ذكريات عن سلام عادل وسيرته السياسية والحزبية حتى عام ١٩٦٣ -الحلقة الرابعة
حوار أم تحقيق؟
أما حكاية "الحوار- التحقيق" بين حازم جواد وسلام عادل فقد تم في غرفة مدحت ابراهيم جمعة وقد جرى الحديث التالي بينهما:
سأل السجّان للسجين: لماذا طلبتني؟
قال سلام عادل: للاحتجاج على التعذيب والمعاملة السيئة للمعتقلين.
يَقول حازم جواد طلبت منه الاعتراف لينتهي التعذيب.. ثم سألته هل من دولة لا تمارس التعذيب فحتى الاتحاد السوفييتي يقوم بذلك؟ ثم أعطونا المعلومات وتفاصيل الخط العسكري للحزب لينتهي الأمر وخاطب جواد، سلام عادل: الأمر بيدك!!
لم يردّ سلام عادل على مقترح جواد، وطلب منه إصدار بيان سياسي مشترك يؤكد الحفاظ على سيادة الدولة والاستقلال الوطني والعمل الوطني المشترك ونسيان الماضي، ولكن حازم جواد يقول: لاحظت أنه يريد أن يكسب الوقت، وقلت له "أنت سجين وأنا السجان" وأنصحك بإعطاء معلومات وما لديك وبعدها نبحث في اقتراحك. توقّفتُ عند رواية حازم جواد وتواريخها واكتشفت أنها غير متجانسة أو منسجمة، فإذا كان علي صالح السعدي في مصر فمعنى ذلك أن طالب شبيب كان معه، فهل يمكن أن يكون شبيب قد حضر اللقاء ولم يحضر السعدي؟ وإذا كان سلام عادل قد بقي تحت التعذيب طيلة الأيام الأربعة أي من يوم 19 ولغاية 23 حيث استشهد، فهذا يعني أن الوفد كان لا يزال موجوداً في القاهرة ولم يعد إلى بغداد، وهكذا يُستدل على أن علي صالح السعدي يمكن أن يكون قد التقاه قبل سفره ولكنه لم يخبر الدوري، لكنّ حازم جواد يؤكد في مقابلته مع غسّان شربل بشكل لا غموض فيه ولا لبس أن السعدي لم يلتقه لأنه كان في القاهرة وفي ذلك تناقض صارخ. وفي مقالة نشرت مؤخراً في جريدة المشرق (العراقية) (1 نيسان/ ابريل/ 2016) للسيد أمير الجنابي وكان قد كتب مقالة أخرى بتاريخ 15/7/2005 في الحوار المتمدن بذات المضمون حيث نقل على لسان أحد الكتاب والروائيين الفلسطينيين محمد أبو عزّة (سكرتير تحرير مجلة دنيا العرب التي كانت تصدر في دمشق في الثمانينات) أنه كان ضمن طاقم الحرس القومي في مديرية الأمن العام ببغداد مع مجموعة من العرب والفلسطينيين، وفي فترة النهار وصلنا ضيف أقمنا له "وليمة دسمة" كما يقول تضمنت صنوف التعذيب والهتك الجسدي والنفسي على مدى ساعات، ولم يكن الضيف سوى سلام عادل. وتمضي الرواية وهي تستعيد الواقعة تلك وإنْ بمشاعر مختلفة وربما بشعور بالذنب حين يقول: وحاولنا قهره ولكن طاقته على الصمود والتماسك كانت لا توصف وجاءتنا الأوامر بالإبقاء على الرجل لأن شخصية مهمة في طريقها إلينا ولم تكن تلك سوى علي صالح السعدي الذي حين وصل حاول أن يقرّب فمه من سلام عادل وقال له: أنت منتهٍ وليس عليك إلّا الاعتراف وكرّر ذلك عدّة مرّات. لكن الدوري يعتقد إن ذلك قد يكون حصل مع حازم جواد وليس مع السعدي، مع ملاحظة مهمة هي أن سلام عادل لم يعتقل في الأمن العام. وتمضي الرواية المنشورة في المشرق فتقول: إن سلام عادل أجاب السعدي بتعجّب وبكلمات متقطعة ولكنها مفهومة وواضحة: أنت سكرتير حزب وتطلب مني الاعتراف؟... ثم سكت للحظات وبدا وكأنه يستجمع قواه، ثم فجأة بصق بوجه السعدي بصقة يخالطها الدم... وبعد أن مسح السعدي البصقة أشار إلينا بأن أجهزوا عليه وهذا ما حصل. وتقول الرواية أنه تم فقأ عينيه وكسر عظامه وقطع أصابع يديه ومن ثم ذبحه. وهناك رواية شفوية أخرى تصب بالاتجاه ذاته وتزيد عليه بأنه تم سحق جسده بسيارة ثم ذوّب بالأسيد. وبغض