«كبة السراي» يشترط على زبائنه تناول وجباتهم وقوفا

    

     يجذب المطعم الشهير العراقيين من مختلف أنحاء البلاد

  

أصغر وأشهر مطعم في بغداد افتتح قبل أكثر من سبعة عقود

بغداد: أفراح شوقي:لعله المطعم الأصغر مساحة في العاصمة بغداد، والأكثر شهرة لدى البغداديين، خاصة من طبقة المثقفين والأدباء والإعلاميين، وهو يتوسط أهم شارع للثقافة «شارع المتنبي» منذ أكثر من سبعة عقود وحتى الآن، محافظا على طقوسه بتقديم نوع واحد من الأكلات، وهي الكبة الشهيرة «كبة السراي» نسبة إلى «سوق السراي» القريبة منها، كما أنه ولصغر مساحته يقدم وجبته لزبائنه وقوفا.

أهم ما يميز جدران المطعم الذي غابت عنه لافتته أخيرا بعد حملة التجديد التي شملت السوق، أنها تشبه كتاب التاريخ المفتوح، وهو يحكي عبر صور قديمة علقت فيه مراحل مهمة مرت بها البلاد، وأهم الشخصيات السياسية والثقافية والعسكرية والفنية التي زارته في سنوات مضت، وهو واحد من أنتيكات بغداد النادرة كما يقول صاحبه سعد رشيد المكنى بـ«أبو علي» في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف وهو يواصل عمله بصب أطباق من الكبة للزبائن: «صغر المحل لم يمنع الزبائن من الإقبال عليه، وتناول وجبتهم المفضلة وقوفا والتطلع إلى الصور المعلقة واستذكار زمن مضى بوصفه جزءا من طقوس الطعام التي تضفي عليه نكهة مضاعفة».

وعن بدايات افتتاحه، يقول أبو علي: «فيما مضى من الزمن كنا نعمل على بسطية على الأرض، لا نملك محلا، لكن طريقة صنع الكبة المميزة جلبت لنا الكثير من الزبائن، وهي مكونة من مادتي البرغل واللحم، وتقدم بعدها مع المرق الأحمر، وفي عام 1935 افتتح جدي المحل هنا، في سوق السراي وهي من أقدم الأسواق في بغداد، ومن ثم تولى إدارته والدي، وها أنا هنا أدير المحل بمساعدة ثلاثة من أصدقائي القدامى، وكما تلاحظين حركة الزبائن كبيرة، ونحاول أن نلبي جميع الطلبات، وهناك من يشتري كميات من الكبة لأهله وأصدقائه».

  

من أهم ما يميز المطعم صور الشخصيات الشهيرة التي تناولت طعامها فيه

وعن أهم المشاهير الذين زاروا محله، يقول: «كل الشخصيات البغدادية المعروفة مرت من هنا وتذوقت الكبة، ومن أهم الشخصيات الملكة عالية والدة الملك فيصل الثاني؛ إذ كانت ترسل سائقها لتشتري الكبة من هنا، وشربت الزبيب من دكان الحاج زبالة الشهير أيضا».

وأضاف: «هناك الكثير من الزبائن يطلبون الصور المعلقة على جدران المطعم ويصرون على طلبها، وبالطبع أجيبهم دائما بالرفض لاعتزازي بها، ولكني أدلهم على مكان بيعها».

يقول الباحث محمد سمارة عن ذكرياته مع «كبة السراي»: «كل المحال تجري تعديلات وتطويرات على أماكنها تماشيا مع روح العصر، إلا محل (كبة السراي) الذي حافظ على ديكوره وطريقة تقديمه للطعام، وهو ما يميزه، وأتذكر أن كثيرا من الناس من مناطق بعيدة يأتون لزيارة المطعم وتذوق الكبة التي ذاعت شهرتها، خاصة أيام الجمعة، حيث ملتقى المثقفين والأدباء وزوار سوق الكتب في بغداد».

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

676 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع