية؟
قدم رئيس كتلة حقوق النيابية، سعود سعدون الساعدي، اليوم الأربعاء، (9 نيسان 2025)، بطلب نيابي الى رئيس مجلس الوزراء، بخصوص مخالفة بقاء السفراء العراقيين المتجاوزين للسن القانوني في مناصبهم.وكان وكيل وزارة الخارجية، هشام العلوي قد كشف في 14 من آذار 2023، عن وجود 55 سفارة وممثلية عراقية في الخارج بلا سفراء، مشيرا ووجود نقص لدى الخارجية بأكثر من 80 سفيراً. الحقيقة ان من يدير وزارة الخارجية هو رجل عميل ابن عميل وهو كويتي الجنسية يدعى (محمد بحر العلوم) وهو إيراني الأصل، يستبعد أي خبير في شؤون ترسيم الحدود مع الكويت، ويستبداهم بمن هم خارج التخصص، عميل سافل للكويت يقبض من اسياده الأمراء ملايين الدولارات. لذلك تجد العراق يتنازل عن حقوقه في البر والبحر لصالح الكويت بسبب هؤلاء العملاء، لا غيرة ولا ضمير.

الوزير الخمار وحب الليالي الحمراء
كان الوزير هوشيار زيباري سكير ومقامر ومن رواد الليالي الحمراء قبل توليه المنصب، وحافظ على تلك التقاليد الخليعة عندما صار وزيرا للخارجية، فقد تحول مكتبه الى حالة يرثى لها من الدعارة والخزي، وهذا ما يقال على السفراء في الخارج، فقد كانت الشكاوي التي يرسلها أبناء الجالية العراقية عن عهر وفساد السفراء مقرها في مكب النفايات، لأن الوزير لا يعتبرها مساوئ فهو يمارس نفس التقاليد، مثلا" ان احدى السفراء الأكراد في كندا وصلت فاتورة استهلاكه للمشروبات الكحولية الشهرية إلى (12000) دولار شهريا تصرف من نثرية السفارة وتم نشرها بالوثائق والمستندات الرسمية: علما انها يفترض ان تصرف من جيبه الخاص، ولم تجد الشكوى أي اجراء من قبل الوزير، وهذا ما يقال عن غالبية السفراء، بل ان احد السفراء كان يصرف حفاظات زوجته من نثرية السفارة دون حياء، ونعتذر عن ذكر اسمه مع اننا نحتفظ به.

برقية جفرية اغضبت برزان التكريتي في جنيف
قال قريبي الدبلوماسي: في أحد أيام الأيام في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، كنت خفرا في مكتب السيد الوزير محمد سعيد الصحاف، ولم يكن الوزير موجودا، فقد كان مع بقية الوزراء يقدمون التهاني للرئيس صدام حسين بمناسبة حلول العيد المبارك، كما جرت العادة في أيام الأعياد. بعد الساعة الثانية عشر ظهرا، رن ٌ جرس التلفون الحكومي الاحمر (تلفون خاص للسيد الوزير، لكن عندما لا يكون موجودا، يحول الخط الى السكرتير، وعند مغادرة السكرتير يحوله الى ذاتية مكتب الوزير، رفعت السماعة وكان المتكلم السيد برزان التكريتي ممثل العراق الدائم في جنيف، قدت له تحيات العيد، وسألني عن السيد الوزير، فقلت له، لم يأتِ بعد الى مكتبة، فقال حسنا: وصلتنا منكم برقية جفرية برقم (كذا) البارحة، فمن قام بكتابة البرقية؟ استفسر من الجفرة، واتصل بيٌ فورا. أجبته نعم استاذ، وكان يعرفني شخصيا.
اتصلت بقسم الجفرة، وطلبت منهم ما طلبه السيد برزان، فرفضوا في بادئ الأمر، لأن الجفرة من اختصاص الوزير، وهو يزجه بشأنها، فقلت لهم: حسنا سأتصل بالسيد برزان وأخبره برفضكم، واغلقت الهاتف، وبعد دقيقتين أتى موظف الجفرة أياد الجبوري واعتذر لي، وقدم لي البرقية، وكانت البرقية تناشد السفراء العراقيين بعدم اعطاء (وعد بلقاء الوفود العربية الأجنبية بالسيد رئيس الجمهورية صدام حسين وسيادة عدي صدام حسين رئيس اللجنة الأولمبية". ويبدو ان السيد برزان انزعج جدا من كلمة (سيادة عدي صدام حسين)، ولهذا استفسر عمن كتب البرقية بهذا الصيغة، اتصلت به في جنيف وأخبرته بأن مدير مكتب الوزير (حسان الصفار) هو من كتبها ووجه بإرسالها الى كافة البعثات العراقية في الخارج بما فيها الممثلية العراقية في جنيف ونيويورك.
فقال برزان: الله اكبر! الا يجوزوا من هذا التملق السخيف؟ إحنه (نحن) نريد ننهي الأزمات والمشاكل، مع العالم والمنظمات الدولية ونعمل على تحسين صورة العراق وسمعته في المحافل الدولية، وأنتم تذبون (ترمون) حطب على النار، وترجعونه للخلف؟ قلت له: سأخبر السيد الوزير عند قدومه أستاذ.
شكرني على سرعة الاستجابة، وقال أخبر الوزير باتصالي، فقلت له، نعم استاذ سأخبره عندما يأتي. تقريبا في الساعة الواحدة ظهرا، جاء الوزير محمد الصحاف، فأخبرته باتصال السيد برزان، فقاطعني وقال: اتصلت به، وانتهى الموضوع.

ذو الفقار
حزيران 2025