النظر عن الروايات المتناقضة والمتضاربة فإن المؤكد بالنسبة لي هو ما قاله حازم جواد في مقابلة له مع غسان شربل في العام 2004 المنشورة في جريدة الحياة والتي صدرت كجزء من كتاب بعنوان: العراق من حرب الى حرب - صدام مرّ من هنا، (دار رياض الريس ، بيروت ، 2009) إنه التقى سلام عادل ودار بينهما "حديث"، وقد أسميته "تحقيقاً" وليس حواراً، وقد عبّر عنه حازم جواد نفسه حين خاطب سلام عادل مذكّراً إياه إنما يجري بينهما إنما هو علاقة "سجين بسجّان" وقد نفت ثمينة ناجي يوسف (أرملة سلام عادل) بشدّة ما ورد من افتراءات وإساءات حازم جواد لسلام عادل في ردها المنشور في جريدة الحياة بتاريخ 28 شباط/ فبراير/2004 وقد نفى زكي خيري في مذكراته "صدى السنين في ذاكرة شيوعي عراقي مخضرم"، مركز الحرف العربي، السويد، ط2، 1996، وج 2 طبعة خاصة في السويد، إعداد سعاد خيري الحديث عن "حوار" أو "لقاء" أو استعداد لذلك من جانب سلام عادل. وكما ذكر محسن الشيخ راضي للباحث ، وهو المسؤول الأول عن الهيئة التحقيقية، "المكتب الخاص" إن ما سمّي "لقاء" بين حازم جواد وسلام عادل هو بمثابة تحقيق وهو بين طرفين غير متكافئين أحدهما معتقل والآخر بيده السلطة، وهذا يعني أن التحقيق الأساسي مع سلام عادل أجراه حازم جواد، بل أنه كان هنالك أكثر من جلسة ومنها أن "لقاء ثانياً" وربما "اللقاء" الأخير مع سلام عادل هو ما يذكره محسن الشيخ راضي الذي شاهد سلام عادل وهو بانتظار مقابلة حازم جواد، ولكنه كما نقل لي كان قد شارف على الموت أو في ساعاته الأخيرة قبل أن يلفظ أنفاسه. وحسب رأي طالب شبيب: ما قيمة الحوار الذي دار إذا كان الأمر قد انتهى بموت هؤلاء "خطأ وجهلاً" وقد تقدّم الطبيب صادق حميد علوش ليقرر كطبيب شرعي: أنهم ماتوا بالسكتة القلبية لأنهم ظلّوا حتى الصباح معلّقين وأرجلهم مرتفعة عن الأرض قليلاً. وقد أُبلغنا في صباح أحد الأيام بأن قادة الحزب الشيوعي قد ماتوا!! فغطينا نحن مع الأسف ذلك بقرارات رسمية (هكذا بكل بساطة ماتوا!!) (انظر: كتاب علي كريم - عراق 8 شباط 1963 من حوار المفاهيم إلى حوار الدم، مراجعات في ذاكرة طالب شبيب، مصدر سابق، ص 199).
تشويه مقصود
وبالعودة للقاء الأول الذي يذكره حازم جواد فقد حاول أن يقلل من قيمة سلام عادل وقال أنه لم يشعر إزاءه بالاحترام، ثم برّر ذلك ربما لأنه كان مكسور الجناح وسجيناً، لكن طالب شبيب قال للباحث: إن سلام عادل كان متماسكاً وبدا صلباً برغم ما تعرّض له من تعذيب وبرغم الأجواء التي أحيط بها، وتعامل بكبرياء القائد وليس بمنطق من خارت عزيمته. ومع كل ما تعرّض له سلام عادل فقد كان ذهنه يقظاً ووطنيته فائضة حين طالب حازم جواد وهو في هذا الوضع كجزء من تحدّيه للانقلابيين الحفاظ على الاستقلال الوطني والسيادة الوطنية والوقوف ضد القوى الاستعمارية، وتلك معايير للوطنية التي ردّ بها سلام عادل خلال التحقيق معه ومطالبته بكشف الأسرار الحزبية. ولم تسفر جلسة "التحقيق" تلك عن شيء، لكن حازم جواد ينسب إلى سلام عادل أن قدّم 3 نصائح للانقلابيين وسلطتهم الفاشية وهي: عليكم عدم تأميم النفط وعدم المضي لعقد الوحدة مع مصر وعدم السير في طريق الإصلاح الزراعي، وحين ينقل حازم جواد تلك النصائح فإنما ينقلها مقطوعة عن أية مقدمات أو دلالات ولا ندري كيف وردت وتحت أي صيغة؟ لكننا نستطيع أن نخمّن أن الهدف منها هو الإساءة إلى سلام عادل حين يشكّك به بقوله: "أهو عميل بريطاني؟".. جدير بالذكر إن ما حصل لإيران حين أممت النفط في عهد الدكتور محمد مصدق ظلّ هاجساً لدى بعض الشيوعيين، حيث ساهمت المخابرات المركزية الأمريكية CIA بتنظيم انقلاب للإطاحة بمصدق وإعادة شاه إيران محمد رضا بهلوي إلى السلطة وكان ذلك في العام 1953. ربما حاول حازم جواد الانتقاص من موقف الحزب الشيوعي من التأميم انطلاقاً من هذه المعلومة، لا سيّما مما أشيع عن موقف زكي خيري الذي كان من أشد معارضي تأميم النفط كما يقول ابراهيم علّاوي وكان قد جاء في تصريح له إن الحزب يدعو إلى فرض رقابة صارمة على شركات النفط" وهو موقف أثير حوله لغط كثير وغمز مستمر (انظر: جريدة الديلي تلغراف البريطانية، 20 نيسان/ابريل/1959) في حين كانت تصريحات سلام عادل في 30 آذار/مارس/1959 وقبله تحركات ابراهيم كبه وزير الاقتصاد قد أثارت مخاوف احتكارات النفط العالمية، وقد جاءت متساوقة مع موقف عبد الكريم قاسم (انظر: نجم محمود، المقايضة، مصدر سابق، ص 182 وما بعدها). وكان زكي خيري قد نفى أي توجه للحزب لتأميم النفط العراقي بشكل كلّي أو جزئي، ويعتقد زكي خيري وهذا اجتهاده أن مهمة تأميم النفط تخرج من مهمات الثورة الوطنية وتدخل في مهمات الثورة الاشتراكية ويعلق ابراهيم علّاوي على هذه الجزئية بقوله " وهذا تخريج طريف في بلادته" ويذكر بتأميمات حصلت في المكسيك وإيران ومصر لمصالح أجنبية (انظر: نجم محمود (ابراهيم علاوي- المقايضة، مصدر سابق، ص 185). ومثل هذا التقدير المتناقض برز أيضاً داخل الحزب الشيوعي عشيّة تأميم النفط، العام 1972، علماً بأن الحزب كان أول من رفع شعار تأميم النفط، وكانت التظاهرات الحاشدة في العام 1956 وخلال العدوان الثلاثي على مصر ترفع شعارات: نفط العرب للعرب فماذا تريدون؟ وبأي شيء تطالبون؟ وكانت الجماهير تجيب: نفط العرب للعرب... لا أظن أن سلام عادل حاول التبسّط مع حازم جواد، والدخول معه في نقاشات من هذا القبيل، وهما في موقعين غير متكافئين، بل هما في جلسة تحقيق قد سبقها أو يلحقها حفلة تعذيب، فلم يكن الأمر إذاً حواراً. وإذا افترضنا أن ثمة جدلاً كان قد جرى بخصوص النفط فالاعتقاد الأقرب إلى الواقع أن سلام عادل حاول أن يفحم محققه ويحرجه بما يتعلق بالموقف الوطني الذي يقتضي اتباعه، والذي يقوم على معاداة الامبريالية واتخاذ إجراءات حازمة بحق شركات النفط الاحتكارية، ولا سيّما وفقاً للقانون رقم 80 لعام 1961 أي أنه حاول الدفاع عن سياسة الحزب وموقفه، وهو ما يُستشف مما ذكره حازم جواد في حواره مع غسان شربل الذي أشرنا إليه سابقاً. والأمر ينسحب على الموقف من بعض القضايا الحساسة الأخرى مثل الوحدة مع مصر وهما خطّان أحمران واجها حركة التحرّر الوطني العربية. وكان سمير عبدالكريم وهو اسم مستعار "لجهاز آيديولوجي لمكافحة الشيوعية" داخل المخابرات العامة عمل فيه "شيوعيون منهارون وجواسيس عتاة"، قد اصدر كتاباً بعنوان "أضواء على الحركة الشيوعية" عن دار وهمية (صدر عن دار المرصاد في قبرص، 5 أجزاء، العام 1979 وما بعده) إن فهد أمين عام الحزب الشيوعي الذي أعدم في 14 شباط (فبراير) العام 1949 تعهّد أن يترك العراق ولا يعود إليه مقابل الإفراج عنه، وتلك "فريّة" أخرى تحاول الجهات الأمنية وبعض الجهات السياسية حين تفقد الحجة في مواجهة خصمها تلجأ إلى إلصاق مثل تلك التهم الرخيصة للإساءة إليه وتشويه سمعته بزعم مساومتها واستعدادها للتنازل، خصوصاً حين تعجز عن فتّ عزيمتها وإجبارها على التنازل.
أين الحقيقة؟
سألتُ محسن الشيخ راضي عضو القيادة القطرية وعضو مجلس قيادة الثورة الذي ورد اسمه على رأس القائمة التي ردّدناها لسنوات غير قليلة حكاية تعذيبه لسلام عادل، وذلك استناداً إلى تقرير حزبي صدر في الخارج بعد انقلاب 8 شباط/ فبراير 1963، خصوصاً وهو المسؤول الأول عن الهيئة التحقيقية المركزية ويعاونه فيها هاني الفكيكي، فأجابني: أنه كان معتقلاً قبل 8 شباط وخرج من السجن ولم يذهب حتى لزيارة أهله في النجف، وقرّر بعد أن هدأت الأوضاع السفر إلى النجف وصادف أن سافر يوم 19 شباط (فبراير)، وفي المساء عرف باعتقال سلام عادل ولم يعد إلّا بعد أربعة أيام إلى بغداد. وحين قلت له: لكنك التقيت بسلام عادل في قصر النهاية، فأجاب: نعم فقلت له: ماذا جرى بينكما وكيف كان اللقاء؟ قال إنه لم يستمر أكثر من 10 دقائق، وكان هو في حالة يرثى لها ولم يميّز ما حوله، فسألته: هل التقيت به في سرداب القصر أم في غرفة التحقيق؟ فأجابني إنه التقاه بالممر حيث كان ينتظر قرب غرفة مدير المعتقل (المقصود مدحت ابراهيم جمعة) للقاء حازم جواد ويتحلّق حوله عدد من الحرّاس (ويبدو أن هذا اللقاء لم يكن اللقاء الأول الذي ذكره حازم جواد، بل هو لقاء آخر، حيث يبيّن تاريخه أنه اللقاء الأخير). وقال الشيخ راضي وهو يستعيد تلك اللحظات بألم شديد: حاولت أن أعرّفه بنفسي وكرّرت اسمي عليه فهو ابن مدينتي، ولكنه تمتم ببعض كلمات لم أفهمها وهي أقرب إلى الهذيان وكان قد عذّب تعذيباً شديداً، وقد سألته وماذا فعلت بعدها؟ فقال: غادرت قصر النهاية في وقتها وفي المساء سمعت خبر تصفيته حيث تم الإجهاز عليه بعد أن فقد كل قدرة على الحياة، مثلما فقد الذين عذبوه، أية قدرة على الحصول منه على معلومات. وكرّر الشيخ راضي أمامي لعدّة مرّات وفي أكثر من مناسبة إن أي شيء تنعت به جماعة 8 شباط (فبراير) فهو قليل، وأتذكّر أنه هاتفني في أحد المرّات بعد أن قرأ مقالة لي في جريدة النهار اللبنانية وجئت بها على ذكر جرائم 8 شباط (فبراير) وكان هو في بيروت، فقال إن ما تقوله عن 8 شباط والجرائم التي ارتكبت إنما هو ما نستحقّه وهو ما كان يكّرره منذ سنوات طويلة عبد الستار الدوري، وقد وجدت في ذلك، سواء من خلاله أو من خلال آخرين بمن فيهم بعض من قام بارتكابات لاحقة بعد 17 تموز (يوليو) نزوعا بالاعتراف والإقرار بما حصل في مرحلة عصيبة، وكنت دائماً ما أطالبهم بكتابة مذكراتهم، والأمر يسري على الجميع.
العدالة الانتقالية وفقه التواصل
كنت أتمنى ولا زلت أن تصل بلادنا مثلما وصلت بلدان أخرى إلى جلسات للاعتراف والاعتذار والمصارحة والتسامح في إطار ما أطلق عليه "العدالة الانتقالية" كما حصل في أوروبا الشرقية والعديد من دول أمريكا اللاتينية وجنوب أفريقيا والتجربة المغربية، وبعض تجارب آسيوية وأفريقية وأن يتوقف حمام الدم إلى الأبد، وأن تضع بلداننا وشعوبنا حدّاً للعنف وأن يكون الصراع سلمياً وفي إطار سيادة القانون حول البرامج والمناهج والتوجهات، بحيث يتم الاحتكام إلى الناس لاختيار الأفضل في إطار نظام للمساءلة والشفافية وكشف الحقيقة وجبر الضرر وتعويض الضحايا وإصلاح المنظومة القانونية والقضائية والأمنية لكي لا يتكرر ما حصل. ففي الكثير من الأحيان يتم التناوب بين الضحية والجلاد ويأخذ أحدهما مكان الآخر وهو الأمر الذي لا بدّ أن ينتهي ضمن منظومة الحرية والمساواة والشراكة والمشاركة والعدالة، ولا سيّما الاجتماعية.
المصدر/ المشرق - عبدالحسين شعبان
للراغبين الأطلاع على الحلقة السابقة:
https://algardenia.com/terathwatareck/37216-2018-09-30-21-11-40.html
1031 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع