أسرار حركة ١١مايس ١٩٥٨ التي كان يقودها العقيد عبد الوهاب الشواف ولم تنفذ
عن هذه الحركة يتحدث العميد الركن جاسم كاظم العزاوي سكرتير الزعيم عبد الكريم قاسم في مذكراته فيقول: في صباح يوم 6 مايس حدثني حسن مصطفى النقيب وأخبرني أن رفعت الحاج سري يطلب مقابلتي فإعتذرتُ عن ذلك وطلبت من حسن النقيب ماذا يريدون مني ، ثم المحتُ له بمعرفتي بكل تحركاتهم .
أخبرني حسن النقيب أن اعضاء تكتلهم قرروا القيام بالثورة ليلة 11مايس 1958.
وأن هذه المجموعة تضم كلا من العقيد وصفي طاهر والعقيد رفعت الحاج سري والعقيد الركن عبد الوهاب الشواف والمقدم نعمان ماهر الكنعاني والرائد الركن حسن النقيب والعقيد الركن عبد الغني الراوي والرائد خزعل السعدي والرائد خليل العلي والرائد طه ياسين الدوري والرائد كامل الشماع والرائد عبد الستار الجنابي.
واوضح لي حسن النقيب أن الفرصة ملائمة لتنفيذ الثورة ، فرصة مرور اللواء الخامس عشر الذي آمره أحمد محمد يحيى ببغداد في طريقه الى مقره في البصرة بعد مشاركته مع باقي قطعات الفرقة الاولى في تمرين الحبانية. إذ أن الآمر الجديد العميد الركن احمد محمد يحيى، لم يلتحق بعد لتسلم اللواء لأنه نقل اليه حديثاً. وأن وكيل آمر اللواء الذي يقوده هو العقيد الركن عبد الغني الراوي الذي سيقوم بالسيطرة على اللواء وتنفيذ الثورة لغياب آمر اللواء في تلك المدة.
وقلت لحسن النقيب " وما علاقتي بها في وقت أنتمي فيه الى تنظيم غير هذاه الكتلة.
اجابني انه يريد مشاركتي والخلايا التي انظمها في هذه الحركة دون ابلاغ زملائي اعضاء القيادة البديلة.
عندها قلتُ له هذه خيانة تريد أن تجرني اليها ، كيف أشترك بتنفيذ ثورة لا أخبر بها زملائي وأصدقائي اعضاء القيادة البديلة الذين مارست العمل معهم لسنوات طويلة وأقسمتُ معهم يمين الاخلاص والتضحية؟
كنتُ على يقين أن عبد الغني الراوي ضابط متحمس وشجاع لكنه متهور وغير متزن وغير ملتزم . وفي نهاية الحديث تمنيتُ له ولزملائه النجاح والتوفيق. وهكذا انتهى الموضوع.
لقد علم اعضاء اللجنة العليا بالحركة وبذلوا جهودا لاقناع الكتلة بعدم التنفيذ لوجود ثغرات كبيرة في الخطة ولانها غير مدروسة ، لكن تلك الجهود باءت بالفشل نتيجة لاصرار بعض قادة تلك الكتلة على التنفيذ مهما حصل وخاصة عبد الوهاب الشواف.
يقول رجب عبد المجيد " أقول للتاريخ أنه عندما دخلتُ على عبد الوهاب الشواف في وزارة الدفاع لاقنعه بعدم التحرك وترك المغامرة يوم 11 مايس1958 قال لي : لماذا أنا لستُ عضوا في اللجنة العليا؟ فقلتُ :أنت تريد أن تعرّض البلد للخطر لأنك لست عضوا في اللجدنة العليا؟
ولهذا السبب إقترحتُ أن يدخل الشواف عضوا في اللجنة العليا.لكي نتجنب الاخطار التي ربما تصدر عن اللجنة العليا؟
ويضيف العميد جاسم العزاوي" ذهبتُ الى داري ولم استطع النوم، فقد بقيتُ افكر حتى الصباح . فتحتُ المذياع فلم اسمع شيئاً. عند ذلك ادركتُ أن الحركة قد اصابها ما عرقل تنفيذها وارجائها.
وكما هي العادة ذهبت الى مقر عملي بوزارة الدفاع حيث التقيت محمد مجيد فأخبرني بقصة تلك الليلة واوضح ما يلي: تجمّع الضباط في مركزين احدهما في دار العقيد عبد اللطيف الدراجي في الكلية العسكرية، والاخر في في دار خليل ابراهيم العلي في ابو غريب. لذا حضر اكثر من مائة ضابط جاءوا من مختلف المعسكرات حتى من خارج بغداد. كان اكثرهم يساريين وشيوعيين ويعني ذلك ان الحزب الشيوعي كان على علم بها من خلال وصفي طاهر المشارك في الكتلة.
وفي حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل جاء العقيد الركن عبد الغني الراوي وأخبر المجتمعين بأن اللواء الخامس عشر غير مستعد لانه لم يفاتح الضباط ولم يهيء أي شيء. وإنفجر وصفي طاهر بوجه المجتمعين مطالباً تأجيل الحركة تنفيذا للاتفاق مع عبد الكريم قاسم . وهكذا تفرق الضياط وفشلت الحركة في مهدها.
كان وصفي طاهر قد اخبر عبد الكريم قاسم بتوقيت الحركة دون أن يخبر تنظيمه بذلك وان قاسم طلب منه إحباط الحركة بكل وسيلة ممكنة، وإتفق الاثنان بأن وصفي طاهر اذا إستطاع تنفيذ رغبة عبد الكريم في احباط الحركة فسيرسل له ضابطاً شيوعيا هو الملازم ( حامد المقصود) وهو الذي اطلق النار على المرحوم الرائد الركن ابراهيم جاسم التكريتي صباح يوم 14 رمضان 1963 وارداه قتيلاً. واخبر المقصود عبد الكريم قاسم بأن الحفلة ( اي الحركة) قد تأجلت.
وكان في حال نجاح الحركة تعيين عبد الكريم قاسم رئيسا لاركان الجيش وعبد السلام عارف امرا للواء الخامس في الموصل- اي آمر حامية الموصل –
وقيل ان عبد الكريم قاسم عمل على افشال المحاولة ليقوم هو وعبد السلام عارف بالعملية الانقلابية فاتصل باآمر اللواء احمد محمد يحيى واخبره بما يحاول عبد الغني الراوي من القيام بانقلاب على النظام الملكي وطلب منه وقف العملية وافشالها. فاصدر يحبى اوامره بمنح منتسبي اللواء اجازة في ذلك اليوم وفشلت المحاولة. واراد عبد الكريم قاسم مكافأة احمد محمد يحيى على موقفه هذا فاصدر قرارا عقب عزل عبد السلام عارف بعد شهرين من 14 تموز 1958 من وزارة الداخلية وسلمها الى احمد محمد يحيى الذي لم يكن من الضباط الاحراروالذي كان ضاابطاً في الحرس الملكي وعلى علاقة قوية مع الامير عبد الاله.
وجرى تعيين عبد الوهاب الشواف عقب 14 تموز 1958 امرا للواء الخامس في الموصل، نكاية بالشواف الذي قرر في حين نجاح انقلابه تعيين عبد السلام عارف آمرا للواء الخامس في الموصل ..
714 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع