يأكل مع الذئب، وينبح مع الكلب، ويبكي مع الراعي.

ياسين الحديدي

يأكل مع الذئب، وينبح مع الكلب، ويبكي مع الراعي.

– مثلٌ عربي هذا المثل العربي يصوّر شخصًا متقلب الولاء، لا ثبات له، يتلون بحسب مصلحته، ويجيد التلاعب بالمواقف والعواطف.
المثل يفضح نفاق هذا النموذج من الناس: شخص يدّعي البراءة والولاء بينما هو متورط مع جميع الأطراف، يخون هذا ويواسي ذاك. هو نقد لاذع للمنافقين والانتهازيين الذين لا موقف لهم سوى مصلحتهم.أكل مع الذئب ويبكي مع الراعي مثل عربي قديم، لطالما أُستخدم للذي يُخادع في سبيل تحقيق مصلحته، وهو ذاك الذي عنده ازدواجية سلوك يُحسن التفنن بها، تراه يشارك الذئب في فريسته ويشاطره الأكل كاسبا، ثم يذهب لمواساة الراعي الذي أكل الذئب غنمه فيبكي عنده حزينا.
بديع الزمان الهمداني المُتوفي عام 1007م له وصف مشابه إذ يقول "رايت الناس خُدّاعاً إلى جانب خُداع يعيشون مع الذئب ويبكون مع الراعي".

هذا المثل في وصف الكلاب مع الذئب والراعي، يُشخص نفاقا يندس في السلوك وتُقيه تبطن وتظهر ذات وجهين، وكأن ذلك المخادع بهذا الفعل يمسك العصى بمرونه من الوسط، ضامنا التفاهم مع المعتدي والضحية.
ازدواجية السلوك مع الذئب والراعي تشربت عمق تحايل دونما علم بين المتضادين، وهذا الخداع فعل واع يُغلَّف بجراءة مُتكلَّفَة، وتزلُّف فيه شيطنه لتجنب الأذى من الطرفين، ومتأملاً بهذه العقليه استمرار المكاسب.
الازدواج هذا هو تقمص الافعال المتناقضة، فيحمل شخصيه معينة تارة، ثم يتحول الى شخصية ثانية تارة اخرى، وكأنه ينسى في هذا التحول ما فعله اثناء تقمصه الشخصية الأولى.
التباكي صفة قد يمتهنها اصحاب ازدواجية السلوك، وهي تستدّر سذاجة من لا يتبصرها، والخداع صنعه تحوطه حيل تتقمص دلائل تُختلق لتبرير ما يفعلون، ويبقى المخادع كلب يبكي تحت أقدام الراعي

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

875 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع