سينما الخيام بين زمنين متناقضين...
للسينما العراقيه تاريخ حافل بالمفارقات المتنوعه فقد كانت احد وسائل الترفيه للمجتمع العراقي منذ بدايتها ...
وتعتبر سينما الخيام الواقعه في قلب بغداد من أفضل دور العرض...
وتم أفتتاحها عام ١٩٥٦ ،بعرض اول فلم فيها هو ( هيلين بطلة الطرواده) وبلغت تكاليفها ٣٠٠٠٠٠ ثلثمائة الف دينار عراقي في حينه ،واحتوت على ١٥٠٠ مقعد من النوع الجيد ...
ولديكوراتها ميزة خاصه حيث زينت بلوحات أنيقة تتناسب مع ألوان مقاعدها المتحركه ،كذا الحال فأن موقعها أضاف رونقا خاصا ،حيث مطاعم الأكلات السريعه المتنوعه المحببه لدى أهالي بغداد بسبب جودتها ورخص ثمنها، وبفلافل ابوسمير،
يجاورها بار رومانس على الطراز الفرنسي ويقابله في جانبه الاخر بار الركن الهادىء،وشارعها الفرعي يطل باتجاهين (الرشيد والجمهورية)..
صورة شبيهة لشارع الخيام .. تصمیم(الگاردينيا)
ويتداخل فيه أفضل المحلات التجارية المختلفه المستوردة من مناشىء عالميه ،عند مرورك تنبهر للحركة الدؤوبة ،كأنك تعيش عالم اوربي ممزوج بنكهة بغداد ،بعد عام ١٩٥٨،
دخلها أول رئيس للوزراء المرحوم عبدالكريم قاسم ،مفتتحا فيلم(أم الهند) عام ١٩٥٩ ،مما زادها تألقا كونها القاعة المميزه ،على أثر ذلك بدأت حركة السينما العراقيه نحو التألق ..وازدادت بإنشاء سينما النصر ،وغرناطة وغيرها الكثير ،مستفيدة من تجربة سينما الخيام ،الا أن الخيام حافظت على مستواها الاجتماعي والفني .
عند بدء الحرب العراقيه / الأيرانيه في ثمانينات القرن الماضي ونتيجة للظروف الاجتماعيه بدأت السينما ومنها الخيام بالاضمحلال تدريجيا ،كباقي المهن الأخرى لأنشغال المجتمع بالحرب ومفارقاتها ،واستمرارية الحروب المتعاقبه حولت معظم دور العرض الى مخازن وورشات عمل اخرى ،أضافة الى التوسع الحاصل في بغداد.
وزاد الطين بله الظروف الامنيه المترديه واستمرارية القطع الكهربائي في عموم العراق ،ولو عدنا للمقارنة بين زمنين ،نجد أن بغداد تزهو بمعالمها الفنيه وتألقها الحضاري على عكس الزمن الحاضر الذي تفرق فيه الاحبة منهم مهجر والآخر مهاجرا خلف الحدود ،وآخرون رقودا تحت التراب ...
948 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع